الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

خصوصية السرد الشعري عند الاديبة Razika Boussoualim قراءة نقدية بقلم / الناقد غازي احمد ابي طبيخ الموسوي

خصوصية السرد الشعري عند الاديبة
Razika Boussoualim
-----------------*
رقص على شرفة إمرأة ماكرة **/
مقعد ،،،
موسيقى" الراي "
تدلك السيقان المعوجة
أدعوك للجلوس ،،
على شرفة أغنية مجنونة
تنثر شعرها المبلل بالعرق ،،
ومن تحتها ،،
أودية من جحيم راقص ،،
عبث ،،
كم نلتقي
في الطرق الموازية للأبخرة
تقتلنا القبلة بلذعة فلفل حريف
السجائر / الحروب / الوهم /التحزب /الأمراض /السياسة / الجوار /
وكلما فقدنا مناعة ضد التلاصق
طرنا رسائل مجهولة
وضيعنا طوابق الإلتحاق ،،
كبرنا ،،
أنين التاريخ يجاور الحنجرة ،،
صغرنا،،
ركلتنا أقدام الجغرافيا خارج الحدود
عند الغضب المصنع ،،
كم للصورة العارية من معنى
مربك للحواس ،،
وكم للأقنعة من وجوه مستفزة ،،
إتلاف ،،
لقانون التوارث ،،
ويبقى الكرسي غير آبه لدوران العجلة ،،
وتبقى القصيدة شاهدة
على الطيران ،،
وأول مكتشف للصدمة ،،
قراءة للسيرة ،،
تلك الغلال من أرضنا
طعمها يتسلق ذاكرتي ،،
حبات تين مجفف ،،لوز ،،
حليب مركز ،، سكر ،، دقيق ،، زبدة
غمزة ملح ،، وأصابعي ،،،
لأصنع حلوى ،،،
هواية ،، أضيفها لصناعة الحب
بمذاقات حرة ،،
ﻻ أريد التخصص ،،
يعيقني نحو الإنطلاق ،،
ولكي أتمتع بضحكة فراشة
ربما يلزمني مكوث العمر على تل خريطة ،،،
وقد ينزعج الحقل
فيغير ثيابه أمامي ،،
إمرأة ماكرة ،،
أحبك ،،
وأعرف كيف ،،
أنسحب في اللقطة المناسبة ،،
من الخبث أن تتعامل معي كحائط
أريد أن أستطيل به ،،
ويريد أن يسقط علي عند انتشار الظلام ،،
مسامير ،،،
خشبة هذا الزمن الباحث بحاسة شمه
عن مكان طري ،،
لكن الأمكنة أيضا تراصت ،،،
شيدت لها أسوارا من صمم ،،
عن أي حب أفتش ،،
والحب تعرية للجسد وسباحة فيه
دون شرائط الوصول ،،
أكثر ما يمكننا من حبس الأنفاس تحت الماء
لنصف دقيقة مثلا ،،
الخروج منه سيكون بملابس مبللة
و سجاد منهك ،،
لأذهب الآن ،،
المقعد لن يكتفي بي ،،
Razika
*****
*****
هذا الاداء هو ما اسس له رواد السرد الشعري الاوائل..
ان يحضر الواقع والفكر معا من دون تنازل عن الشعرية..
اصلا كان الغرض تحقيف المعادلة الابداعية مع الانسان..الشريحة النوعية..الشعب كله بالصعود اليه او الصعود به،عبر التعبير عنه والعبور به اليه..
مع ان الامساك بمجساته الحركية الصانعة للجدل ،والمستفزة لمواسم الكسل،تنفيرا واستنفارا،تحفيزا وتحريضا،ادانة واحتجاجا،اثارة وتنويرا،كل ذلك هو الجذر الاساسي الذي منح الضرورة الابداعية لقصيدة النثر،وجعلها بنية حمل واسعة النطاق بعيدة الافاق غائرة الاعماق قريبة من الشرائح جميعا وفق زحزحة لغوية وتعبيرية غير قافزة على الحقائق ،قريبة من الشرائح جميعا،من غير استثناء،فكل سيجد فيها ضالته،بحسب طاقته ولكل بحسب قدرته..
المجاز وكل غرض بلاغي،وانزياح تعبيري،لغاية وعناية وهدف ،يجمع الاغراض البلاغية كلها في بودقة واحدة..بغية صناعة (مشهد غامر).او.(موقف ثائر) .او.( احتجاج ساخر)..
هذا ماتلمسناه عميقا في النص المخصب بالشعرية الحيوية المفعمة بالنشاط النفساني الهادئ الاداء ولكنه المبركن تحت قشرة المبنى بالف معنى والف سؤال ..
هذه المقطعية المعنونة على هيئة ومضات شديدة التذكير بصعقات الهايكو،تم تضمينها بل توظيفها بذكاء محترف فطين ،على شكل بنى متجاورة ،سر اتحادها الموضوعي يكمن في وحدة الهدف ،والرابط بينها هاجسها الواحد ..
( مقعد)
( عبث)
( كبرنا)
( اتلاف)
( قراءة للسيرة)
( امراة ماكرة)
( مسامير)
( عن اي حب أفتش)..
هل نحتاج بعد هذه التراتبية المبرمجة بوعي كامل،في اسلوبية بناء ناطقة بذاتها بالنيابة عن كثير مما يحيط بالساردة البارعة بطريقة فارعه..
بيد ان المقطع..او الهايكو او الومضة الاخيرة تقترن شرطيا الى حد كبيرة بناتج معادلة رياضية او نظرية هندسية،لانه خلاصة السرد كله،او لعله نوع من الختام المتخم بالكشوف ،فلاسبيل الى اعتباره حلا او انفراجا،ذلك لان مفتضيات الشعربة غير مقتضيات القص..
عن اي حب افتش
والحب تعرية للجسد( كشف)..
وسباحة فيه دون شرائط الوصول( كشف)
اكثر مايمكننا من حبس الانفاس تحت الماء لنصف دقيقة مثلا( ايغال وقراءة وكشف)
الخروج منه سيكون بملابس مبللة وسجاد منهك ( هتك وتعرية وفضح وادانة وكشف)
لأذهب الان،،
المقعد لن يكتفي بي،،( الا يسال المتلقي لماذا لايكتفي..ولماذا هذا الختام الصادم الساخر المفتوح البوابات ?!!!)..
وكم بودنا الوقوف عند كل ضربة على انفراد ،ولكن الميقات محتشد جدا..
اديبتنا Razika Boussoualim..انت في منطقة الإضاءة ،سيدتي..
 
 
التعليقات
 
آفاق نقديه مرحبا استاذة زكيه..
 
 
رشا فاروق نص راائع ومدهش ورؤية فى منتهى الجمال لناقدنا الفذ الدكتور غازي أبو طبيخ تحياتي وتقدير الك
 
آفاق نقديه تقديرنا الكبير لهذه المداخلة الطيبة ست رشا الفاضله..شكرا جزيلا..
سميحة مذبوح قراءة شغوفة بتمرير الكلمة تحت إضاءة تجعل منها سلسبيل ماء يروي عطشا ما...والنص تعاطى مع نهج حياة لا تروقه حاول تثبيتها على جدار معاناة القصيدة.
 
آفاق نقديه رؤية كثيفة وفطينة استاذة سميحة ايوب الفاضلة ،احسنت كثيرا سيدتي..
 
الشاعرة والناقدة هدلا القصار نص سردي بامتاز يحمل مقومات الشعر الحديث وموسيقى ترن فى طرق الواقع واللعب على تناقضات المواقف موزعة على مجموعة ومضات مخصبة بالبلاغة والتمرد بطريقة سلسلة ساخرة تحمل ابعاد ملخصة يصور شعرية جميلة ...
النص بحاجة لوقت اوسع من نزوة مرور ضيق ومع هذا نحن لا يمكن ان نضيف بعد رؤية الدكتور غازي ابو طبيخ كل التحايا لما تفضلت به محطات تستحق التقدير والتوقف
 
آفاق نقديه هكذا يا دكتوره (الشاعرة والناقدة هدلا القصار) ارينا نفحات راقية كهذه من رؤاك النقدية الرائعة..احسنت كثيرا..تقديري الكبير..
 
Razika Boussoualim الأستاذ القدير غازي الموسوي ..ﻻ أجد وسيلة أجمل فيها الكلمة لترتقي إلى قداسة اللحظة وأنت تتناول نصي بالقراءة ..إن كان الشكر وسيلة للإنصاف ..فلغتي قاصرة جدا ..لتبلغني مقاصد شكرك عن جميل اهتمامك ..ونبل عطاءك و كبير روحك الغنية بالمعرفة ...
أحييك أستاذي ..
.
والشكر أيضا لكل السيدات الفضليات اللواتي مررن بالنص وتركن لمسة أصابعهن الحريرية على جسده ..
شكرا لكن سيداتي الجميلات ..
زكية المرموق
رشا فاروق
سميحة مذبوح
و
Hadla Al Kassar
 
MA FA هذا هو المعادل الموضوعي في التعامل مع نص مدهش للاديبة المبدعة Razika Boussoualim ارتقى النقد فيه الى قراءة رائعة احسنت صديقي المبدع الاستاذ غازي أحمد ابو طبيخ تحياتي واحترامي
 
Razika Boussoualim شكرا لك ..تقديري الكبير لمساهمتك في الإضاءة لنصي ..
تحياتي أيها الأستاذ الفاضل MA FA
 
حسين ديوان الجبوري كثيرا ما اقف على شاطئ النهر متأملا عمق الماء وما يخفي من كنوز ﻻ نستطيع ان نراها او نتلمس نوعيتها .
حتى يباغتنا صياد ماهر محترف ليصطاد لؤلؤة غالية الثمن تسر الناضرين فندنو منه لنتمتع ببريقها واتمنى ان اكون مثله ﻻصطاد النفائس لكنه ادرك ما في داخلي فأدار
وجهه الي وقال ...!
يا صاحبي .
في بيتي متحف للنفائس جمعتها في سنين طوال وبذلت جهودا مضنية .
تعال معي ﻻريك ما كنت تأمل ان تراه في عمق النهر واني اهديك هذه اللؤلؤة عربون صداقتي ..
هذا ما اشعر به حيال استاذي الكبير الناقد الفذ غازي احمد ابو طبيخ
فهو الصياد المحترف وفي كل يوم يدعونا لمائدته الغنينة بلذائذ الطعام الشهي مرة من هنا ومرة من هناك ولكن هذه المرة مع الشاعرة
Razika Boussoualim
قصيدة رائعة سردية واقعية كما اسلفت هنيأ لنا بك عميدنا الكبير واهﻻ بضيفتنا الشاعرة على مائدة جيكور على شرف السياب في بيت الشناشيل .وﻻ غرابة النبع واحد والمدينة واحدة والشعراء تحف بهم قصائدهم متقابلين فرحين بالضيوف الكرام .نعم هذا هو العراقي مقاتل من الطراز اﻻول وشاعر متميز وعالم ذو راية عالية وناقد ذو بصيرة واﻻحلى قلوبهم تسع الجميع
حياك الله اخي العزيز الغالي ابا نعمان نورت المكان واستطال نورك ليجعل كل الجباه منيرة
اخوك الذي لا ينسى وفائك
آفاق نقديه اتمنى كثيرا من شاعرتنا أ.Razika Boussoualim..ان تضيف هذا التعقيب،الى قائمة الرؤى العميقة التي قيلت وستقال عن هذا النص المتميز..خالص الاعتزاز اخي الاستاذ الشاعر والتربوي العتيد حسين ديوان الجبوري شاعر النثر الرائع،وشاعر العمود الواعد،تحياتي وتقديري ،والسلام..
 
Razika Boussoualim كل كلمة ستنقش في ذاكرتي ..ستمكنني من فتح عيوني أمام الشمس بوضوح ..أساتذتي الكبار الكرام ..أهل العلم والمعرفة والجمال ..
أتشرف بتعليقك الذي أضاف للنص طابعا خاصا ولمسة مميزة مضيئة ..أستاذي *حسين ديوان الجبوري *..
قرأته أكثر من مرة وكأني أكتشف صورا وفضاء
ات أخرى للشعر كانت تربكني عند الكتابة ..
كل الفضل لك
آفاق نقديه ..في هذا إخراج النص من قوقعته والتعريف به للأساتذة الكبار ..
غمرني فضلكم فارتجف الخط في يدي ولم أستطع أن ألملم شتات لغتي البسيطة ..لأعبر عن كبير إمتناني لمستوى عطاءاتكم الراقية ..و سعة آفاقكم ...وجميل أرواحكم وجهودكم الثمينة ..
تحياتي الكبيرة وخالص مودتي واحترامي ..
أقف لكم وقفة إجلال وإكبار وانحناءا لشموخ قاماتكم سادتي الأفاضل ..
 
حسين ديوان الجبوري سيدتي الشاعرة أنت اﻻن في امان وكل ما ذكر لهو اعجاب بمفرداتك الرائعة والنص اي نص عندما يكون ناضج وشهي سنفرض انفسنا ضيوفا لنستمتع به ونضع بصمة تليق به فكان نصك من هذا النوع الثري والجميل اتمنى لك الموفقية في القادم استاذة Razika Boussoualim

وتحياتي لرقيق كلماتك
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق