السبت، 15 ديسمبر 2018

كتبت الاديبة فاديا الخشن مطالعة نقدية عن قصيدة الشاعر السوري عماد جنيدي ..رح..تقول فيها مايلي:

كتبت الاديبة فاديا الخشن مطالعة نقدية عن قصيدة الشاعر السوري عماد جنيدي ..رح..تقول فيها مايلي:
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
لم يسعفه العمر ليخلع قميص الخراب
عماد الجنيدي
هو اليقظة التي ظل طيلة حياته يدفع ثمنها
عاش كما الصقر الجريح في سماء التيه والفوضى محاولا خرق قوانين التقديس محاذرا من ان يصير كتابا بلا ارجل
الشاعر السوري عماد جنيدي تحدثنا بعض قصائده عن رؤاه وقناعاته وطموحاته وعن وحدته ا لنفسية ونفيه الكوني مذ كان صغيرا ( الجميع دخلوا المدرسة /حنطوا / داخل غرف الصف
بقيت وحدي تحت المطر
اتلقى الواقع
مع التوتياء الصديء
فعماد الذي عاش بين اصدقائه محتلا وقتهم بالذكريات تارة والقصائد تارة وبالمقالب تارة اخرى كان يشعر انه وحيد على الرغم من ان حياته كانت مهرجانات دائمة وذلك بخرقها للمعتاد وبانفلاته من قوس العادات والتقاليد
اقف يوميا هنا
وحيدا / في هذا الشاطيء المقفر
أشاهد غروب الانسان
وحيدا الى اخر الزمن
بين يدي إله ضرير
على باب فرنه المرعب
مقفرة ظلت صباحاته الخالية من رائحة البحر
البحر الذي كان الشاهد على وحشية مخيلته
والبحر الذي كان الشاهد على انطفاء احلامه الصغيرة
البحر الذي كان بالنسبة اليه المدير العام الواسع الصدر والغزير العطاء الذي لجأ اليه بعد أن سرح من الوظيفة مرات عدة وبات البحر مصدر رزقه الوحيد
فعلى الرغم من شغفه الكبير بالبحر الذي كان يرمي في اتونه خرابه الداخلي وصرخات احتجاجه فان زرقته وجماله لم يقرباه من الحب ومن المراة حيث ظلت المراة بعيدة عنه (ما تزال المرأة بأسلاكها الشائكة بعيدة عني كالربيع
هكذ ا عاش الشاعر السوري عماد جنيدي يضحك باكيا ويبكي ضاحكا والحياة بفلسفته الخاصة ليست اكثر من ألعاب بر تقالية رائعة التلألؤ
ظل رافضا التدجين ورافضا التشابه يمضي في طريق بلا افق على حد قوله
لقد عاش فقيرا معدما يبيع قصائده فيما لو ضاقت عليه سبل العيش
( احتاج الى حذاء
ولتر ..
ونساء
ولاتزال النقود تلمع من بعيد كنجوم السماء
لا احد لا أحد
يدفع ثمن القصيدة
الا الشعراء
ولعل قوله هذا يلخص وضع الشعراء عموما في بلدان باتت تعاني من التردي الثقافي ويعاني فيها المثقف من التهميش
هكذا كانت تتوالد الاخبار عن الشاعر عماد جنيدي متنوعة فالبعض يتهمه بالصعلكة والبعض الآخر يرى انه الشاعر الصدامي الفضائحي الجسور والبعض قبل صداقته على مضض والبعض ادرك ماهيته وحسن طويته صدقه ووضوحه ونقاء روحه الا ان الشاعر عماد جنيدي لو وجد في ظروف حياتية افضل لكان نتاجه الشعري اكثر غزارة واعمق اثرا وربما كان قد خلع قميض الخراب لكن الحياة قاسية لم تسعفه بالعمر الاطول فرحل تاركا لنا قصائده التي تحلم بالانسان الجديد
..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق