السبت، 15 ديسمبر 2018

بإزاء نص كاسر للتجنيس،عابر للخرائط المقررة سلفاً،سنكتفي بثلاث إطلالات وردت في التعليقات،كونها تعبر بما لا مزيد عليه عن هذا الإنموذج الادبي الغريب الجميل..مع خالص تقديرنا للاديبة ريم البياتي،وللزملاء الكرام: الأستاذ أسامة حيدر..والاستاذ يوسف المحيثاوي ..والأستاذ فيصل سليمان..تحياتنا واحترامنا للجميع:

بإزاء نص كاسر للتجنيس،عابر للخرائط المقررة سلفاً،سنكتفي بثلاث إطلالات وردت في التعليقات،كونها تعبر بما لا مزيد عليه عن هذا الإنموذج الادبي الغريب الجميل..مع خالص تقديرنا للاديبة ريم البياتي،وللزملاء الكرام: الأستاذ أسامة حيدر..والاستاذ يوسف المحيثاوي ..والأستاذ فيصل سليمان..تحياتنا واحترامنا للجميع:
……
الاستاذ اسامة حيدر:
…………………………..
سيكون فعلك كقطرات الماء في الصخر، كالفئران في الجذور التي ظنت أنها الأقوى. هذا فعل الكلمة. أقسم أنك ستضحكين في النهاية وستصل يدك إلى قمرك المبتغى. وكل شيء سيعود إلى طبيعته. الأشجار في الغابة اللفة والنهر سيغادر إلى مكانه في غابته ولو بعد حين. مادام القطار على سكته سيعود كل شيء إلى مكانه وكل مسافر إلى موطنه.
ريم البياتي: أسعدتنا بهذا النصّ الجميل.
…..
الاستاذ يوسف المحيثاوي:
…………....…………………..
وكما أننا لا نرى الغابة إلا من خلال الأشجار..كذلك لا يكون الشعر إلا في القصيدة..والشعر يبدأ ويمضي في خطين متوازيين وبذات الوقت لايفترقان أبداً..والبداية الأولى هي البداية الواقعية الحياتية التي نعيشها نحن البشر والتي تجيب عن ماهية السؤال ما هو الشعر؟ حيث
( فئران بيضاء..أوكار..فخ..شجرة
..غزال.. نهر.. الجوز.. قمر.. جاران ...)..ثم تاتي مترافقة الانطلاقة الثانية الفنية التي ماهي إلا الصورة الشعرية حيث فنية القصيدة بها تبدأ وفيها تنتهي.. ذلك أن الصورة خيال الشاعر بقدر ما هي موجهة إلى خيال المتلقي.. وهنا تأتي غرابتها وجديتها وتعددها في القصيدة كحد أولي للحضور الشعرية الأخاذة..شعرية القصيدة - فيها ومن خلالها - وغرابة الصورة تبدأ من أنها غير متداولة من قبل ومن ثم كثرتها في القصيدة أي أننا بقدر ما نكتشف دور الخيال في تكوين الصورة وتحديد العلاقة بين مكوناتها بقدر ما نكتشف الشعر.. إذ أننا ملزمون مع الشاعر أن نؤلف ونوالف بين الخيال والصورة والشعر.. وهذا ليس بجديد بل تذكير بكيفية التعامل مع الشعر لنر كيف يوالف الشاعر بين المتناقضات بحيث يثير خيال القارئ وهذه إحدى أهم مهام الشعر وأساسياته.. إن تطابق الصورة مع المعنى في هذه القصيدة المبدعة ريم البياتي لمثير ومدهش حقاً
( الفئران والجذور.. القمر وأوراق اللوز.. الغزال والفضاء والبحر.. الجار والمذياع.. الجار والاغتسال والبحر.. الفتاة التي تنتظر التقاط القمر...)..إن هذا التطابق البديع بين المعنى والصورة والذي يزيدها جمالاً وغرابة ابتداء من ( الفئران البيضاء ) إلى
( أمد يدي لألتقط القمر المعلق..) لتغدو الصورة الشعرية عند ريم شاهد على انحراف اللغة عن دلالاتها الأصلية لتبني صوراً أخرى جديدة وبمعنى شعري جديد وهذا هو الذي يميز الشعر وهذا ما أشار إليه ( الفارابي ) في كتابه ( الحروف ) بمستويين متعارضين للغة حيث في الأول تدل فيه الألفاظ على المعاني المحددة فقط والثاني الذي تتجاوز فيه الألفاظ معانيها إلى أخرى مغايرة حيث من هنا نشأت الاستعارات وغيرها من ألوان المجاز.. أي المستويين الوضعي والمجازي بلغة المعاصرة.. ريم البياتي أنت شاعرة مبدعة فريدة متميزة تحياتي لك.
……
الأستاذ فيصل سليمان:
……………………………..
رغم خلو اللغة من التعقيد اللفظي بقصدية هي التوجه للشريحة التي تهمشت عبر التاريخ ...غير أن النسيج العام ..مشهدية معقدة ومتداخلة ...يحتاج إلى فك وتركيب أدوار عناصر المشهد ...بحيث يتحركون في زمان ومكان غير محددين ...حقل وجوز وفئران وناطور ...والجارالملتصق بمذياعه وآخر ....مجتمع متكامل ...فمن هي الفئران أليست الفئة الغازية الباغية ....وشجرة اللوز ألا تفتخر بغباءها معتقدة أنها تمتلك جذراً قوياً عصياً على القوارض ....لتكون المفاجأه ..أما كان الأولى أن تحصن جذورها ...ثم النقل المباشر للمشهد عبر تَضخيم الحدث واللعب به كل يزيد قليلاً كعادة البشر ....وربما يجيره لصالح فئة هو يراها محقة ...وما إشراك الطبيعة بحالة التجريد والإنخراط في عملية التحول والصراع إلا لإضفاء حالة ترجيدية على مسرح الحياة ...كانهر ...وأمل التقاط القمر ...دمت الشاعرة التي تعرف كيف توظف الكلمه وكيف تلبسها ثوب المقاتل..

نص الاديبة ريم البياتي:
……… ..…………………...
الفئران البيضاء
أي فخ ذاك الذي نصبته الفئران البيضاء
لجذور شجرة الجوز العتيقة ،فامتدت في أوكارها .؟؟؟
قالت الجذور: كم هي ساذجة تلك الفئران.
وقالت الفئران: من يضحك أخيرا.
وقلت : لاتصل كفي إلى القمر،غطته أوراق شجرة الجوز الباكية.
في اليوم الذي يليه، كان كل الحقل أوكارا.
رؤوس صغيرة رمادية اللون تُطلّ وتختفي.
جارنا الذي يلتصق بمذياعه،
أخبرني أنه رأى كما يرى النائمون،غزالا يعدو،
وخلفه قطيع من الأشجار تحمل جذورها .
جارنا الثاني أقسم :أنهن كن يغسلن جذورهن في النهر.
لكن العجوز المكلف بالحراسة قال: أن النهر لبس جلبابه منذ ستة أقمار وركب القطار العائد الى الغابة.
وأنا مازلت أمد يدي لكي أعلق القمر خلف أوراق شجرة الجوز العجوز.
...
أ.ريم.البياتي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق