القلعة الغامضة :فن طرح الأسئلة في قصيدة العراقي الموسوي.
مع هذا النوع من القصائد التي تأتي من كبار الشعراء والتي تختزل خبرة فكر كامل لا أرى ضرورة (حسب رأيي )لمناقشة الأسلوب ولا شعرية النص لأن أمر توفر هذه العناصر مفروغ منه، والأهم هو ماهية ذاك الفكر المقدم بالنص، إذ من المؤكد أنه لم يأت ليجتر ما سبق وإنما أتى بالجديد بل يقدم أطروحة أخرى قابلة للإثبات أو للنقاش .ولذلك يحجم بعض النقاد عن مقاربة هكذا نصوص ظنا منهم أن إمكانية الفشل في تقريب المضامين من القارئ أو تأويلها قد يقلل من قيمة العمل النقدي او قد يجعل صاحب النص نفسه يقلل من قيمة الناقد ،في حين أن الاختلاف هنا ضرورة ،و الاتفاق فقط يكون على قيمة النص.
حمّل الشاعر العراقي الموسوي في نصه ضمير الجمع كل الاسئلة المهمة ثم ارتد السؤال إليه ليكون فردا من "هم"و هذا ما استغربت له .فبقدر كم الاختلاف بين وعي الجماعة ووعي الفرد السارد للحدث في قالب شعري أراه بنفس الصورة يتساءل مع المتسائلين ثم ينفر من نتيجة السؤال التي أتت مع الريح(والريح هنا قد تأتي بشيء ثم تذريه) في شكل متماهٍ مع وحشية الصورة المنعكسة في الأماني الذاتية التي لم تتحقق (شممت رائحة أخي الذي لم أره بالتمني) ،لذلك اختلط الباحث بالمبحوث عنه (الفاعل والمفعول به) فالحواس التي استعارها الشاعر من المسخ لم تكن بهينة لما نعرفه عن المسخ من طاقات حسية خارقة تجعل مواهبه الحسية والجسدية مضاعفة فهل ترى الشاعر يبحث عن نفسه ،عن الإنسانية ،أو عن الوجود عامة .؟
مع هذا النوع من القصائد التي تأتي من كبار الشعراء والتي تختزل خبرة فكر كامل لا أرى ضرورة (حسب رأيي )لمناقشة الأسلوب ولا شعرية النص لأن أمر توفر هذه العناصر مفروغ منه، والأهم هو ماهية ذاك الفكر المقدم بالنص، إذ من المؤكد أنه لم يأت ليجتر ما سبق وإنما أتى بالجديد بل يقدم أطروحة أخرى قابلة للإثبات أو للنقاش .ولذلك يحجم بعض النقاد عن مقاربة هكذا نصوص ظنا منهم أن إمكانية الفشل في تقريب المضامين من القارئ أو تأويلها قد يقلل من قيمة العمل النقدي او قد يجعل صاحب النص نفسه يقلل من قيمة الناقد ،في حين أن الاختلاف هنا ضرورة ،و الاتفاق فقط يكون على قيمة النص.
حمّل الشاعر العراقي الموسوي في نصه ضمير الجمع كل الاسئلة المهمة ثم ارتد السؤال إليه ليكون فردا من "هم"و هذا ما استغربت له .فبقدر كم الاختلاف بين وعي الجماعة ووعي الفرد السارد للحدث في قالب شعري أراه بنفس الصورة يتساءل مع المتسائلين ثم ينفر من نتيجة السؤال التي أتت مع الريح(والريح هنا قد تأتي بشيء ثم تذريه) في شكل متماهٍ مع وحشية الصورة المنعكسة في الأماني الذاتية التي لم تتحقق (شممت رائحة أخي الذي لم أره بالتمني) ،لذلك اختلط الباحث بالمبحوث عنه (الفاعل والمفعول به) فالحواس التي استعارها الشاعر من المسخ لم تكن بهينة لما نعرفه عن المسخ من طاقات حسية خارقة تجعل مواهبه الحسية والجسدية مضاعفة فهل ترى الشاعر يبحث عن نفسه ،عن الإنسانية ،أو عن الوجود عامة .؟
كل الاسئلة في اعتقادي وجودية وكل أسئلة وجودية تجد قبالتها جدار صد منيع تتشابك فيه المواد والأسباب لذلك ينكفئ السؤال الأعظم على نفسه و ينشطر أو يتوالد .السؤال الكبير الذي تعاملنا معه إلى حد الآن باستخفاف بل وكتبناه على وجه حجر النرد الذي لا يحتكم إلا للصدفة(القدر) هو : ماهو مصير هذا الخلق ؟مبدأ الصيرورة اقنعنا أن لا الأمر متواصل إلى حين لكن ذاك الحين ظل مجهولا رغم كل التنبؤات، وحتى العلم فشل في الخوض في بعض الماورائيات التي تحدد أجلا معلوما لهذا الكون ، وليس هناك أي نظرية علمية أثبتت مبدأ هل أن الإنسان مخير أو مسير وهل أن مصيره بيده و نتيجة طبيعية لفعله أو لا .
"يالها من قضية شائكة " هذا ما أخلد له فكر الشاعر بالأخير فالقدرية هي نفسها قضية سيزيف ،سيزيف الذي كان قدره واضحا كل الحين وكأنه هو من أُريد به ذلك ،تلك الكذبة التي جعلت من سيزيف نظرية محرضة على الاستسلام رغم أن جوهر قصة سيزيف كان النضال ،المحاولة ،وعدم الاستسلام وكل محاولة تترك أثرا أو نتيجة ننطلق منها لبحث ومحاولات أهم .الشاعر نفسه يقر بان سيزيف (نيزك نازل من عل و جميل ) اذن فليسقط القناع عن أسطورة سيزيف وعن ادعاءاتنا بأنه أضاع العمر في الخيال والتمني ،لنعترف أن سيزيف كان أذكى منا ، فعلى الأقل هو قد دون أسطورته بحركات قدميه وهو يتقدم ثم يتقهقر أما نحن فلا أثر لاقدامنا لا على السفح ولا على الجبل.نحن من تركنا أحمالنا على كتف الريح توجهها كيفما شاءت نحن فقط من ينظر في دهشة لحجر النرد منتظرا حظا قد يأتي بالخلاص.نحن...ونحن ونحن ..لسنا سوى الكائن المندهش دائما ،الكائن ذو الابتسامة البلهاء .فهل قدر هذا الكائن المصطفى المُستخلف أن يظل مبهوتا شاردا ينظر لنتيجة أفعاله على أنها القدر الذي لا فكاك منه ،أم أن السؤال يكفي لتحريك المياه الراكدة ؟الإجابة عند الشاعر أو بنصه الذي طرح الأسئلة بطريقة فنية وبنفس الوقت الذي لم يؤجل به الأجوبة كما تعمد الفلسفة بل شرع أبوابا أخرى للتساؤل إيمانا منه أن توقف السؤال هو توقف للبحث ورجوع إلى حالة السلبية والركون.
~~
إذن
سلاما
على يسوع الذي يختلف
او الذي لايختلف
فكلنا سنعود اليها ثانية
ولو بعد حين..
يالها من قضية شائكة
~~
قد نختلف أو نتفق لكن بكل الحالات سنتفق على الثوابت ولكن هل ندرك تلك الثوابت بالعقل أو بالقلب أيها الموسوي الأديب؟
وتلك قضيتنا الشائكة سواء أن كانت فرعا أو أصلا .
سلام....
سلام .~نائلة طاهر~
النص للشاعر غازي احمد أبو طبيخ:
قالوا
بدم بارد
عند باب القلعة الغامضة:
مالكم تكتبون على حجر النرد
اغنية مسحورة?!
مالكم ..
والرياح الثقال محملة
بالأسئلة القادمة?!
اليس غريبا
تشابه ازهار الفصيلة
واختلافنا?!
الم نولد
بنفس الطريقة الغريبة..?!
هكذا عثرت عليهم في الطريق
يبحثون عني
هكذا
بنفس الطريقة المسخ
شممت ريح اخي
الذي لم اره بالتمني...
هكذا
ذاكرتني قوابل الزمن الفائض
عن حاجة الخليقة..
ربما يفتقد الحجر
الذي كتبنا عليه مبدأ الضرورة
ربما
ينعدم في حسابات هذا اليوم
مبدأ الصيرورة ...
إذن
سلاما
على يسوع الذي يختلف
او الذي لايختلف
فكلنا سنعود اليها ثانية
ولو بعد حين..
يالها من قضية شائكة
ايها الناس..
مازال سيزيف في
نزوحه الطويل..
ومازلت اتفرج عليه
مستمتعا
الى حدود الدهشة
والذهول....
سيزيف مسرح ضالع..
حتى أنه
يا لقبحه
نيزك نازل من عل
وجميل?!!!
تعقيب غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه الناقدة ..المراة التي ترى ما لا يرى الآخرون ماذا وراء الكلم..هذا ما يتوجب عليها..وبالاتفاق ..الناقد قد يكتب نصا آخر..ربما بالموازاة..او ربما يفتتح طريقا في داخل النص . او ربما يكتفي بالتحليل والتفسير..او ربما يعتمد تاريخ المبدع نفسه من اجل رؤية إراداته ورؤاه ..الذي فاجاني ..مع ثقتي الكبيرة بعين الأستاذة نائله نائلة طاهر الثاقبه..أنها فعلت ذلك كله بطريقة سقراطية توازي او تماثل ذات الاسلوبية التي اعتمدها الشاعر الموسوي ..وهذا لوحده ظفر كبير وكشف رائع..قد تكون الاستاذة الناقدة ميالة الى الإيجاز هنا او هناك..او لربما هي ايضا اكتفت بالتلميح او الايحاء..لكنها في كل الاحوال قدمت مطالعة راقية تستحق عليها كل التقدير والاحترام..
زميلتنا الفاضله..أ.نائله طاهر..بالغ الإعتزاز , سيدتي.
رد نائلة طاهر
زميلتنا الفاضله..أ.نائله طاهر..بالغ الإعتزاز , سيدتي.
رد نائلة طاهر
نائلة طاهر التجربة النسوية النقدية بإمكانها أن تتطور في حالة عدم إصرار النقاد من الرجال على احتكار هذا الفعل المعرفي والتشجيع على المبادرة مثلما كانت ولازالت تجربة آفاق نقدية تهدف .
مهما كتبنا لن نفي النص حقه ويبقى النص قابلا لتاويلات متعددة وعلى جميع المستويات إذ أن بيتا واحدا منه قادر على نجعل منه مبحثا كاملا إذا توفرت النية وخاصة الوقت والتفرغ.
شكرا لكل ما كان منك وسيكون في حقي بل إن كلمة الشكر لا تكفي.
احترامي واعتزازي بك أديبا وصديقا
مهما كتبنا لن نفي النص حقه ويبقى النص قابلا لتاويلات متعددة وعلى جميع المستويات إذ أن بيتا واحدا منه قادر على نجعل منه مبحثا كاملا إذا توفرت النية وخاصة الوقت والتفرغ.
شكرا لكل ما كان منك وسيكون في حقي بل إن كلمة الشكر لا تكفي.
احترامي واعتزازي بك أديبا وصديقا
تعقيب غسان الحجاج
غسان الآدمي استنباط التأويلات بالربط المنطقي من خلال تقمص وجدانية الشاعر هو سبيل مباشر الى تحقيق اهداف النقد الفني لهكذا نصوص من خلال الاختراق بالتوازي وكأنك تخطط لاخذ ثقة شخص عن طريق التقرب منه وعند حصول الثقة الكاملة سيبوح لك باسراره ...ليس غريبا ان نرى ذلك من الاستاذة الفاضلة نائلة طاهر
رد نائلة طاهر
رد نائلة طاهر
نائلة طاهر مثله مثل التوليد السقراطي أخي الطيب غسان فالأسلوب الديداكتيكي مع النص أو مع الشاعر يقوم على المشاركة وليس على الملاحظة فقط لذلك أشار الأستاذ آفاق نقدية إلى النص الموازي ،وهو نفسه ما اسميته انت صديقي التقرب إلى النص وكاتبه لكسب الثقة والحصول على الأجوبة
أراني معكم على مركبة فكرية واحدة كل واحد منا يضيف للثاني ما ينقصه أو يغذي ما لديه وهذا مصدر اعتزازي بكم .
تحياتي وتقديري أخي الشاعر الأديب غسان
أراني معكم على مركبة فكرية واحدة كل واحد منا يضيف للثاني ما ينقصه أو يغذي ما لديه وهذا مصدر اعتزازي بكم .
تحياتي وتقديري أخي الشاعر الأديب غسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق