الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

درس الحياة ،،،المغيب. /قراءة لقصيدة ( حضور شاغر ) للشاعر كريم عاشور بقلم / الروائي الناقد جمال قيسي

درس الحياة ،،،المغيب. /قراءة لقصيدة ( حضور شاغر ) للشاعر كريم عاشور
عندما تنظر الى رسمة الزاوية،،،انت ستكون ،،بطرفين ،،مختلفين،،،سواء من نقطة تماس الضلعين ،،او استمرار ،،الانفراج،،وتباعد ،،الخطين الوهميين،،لكن الانتماء ،،واحد،،والافتراق ،،مجرد وهم افتراضي،،شعاع للتقييس ،،لكن كريم عاشور،،ينظر ،،دائما من خارج الحدث،،او مابعد الواقعة،،لحظة،،مابعد الخراب،،حيث لازالت الذاكرة تحتفظ،،بالمجريات التي أودت ،،الى الخراب،،كريم عاشور اله مخصي ،،بامتياز،،،وميزة الاله المخصي،،انه مسلوب ا...لإرادة في الخلق والتغيير،،فقط ،،لديه خاصية الخلود،،لانه ينظر للزمن ،،بلا فواصل،،صيغة جديدة للفعل،،ممكن ان نسميها مابعد المضارع،،والتي تنطوي ،،على الماضي والحاضر والمستقبل،،لكنها تفتقد لصيغة فعل الامر،،هو اله في وعيه،،لكن،،بلا اتباع،،،،منبوذ،،لانه فاقد الإرادة ،،بفعل ،،سوء الآخرين ،،،هو الحاضر المغيب،،العابد والمعبود،،الاثبات والنفي،،،اي تكوين ينطوي على مثل هذا الامر،،،انه اللاشيء،،،وكل شيء ،،
كريم عاشور،،شاعر صاحب مدرسة خاصة ،،في الشعر،،ستبقى أشعاره ،،محفورة في تاريخ الوجدان البشري،،لانها مدونة ،،نتائج،،ومحصلة ،،لحمق الانسان،،هو طار ،،بأجنحة ،،لايمتلكها ،،احد،،حتى ،،حط،،على ،،الخراب،،يشتغل بمناطق،،لم ندركها،،،هل هو عبث،،لا،،عدمية لا،،،لسبب بسيط،،انه يدون الحتمية ،،لسوء الحياة،،هو صوت الانسان المتوسط،،الشغيل المغلوب على أمره ،،المسلوب الإرادة ،،رغمًا عنه،،ان صوت،،الملايين،،الذين سحقوا من قبل المستغلين ،،باسم الدين،،وتارة بعناوين ايديولوجية ،،مختلفة،،،هو صوت الانسان ،،على فطرته،،الذي لازال فيه،،الجزء الالهي ،،الذي لم ينتزع،،رغم تقسيم العمل،،،عراب للوجع ،،الانساني،،،المخزي،،

جمال قيسي / بغداد





حضور شاغر
.....................

في المدرسة
-كما في الحياة -
كان يجلس لصق الحائط
في المقعد الأخير من الصف
لم يشاغب مرة
أو يرفع إصبعه في عين أحد
لم يكسر أيما قلم
وحقيبته لم تأوي يوماً مسطرة
لقياس ضجره الطويل
أو ممحاة ينظف يها
ثرثرة المعلمة
ولا مبراة
لتشذيب دقائقه المترهلة
.
.
.
دوماً
كان اسمه
في السطر الأول
من قائمة الغياب


تعقيب  الناقد غازي احمد ابي طبيخ الموسوي

آفاق نقديه ظاهرتان اثارتهما هذه المطالعة المتواطئة مع النص بحكم الوعي وبحكم الموقف بخاصة ان هذا النص لايمكن ان يصغي لأية مقترحات او مضايفات..
هو بسيط حد المشهدية الكاملة ..وعميق حد الإغارة على اعماق الاعماق بالضبط كمطالعة ابي سرى..
الفراغ المتروك..بياض دفين علينا
املاؤه..
والمضارع..المستمر..هو لدينا مفهوم ومستعمل عربيا،ولكنه غير مقنن تقعيديا..مع اهميته القصوى..الانجليز حسموا امره وانتهوا منه بعد ان اثبتوه كزمن مستقل..
ثانيا:
ظاهرة الحاضر الغائب..ويالها من التفاتة نابغة نابهة اخي الاستاذ
Jamal Kyseالعزيز..
طبعا الظاهرة من الدفانة بمكان بحيث يصعب تصورها عمليا الا في الذهن فقط..هذا يعني تفسيرها وبيان حقيقتها..
فقد مهد الشاعر اولا مؤكدا حضوره داخل الصف،بل ومتابعته للمعلمة تحديدا..ولكنه غير موجود في ذات الوقت في سجلات دفتر الملاحظات الايجابية..ولربما كانت المعلمة او المعلم تجهد في سؤاله،فلايجيب،او لربما كان في سره يهزأ بها،كونه كما عبرتم اخي ابا سرى عابراً لزمانه،ودليل ذلك عبوره لعنصر خطابه المحسوب على الوعاة في تلك الحقبة القديمة المستمرة كأثقل ما يكون برزئها وسكونيتها الباردة..
الذي اقترحه عليك اخي ابا سرى الحبيب..مادمت تلمح وتهيئ لهذه الشخصية الابداعية التي يمكن احتسابها على شريحة حسين مردان والحصيري وآرثر ميللر ورامبو..ولكنها غيرهم تماما،مع انه منهم في تراصفه الانساني الكوني كما تفضل اخي الدكتور
Laith Aldakelالفاضل،ولكنه غيرهم تماما بحكم التزامه بخط ايديولوجي خاص في جانب وعام في جانب اخر ،انما تنبع خصوية التزامه من ذات تمرده وتمزيقة لجميع التكيسات والشرانق..
اقترح امساك هذه الشخصية الروائية في قص قصير معمق او طويل تحليلي،لكن كمحور او بطل لما تمتلكه شخصيته من مؤهلات على هذا الصعيد،ونعم لقد ادرجته جنابك في سياق روايتك الاخير( حنبص)،كنموذج او مثال..ولكنني اراه ابعد من ذلك بكثير،ومثلك ايها اليراع السردي المبدع،لقادر علىرخلق ماتشاء من المضايفات المناسبة لمثل هكدا مقترح اتمنى ان يحضى باهتمامكم ،ولكم هو رائع ان يحصل مبدع مثل كريم عاشور على هكذا نوع من الخلود الجميل،وهو بين ظهرانينا يشهد ويرى..
وعودا على ذي بدء اقول:
ان هذا الرجل قد بلغ في سهله البرئ المدهش مايجعلنا نظن ان مانقرأه في متناول اليد،ولكن هذا الوهم سرعان ما سيتبدد في اول محاولة للتماهي،وسر هدا الامتناع بحسب تقديري ،يكمن في معجز الالتفات،او نوع القنص الحدثي الذي تتمحور حوله رؤية الشاعر،ومفاده المعنوي البعيد المدى،برغم شدة محليته وحدة واقعيته،ولكن كررنا مقولة( فيشر)..( كلما اقترب المبدع من محليته اكثر،كلما اقترب من عالميته اكثر) ..
اخي الاستاذ جمال الحميم الجميل،من خلالك..هذه تحية بحجم النص،واعني اعتباره الكبير لصاحبه اخي كريم،والسلام ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق