قراءة كثيفة لنص الشاعرمحفوظ فرج..
الاديب
Jassim
Alsalman
-----*
Jassim
Alsalman
-----*
محفوظ فرج
الأنتماء وليس سواه
عندما نتكلم عن الانتماء فأن ذلك يمثل بالضرورة بعضا من طموح فينا وشوق يسكننا ويشكل جوهر الرؤى حاضرا وأمتداد حلمنا الى ما نتطلع اليه في مستقبلنا . وهذا التفكير يتعدى واقع الرغبة ويتجاوز نطاق التمني الى ماهو فعلي،،
ان مثل هذا الحضور الذي يرفده الشوق ويغوص حد الفجيعة في أنتماءه وحبه وهيامه يجعل من ذلك المستوى تجربة ثقافية كأنها معلقة من معلقات العصر الماسي . أن هذا الأفق المحلي الشامل يعطي المشروع الثقافي كل قضاياه وابعاده الاساسية وخصائصه التي تأخذ بالتنامى حتى يتمكن من رفع قدرة التكوين من خلال كل مابداخله من افكار ورؤى وقناعات فكرية تكشف عن الكثير وتقدم الكثير من الجمال علما وعملا .
أن هذا العمل وبكل لحظاته وتراكماته الوديه ونزعته الاخلاقية مؤطرة بما يمكن اعتباره مسلكا عفويا وديا وانهماكا في اثبات الحضور المخلص الخالص الذي ليس فوقه فوق وليس بعده شئ .ان هذا النفس تدفئه نور الشمس وتتحرك فيه دماء القيم الجمالية المتجانسة وعبر هذه المسميات سواءا القومية او المحلية وملامح الطبيعة الواقعية فيها . تجعلنا نرفع القبعة لاجادة الشاعر وحسه المطوق بالحب والحنان ولهفته التشكلية وحيثياته الادبيه المتصلة اتصالا وثيقا بالدور الأساس الذي على الشعر ان يؤديه.
،
كل أحبائك مأواهم اروقتي وحصاي الأجوف
أحضن حتى ضفدعك التعبان
فمتى تدعو أحبابي لسواحلك المشتاقة للعزف السرياني
المشبوب بأنغام آشورية
،
هذا الصوت يزيل اي التباس في فكرة التغير عن سيطرة الحب والقوة فيه وهذه اللهجة التي يستخدمها السيد فرج هي فطنة اختصرت آلاف الكلمات وكل موسوعات التاريخ لتعطينا درسا في أناقة الحب وكيف نعشق الوطن واخواته وهذا هو عرف القصيدة وحقيقة وصفها التي تبقى وظيفة مرجعية لهذا الهيام .
تجربة تذكرنا بان زمان محفوظ فرج كان له كل ملامح الهناء نرتشف من خمرتها رحيق الحب والحياة والتلذذ بذكر هذه المسميات تجعلنا قادرين على استباحة الضوء التي تطابق هذا الحب العفوي الملغوم بين الضلوع .
مع ان النص لايخلو من نبرة الالم والحزن لكنه يظل مكابرا وانموذجا في غمرة الالتصاق بالحقيقة والاصرار والتمسك بتلك المبادئ الروحيةوالوجدانية .. وهكذا نص يعطي نفسه للقارئ بسهولة لانه مليئ بالمعنى وعميق فكريا من ناحية الشاعر وفق إبعاد نصه عن الاسترخاص ؛ وتمكين المتلقي من الاحاطة به من اول المشوار؟!!!
كل التقدير والمودة للمبدعين الاستاذ الكبير ابو طبيخ لهذا الالتفات الرائع وللاستاذ الشاعر المبدع محفوظ فرج لهذه التحفة الفنية الماتعة..
جاسم السلمان.
--------
نص الشاعر:
--------
أشتاق لعشبتِكِ الرَيّانة / شعر محفوظ فرج
اشتاق لعشبتك الريانة
ألمَحُ فوقَ الهدبِ خيولاً تصهلُ تجنحُ نحوَ الشامِ
في عينيها النجلاوين غوالٍ تركوني أندبُ سمّاراً لا يحلو إلا
عند ضفافِ خريسان
إلا عند ضفافِ الدغارة
أو عند أكف صبايا المنصور وهنَّ يفضنَ حناناً للكتبِ المعقودةِ تحت جدائلهنَّ
تركوني وكهوفاً تتحدثُ للماءِ الجاري:
كلُّ أحبائك مأواهم أروقتي وحصايَ الأجوفُ
أحضنُ حتى ضفدعكِ التعبانْ
فمتى تدعو أحبابي لسواحلِك المشتاقةِ للعزفِ السرياني
المشبوب بأنغامٍ آشورية
ومتى تمتد نواظر أحبابك كي تستلهمَ من غوركِ عمقَ أناشيدِ الحب العربية
في عينها النجلاوين فرارٌ من لغطِ العالم في القولِ بلا فعلٍ
ورحيلٌ ضد التيار
أسلمني اللونُ العسلي إلى مدنٍ ظمأى لسلامٍ تتعطشُ للمنفيين
على طيبتهم تنطفئُ النار
قالتْ أسئلتي : تُعْجِزُ ( محفوظ ) َعن استيعابِ مراميها
إلا حينَ يسافرُ كي يستفهمَ عن عبَقٍ تتنفسُ منهُ صبايا العشَّار
كانَ (السيابُ ) يعيدُ (للبريكان ) قراءةَ ملحمةِ الحبِّ
المحفورةِ في ساحةِ سعدٍ
حتى ساوَرَهُ الإبحارُ فَخَرَّ صريعاً مفتوناً في سحرِ الحرفِ
وغارَ يعيدُ إلى الرُقمِ الطينيةِ وَهَجاً أكديّا رَتَّلَهُ في أحضانِ السهلِ
تناسلَ في ساحلِ دجلة وغَنَّتهُ بساتينُ السبعِ بكار
فمتى تَمْتَدُّ نواظرُ أحبابِك كي تَستَلهِم من غورِك عمقَ أناشيدِ الحبِّ العربية
أشتاقُ لعشبَتِكِ الريّانة
وأبوسُ بدمعي ذيلَ سنونو حَطَّ على أكتافِك تعروهُ الرِّجفةُ
يبحثُ في السيلِ عن القشِّ المتشرِّبِ من مائِكِ في تموز
يفرشُهُ في العشِّ
يبرّد أرجلَ أفراخِه
أشتاقُ كعينِ حبارى وهيَ مُحَلِّقَةٌ ترقبُ صَيّاديها من تحت
ومنْ فوق تخافُ الصقرَ المُتَرَبِّصَ فيها
ياحَبَّة قلبي أينَ أراكِ ؟
وَحَوْلَكِ جدرانٌ قَطَّعَتْ الأوصال
وما عادَ فناءُ الساحاتِ المشتولةِ في بسماتِ بناتِ المنصور
تُظَلّلُهُ أشجارُ الزوراء
ما عادَ شذاكِ البصريِّ يُعَطِّرُ ( أكشاك ) البسطاءِ على أرصفةِ
البابِ الشرقيِّ
والكحلُ الموغلُ في أعماقِ مرافئِ سومر لا يعبرُ بي جسرَ الشهداءِ
أينَ أراكِ ؟
وأرتالُ جرادٍ تزحفُ غربَ بخارى تنهشُ لحمَ القمحِ الحيِّ
وسنبلةِ الشلبِ الطافي بينَ مجاري الروحِ
أينَ أراكِ ؟
وجيرانُكِ عندَ نهاوند أباحوا دمي في أعتابِك
وحينَ تساءلَ بعضُ الطُرّاقِ عن الارض المحروقة والأطفالِ المدفونينَ بأروقةٍ منسيّة
قالوا : أولئكَ ممّا ظلَّ من الأجيالِ الآشورية
ألمَحُ فوقَ الهدبِ خيولاً تصهلُ تجنحُ نحوَ الشامِ
في عينيها النجلاوين غوالٍ تركوني أندبُ سمّاراً لا يحلو إلا
عند ضفافِ خريسان
إلا عند ضفافِ الدغارة
أو عند أكف صبايا المنصور وهنَّ يفضنَ حناناً للكتبِ المعقودةِ تحت جدائلهنَّ
تركوني وكهوفاً تتحدثُ للماءِ الجاري:
كلُّ أحبائك مأواهم أروقتي وحصايَ الأجوفُ
أحضنُ حتى ضفدعكِ التعبانْ
فمتى تدعو أحبابي لسواحلِك المشتاقةِ للعزفِ السرياني
المشبوب بأنغامٍ آشورية
ومتى تمتد نواظر أحبابك كي تستلهمَ من غوركِ عمقَ أناشيدِ الحب العربية
في عينها النجلاوين فرارٌ من لغطِ العالم في القولِ بلا فعلٍ
ورحيلٌ ضد التيار
أسلمني اللونُ العسلي إلى مدنٍ ظمأى لسلامٍ تتعطشُ للمنفيين
على طيبتهم تنطفئُ النار
قالتْ أسئلتي : تُعْجِزُ ( محفوظ ) َعن استيعابِ مراميها
إلا حينَ يسافرُ كي يستفهمَ عن عبَقٍ تتنفسُ منهُ صبايا العشَّار
كانَ (السيابُ ) يعيدُ (للبريكان ) قراءةَ ملحمةِ الحبِّ
المحفورةِ في ساحةِ سعدٍ
حتى ساوَرَهُ الإبحارُ فَخَرَّ صريعاً مفتوناً في سحرِ الحرفِ
وغارَ يعيدُ إلى الرُقمِ الطينيةِ وَهَجاً أكديّا رَتَّلَهُ في أحضانِ السهلِ
تناسلَ في ساحلِ دجلة وغَنَّتهُ بساتينُ السبعِ بكار
فمتى تَمْتَدُّ نواظرُ أحبابِك كي تَستَلهِم من غورِك عمقَ أناشيدِ الحبِّ العربية
أشتاقُ لعشبَتِكِ الريّانة
وأبوسُ بدمعي ذيلَ سنونو حَطَّ على أكتافِك تعروهُ الرِّجفةُ
يبحثُ في السيلِ عن القشِّ المتشرِّبِ من مائِكِ في تموز
يفرشُهُ في العشِّ
يبرّد أرجلَ أفراخِه
أشتاقُ كعينِ حبارى وهيَ مُحَلِّقَةٌ ترقبُ صَيّاديها من تحت
ومنْ فوق تخافُ الصقرَ المُتَرَبِّصَ فيها
ياحَبَّة قلبي أينَ أراكِ ؟
وَحَوْلَكِ جدرانٌ قَطَّعَتْ الأوصال
وما عادَ فناءُ الساحاتِ المشتولةِ في بسماتِ بناتِ المنصور
تُظَلّلُهُ أشجارُ الزوراء
ما عادَ شذاكِ البصريِّ يُعَطِّرُ ( أكشاك ) البسطاءِ على أرصفةِ
البابِ الشرقيِّ
والكحلُ الموغلُ في أعماقِ مرافئِ سومر لا يعبرُ بي جسرَ الشهداءِ
أينَ أراكِ ؟
وأرتالُ جرادٍ تزحفُ غربَ بخارى تنهشُ لحمَ القمحِ الحيِّ
وسنبلةِ الشلبِ الطافي بينَ مجاري الروحِ
أينَ أراكِ ؟
وجيرانُكِ عندَ نهاوند أباحوا دمي في أعتابِك
وحينَ تساءلَ بعضُ الطُرّاقِ عن الارض المحروقة والأطفالِ المدفونينَ بأروقةٍ منسيّة
قالوا : أولئكَ ممّا ظلَّ من الأجيالِ الآشورية
محفوظ فرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق