الجمعة، 18 يناير 2019

سَفَرٌ عَلَى سَفَرٍ، بين الحِجّاجِ والسّلمان:

سَفَرٌ عَلَى سَفَرٍ،
بين الحِجّاجِ والسّلمان:
…………………………….
عندما تترنح داخل عذاباتك التي ترافقك كظلكِ منذ ان ضربتك القابلة وحتى اللحظة الراهنة سوف تبحث عن مخرج من قوقعة هذا المخاض السادر الذي لا ينتهي
وكأن عمرك ثوانٍ قلقةٌ تتحرك خائفةً وهي مسجونة في الساعة في حين انها تبني صروح الوقت كالعبيد الذين شيدوا المعابد القديمة ...
انت رهن الاعتقال شئت ام ابيت فهذه الابواب المؤصدة لم تكن لزليخة هذه المرة بل للطارئين الذين تشبثوا في الزمان والمكان بطريقة الغصب السارية المفعول الى اجل غير مسمى
وانت واقف في العجاج والصخب الضوضائي تبحث عن لحظة صمتٍ تتنفسها خلال انتظارك الطويل كتأرجح البندول بين نقطتي الحالة المآساوية بين الخوف والخوف
انت في عداد الموتى كذرة غبارٍ تتسكع في الأرصفة المهجورة الا من الريح .
أية هزيمة بعد هذه التي ترتديك وانت تمارس طقوسك كسبيل للهروب من مواجعك المقيمة
كالشوك في الصبار
وكأن الفصول سنين عجاف تأكل من ارواحنا..
طفولتنا الذاهبة في مهب الحروب تماما كانقطاع خيط الطائرة الورقية التي لن تعود
حتى الذكريات درسها النسيان في رمال الزهايمر الذي داهمنا مبكراً من هول الحصار المطبق
حصار الغيلان المقنعة بوجوه الوقاحة التي لا تستحي ...
كل ذلك يجعلك تشعر انك ميتٌ حتى ان ضربات القلب مدعاة للشك وعندما تكتشف انك مازلت حياً تبكي لعدم رغبتك في المواصلة وكأنك فراشةٌ بريئةٌ واقعةٌ في الشباك وكل العناكب تقتسم جسدك ...
يا لهذه التراجيديا فما يمكنك من احتضان الطوفان هو انك ملقىً كرسالة حبيسة في قارورةٍ يصفعها الموج..
عجباً كيف يكون الحب صليبا؟!..
ولكنه حب الوطن الضائع في متاهات تطاردنا منذ الأزل،
القلوب النبيلة نادرة الوجود…
ولكنها كغبار الطلع المستحثِ الخطا في مشاويره العذرية
هي من سلالة الشموع التي تلتذ بالنار لتميط الظلام ،
ليس لك الا ان تقترف الضحك سبيلا اخيرا ..
لتعبر مستنقعات البلية المفخخة بالألغام ..
فمازلت تحتفظ بضحكة الطفولة كترياقٍ اخير ٍ مستخلصٍ من البراءة للنفاذ من هذا البؤس المستمر، حتى وان كان نفاذكَ الى جهةٍ مجهولةٍ ،ولكنها لن تكون اكثر غرابةً من ملامحك المغيبة في جغرافية الاحتمالات..
أ.غسان الحجاج
،،،
،،،
نص الشاعر أ.جاسم السلمان Jassim Alsalman:
…………………………………..……………………………….
(سُئل حكيمٌ، لِمَ السماءُ صافيةٌ؟!
فأبتسمَ وقالَ::لأن البشر لايعيشون فيها)
الغزالي
،،،
(مجموعة رجل ):
…………………… .
رحيل مضاد
دون بنفسج أو وصايا،
وغدا..
يُنفى ليلي الأزرقُ الطويلُ
وغدا..
كرنفالٌ للضحكاتِ
في الفراغِ
في الممراتِ
ٱلتي يظلٌُّ فيها الظلامُ مُرَقّطاً!!
يُقلقني المشوارُ
وأبوابُ اللانهايةِ مُؤْصَدةٌ
تتكدسُ على قلبي
كقطعانٍ من الضجرِ،
وذاك المجدُ ايضاً
يشبه وجهَ ٱمرأةٍ مسماريةٍ مُباحةٍ
أسرها البدوُ الأمّيون في اللامكان،
وثمّةَ ألهةٍ تختبئ
في منتصف الّلاوصول
والمتاهات
وفضة التراب
ورائحة الحناء
وطائراتنا الورقية
رحلتْ سهواْ
قبل أن تنتهي اللذةُ من الأنتظارِ،
ولم أكن أعرفُ أنني غيرُ مقتولٍ
وأن الهزيمةَ
سبقتني وهي سلحفاةٌ،
وفي حفلِ تتويجِ اضرحتِنا
بأوسمةِ الشجاعةِ
أطلقوا سراحي في زمنِ الطوفانِ
ورموني يانعاً
في غيبوبتي،
ورسموا شكلي على الحيطانِ
مجموعةَ رَجُلٍ
أحتضنُ الحرائقَ
من فوهاتِ الرعونةِ
وأستردُّ آخرَ أنفاسهِ
من مومساتِ الحروبِ،
فاحدودبَ العمرُ
وأكلهُ الحُلُمُ
--فكيف ينهض وهو موثوقٌ
بضفائرِ حبيبتِهِ ؟!
وحوله الدراويشُ
يحملونَ دفوفَهم بلا أصابعٍ
والمُريدونَ يرقصونَ
بلا أقدامٍ
والبذرةُ المسمومةُ تنمو على مهلٍ
لكم السعادة سيدي الفرعون
وكلّ عام ٍ
وسيوفُكم بخيرٍ
وليَ الرمادُ في حقولِ مباهجي
ضيافةً مفتوحةً بأعباءِ الهوى،
وصمتي كان ومازالَ
يبذرُ في الأعماقِ
بريدَ الغموضِ
ويحتلُّ فمي
وماتبقّى من ملحِ جبيني
يرتدي جسدي الآتي
من الخوفِ الى الخوفِ ،،
ليس لي سوى أن أستغيثَ بكم
من طهارةِ قلبي
أسفلَ زمنٍ
كانَ ينهشُ
طراوةَ القوافي الجامحةِ
ويعتقلُ الأحلام،َ
ويصلبُ الأغنيةَ على الجدارِ
ويحرثُ النارَ بأشواكِ أزهاري
وماتبقى للسرورِ الغضِّ
بقايا نهاراتٍ مُسنَّنةٍ
وثمةَ مأوى غادرَهُ السَلّمُ
والجرحُ مكتنزٌ بهِ
وضحكةٌ تقترفُ برائتي
أنبتَتْني في سيلِ العذوبةِ
دولةَ عشقٍ مُخَمَّرةٍ
بطعمِ بلادي
تتوزَّعُ بحورٍ من ثمالةٍ
ومناسكٍ من ياسمينٍ
تعبرُ أطيافَ النيازكِ
تجئُ دونَ ضجّّةٍ
تحتَ خيولِ الريحِ
تدثرُ المواعيدَ
ونومَ الظهيرةِ،
هي أعطتْني المتاعَ
في طقوسٍ باهرةٍ،
فحملتُ روحي كقبضةِ رمْحٍ
حتى أستصحرَ وجهَ الموتِ
واستوحشَ حالَهُ
وأنامَ على أرقٍ
في أقصى
الجنون!!
Jassim Alsalman /Baghdad/9/1/2019!!..
،،،
تعقيب الاديب Jassim Alsalman
ننشره لاهميته في استكمال الحوار :
،،،
ماهذا الوجع اللذيذ العذب يااستاذ غسان.. اسقطتني في اليم وقلت لي تعال نتفاهم حول النفط وحول الخبز ونهب الدنيا ياسمين وسمة أولى للمجد ونقرأُ في ذاكرة الوطن كيف يكون الحزن بحاراً وكيف تكون لنا سماوات وقد سقطت أقمارها وكأننا أيام لاهثة وراء النهاية الأبعد والمسافة الأطول والحلم المغمور المحال وصمت مكان لاتتفجر عزلته، لأنه احتجاج على الواقع والصراعات والظروف القاسية التي نفترض أنها وقفت تقنعننا( بأيزيس) من أجل معالجة همومنا في الخامسة والعشرين ساعة الآتية..من الواضح ياصديقي الحميم أن ما كنا نسمعه ونعرفه عن العجائز والحكايات الخرافية والتي كانت لها المقدرة والقدرة على مسخ الأنسان وجدولة حياته انه ابتكار ناضج وربما مهذب، غير أنني أراه صناعة متميزة لغرض المتعة ومعالجة حالات استقرت فينا ووصلت حد التأليه وأثراء رموزها وتوظيفها من أجل عيون السلطة والمتسلط، ،اما صرخة الروح البشرية وتجربتها والتي تعي الوجود والمصير والحياة فكلها انفعال وفعل ومسافات فوضوية وانغلاق كل الطرق من اجل ان نبقى صما عمياً نتخبط بالزمن وتضيع فينا مقاييس الاشياء وشيئياتها ويغتال حلمنا الأخضر والمعاني المثالية، ونبقى مغيبين واكثر شقاءا لأننا كنا ولازلنا شهريار البليد الذي ظل لايعرف سر اللعبة التي تلعبها شهرزاد وكل مرة ننتظر الحكاية الاخيرة والحلقة الاخيرة من المسلسل الذي لاينتهي..
كنت قريبا من الروح وقد حملتنا معا على صهوة جواد المخيلة الخلاقة لتشرق الروح من جوانية العمق الى نوافذ الوجود..شكري وتقديري وامتناني لهذا الأبداع الثمل..تحياتي
،،،
،،،
تعقيب الشاعرة أ. Jenan Mohammad،
رافد اخر ننشره كرديف ابداعي معمق مع التقدير:
،،،
كتل الحزن تكابر داخلي
يراني الناس أضحك
يظنونني مطمئنة بِه
كلما أكلت خطواتي ملامح الرصيف
و كلما سامرت مصابيح الطرقات !
و كلما غرست كفي بثراه
رسمناه على نوافذ الحكايا
دون قلق الإغتراب
دون خوف
دون أن يرسو فوق ملامحي حزنه !
و حوله أسوارٌ مليئة بالإصغاءِ ..
تخونني عيناي معه
فما أعود أعلم أين خلعت قلبي
قبل أن يمسني حانوت خيباته !
تحرقني أزمان الحروب حولَ شاطئيه
تضيع قوافلي فيه
آتيه أحملُ روح أوردتي
أبحثُ عن عُمري و بعض حاجاتي !
أصيح
فتتسع نوافذ الأحلام
أحاول أن أعبر
و لكن جراحه
تثقب كل محاولاتي !
أأكون منسية ؟
أبذرُ الأيام على عجلٍ !
أخدش حزن الباب باندفاعاتي .. !
و كل ابتهالاتي
التي تسجد فوق وجهه المسلوب
تُبكيني !
إلى أن تجف عناويني
و لا يبقى لي.. غيره عنوانا !
أيفيق اللحن في نصف الحب معتقاً
ثم يفرُ منا ؟!
و لا يبقي غير
خطواتِ رقصةٍ ظالمة ,
تدور و تدور حول مأساتك يا وطني !
عذرا لإطالتي  فيما كنت أجتهد في العثور على مخرج من "قوقعة المخاض السادر " في نص "الحجاج" الذي يجيد ترويض الألم في نفسي بحزنه الأزلي ووجع حرفه السديم ..
وجدتني " دون بنفسج او وصايا أنام على أرق أقصى الجنون" في نص "السلمان " الذي أنهك حزني المروض أعلاه..
والحزن العالق بتلك الربكة والمتوحد مع دهشة مميزة أبقت ذاكرتي مستيقظة لأصغر التفاصيل حتى آخر مفردة في تعقيب "السلمان" الأخير ...
وأفقت وأنا ألهج بالشكر لأستاذي الغالي "غازي"لأنه دوما السبب في إتحافي بكل جميل 
فلتمت كل خيبات وطن يحملكم على وجهه لأنه وببساطة لن يقصم ظهره تدافع القشات !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق