بيت جميل
__________
لماذا نقول هذا بيت جميل وهذا بيت لا يساوي الحبر الذي كتب فيه ؟
من المهمّ أن يكون النصّ أو البيت خالياً من عيوب الوزن والنظم جميعا ولكن هذا ليس كلّ شيء . فإن كان كذلك فهذا نظمٌ وما أكثر من ينظمون اليوم ! ولكن ثمّة أمور أخرى لا بدّ من التنبّه لها . ودعونا نكشف عن ذلك من خلال هذا البيت :
فلتخمدوا النار قد تعلو فتحرقنا
لن تخمد النّارُ مادمنا لها حطبا.
1_من ناحية المعنى : هي تطلب من الآخرين أن يكفوا عن إشعال فتيل الحرب لأنها إن علت ألسنتها فسنحترق جميعاً .
2_ من ناحية الوعي ..... : هي تدرك تماما أننا حطب وأن أشخاصاً ( دولاً ) تتلاعب بمصائرنا وإننا حطبٌ مادمنا لا نملك وعياً وهذا ما يعتمد عليه الآخرون من أجل حرقنا جميعاً خدمة لمصالحهم .
3_اللغة : قالت : فلتخمدوا النار ولم تقل : لا تشعلوها لأن نار الحرب قد استعرت ولكنها تخشى أن تعلو ألسنتها فلا تبقي ولا تذر .
انظر إلى استعمال المضارع مع لام الأمر . هي تطلب بأمر منها لعلمها أنّ من أشعل النار لن يكون موضع احترام لأن الطلب ورد من الأعلى إلى الأدنى فهي صاحبة الوعي ومن أشعل النار لا وعي عنده . وما دام الحرق لم يكتمل فهناك فرصة للانتهاء من النار لذلك استخدمت قد مع الفعل المضارع وهي تفيد التقليل . فنحن بين الحرق أو عدمه وهذا يعتمد على الوعي عندنا ولكنّ الحرق يأتي بعد علوّ النار مباشرة ولهذا استخدمت الشاعرة حرف العطف الفاء وهي تفيد التعقيب والمباشرة . وثمّة أمر لافت هنا هو إضافة (نا) إلى الفعل (دام) لأن النار لن تفرق بين من يحمل الوعي ومن لا يحمله إن ارتفعت ألسنتها .
ثمّ انظر إلى( لن) الحرف الناصب الذي يفيد نفي المستقبل وربطه ب(ما) وهي هنا زمانية مع الفعل (دام) . وهذا يعني أنّ إشعال النار مرهون بالزمن الذي سنبقى فيه حطبا لها .
إنّ هذا التّجزيء من أجل تسهيل وصول الفكرة ولكنه في الحقيقة عمل متكامل وخدمت فيه الأجزاء بعضها لتشكيل الكل في نسيج مترابط متماسك اعتمدت فيه الشاعرة على البحر البسيط وروي الباء مع ألف الإطلاق بعدها وهذا أيضا جاء خادما للمعنى .
الشاعرة المبدعة رنا صالح جميل هذا . وشكرا لك .
__________
لماذا نقول هذا بيت جميل وهذا بيت لا يساوي الحبر الذي كتب فيه ؟
من المهمّ أن يكون النصّ أو البيت خالياً من عيوب الوزن والنظم جميعا ولكن هذا ليس كلّ شيء . فإن كان كذلك فهذا نظمٌ وما أكثر من ينظمون اليوم ! ولكن ثمّة أمور أخرى لا بدّ من التنبّه لها . ودعونا نكشف عن ذلك من خلال هذا البيت :
فلتخمدوا النار قد تعلو فتحرقنا
لن تخمد النّارُ مادمنا لها حطبا.
1_من ناحية المعنى : هي تطلب من الآخرين أن يكفوا عن إشعال فتيل الحرب لأنها إن علت ألسنتها فسنحترق جميعاً .
2_ من ناحية الوعي ..... : هي تدرك تماما أننا حطب وأن أشخاصاً ( دولاً ) تتلاعب بمصائرنا وإننا حطبٌ مادمنا لا نملك وعياً وهذا ما يعتمد عليه الآخرون من أجل حرقنا جميعاً خدمة لمصالحهم .
3_اللغة : قالت : فلتخمدوا النار ولم تقل : لا تشعلوها لأن نار الحرب قد استعرت ولكنها تخشى أن تعلو ألسنتها فلا تبقي ولا تذر .
انظر إلى استعمال المضارع مع لام الأمر . هي تطلب بأمر منها لعلمها أنّ من أشعل النار لن يكون موضع احترام لأن الطلب ورد من الأعلى إلى الأدنى فهي صاحبة الوعي ومن أشعل النار لا وعي عنده . وما دام الحرق لم يكتمل فهناك فرصة للانتهاء من النار لذلك استخدمت قد مع الفعل المضارع وهي تفيد التقليل . فنحن بين الحرق أو عدمه وهذا يعتمد على الوعي عندنا ولكنّ الحرق يأتي بعد علوّ النار مباشرة ولهذا استخدمت الشاعرة حرف العطف الفاء وهي تفيد التعقيب والمباشرة . وثمّة أمر لافت هنا هو إضافة (نا) إلى الفعل (دام) لأن النار لن تفرق بين من يحمل الوعي ومن لا يحمله إن ارتفعت ألسنتها .
ثمّ انظر إلى( لن) الحرف الناصب الذي يفيد نفي المستقبل وربطه ب(ما) وهي هنا زمانية مع الفعل (دام) . وهذا يعني أنّ إشعال النار مرهون بالزمن الذي سنبقى فيه حطبا لها .
إنّ هذا التّجزيء من أجل تسهيل وصول الفكرة ولكنه في الحقيقة عمل متكامل وخدمت فيه الأجزاء بعضها لتشكيل الكل في نسيج مترابط متماسك اعتمدت فيه الشاعرة على البحر البسيط وروي الباء مع ألف الإطلاق بعدها وهذا أيضا جاء خادما للمعنى .
الشاعرة المبدعة رنا صالح جميل هذا . وشكرا لك .
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه هذا في الواقع فعل نقدي في غاية التوفيق اخي الاستاذ اسامه حيدر..والاروع انك لم ترد ان تطيل الحديث فيما لا ضرورة له, لانك قد اخترت بيتا عموديا محملا بالغمام الثقال, فضربت على عدة عصافير بحجر واحد, مؤكدا في ذات الوقت استعداد العمود الكلاسيكي بسياقه المعلوم للإكتناز.. بما لايدع مجالا للشك..باوسع واعمق الدلالات الموضوعية المعاصرة لزمن الشاعره..وهي ايضا دلالة على متسعته الباذخة .فاسمح لنا بمشاركته حرصا على تعميم الفائدة مع خالص الود وعظيم التقدير..تحية من خلالك لشاعرتنا الرائعة رنا صالح, والسلام..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق