الأربعاء، 26 ديسمبر 2018

الالتزام والابداع بقلم / الاديبة عليا عيسى



 الاديبة الشامية فينيق علياعيسى علياعيسى بصدد موضوعة الالتزام والابداع قائلة مايلي :
،،،
سلام عليكم و رحمة الله وبركاته...
شكرا استاذ
آفاق نقدية
للطرح المثمر...فاسمحوا لي بهذه المداخلة الكثيفة:
،،،
أبدع الخالقُ
بخلقِ كونه و كائناته،
ونحن على نهج إبداعه ماضون...
،،،
الابداع فضاء مترامي الأسرار ... يغيم حينا،
ويبرق ذات وحي، 
ثم يهطل كمطر السماء مغداق المغايرة.
أما الالتزام ... 
كذلك هو حيز مترامي المسارب والحيثيات،
هو....
كمسطحات مائية،
منها برك أنهار بحار و أخرى محيطات،
والبعض مستنقعات.
الالتزام جانب من جوانب الابداع.
فليس كل مبدع ملتزما،
وليس كل ملتزم مبدعا.
للكون معزوفته المتآلفة بأنغام كائناتها،
جميل أن يؤدي كل منها نغمته الخاصة ويتلاءم معها.
لتكتمل هذه الموسيقا الكونية وتغدو بأزهى حللها.
والاجمل...
ان يبتدع الكائن خطوة انتقالية،
لا نوعية،
تجعله صاحب نغمة مغايرة عن استحقاقه،
و معتاده.
وأن تكون بجمال بصمتها، قد اضافت للسيمفونية الكونية، لمسة سحر رفعت به نسبة الدهشة لأقصاها.
فالإبداع مفهوم مطلق،
لا حد له ولا ضابط ولا قانون يضبطه.
لأنه نابع من خروج عن انتظامه الكوني .
والإبداع الأدبي هو مجال كوني خاص،
ضمن هذه الاختلافات المدارية و المجالية الكونية المذهلة.
شخصيا...أجد أن
العلاقة غير مباشرة بين الإبداع و الالتزام،
تظهر تبعا للمريد،
الابداع هو الرحم الام
والالتزام احد ابنائه
و تسعفني مخيلتي لتصوره
كإلكترون انفصل عن مداره المنتظم التابع للذرة الام،
واحدث تبديلا في نظامها الداخلي،
قد يؤدي لانفجار خارج المتوقع والمألوف بسبب تأيُّنه.
والقصد هنا...
أن الحالة الابداعية أيا كانت، ستؤدي عند حدوثها،
ولأنها مغايرة و خارجة عن كل مألوف، 
لخلخلة نظام المدار االذي كانت تسبح في مسراه بشكل معتاد.
أرجو فقط، 
من حضراتكم، عدم خلط الابداع الادبي، بالالتزام.
وهذا بالمطلق لا يعني ...
أن الأدب الملتزم لا يشمله الإبداع.
بل هو أدبنا الذي تربينا عليه، وننتهجه في نواحٍ عدة،
الاخلاقية والوطنية والعقائدية ووو.
لكن
لكن
لكن أن تبدع أي أن تخلق جديدا
مخالفا او مختلفا مع ما سبق..
ذلك هو الامر الذي يتوجب ان يكون
محط الاهتمام..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق