في
دنيا الشعر والأدب
الصاخبة والمتخمة بالتفاصيل،،،
أ.دنيا حبيب
،،،
دائما ما نحتاج لوجود منطقة أدبية هادئة، ليست مفخخة بقعقعة المفردات ، وليست مسورة بالبلاغة المتكلفة؛ وإنما هي كما نهر عذب بسيط وشفاف، كل من يراه يستطيع أن يفهم أنه نهر، وكذلك يستطيع أن يستمتع به وببساطته، وبكونه نهرا وحسب. وهذا ببساطة ما أستطيع أن أراه وأصفه في هذا نص شاعرنا محمد الشمري..
هذا النوع من النصوص الذي يعتمد على اتمام تخليق العمل الأدبي من مكونات بسيطة مستوحاة في أغلبها من الطبيعة. لهذا، استخدم الكاتب تشبيهات وصور من الطبيعة أيضا، سماء وقمر وبنفسج وذبول -الورد- .. واعتمدها أساسا للنص، ولكي لا يقع في فخ الركاكة، وضع بجانب هذه الأسس ما يميزها ويجعلها على قدر كاف من الدهشة، فجعل للسماء جيوبا، ومن الصور زهورا وللصوت لون البنفسج، ومن النصوص عطرا. وبهذا حقق معادلة موزونة دون اخلال بأحد طرفيها. وعن عموم النص، فهو قادر على أن يطرق أبواب مشاعر القارئ بسهولة ويسر، وقادر على خلق بيئة "رومانسية" بأقل تكلفة، وبأثر واضح.
بالنسبة لي، أشجع كثيرا هكذا نصوص، ولكن تظل هذه النصوص -على بساطتها- مشروطة بقواعد تكاد تكون خفية، أو صعبة الإدراك إلا على القليل. فمثلا، هكذا نصوص تحتاج دائما إلى (التصعيد) في الحدث كما لو كانت قصة، فهي ليست مجرد صور جميلة ملتصقة بجانب بعضها البعض وحسب، حتى في هذا النص كان التصعيد بائنا، من أول إعلان الشاعر رفضه للانتظار أكثر، ومن ثم بيان الخطوات الفعلية التي سوف يتخذها بصورة شعرية توازي بند "العقدة" في القصة، ومن ثم الختام بــ "آخر النصوص" وطلبه شبه الساخر من حبيبته التي خذلته، بأن تتعطر بنصه.
هذا أمر، أو لنقل "تفصيلة شرطية" لنجاح هكذا نصوص ممن قد يطلقون عليها "السهل الممتنع" ... وعلى النقيض، فإن اهمال أو عدم القدرة على إدراك هذه التفاصيل، يمكن أن يودي بالنص إلى حفرة المقبرة، ويجعل منه جثة أو مسخ فشل في أن يكون كائنا حيا حيويا مؤثرا. وكثيرا ما نرى مثل تلك المسوخ الشعرية، والسبب هو الفهم الخاطئ وقلة الوعي بمفهوم "السهل الممتنع" في النصوص الأدبية.
أخيرا وليس آخرا، لقد استطاع الكاتب أن يهدي لنا "بنفسجة" بسيطة وجميلة على هيئة نص ابداعي. فله الشكر، والأمنيات بالتوفيق.
دنيا الشعر والأدب
الصاخبة والمتخمة بالتفاصيل،،،
أ.دنيا حبيب
،،،
دائما ما نحتاج لوجود منطقة أدبية هادئة، ليست مفخخة بقعقعة المفردات ، وليست مسورة بالبلاغة المتكلفة؛ وإنما هي كما نهر عذب بسيط وشفاف، كل من يراه يستطيع أن يفهم أنه نهر، وكذلك يستطيع أن يستمتع به وببساطته، وبكونه نهرا وحسب. وهذا ببساطة ما أستطيع أن أراه وأصفه في هذا نص شاعرنا محمد الشمري..
هذا النوع من النصوص الذي يعتمد على اتمام تخليق العمل الأدبي من مكونات بسيطة مستوحاة في أغلبها من الطبيعة. لهذا، استخدم الكاتب تشبيهات وصور من الطبيعة أيضا، سماء وقمر وبنفسج وذبول -الورد- .. واعتمدها أساسا للنص، ولكي لا يقع في فخ الركاكة، وضع بجانب هذه الأسس ما يميزها ويجعلها على قدر كاف من الدهشة، فجعل للسماء جيوبا، ومن الصور زهورا وللصوت لون البنفسج، ومن النصوص عطرا. وبهذا حقق معادلة موزونة دون اخلال بأحد طرفيها. وعن عموم النص، فهو قادر على أن يطرق أبواب مشاعر القارئ بسهولة ويسر، وقادر على خلق بيئة "رومانسية" بأقل تكلفة، وبأثر واضح.
بالنسبة لي، أشجع كثيرا هكذا نصوص، ولكن تظل هذه النصوص -على بساطتها- مشروطة بقواعد تكاد تكون خفية، أو صعبة الإدراك إلا على القليل. فمثلا، هكذا نصوص تحتاج دائما إلى (التصعيد) في الحدث كما لو كانت قصة، فهي ليست مجرد صور جميلة ملتصقة بجانب بعضها البعض وحسب، حتى في هذا النص كان التصعيد بائنا، من أول إعلان الشاعر رفضه للانتظار أكثر، ومن ثم بيان الخطوات الفعلية التي سوف يتخذها بصورة شعرية توازي بند "العقدة" في القصة، ومن ثم الختام بــ "آخر النصوص" وطلبه شبه الساخر من حبيبته التي خذلته، بأن تتعطر بنصه.
هذا أمر، أو لنقل "تفصيلة شرطية" لنجاح هكذا نصوص ممن قد يطلقون عليها "السهل الممتنع" ... وعلى النقيض، فإن اهمال أو عدم القدرة على إدراك هذه التفاصيل، يمكن أن يودي بالنص إلى حفرة المقبرة، ويجعل منه جثة أو مسخ فشل في أن يكون كائنا حيا حيويا مؤثرا. وكثيرا ما نرى مثل تلك المسوخ الشعرية، والسبب هو الفهم الخاطئ وقلة الوعي بمفهوم "السهل الممتنع" في النصوص الأدبية.
أخيرا وليس آخرا، لقد استطاع الكاتب أن يهدي لنا "بنفسجة" بسيطة وجميلة على هيئة نص ابداعي. فله الشكر، والأمنيات بالتوفيق.
أ• دنيا حبيب.
...................
،،،
النص:
*
لن انتظر اكثر
حل المساء
بلا قمر
تخبئه جيوب السماء
غدا
اركل خارج اقواس محبتك
بلا قلب
صورك المنتشره على جدران قلبي
ذبلت
صوتك البنفسجي
مضطرب
تهيأي
لموتي
لكِ اخر نصوصي
تعطري بها
*
الشاعرمحمد الشمري
...................
،،،
النص:
*
لن انتظر اكثر
حل المساء
بلا قمر
تخبئه جيوب السماء
غدا
اركل خارج اقواس محبتك
بلا قلب
صورك المنتشره على جدران قلبي
ذبلت
صوتك البنفسجي
مضطرب
تهيأي
لموتي
لكِ اخر نصوصي
تعطري بها
*
الشاعرمحمد الشمري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق