الاثنين، 4 ديسمبر 2017

نشيد الحياة،،،الصاخب بقلم / جمال قيسي

نشيد الحياة،،،الصاخب
 
 
في اكثر من حديث سابق،،او مقارنة قمت بها في مقال سابق،،بين نزار القباني وبدر شاكر السياب،،كانت الكثير من الردود تأتي ،،منفعلة،،والبعض ينزل باللعنات على القباني باعتباره ماجن كبير،،ومؤسس لثقافة ( ايروتيكية ) ،،او لنقل ايحائية جنسية،،والامر الأكثر غرابة،،ان الكثير من أدباء سوريا،،وهم على العموم،،على مستوى رفيع من الإبداع ،،،في الادب العربي،،لهم نفس الموقف،،بل ان البعض تحامل عليه،،
في غمرة الحياة،،، (طبعًا في سن الشباب)،،عندما كنت طالبًا في الصف المنتهي،،اتذكر في بداية الفصل الدراسي،،وفي درس اللغة العربية ،،والحصة المقررة كانت للنصوص الأدبية ،، دخل علينا استاذ المادة،،وهي المرة الاولى التي ألتقيه ،،بصراحة كنت قد غبت حصتين سابقتين له لانها كانت مخصصة للنحو والقواعد،،والتي كنت اكرهها ،،حد تجرع السم،،،كانت المحاضرة مخصصة لشرح بعض ابيات من قصيدة المتنبي ضمن المنهج المقرر ،،كنت ملزمًا بالحضور بسبب موضوع الغيابات،،الامر الذي يعني انني كنت بحضور جسماني لاغير،،وذهني خارج قاعة الدرس ،،وانتبهت الى الاستاذ،،ذو القامة المتوسطة والمربوع،،مع سحنة جنوبية غامقة،،كان قد تخطى عقده الخامس،،بملابس تقليدية،،وابتسامة غير حقيقية،،حينها قررت ،،اني سأصم أذني ،،كمن صب فيها قارا ،،ترى ماذا سيقول هذا العجوز غير الترهات ؟ صمت لفترة غيرة وجيزة،،مما اثار انتبهنا ،،حتى عم الهدوء القاعة،،وأخذ يكتب بالطبشور على السبورة ،،واجنلت العبارة بعد تقدم باتجاهنا مشيرًا اليها،،وكأنه. يقول تفرسوا بها،،كانت العبارة من كلمتين " الصورة في الشعر " ،،الامر الذي نجح فيه الى انتظار ما سيكون عليه الدرس،،،
وشرع بمحاضرته،،قائلًا … الحركة صفة الحياة،،وحقيقتها،،،اليوم ستكون محاضرتنا خارج المنهج ستتعلمون كيفية الرسم بالكلمات،،،وهو ما يدعونا الى ان نقدر الادب ،،بانه من ارقى درجات الوعي البشري ،،واليوم سأشرح. لكم بعض أبيات نزار قباني،،وهو سيد الصورة في الشعر العربي،،،لماذا نزار قباني،،،فقط اريدكم ان تعرفوا،،ان اكثر شاعر تم قرائته ،،من ملايين البشر،،هو نزار،،وهذا وحده مؤشر على أهميته ،،وكلام كثير،،وأخذ يستعرض بعض النماذج من شعر القباني وشعرت بانه يسبح في عالم لآخر،،بعيد كل البعد عن الارض ،،وأتذكر منها
يامن صورت لي الدنيا كقصيدة شعر
وزرعت جراحك في صدري
وأخذت. الصبر
أن كنت أعز عليك فخذ بيدي
فأنا مفتون من رأسي حتى قدمي
وقال انظروا الى كم الصور والمشاعر المنعكسة في هذا،،وتفكروا في مقطع،،،
ياكل الحاضر والماضي ،،
ياعمر العمر،،،
عشقت نزار القباني،،واللغة العربية ،،والأدب ،،من حينها،،،
وفي لاحق الايام عندما أصبحت مولعًا بالأدب ،،زاد ولعي بنزار قباني،،والبحث والتقصي ،،عن سر ابداعه،،فخلاف الموهبة العبقرية وظروف تنشئته،،،كان للبيئة الشامية دور مهم،،لانها تشبه بستان الورد،،بألوانه الزاهية و ضوع للزمان،،،الشرقي الحقيقي،،وهو مالمسته عند التجارب الشعرية،،للمبدعات ( سعاد محمد) و ( عليا عيسى ) وأخريات ،،،،
نزار أيقونة الإبداع الأدبي ،،وهو اكثر شاعر قُرء عبر التاريخ ،،في زمن محدد،،عندما كان على قيد الحياة،،وبعد رحيله،،وربما سيبقى الرقم واحد بمطلق الاحوال،،
وسنحاول ان نستمتع بقراءة احدى قصائده الجميلة في الحلقة الثانية من هذا المقال ورحم الله الاستاذ ( مهدي قدرة ) مدرس اللغة العربية،،الذي جعلني أعشق القباني،،والأدب العربي،،،
جمال قيسي / بغداد،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق