الاثنين، 17 ديسمبر 2018

ومضاتٌ دمشقيةٌ مِنْ عُصارةِ التجربة: بقلم الاديب محمد الدمشقي

ومضاتٌ دمشقيةٌ مِنْ عُصارةِ التجربة:
...............................................
***
بعدَ رحلةٍ عميقةٍ كثافةً وشاملةٍ أجناساً تولّدت لدى الاديب السوري الاستاذ محمد الدمشقي مدير ملتقى الياسمين الواسع النطاق جملة تصورات تطبيقية عميقة نابعة من المتابعة النقدية الحثيثة للملتقى، فضلاً عن مزاولته العملية لكافة الطرازات الشعرية على وجه الخصوص بتميز واضح التجليات،ورسوخ فاعل بالغ التاثير ، رأينا انها تصبُّ في منفعة جميع اصحاب التجارب الإبداعية ،خاصة ممن يزاولون كتابة النص الإبداعي النثري،سنقوم بنشرها نصاً بما فيها من تبسيط تقريبيٍّ مقصود،لكي تصل لايادي وافهام الجميع بكل يسر وسهولة كونها موجهة اصلاً لاعضاء المنتدى المشار اليه آنفاً..
شاكرين له هذه الجهود المتواصلة التي لم ينقطع عن تقديمها من دون مقابل سوى خدمة الإبداع والثقافة العربية ..خالص اعتزازنا وتقديرنا،والسلام..
،،،
هذه تفاصيل الرؤية التي تفضل بها الاستاذ الدمشقي الفاضل مع التقدير:
...
لاحظت أن كثيرا من النثريين الغوالي ... يهتمون بتجميع الصور الشاعرية و التعابير دون أي ربط عضوي درامي شعوري و لا اي سياق ادبي ... طبعا قصيدة النثر انهمار شعوري متناثر لكن هناك سياق درامي و حالة حركية و صلة عضوية بين التعابير بخيط يجمعها و ذكاء يربطها و منطقية ما في الانتقال بينها ... غياب الترابط و بتر النص بالجمل غير المكتملة خطأ كبير ... لا بد من الاستغراق و منح كل صورة اكتمالا حسيا و شعوريا ... أن نشعر بمشهد نراه او احساس يخترقنا ... من حقكم الغموض لكن ليس هذا التفكك العجيب الذي نراه في نصوص البعض .. طبعا هناك نوع من الشعر بلا هدف محدد و هذا عادي و موجود ... لكن هناك ترابط بين مكوناته الخيالية ... و نوع من السلاسة في الانتقال بين تعابيره .... لماذا هذه المبالغة في تقصير و تكثيف الجمل ؟
لهذا لا بد من بعض النصائح
1- ضرورة تنويع الجمل بين اسمية و فعلية و شبه جملة و دخول الاستفهام و التعجب و الحوار مع الذات في النص
لأن الجمل الاسمية المتتالية تقتل الترابط و تحول النص الى تقرير و تتالي الجمل الفعلية يسبب نوعا من السرد القاتل ... لا بد من تواصل بين التوصيف عبر الجمل الاسمية و الحركة عبر الجمل الفعلية لخلق نوع من الحياة داخل النص
2- ضرورة تخيل المشهد و ربط الصور ببعضها ضمن سياق درامي حتى لو كان هذيانا .. المهم ان يكون هناك حالة ما تجمع الجمل و لو في المقطع الواحد ...
3- اقرؤوا النص بصوت مسموع بعد كتابته فهذا يجعلنا نعرف أماكن الخلل الموسيقي و المعنوي فيه
4 - لا تتسرعوا في النشر ... راجعوا النص و عيشوه .. لسنا في سباق للنشر و لا المجلات و الاوسمة و و و ... دعونا نكتب بحب و نمنح النص من ارواحنا
5- ذكاء التنقل بين الصور بما يخلق المفارقة او المقابلة بين ضدين مما يولد الدهشة و يمنح النص اجنحة
6- تقسيم النص الى مقطعين او ثلاثة كي يكون هناك نوع من التنسيق و لملمة الافكار بشكل مناسب
7- الانتباه للتوزيع البصري للنص يعني مثال
لم يعد في القلب ما يستحق
البكاء عطرك راح
نبضك
العاشق الذي يكتبني
غاب خلف
الضباب
تفكك لاحظوا كيف التوزيع خاطئ جدا و الصواب
لم يعد في القلب
ما يستحق البكاء
عطرك راح
نبضك العاشق الذي يكتبني
غاب خلف الضباب
لاحظوا كيف منحنا التوزيع البصري السليم سياقا دراميا متصلا و لاحظوا اختيار مفردات تتصل معنويا و حالة شعورية واضحة مو متناقضة و خاطئة مثلا النص يتكلم عن حبيب غدر بحبيبته فجأة يصير عن الغزل ... مو راكزة ... يجب ان يكون هناك لون و حالة تجمع التعابير و المفردات
8- ايضا لا بد من معرفة اين الوقفات و السكنات و وجود حالة رمزية ممتدة و هدف بعيد من كل عبارة
9- ضرورة الاستغراق و اكتمال المشهد و العيش في النص و التوحد معه و الالمام بالمشهد من كل جوانبه و زواياه ... اكتبوا يا جماعة و عبروا و هزوا قلوبنا لماذا الاستعجال
و اي استفسار اهلا بكم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق