الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

الناقد جمال القيسي من العراق يكتب عن نص الشاعرة الجزائرية رزيقة:
_____
النص المعاصر،،،والاستعاضة ،،قراءة في نص باميلا (Razika ) 

الظاهراتية ،،،والاستغراق في الوصف،،عملية معقدة ،،وعسيرة لايفك    عقدها الا  الحركية المحيطة التي يتخذها النص ،،ليستعيض بذلك  عن العمق النفسي،،لتتحول المشاعر وانعكاساتها الشرطية بالصور الظاهرة،،،ربما تتصف النصوص الوصفية بالبساطة الظاهرة،،لانها تعتمد على الأسانيد. المفترضة لدى المتلقي بحكم توفر القنوات الكثيرة للمعلوماتية ،،اذًا هنا نؤشر اهم الوظائف الإجرائية. للنصوص المعاصرة ،،هي تختزل الوقت ،،على اعتبار ان الانسان المعاصر ،،لديه معطيات معلوماتية متوفرة مسبقًا،،ليتخطى كاتب النص العمق ،،في عمليته الإبداعية ،،على أساس ان مايجري  هو تحصيل حاصل،،وسنوضح ،،كلامنا لاحقًا ،،اتخذت باميلا هنا ( وهذا الاسم الذي أحب ان اناديها به ) ،،عدة مسارات حداثوية،،منها  النزعة السوريالية ،،والتكعيبية ،،بالاضافة الى الصمت البلاغي ،،الذي يؤدي الى وظيفة  مشاركة القارئ ،،في تصور النهايات،،وهذا ،،هو منحى حداثوي بحت،،الذي يدعو الى المشاركة الفاعلة للمتلقي،،لتتشكل العملية التأويلية ،،لتختصر. المسافة المفترضة بين الكاتب والقارئ ،،وكلما قلت هذه المسافة،،تفاقمت الحركة ،،ويؤدي النص دورًا فاعلًا ،،ليتحول الادب. الى عملية خلاقة ومنتجة وفاعلة،،مع عيب واحد،،هو الاستغراق في الفردانية ،،اي بمعنى التغريب ،،ومتى ما نجح النص المعاصر ،،بتخطي ذلك،،كان له دور النص السلطوي،،والذي يحقق النقطة التاريخية المهمة في الحراك التاريخي المتمثّلة بالزمن المهم والانتقالي ( قبل - بعد ) ،،وكما قلت سابقًا،،باميلًا هي بنت الحيّز الثقافي الامازيغي ،،الذي يمتلك التنوع الثقافي ،،فهو  لديه رؤية فرانكفونية ذات  الثقافة العالية،،والعربية ذات البلاغة الكبيرة،،مع قاعدة إسلامية ،،هذا الخليط النادر انتج لنا الكبير واسيني الأعرج،،وهاهي باميلا تسير على خطاه،،فيما وقعت سابقا الكبيرة احلام مستغانمي ،،بالحيز العربي. الاسلامي بما يشبه الفخ،،،ولكن يجب ان لاينسى ،،هدفها الكبير في ترسيخ الهوية العربية للجزائر،،،وهذا النص وما سبقه لباميلا،،،هو تجربة كبيرة ،،وولادة لهذا المزيج الفاعل ،،الذي يتوشح بأنفاس ألان  روب غرييه  في استنطاق الأشياء 
لوحدها من خلال عملية الوصف ،،مع إهمال  كامل لدور الانسان،،لكن باميلا بحكم المعطى العربي،،أضفت جمالية بحكم الشحن البلاغي العربي الغني ،،واستعاضت ،،عن الجفاف المتولد،،لتكسب ،،النص روحًا،،وهذا سر  واسيني الأعرج ،،ومع مسحة سوريالية واضحة جدًا ،،،وناضجة ،، وهذا أيضًا تعويض ،،سايكلوجي ،،اذًا،،باميلا خطت بالنص الحداثوي نحو الامام،،،بما يتوائم مع العصر  الكارثي الزخم،،،وتكمن قوة نصها في الزاوية التكعيبية ،،

يلتقيان ،،
كفكرة و خط منكسر ضائع ،،
المرأة المشحونة 
والرجل الضلع ،،
ﻻبد من نقطة 
في هذه الأرض تحتاجنا 
أن نفك عقدتها ،،
ونحرر عندها كآبتنا من
قبضة العبوس 

ومع ان هذه التجربة،،كانت بالتجليات الصوفية لأبو منصور الحلاج،، الا ان توظيف باميلا  بالخط المنكسر والرجل الضلع ،،وعملية البحث عن نقطة التقاء ،،مع تأطير مسبق بالفكرة،،،منح النص شاعرية ،،آخاذة،،واستنطقت هذا التشكيل التكعيبي ،،لتفك التعالق النفسي الحاصل معه،،
اذًا نحن  امام نص يحمل في طياته الإجرائية ،،كل المدارس الحداثوية ،،مضافاً  لها معطيات العصر المعلوماتي ،،وانا شخصيًا اعتبره ،،نصًّا معياريًا من الجانب الأكاديمي ،،ما يميز النص المعاصر ،،عدة امور أهمها ،،الصمت البلاغي ،،الذي يحرك المتلقي من خلال المشاركة التأويلية ،،البعد السوريالي،،او النفسي على منهج  (  لاكان ) الماركسي الفرويدي ،،و الظاهرة الجمالية التكعيبية ،،المتمخضة بتطورها عن قاعدة الفنان التشكيلي     پول سيزان الذي اعتبر ان كل الأشياء. التي نراها هي عبارة عن ( كرة،،واسطوانة  ومخروط ).  ،، والافتراض المعرفي المسبق للمتلقي،،ولنوضح هذا الامر،،،كثرة القنوات التي تزودنا بالمعرفة المصورة او المسموعة ،،تزودنا لاشعوريًا  ،،بسيل جارف من المعلومات،،تشكل قاعدة  معلومات معرفية،،،وأسانيد ،،بحيث ترى الان الاغنية،،مع  فيديو كليب ،،لتتكامل  الغاية الجمالية او الرسالة المراد بثها،،ويقوم عقل المتلقي بالمقارنة اللاشعورية ،،باكمال فك شفرة الرسالة،،هكذا يعمل النص الأدبي  المعاصر،،يعتمد في جزء مهم على أسانيد. غُذيت سابقًا في عقل المتلقي،،لكن هذه العملية فيها من الصعوبة في النص الأدبي وبالذات الشعر ،،لانه يجب أن يلتزم بالشاعرية والا فقد ،،هويته الاجناسية ،،اتمنى ان لا يكون كلامي فيه نوع من العسرة،،،مع تحياتي للشاعرة المتميزة باميلا،،،

جمال قيسي / بغداد

سأشرب الأسبرين لأتسلق الشجرة ،،**/

ماذا لو تسلقت شجرة سرو 
هل سأصل 
إلى منتهى العش ،، ق ؟؟
حلم يسقط 
إثر حركة خفيفة 
لغيمة تستيقظ الآن 
وتفكك خيوط النعاس عن عيون الشمس ،،

صباحي أمس 
كان متأخرا بساعة 
تضمر الكسل 
تحت جلد الوقت ،،
هو ،، يبطأها متعمدا ،،
ويتظاهر أمامي بالضجر  ،،

يلتقيان ،،
كفكرة و خط منكسر ضائع ،،
المرأة المشحونة 
والرجل الضلع ،،
ﻻبد من نقطة 
في هذه الأرض تحتاجنا 
أن نفك عقدتها ،،
ونحرر عندها كآبتنا من
قبضة العبوس ،،،
نضيف لمسة سكر على هذه المرارة 
في حلق الخليقة ،،
ونتفاعل ،،،،

إقترب ،،
لربما ثمرة السرو ،،
تخفي عنا سرة الحب 
حكما كثيرة وبعض الدنانير الذهبية ،،،
ولكن سيرة الماء 
تحت أرجل الشجرة التي فوقنا ،،

مجرد التفكير في قلع الضرس 
وقلعك من الغصن الأم ،،
يملأ القلب 
بالغثيان ،،،
ويشعر الغابة بالحمى ،،
ويضطرني 
لشرب الأسبرين 
ثلاث وجبات في اليوم ،،،

Razika



_______


تعقيب الناقدة غادة سعيد
::::::



عندما يتفق الساردُ مع المؤلف الضمني للنص السارد فإنه يكون ساردا "ثقة".
لعل ابرز مجال نموذجي الذي تظهر فيه الاختلافات في القيم المتعارف عليها نقديا: الميثاق، مثلا بين المؤلف الضمني والسارد هو مجال الكتابة التهكمية..
في نص الاستاذة "باميلا" حوار داخلي او منولوج الانا مع الانا الذاتية..
(سأشرب الاسبرين لأتسلق شجرة) هنا الفعل جاء بناء على قرار ونتيجة قرار.. رغم انه جاء في كمدخل للنص.. فمن خلال السياق و القياس في عالم النحويات نفهم وندرك انها جملة جوابية لسؤال ملح لم تخبرنا به المؤلفة..
لتفاجأنا بسؤال يلح عليها: (هل سأتسلق شجرة السرو؟) وهو نوع من التهكم على الانا الضمنية للمؤلف رغم قرارها في اول البيت.. ، الى اخر النص الذي جاء ك"هلوسة" او ما يسمى في علم النفس "بالهذيان المهذب"
فقط حاولت تبيان التررد و عدم الثقة من قرارت المؤلف الضمني والسارد..
دون الدخول في رطانة السرديات، حول مفهوم "التقيم الاشكالي والاخلاقي بين السارد والمؤلف الضمني".. نجد نفسنا أمام حالة "التبئير" هي علاقة بين :الرؤية وفاعل الرؤية "المشاهِد" وموضوع الرؤية "المشاهَد"..
أن التركيز في هذا التعريف على "الرؤية" يقصد من ورائه تمييز السرد عن التبئر باعتبار أن التبئير يتعلق بموضوع مدرَك من قبل مدرِك معين (هنا جاء العكس فالمؤلف والسارد يخاطب نفسه بنفسه)..
وهذا التبئير (الادراك - المدرِك - المدرَك) صامت لا يتكلم ولا يستطيع الكلام، وإنما هناك من يتحدث نيابة عنه او يقدمه السارد.
و هكذا يكون السارد هو المسؤول عن الكلام، عن الصوت السردي، بينما المبئر مسؤولا عن الادراك..
و هنا مع نص "باميلا" كخلاصة : لا يوجد تمايز بين المُبَئِر والسارد..
اغلب النصوص الحديثة لا يوجد مبئر قائم بذاته بإزاء سارد قائم بذاته، وإنما يوجد سارد/مبئر كلي المعرفة كلي الوجود.. ناهيك ان "الاسبرين" في النص هي الهدف والغاية والتبرير والوسيلة لكل ما سيقع و وقع..
وهذا كلام يطول الغوص في شرحه و تفصيله علميا.. كدور وفاعل واسقاطه على المؤلف الضمني والسارد....
اعتذر عن الاطالة استاذي.. و شكرا لك لتقريبنا من هذا النص.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق