رؤية في رواية:
…………………….
الأديب والناقد " جمال قيسي" .. ذاكَ الذي يقتحمُ العُلوّ كما يفعلُ قاربٌ واثِقٌ وسطَ بَحر مُتْعَب، هو صاحب اللُغَة التي تستجيبُ للتوقعاتِ المُسبقَة، ببعدها عنِ الرتابةِ اللغوية، وبما أنَّ الأدب(برأيي) هو ما لا يكتملُ، وهو بَعثرةُ الرتابةِ واختبارٌ لِمَجهول كأنكَ لمْ تَعِشهُ بعد، وتتوسعُ دلالاته في وعيكَ وتظلّ تُطاردُ إيحاءاته كما تُطاردُ الفَرضيات العبقرية التي تَعتني بِعلم أخلاق الأدب ، وبِما أنني لا أُحبُّ أَدب الجالسينَ على الأرصفةِ، بل أُريدُ أنْ أَقرأَ للمغامرينَ المتسائلينَ وسطَ السماءِ عنِ النجوم والباحثينَ عن النهاياتِ التي لا تنتهي بحثتُ عن نبضٍ حقيقيٍ يكسْرُ المُعتاد، وعزف مُنفرِد شَجيّ، وإيقاظ قوي للهاجعين
فكانَ ما بحثت عنه هو قرأتُه عِندَ قراءتي لرواية "نساء المجرة" للكاتب "جمال قيسي" ..
يصعب أن أقول أن بإمكاني أن أقوم و لو بمحاولة عابثة لنقد أو تحليل رواية كهذه ببساطة لأني وحتى بعد أسبوع من إنهائي لها لازالت تفوز بدهشتي وعظيم تأثري بالعنوان الذي استحوذ على اهتمامي بقوة ، الشخصيات التي عشت معها كأني عاصرتها فعلا ،تسلسل الأحداث و المواقف الشيق وأبجدية السرد واسترساله الماتع ..
في "نساء المجرة " إننا نذهب إلى ما هو أبعد من متعة القراءة، أي إلى المعاني الدائرة خارج القصّ الخالص، والسرد
الخالص، والوصف الخالص.. والسرد فيها مليء بعبارات تتجاوز السرد المكلّف بتقديم الحدث، تتجاوزه
إلى لغة وعبارات ذاهبة إلى تكريس معانٍ جديدة، تشبه إلى حد كبير الحِكَم التي تنثرها من خلال
المادة المسرودة، على لسان الشخصيات حيناً، وعلى لسان الراوي في معظم الأحيان، فالراوي ههنا كلّي العلم، ولكنّه يترك مساحات بيضاء نملؤها بخبراتنا الخاصّة عن المادة المقدّمة..
حتى في المادة المقّدمة في حوارات الرواية ستشعرك أنك بشكل ما من سمع هذه
الحوارات بما فيها من
جدة أوطرافة ..
…………………….
الأديب والناقد " جمال قيسي" .. ذاكَ الذي يقتحمُ العُلوّ كما يفعلُ قاربٌ واثِقٌ وسطَ بَحر مُتْعَب، هو صاحب اللُغَة التي تستجيبُ للتوقعاتِ المُسبقَة، ببعدها عنِ الرتابةِ اللغوية، وبما أنَّ الأدب(برأيي) هو ما لا يكتملُ، وهو بَعثرةُ الرتابةِ واختبارٌ لِمَجهول كأنكَ لمْ تَعِشهُ بعد، وتتوسعُ دلالاته في وعيكَ وتظلّ تُطاردُ إيحاءاته كما تُطاردُ الفَرضيات العبقرية التي تَعتني بِعلم أخلاق الأدب ، وبِما أنني لا أُحبُّ أَدب الجالسينَ على الأرصفةِ، بل أُريدُ أنْ أَقرأَ للمغامرينَ المتسائلينَ وسطَ السماءِ عنِ النجوم والباحثينَ عن النهاياتِ التي لا تنتهي بحثتُ عن نبضٍ حقيقيٍ يكسْرُ المُعتاد، وعزف مُنفرِد شَجيّ، وإيقاظ قوي للهاجعين
فكانَ ما بحثت عنه هو قرأتُه عِندَ قراءتي لرواية "نساء المجرة" للكاتب "جمال قيسي" ..
يصعب أن أقول أن بإمكاني أن أقوم و لو بمحاولة عابثة لنقد أو تحليل رواية كهذه ببساطة لأني وحتى بعد أسبوع من إنهائي لها لازالت تفوز بدهشتي وعظيم تأثري بالعنوان الذي استحوذ على اهتمامي بقوة ، الشخصيات التي عشت معها كأني عاصرتها فعلا ،تسلسل الأحداث و المواقف الشيق وأبجدية السرد واسترساله الماتع ..
في "نساء المجرة " إننا نذهب إلى ما هو أبعد من متعة القراءة، أي إلى المعاني الدائرة خارج القصّ الخالص، والسرد
الخالص، والوصف الخالص.. والسرد فيها مليء بعبارات تتجاوز السرد المكلّف بتقديم الحدث، تتجاوزه
إلى لغة وعبارات ذاهبة إلى تكريس معانٍ جديدة، تشبه إلى حد كبير الحِكَم التي تنثرها من خلال
المادة المسرودة، على لسان الشخصيات حيناً، وعلى لسان الراوي في معظم الأحيان، فالراوي ههنا كلّي العلم، ولكنّه يترك مساحات بيضاء نملؤها بخبراتنا الخاصّة عن المادة المقدّمة..
حتى في المادة المقّدمة في حوارات الرواية ستشعرك أنك بشكل ما من سمع هذه
الحوارات بما فيها من
جدة أوطرافة ..
وكما قلت حول الراوي-الذي يبدو كلّي العلم - فإنّ "المؤلّف الضمني" لا يخفي صوته، ويأتي
الصوت على شكل شذرات وجمل غير منسوبة لأحد، ولكنّها جمل توجيهية في كثير من الأحيان، تشير
إلى ما يضمره "السارد الضمني/ المؤلف" من مواقف ورؤى في الحياة ومعطياتها، وأختار هنا مقطعاً من "الصفحة 130" في الصورة أسفل التعليق 👇
فهذا القول لم يقله أحد أبطال الرواية ولم تقله شخصية من شخصياتها، وإنما قاله الراوي، ونحن
نعرف عن هذا الراوي، نعرف ما الثقافة أو التجربة التي تتيح له أن يقول مثل هذا، كما أنّنا
نستطيع أنّ نقول إن مثل هذا الكلام صحيح أو خاطئ، كل وفق تجربته الخاصة، ولكن ما يهمّنا هنا أن
مثل هذا الخطاب، عندما يرد في في الرواية، بهذه الصورة غير منسوب إلى أحد، فإنه يعدّ
عنصراً توجيهياً، أو مفتاحاً تأويلياً، وللمتذوق أن يقف عنده طويلاً، فقد يقف من خلاله على الأيديولوجيا
التي يحملها المؤلف "الراوي الضمني" وقد يقف من خلاله على الإرسالية الخاصّة للنص، وهي الإرسالية
التي تغيب عن كثير من الكتّاب ويسجَّل لصاحب الرواية
شكرا "كبيرة" وان كانت لا تكفي ..
الشاعرة أ.جنان محمد
Janan Mohammad
الصوت على شكل شذرات وجمل غير منسوبة لأحد، ولكنّها جمل توجيهية في كثير من الأحيان، تشير
إلى ما يضمره "السارد الضمني/ المؤلف" من مواقف ورؤى في الحياة ومعطياتها، وأختار هنا مقطعاً من "الصفحة 130" في الصورة أسفل التعليق 👇
فهذا القول لم يقله أحد أبطال الرواية ولم تقله شخصية من شخصياتها، وإنما قاله الراوي، ونحن
نعرف عن هذا الراوي، نعرف ما الثقافة أو التجربة التي تتيح له أن يقول مثل هذا، كما أنّنا
نستطيع أنّ نقول إن مثل هذا الكلام صحيح أو خاطئ، كل وفق تجربته الخاصة، ولكن ما يهمّنا هنا أن
مثل هذا الخطاب، عندما يرد في في الرواية، بهذه الصورة غير منسوب إلى أحد، فإنه يعدّ
عنصراً توجيهياً، أو مفتاحاً تأويلياً، وللمتذوق أن يقف عنده طويلاً، فقد يقف من خلاله على الأيديولوجيا
التي يحملها المؤلف "الراوي الضمني" وقد يقف من خلاله على الإرسالية الخاصّة للنص، وهي الإرسالية
التي تغيب عن كثير من الكتّاب ويسجَّل لصاحب الرواية
شكرا "كبيرة" وان كانت لا تكفي ..
الشاعرة أ.جنان محمد
Janan Mohammad
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق