السبت، 15 ديسمبر 2018

خصوصية السرد الشعري عند الاديبة Razika Boussoualim قراءة _ الاديب الناقد غازي ابو طبيخ الموسوي

خصوصية السرد الشعري عند الاديبة
Razika Boussoualim
-----------------*
رقص على شرفة إمرأة ماكرة **/
مقعد ،،،
موسيقى" الراي "
تدلك السيقان المعوجة
أدعوك للجلوس ،،
على شرفة أغنية مجنونة
تنثر شعرها المبلل بالعرق ،،
ومن تحتها ،،
أودية من جحيم راقص ،،
عبث ،،
كم نلتقي
في الطرق الموازية للأبخرة
تقتلنا القبلة بلذعة فلفل حريف
السجائر / الحروب / الوهم /التحزب /الأمراض /السياسة / الجوار /
وكلما فقدنا مناعة ضد التلاصق
طرنا رسائل مجهولة
وضيعنا طوابق الإلتحاق ،،
كبرنا ،،
أنين التاريخ يجاور الحنجرة ،،
صغرنا،،
ركلتنا أقدام الجغرافيا خارج الحدود
عند الغضب المصنع ،،
كم للصورة العارية من معنى
مربك للحواس ،،
وكم للأقنعة من وجوه مستفزة ،،
إتلاف ،،
لقانون التوارث ،،
ويبقى الكرسي غير آبه لدوران العجلة ،،
وتبقى القصيدة شاهدة
على الطيران ،،
وأول مكتشف للصدمة ،،
قراءة للسيرة ،،
تلك الغلال من أرضنا
طعمها يتسلق ذاكرتي ،،
حبات تين مجفف ،،لوز ،،
حليب مركز ،، سكر ،، دقيق ،، زبدة
غمزة ملح ،، وأصابعي ،،،
لأصنع حلوى ،،،
هواية ،، أضيفها لصناعة الحب
بمذاقات حرة ،،
ﻻ أريد التخصص ،،
يعيقني نحو الإنطلاق ،،
ولكي أتمتع بضحكة فراشة
ربما يلزمني مكوث العمر على تل خريطة ،،،
وقد ينزعج الحقل
فيغير ثيابه أمامي ،،
إمرأة ماكرة ،،
أحبك ،،
وأعرف كيف ،،
أنسحب في اللقطة المناسبة ،،
من الخبث أن تتعامل معي كحائط
أريد أن أستطيل به ،،
ويريد أن يسقط علي عند انتشار الظلام ،،
مسامير ،،،
خشبة هذا الزمن الباحث بحاسة شمه
عن مكان طري ،،
لكن الأمكنة أيضا تراصت ،،،
شيدت لها أسوارا من صمم ،،
عن أي حب أفتش ،،
والحب تعرية للجسد وسباحة فيه
دون شرائط الوصول ،،
أكثر ما يمكننا من حبس الأنفاس تحت الماء
لنصف دقيقة مثلا ،،
الخروج منه سيكون بملابس مبللة
و سجاد منهك ،،
لأذهب الآن ،،
المقعد لن يكتفي بي ،،
Razika
*****
*****
هذا الاداء هو ما اسس له رواد السرد الشعري الاوائل..
ان يحضر الواقع والفكر معا من دون تنازل عن الشعرية..
اصلا كان الغرض تحقيف المعادلة الابداعية مع الانسان..الشريحة النوعية..الشعب كله بالصعود اليه او الصعود به،عبر التعبير عنه والعبور به اليه..
مع ان الامساك بمجساته الحركية الصانعة للجدل ،والمستفزة لمواسم الكسل،تنفيرا واستنفارا،تحفيزا وتحريضا،ادانة واحتجاجا،اثارة وتنويرا،كل ذلك هو الجذر الاساسي الذي منح الضرورة الابداعية لقصيدة النثر،وجعلها بنية حمل واسعة النطاق بعيدة الافاق غائرة الاعماق قريبة من الشرائح جميعا وفق زحزحة لغوية وتعبيرية غير قافزة على الحقائق ،قريبة من الشرائح جميعا،من غير استثناء،فكل سيجد فيها ضالته،بحسب طاقته ولكل بحسب قدرته..
المجاز وكل غرض بلاغي،وانزياح تعبيري،لغاية وعناية وهدف ،يجمع الاغراض البلاغية كلها في بودقة واحدة..بغية صناعة (مشهد غامر).او.(موقف ثائر) .او.( احتجاج ساخر)..
هذا ماتلمسناه عميقا في النص المخصب بالشعرية الحيوية المفعمة بالنشاط النفساني الهادئ الاداء ولكنه المبركن تحت قشرة المبنى بالف معنى والف سؤال ..
هذه المقطعية المعنونة على هيئة ومضات شديدة التذكير بصعقات الهايكو،تم تضمينها بل توظيفها بذكاء محترف فطين ،على شكل بنى متجاورة ،سر اتحادها الموضوعي يكمن في وحدة الهدف ،والرابط بينها هاجسها الواحد ..
( مقعد)
( عبث)
( كبرنا)
( اتلاف)
( قراءة للسيرة)
( امراة ماكرة)
( مسامير)
( عن اي حب أفتش)..
هل نحتاج بعد هذه التراتبية المبرمجة بوعي كامل،في اسلوبية بناء ناطقة بذاتها بالنيابة عن كثير مما يحيط بالساردة البارعة بطريقة فارعه..
بيد ان المقطع..او الهايكو او الومضة الاخيرة تقترن شرطيا الى حد كبيرة بناتج معادلة رياضية او نظرية هندسية،لانه خلاصة السرد كله،او لعله نوع من الختام المتخم بالكشوف ،فلاسبيل الى اعتباره حلا او انفراجا،ذلك لان مفتضيات الشعربة غير مقتضيات القص..
عن اي حب افتش
والحب تعرية للجسد( كشف)..
وسباحة فيه دون شرائط الوصول( كشف)
اكثر مايمكننا من حبس الانفاس تحت الماء لنصف دقيقة مثلا( ايغال وقراءة وكشف)
الخروج منه سيكون بملابس مبللة وسجاد منهك ( هتك وتعرية وفضح وادانة وكشف)
لأذهب الان،،
المقعد لن يكتفي بي،،( الا يسال المتلقي لماذا لايكتفي..ولماذا هذا الختام الصادم الساخر المفتوح البوابات ?!!!)..
وكم بودنا الوقوف عند كل ضربة على انفراد ،ولكن الميقات محتشد جدا..
اديبتنا Razika Boussoualim..انت في منطقة الإضاءة ،سي
دتي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق