الخميس، 30 مارس 2017

(إضاءات نقدية خلف الوقت ) دراسة تحليلية مكثفة ومختصرة لقصيدة الاديب غازي ابوطبيخ بقلم / الناقد كريم القاسم

إضاءات نقدية خلف الوقت )
دراسة تحليلية مكثفة ومختصرة لقصيدة الاديب غازي ابوطبيخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 ــ هذا العمل الادبي قد تهيكل بعنوانٍ وسبعة مقاطع . وأنا قد تعودتُ أن اقرأ لصاحب هذا النص نصوصاً قصيرة او متوسطة ، لكني هنا وجدت الحال قد بدأ بالبوح المنتفض .
وكعادة المتمرس والخبير بصناعة الحرف ، فمَلَكَـتهُ تضع وتصنع من النسج الشعري الوجداني مايخضع الى جمال البلاغة والابداع والفصاحة.
ــ النص الذي امامنا قد غزاه الشجن الحزين ، والآمال البعيدة عن التحقق ، حتى وصلت الى درجة المحال .
ــ العنوان جاء على شكل عبارة او جملة ، وهنا يبدأ صمام البوح بالانفتاح . وعندما يكون العنوان جملة فانه ينذر بوجود سيل غزير من السبك وفيض من الالفاظ .
( غدي مازال خلف الوقت)
هذا العنوان ابتدأ بلفظة (غَدي) والذي جاء يمثل المستقبل لا الشخصاني بل جاء بالمعنى او القصد الشمولي . لكن الشاعر وضع (مازال) فعل الماضي الناقص الدال على الاستمرار ...
إذاً بدأ الشجن بالوضوح ، وسينجلي هذا المحال واستمرار الحال بتدفق الفاظ الألم . فالشاعر أكدّ للمتلقي بان المستقبل مازال يهرول خلف الزمن لا سابقاً له . وقد جاء العنوان برمَّته مُستنبطاً من فحوى النص ، وهذا من جمال التأليف .
ــ جاءت المقاطع السبعة وهي تحمل شجناً يختص بكل مقطع ، وجاء هذا الشجن مسترسلاً مترابطاً بعناية حتى يغيب عنها مبدأ العشوائية .
المقطع الاول /
احتوى الأمر ، حيث جاء الافتتاح بفعل الامر (خذيني) ثم يعطفه بفعل أمر آخر (ذريني) وهو يخاطب (الغمامة الحمراء) والمعروف بأن الغيوم تحمر لونها عند الغروب وهو من الظواهر الفيزيائية ، والغروب هو موطن الحزن والشجن ثم يُطرِز المقطع بلفظتي (ضَجَّتْ) و(استوحشَ) وهما جوهر الحزن المنتفض .
المقطع الثاني /
احتوى تحديد الهدف المُخاطَب ، وهو الحيز المكاني ، حيث قال (هنا هنا غاب من الكلمات) وكررها مرة أخرى للتأكيد (هنا قلب الحقيقة في مهب الريح) ، اي لامجال للأبتعاد عن هذا الاحداثي . ثم يبدأ السبك الشعري الذي لايخلو من الموسيقى الشعرية المُستساغة ، وجاء الوصف مكتنز المعنى والاشارة حين نشر الاشطر :
" أحدق في غدي المطعون
من قبل!!
ومن دبر!!
فأشهد انه مازال خلف الوقت "
ومجيء فعل الامر (اشهد) دليل على تأكيد الذات لماسبق من وصف.
المقطع الثالث /
احتوى وصف حال الهدف وهو (الوطن) وقد بانت مقاساته الآن ، فهو يبدأ بقلب وجوهر الوطن الكبير (القدس) وقد أجاد شاعرنا أَّيما إجادة في وصفه :
" هذا المشعل الازلي
هذا التاج والمنهاج
هذا الطائر المعراج
مذبوح من الاوداج "
اربعة اشطر معبرة وطائرة بقافية جميلة ، وهذا التسلسل المقفى دليل الاثر الانفعالي في ضخ الذات .
المقطع الرابع /
احتوى وصف حال الذات للشاعر ، وهو ينزاح الى مشاعره الدفينة ، ويفرشها على بساط النص ، محملة بكل عناصر الحزن والأسى والجوى فيأتي بقلبه طائعا امام الجمهور (ومالي غير هذا القلب) ويصف حاله بالتفاعل التبادلي وصراع الذات (اجرحهُ ويجرحني ـ واعزف نبضه القاني ويُعزفني) ثم يعطف عليه بتصريح لفظي آخر دال ليجعله القلب الاكبر (ومالي غير هذا الشعب) (اوزعه ويوزعني) ، وهذا التعبير المتوازي مع ما قبلها يعتبر من جمال السبك .
المقطع الخامس /
احتوى الرمزية والتي هي قلب القصيدة ، حيث يأتي بـ (كأن) مرتين ليؤكد التشبيه (كأن مكامن البركان في رئتي - كان الارض والإنسان يجتمعان في لغتي دماً ) ثم يأتي برمزية هائلة قد احتوتها ثقافة الشاعر ورصيده الميداني المُعَـبِّر ليعلن انتفاضة الحرف مرة أخرى كالبركان الزافر من كوامن الرئة ، فيالها من زفرة وهدرة ، فَسطَّر الرمزية الدالة :
" يري مابعد بطن الحوت
غدا بقميصه المرقوع
غدا بفؤاده المفجوع
ينهض من رماد المصطلى
او من سعار الجوع
ويصعد في جمال الحق "
المقطع السادس /
احتوى التفاؤل الذي لم يستمر حتى بدأ بالانزياح والنزوح الى التشاؤم . حيث تفائل الشاعر بإستواء الوقت والزمن بإشراقة النور الإلهي الموعود لتعم عدالة السماء ، وهنا استوقفني هذا السبك الفصيح الرائع حين يرصف العبارات التي زانتها الفاظ هائلة ورشيقة ترافق هذا الاشراق :
" وينهض كل ذي جدث
ويمرع كل ذي يبس
ويقعي ناكص الخطوات "
الالفاظ (جدث ـ يمرع – يقعي) ليست بالغريبة او الوحشية النافرة عن الذوق والسمع ، بل هي من رشيق اللفظ وفصيحه ، وأتت ْ موائمة للمعنى وهذا من شروط السبك والنظم والانشاء . فمعانيها على التوالي (قبر- الخصب ـ يجلس على اليته) ونلاحظ كيف اتت المعاني مُقاسة على الالفاظ .
ثم ينماز اهل الباطل عن اهل الحق بظهور هذه العدالة المنتظرة . حيث يأسف الشاعر الى اخوان في الدين والدم ممن اغواهم الشيطان ، مازالوا على عهد الغواية والاثم ومناصرة الشيطان "
" وا اسفي ?!
اخ في الطين?!
والكلمات
والأشجان
أخ مثل النعامة مسبل الأجفان
حتى الآن
حتى الآن...
يستمري طقوس الذل
منكفئا?!
ويعبد اكبر الاوثان!!!!! "
المقطع السابع /
والذي جاء بالخاتمة الاحساسية المرهفة والتي حَمَّلَها رمزية دالة واضحة بتوقف الاسف ، لان لافائدة من صراخ الحرف ، وهنالك من يختبيء تحت عباءة الشيطان . فياتي بالشطر :
" كفى اسفا "
ثم يصف حال من يأسف عليه :
" علي من غص بالغثيان
قبل بداية الإبحار
واخفى راسه المعروق
تحت عباءة الشيطان...! "
ــ والقاريء بعمق للنص يجد خفوت البوح والشجن ، لنهاية هذا الزفير البركاني بهذه الخاتمة الدالة .
ــ امامنا نص اتصف بالطول الخالي من الحشو والمبالغة في الرصف .
وللطول دلالة على عمق الألم والتوجع والهمّ والحزن .
ــ رصف الشاعر نظام الاشطر القصيرة القليلة الالفاظ والتي تعتبر من مشاق التأليف .
ــ نجح الشاعر في الإتيان بصور شعرية غاية في الروعة والتي لاتحتاج الى معادلات لفك الرموز والطلاسم ،وهذا يندرج تحت لافتة الوضوح والجلاء وفطنة المؤلف .
ــ استخدم الشاعر الالفاظ التي تناسب معانيها وهذا من جمال الفصاحة في السبك والانشاء .
ــ لم يُزِغ الشاعر عن فحوى الفكرة ، ولم يأتي بما يشوش الذهن والاحساس للمتلقي .
ــ تحية وتقدير للاخ الاديب الاستاذ غازي ابوطبيخ لهذا العرض المشرق الدال ، وليس ذلك بغريب على مشيب احتضن الادب كاحتضان ( البحر للسفان) والذي جاء تعبيراً عن مخاض وإرهاصات ، لزمنٍ غردّ بغير لحن .
ــ الحديث ذو شجون ... لكن هذا مايسمح به الحال لنقد هذا الجمال .
......................................................
(النص)
غدي ...
مازال خلف الوقت
للشاعر غازي ابوطبيخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-خذيني....
يا رياح الشرق
صرف غمامة حمرا
وذريني....
على تاريخك المنسي
أو تاريخك المتواطئ الهمجي
امحضه دمي حينا,
واخرق صمته اخرى....
فقد ضجت مدائن مهجتي
واستوحش المسرى
********
هنا غاب من الكلمات
مصلوب كزيد الخيل
فوق جدار آمالي
هنا قلب الحقيقة في مهب الريح
يرقل بين اضلاعي
ويعرض كل احوالي
أحدق في غدي المطعون
من قبل!!
ومن دبر!!
فأشهد انه مازال خلف الوقت
مثل طموح اطفالي
*******
دخان من أجاق الحقد
يغشى باحة الوطن
وقاطرة معربدة
تراءت من تخوم الريب
تحمل كل مرتجف ومرتهن
سراج القدس
هذا المشعل الازلي
هذا التاج والمنهاج
هذا الطائر المعراج
مذبوح من الاوداج
والسكين?
والسكين?
يا ويلاه!!!!!
منسوب الى سوق النخاسة في مستنقع الفتن
*******
ومالي غير هذا القلب
اجرحه
ويجرحني
واعزف نبضه القاني
ويعزفني
زمان الخوف
ارقه وارقني
زمان الرعب
يشنق بهجة المدن
ويعلن
مهرجان الشك
والغثيان
والافن
ومالي غير هذا الشعب
اوزعه ويوزعني ..
فنرقص
كالهنود الحمر حول النار
لاندري ....
ابعد الرقصة الخرقاء
من زمن
بلا محن?!!!....
******
كأن مكامن البركان
في رئتي
كان الارض والإنسان
يجتمعان في لغتي
دما...
يضرى بسر النار
دما ...
يعرى علي بوابة الثوار
ويطلق خيل قافيتي
يرج خرائط الموتى
يزلزل وهدة الثاوين
في غيبوبة الافيون
ويدنو من حجاب الموت
يسبق مدلجا
حتى خيول الفوت
يري مابعد بطن الحوت
غدا بقميصه المرقوع
غدا بفؤاده المفجوع
ينهض من رماد المصطلى
او من سعار الجوع
ويصعد في جمال الحق
فثمة رغم لفح الريح
يشهد ساري البيرق
******
سيشرق
صحصحان الوقت بالأنوار
وينهض كل ذي جدث
ويمرع كل ذي يبس
ويقعي ناكص الخطوات
وا اسفي ?!
اخ في الطين?!
والكلمات
والأشجان
أخ مثل النعامة مسبل الأجفان
حتى الآن
حتى الآن...
يستمري طقوس الذل
منكفئا?!
ويعبد اكبر الاوثان!!!!!
*********
أحس جوانح التاريخ
تحضن مهجتي
كالبحر
والسفان...
قالت ..والنجوم معي..
سهارى تشهد الميدان...
- هدير البحر
يكشف عزمة البحار
فامخر
ضد مجرى الريح
والتيار
كفى اسفا
علي من غص بالغثيان
قبل بداية الإبحار
واخفى راسه المعروق
تحت عباءة الشيطان...!
....................................................................
أجاق : فرن او موقد كبير
يرقل : نوع من المسير المتقلقل المرهق..
تقديري الكبير
...

تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه الاستاذ الناقد كريم القاسم الجليل..
هذا المبحث النقدي في الواقع يرسم لكل متابع لأصول واساليب النقد المحترف طريقا واضحا جليا يمكن ان يفيد منه الجميع..مبدعين ونقادا..وانا اول من افاد واستلهم من هذا الوضوح البارع في تتبع مفردات ومقاطع وموسيقى النص الادبي..واعني اي نص يقع تحت ايدينا للمداولة والحوار..
وتركيزي على الوضوح , لان مهمة النقد الاساسية هي التوضيح اصلا..وليس العكس..
ولقد كان التفكيك المحترف بارعا الى حد الإدهاش ..والذي يغلب على ظني ان السر الذي يكمن وراء هذا النجاح الكبير هو الرؤية الشديدة الجلاء والفهم الواسع النطاق للنص بنية وتصاعدا..شكلا ومضمونا, هذا الفهم الذي شارك فيه الزميل الناقد شاكر الخياط ايضا قد خلق مرآة صافية بوجهين بالغي النقاء..
لاتكفي كلمات التقربض والشكر لهذا الجهد الكبير اخي ابا عمار العزيز..لكن ..لا نملك الا الدعاء لك ايها الغالي بمزيد من البسطتين..ومن خلالك لجميع الزميلات والزملاء الكرام..خالص الود الذي تعرف..صديقي واخي النبيل. تحياتي..
رد كريم القاسم
كريم القاسم الاخ العزيز استاذ غازي ابوطبيخ ، تقديري الكبير لهذه المداخلة وجمال الاحدوثة ... بالغ احترامي وتقديري اخي ابانعمان
 
 
تعقيب نعيم المعلم
Naim El Moallem هذه الدراسة النقدية الممنهجة بسطت بعض الفاهيم للمتلقي. والناقد الفذ يمتاز بتلك الشاهة للثقافة العالمية بعامة والعربية بخاصة. وميزة اخرى لهذا الناقد ان ه فصل في الكثير من الرموز الرائعة لهذا النص. اما التقسيم الى الوحدات. وعنونتها وايحاءاتها كان جيدا يشبع التلقي المتوسط والمفكر على السواء.
هذه الرؤية اشتملت على الحجاج الفكري والتحليل اللغوي الممثل لازمنة الافعال ودلالاتها. واغلب الظن ان التوفق في ذلك ماكان ليتاتى الا لبارع محنك خبر الادب باجناسه. وان دهشة المتلقي توضحت في الكثير من الرموز التي ققد تستعصي على الفهم. شكرا. للشاع الكبير //الاستاذ غازي/ والشكر موصول للناقد الفاضل. ومثله للافاق النقدية. //افق نقدية/////نعيم المعلم. /////
 
رد كريم القاسم
كريم القاسم الاستاذ العزيز نعيم امعلم ... يسعدني جداً هذا الحضور المشع ، وهذا التفهم الدقيق ، ارجو ان نكون عند حسن الظن ... محبتي وتقديري ايها الغالي
تعقيب نعيم المعلم
Naim El Moallem الناقد الف يمتاز بتلك الشراهة. يشبع المتلقي المتوسط والمفكر. ان التوفيق. /شكرا للشاعر
 تعقيب جاسم السلمان
Gassim AL-Salman الاستاذ العزيز القاسم
يالهذا الجمال المرعب يصطاد الناصعة من بين الاشكال ومن الواقع المجسد اعتمادا على النظرة الشمولية النقدية واسقاط العبقرية بقياساتها الفنية الاصيلة ومتاعها المستوعب لكل التراث والموروثات والشخصنة بمعالمها وسماتها وحتى غموضها الجمالي المتنأ نق لاغراء النظام الكوني ..
ان من اهم صفات النقد هو الاصغاء لارادة الانسانية وحرفيتها المتوازنة بين معالجة الحياة ومحاولات فهم الادب والعلم بشكل متوازي مدروس . فليس مهما ان يكون النقد منتميا الى العلم حتى ينشط بجرأة وتمتلئ مستودعاته بالقيم الوظيفية والصيغ القانونية وبالطرق الاكاديمية ..وهكذا انت ايها الكريم تاتي بالنقد ليعمق ويثري رؤى ورؤيا المبدع عندما تنفذ الى لاوعيه وتهيج النوع السريع الانفعال .لان الشاعر والكاتب والتشكيلي يرغب في ان يرى المعنى في كل شئ ويغري الناقد قبل المتلقي ويضع امامه كل الاشياء البراقة والفنية التي لابدان تجلب نظره وتكون الخاتمة ابداعا ناضجا تماما .. كنت ابا شرعيا آخر لهذه التحفة الفنية للكبير اباالنعمان واثبت ان المشهد المتحرك المشوش الضخم لوقتنا وعصرنا لابد ان يترك اثرا واضحا وملموسا على الفضاء الخارجي لان النقد هو مفتاح النص والغوص في روحه ليبقيه حيا .. تحياتي ومودتي لكما ايها الكبيران ولكل مبدعي الجمال ؟؟؟

رد كريم القاسم
كريم القاسم كم شوقنا كبير الى هذا التطلع الواعي ، المنغمس في عمق التجربة ، وكم جميل ان يكون الحضور من اصحاب الخبرة ومن الذين يفهمون قيمة الصنعة والمصنوع ... تقبل مني اخي الحبيب الاستاذ جاسم السلمان باقات شكر وامتنان لجمال الطرح ولنبل الحضور ... فائق احترامي وتقديري
تعقيب صباح المالكي
صباح المالكي هاي مختصره😂… .ابدعت استاذ
رد كريم القاسم
كريم القاسم العزيز صباح المالكي ، الذنب ليس ذنبي ، بل ذنب صاحب النص اتى بها مسبعّة الفصول ، والنقد ممكن ان يلج في أكثر من جانب للنص الواحد ... (وانت مازلت بقوة الشباب .. هههه) ...كل المحبة والاحترام ايها الغالي صباح
تعقيب صباح المالكي
صباح المالكي هههه حقك.. اتمنى لكم التوفيق الدائم

تعقيب ربا مسلم
Ruba Msallam القصيدة باذخة جدا تعودنا عليها من شاعر قدير كالاستاذ غازي وتستحق كل اهتمام وان تسلط عليها الاف الاضواء ......مجهود رائع قمت به أستاذ كريم في تحليل هذه القصيدة السامقة استمتعت بهذه القراءة المبدعة والمتمكنة بوركتما ودمتما عنوانا للابداع كل الاحترام والتقدير لكما
رد كريم القاسم
كريم القاسم الكاتبة الرائدة ست ربى ... يسعدنا حضورك ، ويسعدنا هذا الاهتمام وجميل المتابعة ... تقديري واحترامي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق