قراءة متواضعة في نص المبدع الاستاذ الغراف حميد العنبر الخويلدي...
.
* * * * * * *
* * * * * * *
هناك ضوابط تحكم النص النقدي، وهذه الضوابط التي ان جاز لي التعبير استخدامها، تجعل الناقد بين محددات كثيرة لايمكنه تجاوزها، في الوقت الذي تمنحه تلك الضوابط حرية التصرف من خلال تشوفاته للنص وبنائية النص كاملة الاشتراطات - ان اجاد الناقد ادواته -، على ان هذه الضوابط والاشتراطات هي ما ستلقي بظلال تاثيرها وعظيم نفعها او ضرها على النص في الحالتين طبقا لرؤية الناقد للنص، ولابد من الاشارة هنا الى اننا استخدمنا كلمة نص ولم نقل قصيدة او نص نثري او ماشاكل لان موضوعة النص او البحث الذي نحن بصدده يمكنها ان ترسم نقطة مثابة هي اولى للبدء وهي آخرة للانتهاء او للعودة، فهي مثابة للانطلاق وهي مثابة للمنطلق بالعودة ثانية الى نقطة البدء اي المثابة التي اصبحت ثانية، وهذا الذي يمتلكه الغراف في تجلياته التي نعرفها والتي عايشناها مثلما عشناه مغردا صادحا للشموخ حتى في حنينه الموجوع هذا منذ عشرات من السنين عن قرب، وان كان هذا الامر يشترك فيه من جنسه وواقعه ومعشره كثيرون ربما ساروا على نفس النهج فنجحوا وربما حاولوا وتوقفوا....
الذي يعني الناقد هو النجاح في انتاج نص نقدي يختلف بالتاكيد عن النص المحفز الاول، سواءا بالميل له او الجفاء عنه، فهو نص اكتملت كل مفردات النص النقدي فيه وهذا سيحسب للناقد فيما بعد ايجابا تماهيا وقياسا مع النص ام سلبا مجافاة وقياسا الى النص، حين نفرد للنص ساحة نفترش فيها الكلم من اوله الى اخره، نفرش ونعرض بادواتنا الملكة التي تختلف من ناقد عن اخر رغم امكانية التقائها في كثير من الاحيان ان استوت الاشتراطات عند ناقدين متفحصين متمكنين حتى عن بعد، ممكن هذا رغم صعوبة التقارب القليلة الحدوث، هذه الملكة سيتحكم فيها وعن لا ادرية تطوق راس الناقد بل في بعض الاوقات تدفعه دون ان يشعر الى ان يقول مايفرضه عليه محفزه الاول النص وصاحب النص، هذا الشعور التلقائي واللاارادي له جزء وافر وحظوة اوفر معي هنا في تناول هذا النص الموقر....
هنا يستوقفني مما احفظ من روح ثورية الدواخل راقية الحس فيما سمعته من الخويلدي في ايام سبقت، فمن يقرا هذا النص بهذه العذوبة الروائية المتواترة هل يمكن ان يقارن ان القلم الذي انتج ( الموسوية) عروسة الكاتب هو ذات القلم الذي انشد يوما:
(علا فارتقى فالكوكبان سواحله.........
فارخى على الدنيا وتلك جذائله)
ام في موقع اخر كما حفظت الذاكرة رغم تعبها الواضح ( اشع غلبا فنورك لايجارى)،
و( تعاظم اليوم عن ذكرى تخلده...
ابكى فؤادي وهذا القلب منشده
.
لعل في صمم من ليس يسمعه......
او قض ناظره من ليس يشهده).. اذا لم تخني الذاكرة – فعذرا-
من هنا اقول على الناقد يقع حكم الاشتراط الاول وهو المحفز الاول او الاعلى وهو بعد الموضوع معرفة الكاتب بل ومعرفته المتعمقة، وهذا مايجعلني اجيز لنفسي السباحة على مهل في نهر ينساب بروية وميس موج هاديء، شاطآه نخل وقصب، ومنه انطلق الكاتب واليه يعود وهذا التردد بين الذهاب رواحا والاياب جيئة، ونصب عينيه المحبوبة المفترضة، افرز لنا صورة مماثلة لهذا الجذب الديالكتيكي البارع في سفح العمل هدوء وانسياب وفي قمة العمل ذروة الوصف، ومما يسجل للخويلدي هذا التناوب( العلو والخفوت) في صورة منسابة في الوصف ليس على مستوى الايقاع ابدا لانه قد حافظ على وقع الكلمات المنتقاة بجهد بيّن وواضح، انما الموسيقى التي تعلو تارة وتخفت اخرى صوتا مع كينونة الكلم المفردة التي وضع الخويلدي كلا منها في محله،،،،
هذه البنائية للنص حكمتها ( ذات) الكاتب بما يمتلك من صفات ومواصفات تجعله مؤهلا لان يخوض غمار هذه المحاكاة او المناجاة مع عروسته المفترضة، وحتى وان كانت موجودة فلا ريب في ذلك، فيما يقف في الجانب الاخر المقابل
( ذات ) اخرى هي روح المعشوق المحفز والمحرك الاول، البنائية التي تعتمد على اتزان الكفة ومساواة الحجوم بين المحفز الاول بين المتأثر بهذا التحفيز اي بين الموضوع والكاتب سينتج عندذاك نص متميز يقل فيه الخلل ان لم نقل ينعدم، وهذا التوازن يتناسب طرديا بين الذاتين الاولى والثانية، كلما عظم المحفز وكان اوقع على الكاتب وكانت ذات الكاتب وملكته تمتلك من الادوات والأهلية مايمكنها من تناول النص كلما اصبحنا امام نص باذخ او فاره او متميز، والعكس صحيح في البنائية الاخرى مختلفة الكمّ والحجم بين المحفز والكاتب سيكون الناتج مختلا في احد طرفيه وليس شرطا ان يكون الطرفان المعنيان على خلل واضح، وهذا الخلل هنا، والجودة هناك في القياس الاول هو الذي يعطي الناقد المتبحر والمكتنز خبرة ان يرى ويشخص من اولى القراءات للنصين ان البنائيةرسمت على هذا التوازن او كانت بعيدة عنه...
هنا ياتي هذا النص بالاتزان الاعلى بين المحفز وما يمتلك وما انتجه لنا الغراف الخويلدي دام ظله، فمايمتلك المرسوم المفترض عالي القيمة لدى الكاتب هو الذي كان يدفع بالكاتب الى صياغة اعلى كلما حاول النزول تذكر المرسوم فعاد فعلا كالطائر محلقا، منذ ارتفاعه عن الارض هو قد حلق فان ارتقى اعلى فهو لازال طائرا محلقا، وان تنازل ليلامس الاجواء في الارضين فهو لازال محلقا، هذا هو البناء الذي نبغي من اصحاب النصوص، ولا نعفي انفسنا مما نقول...
لكن الذي استوقفني وبحكم معرفتي بامكانية الشاعر الرائعة وقدرته الواضحة، وما لم اكن اريده، للحفاظ على صيرورة الرسم والموسيقى المتناسبتين مرتفعة على الدوام، وما كنت افضله هو عدم ذكر المعشوقة العروس، لا كعنوان، ولا حتى في نهاية الامر من النص...
على انني اسجل للسيد الخويلدي هذا الابداع، متأملا ومنتظرا منه ان يتحفنا بين الفينة والاخرى بما تحتاجه الساحة الادبية، خصوصا وهو ذو باع طويل في دراسات ادبية كثيرة اتذكر منها ( الهدم البناء في الشعر) ...
خالص مودتي وتقديري
النص:
*****
(( إلى سارة الموسوية:
--------------
رسالة من ذهب
ونور عشق فهام ...
ولولا ان رأى الدليل..
لهلك لا اعرفها ..
انما جمعتني واياها السماء..
ليس الأرض
كانت بعيدة جدا.....
انما هي شاشة جوالي بالتحديد ولما صادفني
ان التقي بها
قبل الف مضت....
على سفح جبل من الحب السعيد....
ركضنا تحت المطر....
دفعت بناالريح النشيطة....
وقد شرب الوادي الأخير....
همسها فقط ....
همسها لاغير.. ..
قال..ماكان لك أن يكون نصيبك منها....
ايها الشبح المخب...
غير تفاحةغرسها الشوق بابط دجلة ...
قبل الغروب...
اذ صبغها دم الأفق سكرانة باللذاذات....
التي اغرقتني...
وما عدت اتابع ما دار حولي....
من صفير عجيب ...
وما سمعت أذني ابدا...
مثل صوتها الرخيم....
مدت يدها الي....
ناولتني حلمتين شقر التجاعيد والتشققات والسحنة .....
حناءها حلو مَريع .....
مثل عافية طفل ممهد ....
انبهرت حين رأيت
ورأت عيني....
اغمي على راسي
المكمم بالبسملة والبخور ...
قالوا من تفك ازارها عليه.....
ازرار قمصانها....
تشممه ريحها...
عبق العرق الرطب ...
ذاك تحت ابطيهاالشهيتين ...
الدافيتين كعش قبّرة ....
اعرفه واعرفها...
اعرفه
مثلما كنت
وكان
اعرفه.....
كنت متاكدا
أنه يحيي
يفيق حالا...
كلامها
يحيي الذي مات
او يموت ....
لولا أن يكون كلامي
ليس معجزة...
وكلامها كذلك أيضا....
عفوا...
انا الشاعر الذي تادب
على يدها الامينة ....
عفوا..
من تكونين...
عفوا...
انت من سكان ذاك القمر المشع ....
الذي طالما غازل عين المحبين مثلي ....
بشرني...
ان لك لؤلؤة...
تنتظر في طريقك
المجهول الطويل....
يا ابن القبيلة العربية أفصح.....
قلت له...
صادفني اهابها الحلو...
في أحلام الشباب قبلُ....
في أحلام الشباب الاتين كالسحب
كالربيع المعطر بعدُ ....
انا وجودي الوجه
والهوى
والخيال.....
عندما كنت ارعى
صور الفتيات الجميلات ...
مثل طري الخوخ والبرتقال....
احمر او اصفر.....
او بين هذا
وبين ذاك....
تمر وأمر واراها....
واركض وراها....
اركض مثل الكبش وراها....
وتلفتت مثل شمس الصباح مشرقة.....
تغرق بنعاس الكلمات...
وخافت السمع
والهمس.. ..
يادفء الوقت
ويانضارة العشب.. .
جرى الماء
لا يرىمنه الا كما هو....
هو ازرق شكله
في العميق او ابيض...
زقزق عصفورها على شجري ....
حط وطار ...
طار وحط...
كان فستانها منقشا.. ..
بابيض الحليب ...
وبالوردي المغبر...
لمعت مثل الشهاب
في أفق...
ليس كهذا الافق
الذي ارى
والذي انا فيه....
حيث الشجر
والورد
والناس...
حيث الفراشات
والأعمدة....
خلعته كقميصي وعلقته ....
استوقفني الزمن اللذيذ...
تابعت فيها
اخر إحصاء للذكريات القديمة....
وجدت ان سارة الموسوية...
تستاهل
في ان تكون
في السلة الذهبية...
ان تكون
في دمي الملون كالزهر...
امواجا كان كلامها العجيب...
كالغيمة يسقي العروق الضمية من زمان....
ما كنت انا والله ...
ما كنت انا....
انا واعدت الغيوم
والمطر ان ينزل....
واعدت الحمامات
ان تهدل...
قلت افرشوا لسارة
طريقها
اجمل الدمقس
وارق الحرير والزهر.. .
فانها من شجر...
من أصل ثمين..
انها من بنات موسى الكاظم .....))
Shakir Al Khaiatt
الذي يعني الناقد هو النجاح في انتاج نص نقدي يختلف بالتاكيد عن النص المحفز الاول، سواءا بالميل له او الجفاء عنه، فهو نص اكتملت كل مفردات النص النقدي فيه وهذا سيحسب للناقد فيما بعد ايجابا تماهيا وقياسا مع النص ام سلبا مجافاة وقياسا الى النص، حين نفرد للنص ساحة نفترش فيها الكلم من اوله الى اخره، نفرش ونعرض بادواتنا الملكة التي تختلف من ناقد عن اخر رغم امكانية التقائها في كثير من الاحيان ان استوت الاشتراطات عند ناقدين متفحصين متمكنين حتى عن بعد، ممكن هذا رغم صعوبة التقارب القليلة الحدوث، هذه الملكة سيتحكم فيها وعن لا ادرية تطوق راس الناقد بل في بعض الاوقات تدفعه دون ان يشعر الى ان يقول مايفرضه عليه محفزه الاول النص وصاحب النص، هذا الشعور التلقائي واللاارادي له جزء وافر وحظوة اوفر معي هنا في تناول هذا النص الموقر....
هنا يستوقفني مما احفظ من روح ثورية الدواخل راقية الحس فيما سمعته من الخويلدي في ايام سبقت، فمن يقرا هذا النص بهذه العذوبة الروائية المتواترة هل يمكن ان يقارن ان القلم الذي انتج ( الموسوية) عروسة الكاتب هو ذات القلم الذي انشد يوما:
(علا فارتقى فالكوكبان سواحله.........
فارخى على الدنيا وتلك جذائله)
ام في موقع اخر كما حفظت الذاكرة رغم تعبها الواضح ( اشع غلبا فنورك لايجارى)،
و( تعاظم اليوم عن ذكرى تخلده...
ابكى فؤادي وهذا القلب منشده
.
لعل في صمم من ليس يسمعه......
او قض ناظره من ليس يشهده).. اذا لم تخني الذاكرة – فعذرا-
من هنا اقول على الناقد يقع حكم الاشتراط الاول وهو المحفز الاول او الاعلى وهو بعد الموضوع معرفة الكاتب بل ومعرفته المتعمقة، وهذا مايجعلني اجيز لنفسي السباحة على مهل في نهر ينساب بروية وميس موج هاديء، شاطآه نخل وقصب، ومنه انطلق الكاتب واليه يعود وهذا التردد بين الذهاب رواحا والاياب جيئة، ونصب عينيه المحبوبة المفترضة، افرز لنا صورة مماثلة لهذا الجذب الديالكتيكي البارع في سفح العمل هدوء وانسياب وفي قمة العمل ذروة الوصف، ومما يسجل للخويلدي هذا التناوب( العلو والخفوت) في صورة منسابة في الوصف ليس على مستوى الايقاع ابدا لانه قد حافظ على وقع الكلمات المنتقاة بجهد بيّن وواضح، انما الموسيقى التي تعلو تارة وتخفت اخرى صوتا مع كينونة الكلم المفردة التي وضع الخويلدي كلا منها في محله،،،،
هذه البنائية للنص حكمتها ( ذات) الكاتب بما يمتلك من صفات ومواصفات تجعله مؤهلا لان يخوض غمار هذه المحاكاة او المناجاة مع عروسته المفترضة، وحتى وان كانت موجودة فلا ريب في ذلك، فيما يقف في الجانب الاخر المقابل
( ذات ) اخرى هي روح المعشوق المحفز والمحرك الاول، البنائية التي تعتمد على اتزان الكفة ومساواة الحجوم بين المحفز الاول بين المتأثر بهذا التحفيز اي بين الموضوع والكاتب سينتج عندذاك نص متميز يقل فيه الخلل ان لم نقل ينعدم، وهذا التوازن يتناسب طرديا بين الذاتين الاولى والثانية، كلما عظم المحفز وكان اوقع على الكاتب وكانت ذات الكاتب وملكته تمتلك من الادوات والأهلية مايمكنها من تناول النص كلما اصبحنا امام نص باذخ او فاره او متميز، والعكس صحيح في البنائية الاخرى مختلفة الكمّ والحجم بين المحفز والكاتب سيكون الناتج مختلا في احد طرفيه وليس شرطا ان يكون الطرفان المعنيان على خلل واضح، وهذا الخلل هنا، والجودة هناك في القياس الاول هو الذي يعطي الناقد المتبحر والمكتنز خبرة ان يرى ويشخص من اولى القراءات للنصين ان البنائيةرسمت على هذا التوازن او كانت بعيدة عنه...
هنا ياتي هذا النص بالاتزان الاعلى بين المحفز وما يمتلك وما انتجه لنا الغراف الخويلدي دام ظله، فمايمتلك المرسوم المفترض عالي القيمة لدى الكاتب هو الذي كان يدفع بالكاتب الى صياغة اعلى كلما حاول النزول تذكر المرسوم فعاد فعلا كالطائر محلقا، منذ ارتفاعه عن الارض هو قد حلق فان ارتقى اعلى فهو لازال طائرا محلقا، وان تنازل ليلامس الاجواء في الارضين فهو لازال محلقا، هذا هو البناء الذي نبغي من اصحاب النصوص، ولا نعفي انفسنا مما نقول...
لكن الذي استوقفني وبحكم معرفتي بامكانية الشاعر الرائعة وقدرته الواضحة، وما لم اكن اريده، للحفاظ على صيرورة الرسم والموسيقى المتناسبتين مرتفعة على الدوام، وما كنت افضله هو عدم ذكر المعشوقة العروس، لا كعنوان، ولا حتى في نهاية الامر من النص...
على انني اسجل للسيد الخويلدي هذا الابداع، متأملا ومنتظرا منه ان يتحفنا بين الفينة والاخرى بما تحتاجه الساحة الادبية، خصوصا وهو ذو باع طويل في دراسات ادبية كثيرة اتذكر منها ( الهدم البناء في الشعر) ...
خالص مودتي وتقديري
النص:
*****
(( إلى سارة الموسوية:
--------------
رسالة من ذهب
ونور عشق فهام ...
ولولا ان رأى الدليل..
لهلك لا اعرفها ..
انما جمعتني واياها السماء..
ليس الأرض
كانت بعيدة جدا.....
انما هي شاشة جوالي بالتحديد ولما صادفني
ان التقي بها
قبل الف مضت....
على سفح جبل من الحب السعيد....
ركضنا تحت المطر....
دفعت بناالريح النشيطة....
وقد شرب الوادي الأخير....
همسها فقط ....
همسها لاغير.. ..
قال..ماكان لك أن يكون نصيبك منها....
ايها الشبح المخب...
غير تفاحةغرسها الشوق بابط دجلة ...
قبل الغروب...
اذ صبغها دم الأفق سكرانة باللذاذات....
التي اغرقتني...
وما عدت اتابع ما دار حولي....
من صفير عجيب ...
وما سمعت أذني ابدا...
مثل صوتها الرخيم....
مدت يدها الي....
ناولتني حلمتين شقر التجاعيد والتشققات والسحنة .....
حناءها حلو مَريع .....
مثل عافية طفل ممهد ....
انبهرت حين رأيت
ورأت عيني....
اغمي على راسي
المكمم بالبسملة والبخور ...
قالوا من تفك ازارها عليه.....
ازرار قمصانها....
تشممه ريحها...
عبق العرق الرطب ...
ذاك تحت ابطيهاالشهيتين ...
الدافيتين كعش قبّرة ....
اعرفه واعرفها...
اعرفه
مثلما كنت
وكان
اعرفه.....
كنت متاكدا
أنه يحيي
يفيق حالا...
كلامها
يحيي الذي مات
او يموت ....
لولا أن يكون كلامي
ليس معجزة...
وكلامها كذلك أيضا....
عفوا...
انا الشاعر الذي تادب
على يدها الامينة ....
عفوا..
من تكونين...
عفوا...
انت من سكان ذاك القمر المشع ....
الذي طالما غازل عين المحبين مثلي ....
بشرني...
ان لك لؤلؤة...
تنتظر في طريقك
المجهول الطويل....
يا ابن القبيلة العربية أفصح.....
قلت له...
صادفني اهابها الحلو...
في أحلام الشباب قبلُ....
في أحلام الشباب الاتين كالسحب
كالربيع المعطر بعدُ ....
انا وجودي الوجه
والهوى
والخيال.....
عندما كنت ارعى
صور الفتيات الجميلات ...
مثل طري الخوخ والبرتقال....
احمر او اصفر.....
او بين هذا
وبين ذاك....
تمر وأمر واراها....
واركض وراها....
اركض مثل الكبش وراها....
وتلفتت مثل شمس الصباح مشرقة.....
تغرق بنعاس الكلمات...
وخافت السمع
والهمس.. ..
يادفء الوقت
ويانضارة العشب.. .
جرى الماء
لا يرىمنه الا كما هو....
هو ازرق شكله
في العميق او ابيض...
زقزق عصفورها على شجري ....
حط وطار ...
طار وحط...
كان فستانها منقشا.. ..
بابيض الحليب ...
وبالوردي المغبر...
لمعت مثل الشهاب
في أفق...
ليس كهذا الافق
الذي ارى
والذي انا فيه....
حيث الشجر
والورد
والناس...
حيث الفراشات
والأعمدة....
خلعته كقميصي وعلقته ....
استوقفني الزمن اللذيذ...
تابعت فيها
اخر إحصاء للذكريات القديمة....
وجدت ان سارة الموسوية...
تستاهل
في ان تكون
في السلة الذهبية...
ان تكون
في دمي الملون كالزهر...
امواجا كان كلامها العجيب...
كالغيمة يسقي العروق الضمية من زمان....
ما كنت انا والله ...
ما كنت انا....
انا واعدت الغيوم
والمطر ان ينزل....
واعدت الحمامات
ان تهدل...
قلت افرشوا لسارة
طريقها
اجمل الدمقس
وارق الحرير والزهر.. .
فانها من شجر...
من أصل ثمين..
انها من بنات موسى الكاظم .....))
Shakir Al Khaiatt
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق