الخميس، 28 ديسمبر 2017

في واحة النقد الأدبي -وقفة نقدية على نص الشاعر جهاد سليمان بقلم / الناقد غازي احمد ابي طبيخ الموسوي

في واحة النقد الأدبي )
رأي للناقد والشاعر الفذ (آفاق نقديه ـ غازي ابو طبيخ)
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
بإزاء نص رائع كهذا بكل ماتعنيه الروعة من المعا...ني نجد انفسنا في وقفة لذيذة مفعمة بالحيوية الشعرية..
ذلك لأن شاعرنا قد خلق في داخله برغم قصره مفارقات ابداعية لافتة ،اهمها التناص المعنوي البليغ مع البيت التراثي المغنى ( قد كان شمر للصلاة ثيابه ،حتى وقفت له بباب المسجد)..
ولو عقدنا مقارنة بين المشهدين لرجحت كفة العائد من كربلاء على المشمر عن الثياب بكثير،بما حملت فكرة العودة من الحركية ثم التاريخ في جانب ومن المشاعر التي اغتسلت توا باحزان المشهد الكربلائي القديم في جانب اخر..حتى وصلت الى درجة من النقاء والشفافية يصعب اختراقها..
من هنا تبدأ المفارقة الثانية في قدرة عنصر الخطاب ..المحبوب..على النفاذ على رغم المناخ الطهور الذي تم اكتسابه بالرحلة المقدسة المشار اليها انفا..
المفارقة الثالثة تتجلى في خلق الشاعر جهاد سليمان المبدع لنوع من المطابقة الاستلهامية الرائعة بين المفهوم القراني الكريم في الاية ( ونفس وما سواها
فألهمها فجورها وتقواها..)
من خلال التناص الثاني بالمعنى ايضا،حيث يجمع لمعشوقته بين ( الطهر والغواية) معا في بنية مدهشة حقا..
ثم خاتمة المسك المميزة بجدارة ..
( اي الصباحات ارتديت
لكي تكوني
اجمل الاقمار
في عرس الحياء)..
وياله من تكثيف باهر لوصف جمال امراة ما بانها ترتدي بهاء الصباح
مع انها قمر والقمر لايظهر الا في المساء
في ضربة سريالية مستحيلة للقاء
ثم تجى الضربة الاخيرة حيث ( عرس الحياء) الذي يخفي تحت اديم ملامحه البهية خفر العذراء الذي يكتنف على كل معاني الغواية والاثارة الأنثوية الحلال..
بارك الله قلمك وقلبك الملهم زميلي العزيز..تحياتي ومحبتي والسلام..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفيما يلي المقطع الشعري..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ
مــن أيــن َ أرسـلك الحنـيـن ُ حـمـامـةً..
هــَـدلـت لـقـــــلبٍ عـــائـدٍِ..
مـن كــربـلاء
مـن أيــن جـئـت بالـطهـارة كلـهـا
وبـكلِّ إغـــواء الـنســاء..؟
أيّ الصباحات ارتديــتِ لكـي تـكـوني.
أجـمـــــل الأقـمـــار
فـي عـــرس الحـيـاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق