الاثنين، 17 ديسمبر 2018

سماء ملبّدةٌ بالغيومِ بقلم الشاعر ألاستاذ محمد الفيصل ابومصطفى

كنت عائدًا من المسجدِ امسِ، وأنا في السيارة رأيت صبيةً صغيرة تمدّ يدَها لاصحابِ السياراتِ بعدَ أنْ تمسحَ الزجاجَ الامامي مع رهافةِ بدنِها ،وشحوب ملامحها،فاخذتني قشعريرة ،وملكتني عبرة كتبت على إثرها هذه الخاطرة المتواضعة..
ولأنّ طبيعة الحدث تسترعي الإنتباه ،وتستدعي المعالجة تمنيت نشرها لديكم في افاق علّها تحظى باهتمام فاعل خير رسمي او شعبي يحرك من خلالها ساكناً أويزحزح مظاهرها الفاجعة وآثارها الصادمة عن واجهة الحياة في معالجات عملية وجذرية ،ويبقى املنا بالله العظيم كبيرًا،عساه يهدي اصحاب الضمائر الحية الى سواء السبيل..تقديري الكبير..
ألاستاذ محمد الفيصل ابومصطفى،
بغداد- العراق
،،،
سماء ملبّدةٌ بالغيومِ
وبرد شتاءٍ قارسٍ
وثمةَ وجهٌ ملائكيٌ
وإطلالة من نافذة الزمن العجيب
عيناها البريئتان
وعيناي المذهولتان
في لقاء
صامت
ناطق
وغريب!!
محبوس في زنزانتي
مطل من نافذتي الضيقة
انتظر ربيعًا
طال غيابُه
بينا كانتْ تقرأ كخبيرة عيوني
أحست بشئ من الامانِ
فباشرت بعناق الزجاج
باهتمام حميم
وباشرت في رحلتي
الى فردوسي المفقود حيث الاشجار الضائعة
والبساتين التي اصبحت مواتًا
تشتاق اليها حتى نخاعِ العظامِ
كم اشتاق ان أطل
من فوق البيت القديم
الى رحبة الفناء الواسع
وكأني بالربيعِ
وهو قادمٌ
بمركبته الخضراءَ
ليلامس الحقول كفنان خارق
ربيع يسابق الريح
ويتنزل بسلام
كما المسيح
يبعث الانس
وينشر الامان والإيمان
يهدهدُ القلوب
كمهدٍ الإمهات الحنون
-ياعم..لقد انهيت عملي!!
وكنت ارقب السماء
تهطل بالبلاء
تمطر بشظايا الفناء
-ياعم...
وكمن ينتبه من غفوته
افرغت مافي محفظتي النحيفة هي الاخرى
غادرتُ آسفًا
وعينايَ تحدقانِ اليها،
هاهي ذي تمرُّ عبر الشوارع راكضة مثل رشأٍ صغير!! يا الله..
يالَذلك الهمّ الثقيل الساكن في اعماق عينيها
يالمرشّة الماء التي كانت
تحملها بيدها المرتعشة
ولكنها غادرت نحو المجهول..
اما انا فما ازال
في زنزانتي
اتتبعُ الاحوالَ
وانتظرُ تحققَ الآمالِ
روحي تسبح بين الاضواء
ولحاظي تحدّقُ
في السماء...

هناك تعليق واحد:

  1. لنا الشرف ان نتواجد على صفحات افاقكم الزاخرة الوافرة الباهرة استاذنا الكبير وشاعرنا المبدع غازي ابوطبيخ دمت لنا اخاً ومعلماً ملهماً مع وافر الموده.
    محمد الفيصل

    ردحذف