الاثنين، 4 ديسمبر 2017

السريالية بين حضور الوعي،والتداعي الحر بقلم / الناقد غازي احمد ابي طبيخ الموسوي

السريالية بين حضور الوعي،والتداعي الحر:
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::




هذا الموضوع تم نشره سابقا ،وسنعيد نشره الان لضرورته في جانب ولحصولنا على نموذجين مميزين نعتقد انهما ينتميان منهجيا الى هذه المدرسة العميقة الاثر في الابداع العالمي ،هذان النموذجان وان كانا يتبنيان السوريالية معا بحسب تصورنا ،ولكن احدهما يستخدمها كآلية داخلية للإنتهال في بعض تفاصيله مع اخضاعها لإشراف الوعي بحيث يتدخل في التوجيه والبرمجة ونعني به نص الاديبة الشامية (
رغد اسليم) الفاضلة،وقد نبهتنا الاديبة الكبيرة نور السعيدي في مداخلة لها ،تلمح الى شكها في نسبة هذا القصيد الى المدرسة السريالية بقولها(أعذروا جهلي أيها السادة الأفاضل ،،،
هل نص الشاعرة الفاضلة رغد اسليم ،،، سريالي ــ مجرد سؤال ؟؟؟؟؟).. وكانت اجابتنا لجنابها الكريم كالاتي:( انت استاذتنا ..حاشاك من الجهل..استاذة نور السعيدي الفاضله..نحن حين نطرح النص ليس على سبيل فرض الراي ابدا،على العكس من ذلك..انما هي زاوية نظر ليس الا،ولو اعدت النظر بالتقديم الاول لوجدت اننا طلبنا الراي والاسهام ايضا..
مانراه نحن من جهتنا..ان هناك تجارب معينة تحاول في هذا الاتجاه،ولكنها لم تتمكن من ازاحة عقلنتها خلال زمن الفعل الابداعي ،اعني خلال زمن الدفق الشعري،بحكم حضور جميع الكوابح او بعضها ،ولهذا اكدنا حتى في العنونة ( حضور الوعي) الذي يمنع عمليا التداعي الحر الكامل..
السؤال الذي اراد ان يطرحه المقال اصلا..هو عين ماتفضلت به جنابك..فدعينا نصوغه بوضوح الان وبالشكل التالي :
( هل يمكن لنا استخدام التداعي الحر كآلية للفعل الابداعي مع الاشراف عليه بالوعي في نفس الوقت او بعده في ما نصطلح عليه ب( اعادة خلق النص).. هو مجرد سؤال..
مالفت نظري في نص الشاعرة وجود محاولات داخلية بهذا الاتجاه ،ولكنها مسورة او مقيدة ،او مكبوحة،وهذا ما لاحظناه على كثير من التجارب هنا..سواء ماكان منها ناضجا او في الطريق..
المقال كله مطروح للتداول،وللحوار،ليس اكثر من ذلك..فنحن عرضنا في ادناه فكرة موجزة مع امثلة مختارة لهذه المدرسه..فهل ينطبق منهج المدرسة على النصين المعروضين،او على اي النصين ينطبق المنهج اكثر من غيره? او لربما لاينطبق من اساسه..وتعلمين اكثر منا ان عدم انطباقه لايعني ضعفه وانما يعني تمنهجه بمنهج اخر في الاجمال ،بينا نتحدث عن بعض تفاصيله ومحاولاته الداخلية،ليس اكثر..
شكرا كبيرة لهذه المداخلة الكريمة ،سيدتي..ولسوف نضيف الى هذه الحوارية كل ما يردنا من مداخلات نراها بالغة الاهمية كما هي حال التساؤل اللافت بل المنبه الذي تفضلت به الاديبة الكبيره..
*
بينما وقع اختيارنا على نص مهم يتبنى منهجية (التداعي الحر ) السريالية بشكل عملي هو نص الاديب الفنان (
علي.ابو.ضحئ الجعفري) الفاضل، تاركا لنا كمتلقين فسحة استنطاق النص لمعرفة اعماقه القادمة من اقاصي الذاكرة العميقة ،والاسهام في تفسيره واستبطانه..
ولان هذه التجربة ،ونعني اشراك المتلقي الكريم في قراءة واستيعاب التجربة الابداعية للشاعرة الموقرة والشاعر الكريم تستدعي نشر النصين في جانب،كما وتستدعي نشر مقالنا القديم الخاص بالمدرسة السريالية لعله يكون وسيلة نافعة في الاستقراء والتحليل،مع فسح المجال واسعا للجميع في ابداء الاراء كل من زاوية نظره وطبيعة فهمه..
وهذا ما وردنا من الاديبة الكبيرة الاستاذة بلسم الحياة ( ...
ولازال السؤال محشرجاً ومحرجاً ...
هل ان حتمية غياب الوعي يتطلب حتمية غياب الضمير ... ؟
ام ان الانطلاق من حالة اللاوعي ...
لاتعني بالضرورة غياب الضمير ...؟) وللاجابة الموجزة نورد ردنا هنا كما هو في التعقيب ادناه(استاذة بلسم الحياة الفاضلة ..هذا سؤال مهم جدا..وللإجابة نقول : إن المقصود ،غياب الكوابح..وموانع الدفق الشعوري،وليس تغييب الثوابت القيمية او المثل العليا الاتفاقية،فالغاية هنا كماتعلمين جنابك،اطلاق الكامن العميق لكي يكون انموذجا في التحليل السيكولوجي والسوسيولوجي ،انطلاقا من كون المبدع الصادق لايكذب كالمريض الخائف المرتبك..خاصة اذا كان هذا المبدع مدركا لمهمته الابداعية الهادفة العظيمة،من اجل ان يكون مشروعا فاديا ،يقدم حقائق ذاته على الورق كمن يضع كليتيه في خدمة التشريح الفسلجي البيولوجي والطبي..كان سؤالا استبياتيا رائعا نعلم انك تعرفين الاجابة عليه ولكنك تقصدين منفعة الجميع مشكورة مذخورة ،والسلام..)
------------------
*
1-( نص الشاعرة رغد اسليم):
---------------*
*************
رغد اسليم
************
-"فِي صَحْوَةِ الرُّوْحِ"...
يَمُرُّ يَوْمِي
يَخْتَصِرُ كُلَّ الحَكايا
الَّتِي لَمْ تَعُدْ تُشْبِهُنِي
أَنا مَنْ كُنْتُ أَغْفُو فِي بَراعِمِ الغَسَقِ
فِي لَيْلَةٍ بارِدَةِ الهَواجِسِ
أَشْتَهِي دَمْعَ القَصِيْدَة...
أَحْتَرِقُ لالْتِقاطِ أَعْماقِ الذَّاكِرَةِ
كَأُغْنِيَةِ مَوْجٍ فِي يَوْمِ عَيْدٍ
هُناكَ... فِي رُكْنِهِ المَعْهُوْدِ
العابِقِ بِجَدائِلِ الحَنِيْنِ
يُرَدِّدُ الصَّمْتَ وَرَسائِلَ الخَرِيْفِ
يُرَتِّبُ أَوْراقَهُ المُبَعْثَرَةَ
يَنْقُشُ أَلَمَهُ عَلَى آلافِ المَدائِنِ...
أَيُّها العابِرُوْنَ فَوْقَ رُكامِنا
لِمَاذا تَخْشَوْنَ طَيْفَهُ؟؟؟؟
أَنِيْنَ أَوْراقِهِ الثَّائِرَةِ
سَنابِلَ الشَّوْقِ
زَيْتُوْنَتَهُ الَّتِي تَتَنَهَّدُ اللَّيْلَ
وَتُثْمِرُ فِي مَوْسِمِ الحَصَادِ
زَبَداً مِنَ الأَضْدادِ
وَحُلُماً مَبْتُوْرَ القَهْرِ
لِماذا تَخْشُوْنَ قَسَماتِ وَجْهِهِ
الَّتِي أَمْطَرَتْنا سَلْسَبِيْلاً
مِنَ الحَنِيْنِ،
أِنَّهُ أَبِي...
فِي رُكْنِهِ المَسائِيِّ
العابِقِ بِأَرِيْجِ دَمْعَةٍ
كَبَصْمَةِ ظِلٍّ تَتَوارَى
عَنْ أَعْيُنِ المارَّةِ
وَغُرْبَةِ اللَّيْلِ
يُسابِقُ آهاتِ المَساءِ
كَقِطْعَةِ مُوْسَيْقَى
بَعْثَرَتْها الرِّيْحُ
يشُدُّ الخُطى إِلَى آخِر أَشْواقِ المَدِيْنَة،
خَلْفَ أَجْفانِ مِدادٍ
عَتِيْقٍ مَصْقُوْلٍ
أَيُّها الصَّباحُ...
طالَ الإِنْتِظارُ مَتَى
تَسْتَعِيْدُ بِلادُنا المَطَرَ
إِلَى مَتَى تَلْهُو بِنا غُرْبَةُ الرُّوْحِ
وَأَنا تَتَخَطَّفُنِي الهُمُوْمُ
بِطُقُوْسِها المُخْمَلِيَّةِ
أبْحَثُ عَنْ نَكْهَةٍ أُخْرَى لِلْغَرَق
مُتَمَرِّدَةً عَلَى جُمُوْحِ البَحْرِ
أُطْفِئُ الجَمْرَ بِلَهْفَةِ حُلْمٍ
يَوْمَ تَسَرَّبَتْ مِنِّي نَسائِمُ بَوْحِي
فِي عِطْرِ غَفْوَةٍ أَسْتَعِيْدُ خَلَجاتِ الأَمانِي
فَوْقَ وَجْهِ النَّهْرِ المُلَبَّدِ بالحَنِيْنِ
وَنَظْرَةِ بُرْكَةٍ راكِدَةِ الدَّمْعِ
تَحْتاجُ مَزِيْداً مِنَ الحَذَرِ
لِتَقْرَأَ خُطُواتِها
إِنَّها زَيْتُوْنَتِي
أتْرُكُوْهاتحيا بِسَلامٍ
إِرْحَلُو أَنَّى شِئْتُمْ
وَاسْتَبِيْحُوا كُلَّ ضَوْءٍ
لنْ نخشى أرَقَ الموت
ودَمُنا المسفوحُ على أرصفةِ النسيانْ
عائِدُوْنَ نَحْوَ سَلالِمِ النَّدَى
نُرَتِّلُ الاحلام..
---------------------
*
نص الاديب العراقي( علي ابو ضحئ الجعفري) الفاضل:
---------------------
من قصيدة (ذاكرتي):
-----------------
كانوا على حبال فوق مكان الحياة ينزلقون بتفاصيل معقدة
كانوا بسيقان قديمة يتدافعون تلك كانت ذاكرتي
ومن يهذي ايضا سيكون ذاكرتي.
في غرفة موحشة رأيت فروع الكلام تتشابك. وتحمل الحياة اطتانا من الغيوم
ايها الان. تصادم على الزهرة
وانقل لنا الم المصابين.
انقل لنا لقطات نادرة
لالم القبلة والفم الكاذب
ليس الخراب الذي يصحوا بل هم قبل ان تمحى حديقة المعرفة
المقطع الثاني
من يستلب الحياة من الخطأ من سينقذ القلب من الانسان المتنكر.
وجناحه القاسي. يجربني
للبقاء. ويمنح الدم النبيل.
تذاكر المجزرة
لنشاركه براعمه الممتدة
كيف ستمزج قطرة المطر
مع الرأس المفكر. اومع اليد
الخارقة.
مسائك مساء الاسنان المفكرة
ولم يدعى التراب الى حفلة الولادة. لم اقنع ائ شيئ
بالبقاء معي. لما أذن تبخرت
في مساء. اخضر.
دون صوت تنسل مني اﻵت السيرك وجداول.المبارزة
فأحاول ان انفخها قبل ان انفذ.
احاول. ان انفخ وجوه ضاحكة او وجوه تتعذب.
مازلت تأخذ موعدا. للتأكل.
وتصرخ بذلك امام الازهار
هذه كانت ذاكرتي ومن هذى
ايضا كان ذاكرتي.
بعدها سأقدم اعتذارا الى العقل. لاني شاركت في سباق
الوقوف على الرأس
*******************
……المذاهب الادبية
رؤية كثيفه……
،،،،،،،،المذهب السريالي………
……… ……… ……
بدء..ماذا تعني السريالية..
هذا يعني ..ماهو تعريفها المحوري الذي يمكن ان يعول عليه المتابع او المتلقي ،فضلا عن المتبني لهذا المشروع الابداعي الذي يفترض ان يكون اسلوبا ما ،او منهجا ما،او طريقة يمكن للفنان اوالاديب ان يسلكها وصولا الى الخلق الابداعي الخالد الذي طالما بشرت به جميع المدارس ،وكل منها يدعي الوصل بليلى.. وليلى لاتقر الا لمن جد وجد.. ولكن الملاحظ ..كما ذكرنا في الصفحة السابقه.. انها جميعا ..واعني المذاهب.. كفيلة بخلق الابداع العظيم ولكن بشرطها وشروطها ..وليس هذا اوان هذا الحديث..
السريالية لا تختلف عن اخواتها السابقات،وهي ايضا تمكنت وبجدارة من تقديم المبدعين الذين رفعوا لواءها عاليا بين بقية المذاهب الاخرى.. بمعنى انها وبمنهجها الذي سنتعرض له تمكنت من صناعة الخالدين الذين قدموا لنا آثارا لا يختلف اثنان على خلودها..
وعودا على بدء،لا بد من الاعتراف ان القلق التعبيري عن السريالية لم يساور العامة بل ساور الخاصة واعني النخبة ،والانكى من ذلك ،انه ساور اصحاب الشأن ذاتهم،لولا ان يطل علينا رائدها المنظر ..اندريه بريتون بالتعريف الذي آلت اليه الدوامة،وحامت حوله الحوامة،كونه صاحب البيان السريالي الذي مازال يحضى بحق الريادة حتى هذه اللحظه..
اذن.. ماذا تعني السرياليه..
انها.. ما فوق الواقعيه.. او ما بعد الواقع..
وهي لا تختص بالفن.. اعني التشكيل ..فقط.. وانما تتعداه الى الابداع الادبي بانواعه ،بل والى شوون البحث الفكري ذاتها.. مع غرابة هذا الجزء الثالث ،كونه يستدعي العقلنة بالضرورة ،ولكننا لسنا بصدده، انما بصدد الفن عموما ،والادب على وجه الخصوص..
،،،،،،،،،،،،،،
اذن فتعريف السريالية الممكن هو..
مذهب فني ادبي فكري يفترض من اجل الدخول في عوالمه التحلل الكامل من سيطرة الوعي ورقابته الشرطية بغية تحقيق اكبر قدر من الحرية التي تفتح الباب مشرعة امام هبوط كائنات اللاوعي او اللاشعور الى بسيطة الفعل الابداعي ،ورقة كانت ام منصة ،لوحة كانت ام منحوتة ،… الخ..
من هنا كان الارتباط وثيقا بين رواد السريالية ونظرية التحليل النفسي لعالم النفس الشهير.. سيجموند فرويد..
غاية الكلام ..ان السرياليين يعتقدون انه فوق هذا الواقع او بعده واقع آخر أكثر فاعلية.. واعظم اتساعا ،وهو واقع اللا وعي ،او اللاشعور،وهذه المفاهيم مستدعاة بشكل واضح من مناظير ،فرويد،التحليلية المعروفه.. وهذا الحيز المغمور المكتنز بعالم عحيب غريب كثيف مكبوت كما يقولون في داخل النفس البشرية،ومن اهم واجبات الفنان او الاديب او المفكر او الفيلسوف حتى ،هي تحرير واطلاق كائنات هذا الواقع المكبوت وترحيله الى ساحة الحياة المباشرة بهيئة عمل ابداعي ما،بحسب تخصص او توجه المبدع..
انهم يعتقدون بضرورة ابراز التناقضات من خلال ادخال علاقات جديدة غير مستعارة من الحياة التقليدية الني نعرفها.. فالغاية ليست التأليف او التشكيل بذاتهما ،انما الغاية هي وضع جميع التناقضات والتضادات امام عين الرائي او السامع..
بالمختصر المفيد ان السريالية تعني على مستوى الادب الذي هو مدار اهتمامنا.. الكتابة التلقائية الطالعة من رحم اللاشعور ،والتي تعنى هناية بالغة بالاحلام،باعتبارها حقائق جوانية تكشف لنا اسرار النفس الانسانيه.. ولا تسمح لدوائر الرقابة العقلية والعرفية والسلطوية ان تفرض عيها حصارا ما او تقطع الطربق عليها بعائق ما.. وهذا هو ذاته ما دعا سيجموند فرويد الى الاعتقاد.. ان المرضى النفسيين يكذبون مهما حاولنا معهم،اما المبدعون بكافة انواعهم وشرائحهم،فلا يكذبون..ولهذا صار يميل في تجاربه التحليلية واستنتاحاته التنظيرية.. الى استخلاص العبرة والفكرة مما يطلع عليه من كتابات المبدعين،قصا،ونحتا ،وشعرا..
بالموجز الحاسم.. الطائر السريالي لا يمكن ان يعيش بأي شكل من الاشكال الا في اجواء الحرية الكامله ،وكلما كان اكثر انعتاقا كان كان اكثر عطاء…
،،،،،،،،
المرحلة التأسيسيه..
،،،،،،،، ،،،،،،، ،،،،،،،
يمكن حصر الفترة التي نشأت خلالها هذه المدرسة بسنة 1924م..
وكان التوجه الاول نفسيا قبل كل شئ ثم تطور الامر شيئا فشيئا ليكون بهيئة منهج ابداعي فني ادبي.. ولسنا بعيدين عن الصواب ان اسلوبه او فكرتها الاستبطانية التحليلية التلقائية قد تركت آثارها حتى على الاقتصاد والاجتماع..
ولكن ما تتوجب الاشارة اليه هو ان التنظير لها كان مسبوقا بأعداد متكاثرة من النتاجات الابداعية الخالدة ،ربما تعود الى الاف السنين،ولكن اقرب تجلياتها للمرحلة التأسيسية والبيئة الحاضنة ..واعني بها وطن السريالية الحديث فرنسا ،الوطن الذي يتحدر منه صاحب البيان السريالي الاول..واعني اندريه بريتون..
……
،،،،،اما المبدعون الاوائل الذين سبقوا البيان السريالي فهم كل من..
على مستوى الادب..
1....لوتر يامون.. نص مكتوب..
2.. ارثر دي ديه.. رامبو.. ديوان شعر..
3..سلفادور دالي.. فنان تشكيلي مشهور..
،،،،،،
،،،،،،وسأقدم بين اياديكم الكريمة هنا ،مختارات من النص الذي كتبه ..لوتر يامون.. الشاب الذي كتب نصه السريالي الشهير المعروف ب..الضمير.. وذلك في عام 1868 م..وهو ما زال حينها طالبا ثانويا،وهو بهذا اثبت بلا ادنى شك ،ان السريالية كنتاج ابداعي ،اسبق كثيرا من المدرسة.. الدادائيه ..التي كان البعض يظن خطأ ان السريالية امتداد لها ..وهو امر ربما يكون معكوسا..
،،،،،،،،،،
،،،،،،،،،،مختارات من نص لوتر يامون ،تعقبها مقطع من الزورق السكران لرامبو،ثم مختارات من نصوص الاستاذه نائله طاهر Naila Taher, ثم مختارات من نصوص الاستاذ جاسم السلمان.. GassimAL-Salman…
…………………يتبع………………
1..لوتر يامون..
هه نماذج من نصه الذي كتبه كما اسلفنا اعلاه عام 1868 ومن الواضح انه نص مترجم حصلنا عليه عن طريق ..الويكيبيديا..
النص..
……
مقاطع من ..الضمير..
…،،،،…
من الموافق ان لا ادع الضمير يقطع الطريق علي..
فلو انه قد مثل اماني بالتواضع والحياء الملازمين طبقته لكنت اصغيت اليه..
ما كنت احب كبرياءه..
،،،،،،،،
…،،،واضح جدا ان الجزء اعلاه يقع كنشيد اول في بداية النص وكأنه ينظر للمنهج الذي سيكتب عليه وهذا الجزء غير مفصول عن النص ،بل ملتحم معه تماما..وعلى المتلقي ان يستنبط الفكر المذهبي الذي ينظر له هذا الشاب العبقري الذي لم يثبت تاريخ الادب انه اتصل بأية جهة اخرى ،مبدعا سابقا مثلا،او استاذا مختصا،مثلا،او جهة او جمعية فنية او ادبيه ،اطلاقا..
ولا ريب عندي من ان فكرة تغييب الضمير،بمعنى الرقيب،بكافة اشكاله،كانت البذرة التي بنى عليها ..بريتون.. بيانه السريالي الكبير..
علما انه كان مرتبطا اصلا بوثاق التجمع الدادائي ،مع،تريستان تزارا ..مؤسس الدادية او الدادائية لفترة من الوقت ،ولكنه انسحب لامقا،ليؤسس لمشروعه السريالي النظري..
من هذا المنطلق فأن التاريخ يجب ان يشهد شهادة حق لصالح الشاب المجنون لوتر يامون،في انه صاحب الاسبقية الحقيقية في الاطروحة السريالية ،او على الاقل.. التوطئة لها..
بل والتوطئة.. لقصيدة النثر ..ذاتها ،هو واني يامون،وسابقه الذي لا يمكن ان ينسى ابدا،واعني ..بودلير.. خاصة في قصيدته صاخبة قصب السبق في مضمار الشعر المنثور،واعني بها،قصيدة ..سأم باريس.. وكلاهما كلن في فترة متقاربه،من القرن التاسع عشر..
،،،،،،،
متن النص.. الشاعر.. لوتر يامون..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مددت يدي..
وتحت اصابعي سحقت الاظافر..
تناثرت هباء تحت الضغط المتزايد.
ضغط الهاون الحديد الطراز..
مددت اليد الاخرى،
واقتلعت رأسه، ثم طردته من منزلي بضربات السوط،
وما عدت رأيت له وجها…
احتفظت برأسه كتذكار لٱنتصاري..
امسكت رأسا بيدي..
كنت اقضم جمجمته،
وانتصبت على ركل واحده كمالك الحزين..
،،،،،،،،،المقطع الثاني من نفس النص…
،،،،،،،،،،،
التقطت الرأس ليكون شاهدا على جريمة مثلثة ،
كان علي ان اقترفها في ذلك النهار بالذات…
بينما كان جلد صدري جامدا،
هادئا كغطاء قبر…
وبينما كنت امسك بيدي رأسا أقصم جمجمته…
اجتزت الدرجات الصاعده،
درجات برج رفيع،
وصلت..
تعب الرجلان،
الى قمته المدوخه…
نظرت الى الحقل،
واابحر…..
نظرت الى السماء والجلد،
واذ دفعت برجلي الصوان الذي لم يتراجع،
تحديت الموت والثأر بصراخ هازئ عظيم..
،،،،،،،،،،،،،
……………… المقطع الاخير،من نفس النص..
،،،،،،،،……،،،،،،،،
تملكت الشعب الدهشة،
فتركني اعبر لأبتعد عن الساخة المأتمية…
رآني اشق بمرفقي لجج المتماوجه،
واتحرك،وملء بردتي الحياة،
فأتقدم امام وهجي مستقيم الرأس… بينما كان جلد صدري جامدا
هادئا كغطاء قبر،
كنت قلت أنني اريد ان ادافع عن الانسان هده المره،
ولكني اخاف الا يكون دفاعي هذا تعبيرا عن الحقيقه..
وعليه ،فأؤثر الصمت….
سوف تصفق البشرية بٱمتنان ،
لمثل هذا
القرار…...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق