السبت، 15 ديسمبر 2018

وقفة تحليلية مع نص الشاعرة جنان محمد ..يقدمها الشاعر العراقي (شهيد البركات) مع التقدير:

وقفة تحليلية مع نص الشاعرة 
جنان محمد ..يقدمها الشاعر العراقي (شهيد البركات) مع التقدير:
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
نص الشاعرة:
--------*
على منافذِ الوقتِ
نتأرجحُ
كـحبّاتِ كرزٍ ورديّ
لم تنضج بعد !
نركضُ
خلفَ الجُدرانِ السميكةِ
نُمسكُ
بِحبلِ الضحكةِ الخائبة
نجرّها
نخبئ فيها
أصواتَ الفرحِ
ندفِنُها
تحتَ جِدارِ الزمن ..
نتسلقُ
الشقوقَ الضيّقة
نُراقِبُ
انعكاسَ أجسادِنا
فوقَ أبوابِ الحكايا
ننتظِرُ طويلاً
أن تختَزِنَ إحدى الشقوقِ
روائِحنا ..
لكن بِلا جدوى
كُلُ الأماكِن خائنة !
عندما ننظرُ
لِلوجوهِ المغموسةِ
بزورِ الأقنعة
نقفُ في صمود
لا يُحرّكُنا صمتٌ
لا يُحرّكُ فينا صوتٌ
رايةَ خشوع !
تبقى الصُورُ المتآلِفة
منقوعة
بِأرواحِ شكٍ و ريبة ..
نختارُ العُزلة ..
نحتَرِمُ فينا
اختياراتِنا !
على منافِذِ الوقت
عندما ينشغلُ الكُلُ
بِتمايّلِ أغصانِ القلب ..
في مواسِمِ الحُب ..
تُصدِرُ نوافِذُ القلبِ
صفيراً
يشبهُ الغناء ..
كأنّ رياحَ العِشقِ
بدأت تقتحِمُ مُدنَنا ..
بدأت تقتُلُ
كُل جنودِ الصمودِ
توقِظُ كُلَ الدهشات !
بعينينِ متسعتين ..
أراقِبُ
كيفَ يختزلني رجل ..
ينسبني إلى أمتعتهِ ..
ثُمَ يُحتّمُ عليّ
قدرَ سفرهِ
إلى قدرٍ جديد !
أكتفي بِهزّ جذعِ الحنينِ
لعلّني أرتوي صباحاً
بِلا رحيل ..!
-----------------
الوقفة التحليلية:
----------*
قد تكون جنان محمد ليس أخر الشاعرات اللواتي اتخذن طريق الحوارية والتأمل وسيلة ناجعة للبحث عن الوسيلة الثاقبه للوصول الى مبتغاها او اظهار الحقائق المستتره وإدراكها والتطلع الى ملامستها .لقد وفقت جنان محمد في قصيدتها هذه في إدراك القصيد من خلال طرح التأوهات وتردفها بتتابع .إن استخدام ادوات الزمن في هذا النص لايزيل الكلفة عنه بل يقدم حوارا دافئا مع النفس مليئا بالمواجع . تبدأ حيرتها الاولى ودوامة هذيانها والتي تجد صدى على هيأة وجع آخر :
على منافِذِ الوقت
عندما ينشغلُ الكُلُ بِتمايّلِ أغصانِ القلب ..
في مواسِمِ الحُب ..
تُصدِرُ نوافِذُ القلبِ صفيراً يشبهُ الغناء ..
كأنّ رياحَ العِشقِ بدأت تقتحِمُ مُدنَنا ..
بدأت تقتُلُ كُل جنودِ الصمودِ توقِظُ كُلَ الدهشات !
بعينينِ متسعتين ..
أراقِبُ كيفَ يختزلني رجل ..
و ينسبني إلى أمتعتهِ ..
ثُمَ يُحتّمُ عليّ قدرَ سفرهِ إلى قدرٍ جديد !
أكتفي بِهزّ جذعِ الحنينِ لعلّني أرتوي صباحاً بِلا رحيل ..!
ان حرارة المشاعر الموجهة للاخر هي عبارة عن نهاية الاشياء وعدم الانجرار وراء الرغائب وان المآل مؤكد.
جددت جنان اوجاعها بتقنيات الحاضر والماضي وقدمت حوارا دون لوغارتيميا أشبه بصراع فلسفي أو حوار بين ألوان التراب والهواء قدمت للمتلقي على طبق لغة شعرية تكتفي بذاتها وإفرغت الذات بمحاكاة الواقع المر!.
إن فقدان الشعور بالحياة وجمالها ولذاتها يجعل الشاعر ينهج أسلوبا قصصيا من خلال الحوار والتحدث والحدث لان الحوارمع النفس القائم على اقتطافات مثيرة ينبه المتلقي، سيما وان الإجابة أكثر اثارة واهتماما وجذبا تقول:
على منافذِ الوقتِ نتأرجحُ كـحبّاتِ كرزٍ ورديّ لم تنضج بعد !
نركضُ خلفَ الجُدرانِ السميكةِ...
نُمسكُ بِحبلِ الضحكةِ الخائبة ...
نجرّها...
نخبئ فيها أصوات الفرحِ ندفِنُها تحتَ جِدارِ الزمن ..
نتلسّقُ الشقوقَ الضيّقة..
نُراقِبُ انعكاسَ أجسادِنا فوقَ أبوابِ الحكايا،
ننتظِرُ طويلاً أن تختَزِنَ إحدى الشقوقِ روائِحنا ..
لكن بِلا جدوى...
هنا يتبادر للذهن ان الشاعرة تطرح أسئلة وأفكارا فلسفية معينه قد لاتستطيع البوح بها ترنيمات أشبه بالصراخ قدمتها جنان محمد ناعمه :
كُلُ الأماكِن خائنة !
عندما ننظرُ لِلوجوهِ المغموسةِ في زورِالأقنعة..
نقفُ في صمود لا يُحرّكُنا صمتٌ ولا يُحرّكُ فينا صوتٌ رايةَ خشوع !
تبقى الصُورُ المتآلِفة منقوعة بِأرواحِ شكٍ و ريبة ..
نختارُ العُزلة ..
ونحتَرِمُ فينا اختياراتِنا !
في الختام يمكنني الجزم ان الحوار مع النفس الذي كرسته جنان كان صدى لحوار اخر بين اثنين قريبين من بعضهما قربا معنويا وروحيا ،
في النهاية أجزم بعيدا عن الاحتمالات المستترة ان القصيدة أرغمت المتلقي على الدخول في منطقة الميتافيزيقيا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق