الأمطار والطفولة الهاربة / قراءة في نص سهير خالد
في الأزقة الوادعة،،من فضاءات الروح،،التي تتقافز فيها الذكريات زهواً ،،تتماسك سنيننا المتداعية ،،لانها شاهد ومشهود ،،وروح وريحان،،هو ذلك العالم المتخيل في السرد،،نعرفه وربما نختلقه،،ولكننا لا نملك ،،في شأنه أمراً ،،ربما في الطريقة التي سلكتها سهير خالد ،،في مطلع الامر،،تندرج تحت بند " التصالح مع الماضي " ،،نوع من التقنية السايكلوجية التي تنتهجها الانا ،،بمشروع دفاعي غير متفق ،،مع اختراقات الراهن،،،لدفاعات واهنة بحكم عامل الزمن ،،هذا العدو المتربص بنا منذ لحظات شروعنا في الحياة،،غير مبالي بكركرات الطفولة او البراءة،،،اوحتى في أعالي لحظات جموحنا،،،
لكنها تتدارك الامر ،،لأن من يقبع في داخلها ،،قاص وسارد،،،أديب مكبل،،يحطم السلاسل ،،ليقول قولته ،،انه فنان رغم اي شيء،،منفصم منفصل،،مع ما تعرض ويتعرض له من جور انساني،،اكيد هذا الامر ،،فروح كبير مثل السيدة سهير،،لابد انها ،،كابدت بما يثقل عليها ،،بوزن الجبال،،مع اني لا اعرف شيئاً عن حياتها الشخصية،،إنما الراوي،،في سردها غير ناجح بالاختباء،،خلف العبارات،،،تستشعر الالم ،، الم الروح ،،الم الانسان وألم الوطن،،،في جسد طفلة،،،ومشاكستها لأمها ،،
اي فضاء تتحرك فيه،،،انه في زنزانة جسدها،،،عندما تتصور ،،وتختلق النوافذ،،،لم أشأ ،،ان اتعرض لنصها الفخم ،،بالنقد في الجانب البوطيقي ( الأدبي ) ،،اي بمعنى الشكل ،،والية الوظائف ،،ومع ذلك هنالك تبئير احترافي هي تروي من داخل الفضاء السردي ،،( تبئير بدرجة صفر ) وتخرج لتروي خارج الفضاء السردي ( تبئير خارجي ) ،، ومبدأ حواري،،،وفواعل ،،وزمان خاص في الفضاء السردي،،،وعمليات استرجاع ،،وانساق صاعدة ونازلة ،،الى أخر هذه المصطلحات التقنية،،الني لا تعني القارئ العادي ،،ولكن أهميتها تكمن ،،انه متى ماتم فهم التكوين البنيوي ووظائف هذه البنى ،،اصبح للقارئ دور في فهم تفاعلي مع النص ،،وحتى ينتج النص تؤيلاً خلاقاً ،،لابد من هذه الإكراهات المعرفية ،،،ربما لو اعادت السيدة سهير كتابة هذا النص الجميل ،،بمنهج قصصي،،بعيدا عن الهاجس الوطني السوداوي ،،والذي يبدو من شدة حرصها عليه،،خرجت عن السرد الفني،،الى الصيغ التقريرية،،،هي خرجت عن القص السردي فقط ،،بالجملة الاخيرة ،،التي ارى ان تستبدلها،،،بجملة ،،متواصلة مع طريقتها السردية،،،الثرية،،،،
سيدتي الوطن ،،هو باقٍ،،بنا او بغيرنا،،،لانه،،،هو انت،،وقبلك أمك ،،وبعدك اولادك ،،،فلا تتأسي،،انت ان أردت ،،ان تؤدي دورك الوطني،،،فأكتبي لنا من هذه الروائع،،،لأنك شاهد منصف ،،وقلم ثري
عاشت الايادي سيدتي،،،،
لكنها تتدارك الامر ،،لأن من يقبع في داخلها ،،قاص وسارد،،،أديب مكبل،،يحطم السلاسل ،،ليقول قولته ،،انه فنان رغم اي شيء،،منفصم منفصل،،مع ما تعرض ويتعرض له من جور انساني،،اكيد هذا الامر ،،فروح كبير مثل السيدة سهير،،لابد انها ،،كابدت بما يثقل عليها ،،بوزن الجبال،،مع اني لا اعرف شيئاً عن حياتها الشخصية،،إنما الراوي،،في سردها غير ناجح بالاختباء،،خلف العبارات،،،تستشعر الالم ،، الم الروح ،،الم الانسان وألم الوطن،،،في جسد طفلة،،،ومشاكستها لأمها ،،
اي فضاء تتحرك فيه،،،انه في زنزانة جسدها،،،عندما تتصور ،،وتختلق النوافذ،،،لم أشأ ،،ان اتعرض لنصها الفخم ،،بالنقد في الجانب البوطيقي ( الأدبي ) ،،اي بمعنى الشكل ،،والية الوظائف ،،ومع ذلك هنالك تبئير احترافي هي تروي من داخل الفضاء السردي ،،( تبئير بدرجة صفر ) وتخرج لتروي خارج الفضاء السردي ( تبئير خارجي ) ،، ومبدأ حواري،،،وفواعل ،،وزمان خاص في الفضاء السردي،،،وعمليات استرجاع ،،وانساق صاعدة ونازلة ،،الى أخر هذه المصطلحات التقنية،،الني لا تعني القارئ العادي ،،ولكن أهميتها تكمن ،،انه متى ماتم فهم التكوين البنيوي ووظائف هذه البنى ،،اصبح للقارئ دور في فهم تفاعلي مع النص ،،وحتى ينتج النص تؤيلاً خلاقاً ،،لابد من هذه الإكراهات المعرفية ،،،ربما لو اعادت السيدة سهير كتابة هذا النص الجميل ،،بمنهج قصصي،،بعيدا عن الهاجس الوطني السوداوي ،،والذي يبدو من شدة حرصها عليه،،خرجت عن السرد الفني،،الى الصيغ التقريرية،،،هي خرجت عن القص السردي فقط ،،بالجملة الاخيرة ،،التي ارى ان تستبدلها،،،بجملة ،،متواصلة مع طريقتها السردية،،،الثرية،،،،
سيدتي الوطن ،،هو باقٍ،،بنا او بغيرنا،،،لانه،،،هو انت،،وقبلك أمك ،،وبعدك اولادك ،،،فلا تتأسي،،انت ان أردت ،،ان تؤدي دورك الوطني،،،فأكتبي لنا من هذه الروائع،،،لأنك شاهد منصف ،،وقلم ثري
عاشت الايادي سيدتي،،،،
جمال قيسي / بغداد
ياقطرة عز عليها السقوط وماكانت لتروي ظمأ السنين
وانت تتساقط خجلا وجلا ...أرقبك من نافذة قلب حزين .... كيف تغيرت ولم تعد كما كنت وابلا يبتلنا ويغمرنا فرحا . طلٌ واهنٌ.... شحيحٌ عاجزٌ انت اليوم ... سنوات العجاف مدت ظلها على الاتي من العمر
عد كما كنت صبابة واروي كل السنوات العجاف ..عد بنا الى مسالك الطفولة التي غادرتنا يوم كنا نتراقص طربا لوقع قطراتك وهي تتساقط زخات . ..عد بي الى ذلك الشتاء البعيد من زمن مضى يوم كنا اطفالا ويوم كان وجه امي يكفهر وهي تتطلع الى السماء الملبدة بالغيوم ويوم كانت كلماتها تتناهى على وقع مسامعنا كالسوط وهي تأمرنا بحمل المظلة خوفا من تساقط حباتك ونحن في طريق عودتنا من المدرسة الى البيت فنمرض
آه يامي ...من اوهمك واخبرك ان المطر قد يمرضنا ..لقد كان يغمرنا فرحا وهو يبتلنا ...لازلت اذكر كيف كنا نركن حقائبنا وكتبنا المدرسية جانبا ..نعدوا ونجوب كل الطرقات الرماديه ...غير عابئين بتساقطه وهو يحتل كل كل المساحات فينا وغير مكترثين بوابل التوبيخ الذي ينتظرنا .
تحاصرنا قطراتك من كل الجوانب ..تنفذ من خلال كل تلك الاكوام التي نرتديها ..يصيبنا البرد ...نترتجف .. لن نستسلم ابدا للمظلة ولا لإي ركن من الشارع يقبع بعض منه هنا وهناك دون ان تطاله تلك اللآلئ البيضاء ..ونتحدى ذلك بضحكاتنا التي تملا الارجاء ..ليرتد صداها ويغمرنا احساسا بالدفء ..
كنا نكابر حتى في اللحظة التي كانت فيها اجسادنا الصغيره الغضة ترتجف ربما لاحساسنا الذي كان يخبرنا ان تلك اللحظات لن تتكرر ذات يوم وانها ستكون في يوم من الايام مجرد ذكرى لااكثر سيراودنا الحنين اليها يوما ما.
وفي لحظة مجنونة نفرد اذرعنا وسط الطرقات لندور وندور ايتها القطرات البلوريه اليوم كل السبل متاحة اليك لتغمرينا ...وفجأة يتوقف كل شيء ...تهدء القطرات وكأنها اوشكت على الاستسلام لعبث الطفولة فينا الذي يزداد تمردا مطالبا بمزيدا من المطر فنجنح نحو كل اغصان الشجر المتدليه من فوق اسوار البيوت ماسكين باطرافها ..نهزها بما استطعنا من قوة لتتساقط علينا حتى تلك الحبات العالقه المختئبه في طي الاوراق
وفي اللحظه التي نستنفد فيها السبل كل السبل نعود بادراجنا نحو البيت ..ستجن أمي لو راتنا مبتلين ..سافتح المظله ولن تنهرني امي سأخبرها ان المطر كان شديدا وعاجزا امام مظلتي التي شرعتها مُفتحة منذ مغادرتي المدرسة وحتى وصولي الى البيت ولكنها كانت اكبر من ان تُخدع بفكرتي الساذجه ..( اظنك انك استعملت المظلة للاحتماء من التوبيخ لا من المطر ايتها الغبية ) وهددت امي وتوعدت والتزمت الصمت امام سيل التوبيخ فما كنت لاريد ان ازيد من حنقها ..وعاود المطر تساقطه ..آه لو يمكنني الخروج وتحدي غضب امي .. ولكني كنت اضعف من اتحدى السلطلة الغاشمه فأتجهت نحو النافذه أرقبه وهو ينساب بقوة تٌميل به الريح ليضرب على اللوح الزجاجي وكأنه يطلب ان اشرع له كل النوافذ ..ولم اكن املك الا البكاء وامنية مخبئة في صدري تخبر الجميع اني ذات يوم ساكبر ولن يكون احد قادر على منعني لاغتسل مطرا واشرع كل النوافذ لينفذ اليها المطر
ومضى شتاء وجاء شتاء واضحت مواسم المطر شحيحة .....كبرنا وتغيرنا وغادرنا نزق الطفولة ولكني بقيت رهينة نافذة الامس التي لم تُشرع منذ ذلك الوقت وخلف مصراعها وأدت امنيات الطفولة ..جُل ما افعله اليوم اعد قهوتي ..أرقب كيف ينساب المطر باحتضار وكل شيء في داخلي يبكي
امي من اخبرك واوهمك ذات يوم إن المطر يُمرض ؟؟؟؟
لقد مرضنا ياامي يوم غادرتنا مواسم المطر ..ويوم بتنا نسترجي القطرات العالقه ان تسقط لتغتسلنا وتروي مواسم قحطنا ويوم اضحت رائحة التراب المبتل مطرا بعبق الدم والبارود ....مرضنا ياامي يوم غاب المطر وماتت الاوطان (ورحل الانسان بصمت دون ان يترك لنا حتى فرصة للوداع لنطبع قبلة على الجبين )
المطر ماعاد ينهمر ..من ينهمر اليوم هو الحزن في داخلنا
وانت تتساقط خجلا وجلا ...أرقبك من نافذة قلب حزين .... كيف تغيرت ولم تعد كما كنت وابلا يبتلنا ويغمرنا فرحا . طلٌ واهنٌ.... شحيحٌ عاجزٌ انت اليوم ... سنوات العجاف مدت ظلها على الاتي من العمر
عد كما كنت صبابة واروي كل السنوات العجاف ..عد بنا الى مسالك الطفولة التي غادرتنا يوم كنا نتراقص طربا لوقع قطراتك وهي تتساقط زخات . ..عد بي الى ذلك الشتاء البعيد من زمن مضى يوم كنا اطفالا ويوم كان وجه امي يكفهر وهي تتطلع الى السماء الملبدة بالغيوم ويوم كانت كلماتها تتناهى على وقع مسامعنا كالسوط وهي تأمرنا بحمل المظلة خوفا من تساقط حباتك ونحن في طريق عودتنا من المدرسة الى البيت فنمرض
آه يامي ...من اوهمك واخبرك ان المطر قد يمرضنا ..لقد كان يغمرنا فرحا وهو يبتلنا ...لازلت اذكر كيف كنا نركن حقائبنا وكتبنا المدرسية جانبا ..نعدوا ونجوب كل الطرقات الرماديه ...غير عابئين بتساقطه وهو يحتل كل كل المساحات فينا وغير مكترثين بوابل التوبيخ الذي ينتظرنا .
تحاصرنا قطراتك من كل الجوانب ..تنفذ من خلال كل تلك الاكوام التي نرتديها ..يصيبنا البرد ...نترتجف .. لن نستسلم ابدا للمظلة ولا لإي ركن من الشارع يقبع بعض منه هنا وهناك دون ان تطاله تلك اللآلئ البيضاء ..ونتحدى ذلك بضحكاتنا التي تملا الارجاء ..ليرتد صداها ويغمرنا احساسا بالدفء ..
كنا نكابر حتى في اللحظة التي كانت فيها اجسادنا الصغيره الغضة ترتجف ربما لاحساسنا الذي كان يخبرنا ان تلك اللحظات لن تتكرر ذات يوم وانها ستكون في يوم من الايام مجرد ذكرى لااكثر سيراودنا الحنين اليها يوما ما.
وفي لحظة مجنونة نفرد اذرعنا وسط الطرقات لندور وندور ايتها القطرات البلوريه اليوم كل السبل متاحة اليك لتغمرينا ...وفجأة يتوقف كل شيء ...تهدء القطرات وكأنها اوشكت على الاستسلام لعبث الطفولة فينا الذي يزداد تمردا مطالبا بمزيدا من المطر فنجنح نحو كل اغصان الشجر المتدليه من فوق اسوار البيوت ماسكين باطرافها ..نهزها بما استطعنا من قوة لتتساقط علينا حتى تلك الحبات العالقه المختئبه في طي الاوراق
وفي اللحظه التي نستنفد فيها السبل كل السبل نعود بادراجنا نحو البيت ..ستجن أمي لو راتنا مبتلين ..سافتح المظله ولن تنهرني امي سأخبرها ان المطر كان شديدا وعاجزا امام مظلتي التي شرعتها مُفتحة منذ مغادرتي المدرسة وحتى وصولي الى البيت ولكنها كانت اكبر من ان تُخدع بفكرتي الساذجه ..( اظنك انك استعملت المظلة للاحتماء من التوبيخ لا من المطر ايتها الغبية ) وهددت امي وتوعدت والتزمت الصمت امام سيل التوبيخ فما كنت لاريد ان ازيد من حنقها ..وعاود المطر تساقطه ..آه لو يمكنني الخروج وتحدي غضب امي .. ولكني كنت اضعف من اتحدى السلطلة الغاشمه فأتجهت نحو النافذه أرقبه وهو ينساب بقوة تٌميل به الريح ليضرب على اللوح الزجاجي وكأنه يطلب ان اشرع له كل النوافذ ..ولم اكن املك الا البكاء وامنية مخبئة في صدري تخبر الجميع اني ذات يوم ساكبر ولن يكون احد قادر على منعني لاغتسل مطرا واشرع كل النوافذ لينفذ اليها المطر
ومضى شتاء وجاء شتاء واضحت مواسم المطر شحيحة .....كبرنا وتغيرنا وغادرنا نزق الطفولة ولكني بقيت رهينة نافذة الامس التي لم تُشرع منذ ذلك الوقت وخلف مصراعها وأدت امنيات الطفولة ..جُل ما افعله اليوم اعد قهوتي ..أرقب كيف ينساب المطر باحتضار وكل شيء في داخلي يبكي
امي من اخبرك واوهمك ذات يوم إن المطر يُمرض ؟؟؟؟
لقد مرضنا ياامي يوم غادرتنا مواسم المطر ..ويوم بتنا نسترجي القطرات العالقه ان تسقط لتغتسلنا وتروي مواسم قحطنا ويوم اضحت رائحة التراب المبتل مطرا بعبق الدم والبارود ....مرضنا ياامي يوم غاب المطر وماتت الاوطان (ورحل الانسان بصمت دون ان يترك لنا حتى فرصة للوداع لنطبع قبلة على الجبين )
المطر ماعاد ينهمر ..من ينهمر اليوم هو الحزن في داخلنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق