الأحد، 2 أكتوبر 2016

هل انتظر بقلم الشاعر /د. عبد النور فاسز الهزايمة

هل انتظر
......
هل أنتظر
وقد ملتني كل المحطات
عافتني كل دروب ...

النظر
فالحلم
وإن ما زال يؤرقني
بات ضبابا
في سماء
لونها مكفهر
والأمل يتيم
لولا طيفك
يغازلني الصبح
من بين غيوم الفجر
كأن الدرب
لا زال بعيدا
ويحفه في اليسار صبار
وعلى تقوى اليمين قهر
كأن المسافات تطاولت
تعلن كل عاقبة ليل
تاجيل صلاة الفجر
كأن الليل دامس
والمرتل يقرأ
كل آن (والليل إذا يغشى)
وغاب عنه
أن في الكتاب
سورة إسمها الفجر
.........
تعقيب الناقد / غازي أحمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه اخي الدكتور عبد النور فايز الهزايمه الفاضل.. السلام عليكم وبعد.. نعلم أننا تأخرنا في استقبال ابداعك بما يستحق من التقدير..
ولكنها المشغوليات المتراكمة في جانب ،والتعويل على صبر الراسخين امثالك ..
ثم ..وهنا بيت القصيد..كان لهذا النص بريقه التحليلي الخا
ص من خلال بوحه الشعوري الصادق ،ولغته المرهفة المحملة بأعمق الدلالات النفسية ..
ولكن اهم عنصر خلق بث المبدع من خلاله آماله واحلامه وتطلعاته ورؤاه البعيده ،هو ذلك الطيف المحبوب القابل للتفسير المتعدد،ذلك لأن مآلات النص لاتقف عند حدود الحبيبة المرأة ،وإنما تمتد الى كثير من مواضع الاهتمام والتركيز ..
الطيف المأمول المنتظر هنا فكرة ما.. سر جمالها في هذا الغموض الشفيف الذي تمكن مبدعنا من تغليفه بأداة تعبيرية مفعمة بالإحساس المرهف والقلق الإنساني النبيل..
كأن الدرب لازال بعيدا
ويحفه الى اليسار صبار
وعلى تقوى اليمين قهر..?!
المبدع وحده من يعرف حقيقة هذا المحبوب،لكننا نعرف أحزان الغلالة الشفيفة المحيطة به،وتوجسات المترقب الذي يرفع لافتة احتجاجه على مجريات الحياة الغريبة القاهرة في أخر مقصور من مقاصير النص :
كأن الليل دامس
والمرتل يقرأ كل آن
(والليل اذا يغشى)
وغاب عنه
أن في الكتاب سورة
إسمها الفجر..
هذا الفجر الذي نترقبه جميعا كما يترقب الصائم هلال العيد..
احسنت صديقي العزيز..
*********************
لطفا ارجو الانتباه الى المطبعيات التاليه:
*
عفتني.. المعنى مرت علي.. زمنيا..وبهذا تحتاج الى حرف جر مناسب للمقام..
فهل تقصد عافتني.. اي هجرتني او تركتني.. يرجى التعديل بحسب تقديرك..
*
يؤرقني.. زائد حرف ياء..
*
والأمل يتيم ..بالرفع.. لولا طيفك.. جملةجديده..
لطفا تقويس الايه..
تحياتي وبالغ تقديري
 
 
تعقيب الشاعرة / وسام الأحمد
 
 ذلك الشوق المكنون بأعماقي
كاد يقتلني

ذلك الوقت
الضائع دونك
يصيب بالجنون
عقلي
أرحل ألي ....
لسوف
يعطيك قلبي فترضى
بشغاف الروح
كالطفل تسجى
قم فأنذر
أياك أن
تنتظر
اجعل من
مساماتي
نرجس
يزهر


احساسك يمتلكنا فنحلق معه
كل التقدير لجمال حرفك
 

سلم من دخان بقلم الشاعر / حسين ديوان الجبوري

 
سلم من دخان
 
ترفعني الريح
كطيور مهاجرة
كشراع سفينة ضلت المرسى
ذنوبي أثقلت أجنحتي
أتسلق سلم دخان
منه الموت طال أجنحتي
يتهاوى الريش بلا كفن
يُنبت شواهد القبور على ثراه
لأظل
معلقا على أعناق الهوى
تشيعني صغار الطيور
يلسعني احتضار العشق
في أحضان الموت
ليرواغ جرحي صرخة الولادة
فيأتيني ردك رعشات صدى
متقطع الأنفاس
ينفض غبار حزني
حتى يمتصني رذاذ غمامك
يصيرني كرات برد
يذيبها لظى الوجد
كتعرق الجبين يمطر على الأحداق
وا أسفي على قلب تلظى
لفظته أمواج البحار
ويح نفس لا تتوب
عن حبل عذابه
يشنق على منصة
اللاعودة
يسألني آخر الأمنيات
فأقول ...
ركدت السواقي
و تشقق أديم الأرض
فغدى حب
سرابا
 
تعقيب الناقدة / نائلة طاهر

 تثبت ولاءك لقصيدة النثر بموضوع يعكس حالة نفسية جسدية مع كم من الإبهام والتراكمات ترتبه في وعاء متخم بالتشظي والضياع

 الولاء هنا شاعرنا يعني الالتزام بالخطوط العريضة والدقيقة التي تشكل هندسة وملامح قصيدة النثر .
ومؤكد لكل نهج أدبي محبيه
أعتقد في خطأ طباعة أستاذ حسن :اتسلق سلم دخان انت قصدت لا أتلقى
 
تعقيب الناقد / غازي أحمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه هناك اقتراب عامر بالكنوز النفسية من عوالم ومناخات الشعرية الحقيقية..
طبعا واضح إن النص يحتاج الى لملمة صفوف ،وتركيز اكثر،هذا يعني أننا ندعوك الى اعلى درجات الكثافة ،ما دمت في حومانة التحليل..
النص النثري يحتاج في السياق التعبيري المباشر الى عمق رؤيوي وف
كري عميق..
اما في النص التعبيري الرمزي والذي ينحو منحى انزياحي بلاغي ،فالأفضل ان يتوجه به الشاعر بأتجاه الكثافة العالية حد الإبقاء على الهيولى التحليلية بما يشبه فن التجريد في الفنون التشكيليه..
ذلك لأن الاسهاب التعبيري والوصفي خاصة قد يخرج النص من جنس الشعر الى جنس الخاطر.. والامر بحسب رغبة وغاية المنشئ طبعا ،فهو وما اراد..
من هنا قلت لجنابك انك اقتربت كثيرا.. وسنظل بٱنتظار جديدك الاكثر قربا وكثافة ،اخي العزيز أ.حسين ديوان الجبوري،تحياتي..

حراميو الرصفة 4 بقلم الشاعر/ وليد المسعودي

حراميو الأرصفة ٤
 
في تعب ...
تبحث الأقدام
عن رصيف
يأوي الخطوات
والأيدي
يلم عشيقين
ذابت بأرضهما
الرغائب
وتعلقت الضحكات
بين انتظار
واحتضار
للوقت والأمنيات
في تعب
دون جدوى
يفر منهما الرصيف
مثقلا بالخوف
والرجاء :_
لا ترشقوا هوائي
بالأزاهر والقبلات
أخاف من لص
يتبعني
يغرق أيامي
بالحسرات
ظلي تائه
تمحوه ألف حكاية
للموت
فلا نخلة على ارضي
تود الوقوف
ولا طير يغني
يأتي الشتاء
وخداي مرجوحة
للوحل
يصعدها الفاسدون
دونما ربيع
يرتشف القلب
يمر الصيف
وعيناي تصوغان
الدموع
لا شيء سوى الخريف
في يديه
يركض المساء
والثمرات خرائب
ملايين من الخرق
والجياع
يزفون جسدي
إلى الصمت والبكاء .
في عبث
تغادر الهمسات
قلب العشيقين
دونما أرصفة
تحتضن اللقاء
وشد الليل
بين خاصرة الورد
والانتشاء
على معابر الله
في الضحكات والعناق
والغناء
 
تعقيب الشاعرة / وسام الأحمد
وسام الأحمد ما اعمق نبض احساسك
دام اليراع
 
تعقيب الناقد / غازي احمد أبو طبيخ
آفاق نقديه هذا ابداع بكل تأكيد.. لاريب في ذلك.. سنعود اليك بشرط الحياة استاذ وليد العزيز..
*****
مثقل تكون مثقلا.. فقط.. تعلم انها حال منصوب ..

الى اللقاء صديقنا الغالي..
 
 

للعلياء مجدها بقلم الشاعرة العراقية / أوهام جياد

 

( للعلياء مجدها )
 

يعلوني مداها، اليها الشوق يرسمني وحيا، بيني شراع يأبى الانكسار، حفنة من تراب ذاكرتي تؤصلني نخيل، قرب الايام غسقات وزنبقات تؤطرني ترياق البعد يحاصرني، نهر يحاكي الزمن البعيد ، اسورة خلدت معاصم الدجى، بين الفجر غابات الندى تشتاق اليها نهارات هذيان الروح خائفات ترتجف سعفات النخيل من شمس طلوع، آهة انسلت من زفرات الوجد وله مولع كتبني فوق جدار تهادى الي برحمة الموت تقاها المجد يسورني صراع من حزن ، علياء بانت من دياجيها معصم ازهر بها قصورا، ياواحة المجد احلامي غافي...ات لديك تئن لذكراك هامتي الدرب وقامتي منك دروع.
 
تعقيب الناقد / شاكر آل هيت
 

Shakir Al Hit جميل، وجميل جدا، هذا متن نص فيه ابداع وفيه اشراقات توحي ان القلم يحمل من الابداع مايمكن ان يلقي بظلاله على الناقد بشكل طيب.... نص نثري انساب بتوئدة ممتازة، اشكر عليها الكاتبة ( اوهام) لانها كانت تردف المفردة تلو الأخرى دون السماح لرئتيها بان تستعيد الشهيق الاول حتى تردف زفيرا يوحي بان ثمة آه تقف وراء هكذا نص، انا شخصيا سعيد بهذا النص ولا اريد ان امس حاشيته ابدا اكراما لصاحبة النص، متمنيا لها التوفيق والابداع المتتالي مستقبلا، هذا كان جميلا، بانتظار الاجمل... تقبلي مودتي
 
تعقيب الشاعرة / وسام الأحمد
 

وسام الأحمد بغاية الجمال نسج كلماتك
كل التقدير
 
تعقيب الناقد / جمال قيسي
 

Jamal Kyse ما أبهاك ،،يا اوهام ،،،بل أقول يااحلام اليقضة الجميلة،،،تحياتي وسلمت يديك



الجرس في الشعر العربي – (2)

إن من متممات الموسيقى ومكملاتها في الشعر هي الوزن والقافية بالنسبة للشعر العمود واما بالنسبة للشعر الحر او كما نسميه شعر التفعيلة فان للايقاع والبحر الذي يتناوله الشاعر اهمية قصوى مع التأكيد على ان واحدا من مسببات النجاح في كلا النوعين هي القافية اضافة الى مستلزمات اخرى قد تجتمع معا لتكوين الايقاع الموسيقي الذي يلتزمه الشاعر منذ البدء حتى النهاية، ولما للقافية من تأثير سمعي موسيقي يشارك في اظهار الجرس بالقوة او بالضعف حسب اختيار الشاعر لتلك القافية، والقوافي في الحر تختلف عن العمود فلا الزام على الشاعر بذلك سوى ان النقاد يفضلون ان تكون هناك عودة الى قافية معينة او كلمة ايقاعية مموسقة تختم الشطر سيتوقعها القاريء او المتلقي على حد سواء، وتعتبر من الجماليات الموسيقية والايقاعية كلما ابتعد الشاعر في الحر عنها ثم عاد اليها بعد حين بحيث سيظل المتلقي او المتابع يتوقعها لكي ينصهر مع النص موسيقيا ونغميا..والقافية ليست امرا ترفيا او هي من باب الكماليات في الشعر ووجودها ليس اعتباطيا ابدا او عشوائيا، وهي من الضروريات بالنسبة للعمود لانها مكملة لموسيقى وايقاع البيت وهي بوجودها تضفي على البيت الشعري موسيقى خارجية وداخلية متأمَلة بل تكون ملتحمة بالبيت بشكل جوهري، مكملة له، ، وتكون ذات سياق محكم باتقان، تتساوق فيه ضمن الحروف والحركات، وإن كانت تشكل بحد ذاتها مقطعاً صوتياً إيقاعياً منسجماً متماثلاً منتظماً في مجالي الموسيقى والزمن، فضلاً عن تأثير الطابع النفسي لها. والقافية هذه الموسيقى التي تتردد في كل بيت بانسجامها وإيقاعها تفضل البيت كله بجودتها كما يقول احد النقاد : "وحظ جودة القافية وإن كانت كلمة واحدة، أرفع من حظ سائر البيت" وانا اتناغم مع هذا الطرح الجميل..وما تكرارها الا لإحداث النغم في الأبيات لان القافية تكرار موسيقي عذب مستساغ.
والقوافي على أنواع منها ما يكثر دورانها في الشعر، ومنها ما يقل استعمالها ومنها ما تنفر منه الأذواق.
وتخضع القوافي وحسن اختيارها، نسيجاً ومعنى وموسيقى لقريحة الشاعر، وقدرته وبراعته، وذوقه، وملكته اللغوية.
وهناك نوعان من القوافي التي تهم مبحثنا هنا وعلاقتها بالموسيقى فالاولى ثقيلة وتكون في اغلبها بعيدة عن التذوق العام مثل (التاء، والخاء، والشين، والصاد، والضاد، والطاء، والظاء، والغين، والذال، والواو، والزاي) لقلة استعمالها، وثقل موسيقاها وعدم الميل لها، وفقدانها للعذوبة والحلاوة،.
وهذه الحروف لها علاقة بالموسيقى ايضا لان أصوات الحروف لها علاقة في تشكيل الصورة.
وقد اعجبني قول احد النقاد في هذا الخصوص (.. وإن استثمار البديع في الشعر لإحداث تناغم صوتي في الإيقاع الداخلي من خلال التجانس المتعدد في النوع والكم مما يغري بوجود هندسة صوتية لتشكيل صورة سمعية، حيث يتحرى الشاعر عن الأصوات الموسيقية المتجانسة على وفق معايير خاصة تقوم على التجانس مما يؤدي إلى ائتلاف اللفظ والوزن فضلاً عن تقوية النغم على الصعيد الإيقاعي "لأن الصوت آلة اللفظ والجوهر الذي يقوم به التقطيع، وبه يوجد التأليف، ولن تكون حركات اللسان لفظاً ولا كلاماً موزوناً ولا منثوراً إلا بظهور الصوت"
إن تجانس الأصوات من تجانس الحروف والألفاظ والجمل والقافية مع الإيقاع فتجد التلاحم والائتلاف قائماً مما يسبغ على الشعر جودة وحلاوة فتجده مسبوكاً "وأجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء، سهل المخارج، فتعلم بذلك أنه قد أفرغ إفراغاً واحداً وسبك سبكاً واحداً، فهو يجري على اللسان كما يجري الدهان" ...
هذا مانريد ان نبدا منه في طرحنا لمسألة الجرس الموسيقي وهل هو ملموس ام محسوس ام هو تصوري خارج عن الاذن الطبيعية للانسان؟؟ ام ان امرا ما هناك يقف خلف هذا التساؤل؟
الجواب ان امرا ما يقف خلف هذا التساؤل، وهذا ما مكننا الله لكي نوصله للآخرين لافضلا انما لحسن ثقتنا بمن يتابعنا على ان هذه الموضوعة فيها ماينفع بل ويفيد المتلقي فاقول :
الاذن عند الانسان موضع الحس السمعي وبها ومن خلالها الى الدماغ تتم عملية السمع، لكن هناك ماخفي في هذا الجانب وهو اننا نسمع باذنين او لنقل بموضعين في موقع واداة السمع وهما الاذن الخارجية والاذن الداخلية، فماذا نسمع في كل منهما؟ الاذن المعتادة لكل واحد من بني البشر لها القدرة على السماع لذبذبات او موجة صوتية تقع تردداتها بين 15 هرتز و20000هرتز، وتمثل الصوت المسموع بواسطة الأذن البشرية العادية، ولهذا سأضطر الان الى الذهاب قليلا الى موضوع علمي ذي علاقة يهمنا لنعود ثانية الى الموضوع الرئيس...
حيث أن الحد الأدنى لتردد الصوت التي تحس بها الأذن البشرية الطبيعية هو 15 هيرتز تقريبا بينما الحد الأعلى هو 20 الف هرتز، وينخفض هذا المدى عند كبار السن إلى حوالي 12000 هرتز. وأقصى درجات الإحساس بالصوت لأذن بشرية عادية يقع في المدى بين 5000 هيرتز و8000 هيرتز والذي يشمل ذبذبات الحروف الهجائية. وكما هو معروف يمكن أحداث الموجات السمعية عن طريق الحبال الصوتية في الإنسان والآلات الموسيقية سواء الوترية أو النحاسية أو الأنبوبية وغيرها من الآلات الأخرى.
ومازاد عن 20 الف هيرتز فلا تسمعه الاذن البشرية وهذا مانسميه "الموجات فوق السمعية"، وما قل عن 20 هيرتز لا تسمعه الاذن البشرية كذلك وهذا مانسميه "الموجات دون السمعية".
وللافادة ان هناك من الحيوانات مايسمع الموجات دون السمعية وهناك من الحيوانات مايسمع الموجات فوق السمعية ولكن بحدود معينة، لذلك يتم استخدامها في الاستشعار بوجود الزلازل او الانزلاقات الجليدية او الصخرية او في التربة او اعماق البحار لانها بحدود لايمكن للاذن البشرية سماعها لاختلاف تردداتها عن مستوى آهلية الاذن البشرية.
وبما ان الجرس هو الربط بين صوت الحرف الواحد، والإيقاع هو عمليةتكرار الحرف بطريقة منتظمة ، اذا هناك علاقة وطيدة بين الاذن وأجزائها الداخلية والخارجية وآلية الاستماع، وهذا تقريبا هو لب بحثنا لاننا سنتعامل مع الصوت حتى وان كان النص مقروءا على اعتبار اننا نلفظ اثناء المطالعة وان كنا نقرأ صامتين، وسنبتعد قليلا الى معلومة علمية ارى من اللازم الانتباه اليها ومعرفتها لكي نعرف بعدها ما للاذن على صعيد التشريح الفسلجي من اختلاف بين مانعرف وما لانعرف وهذا هو اساس الجرس في الشعر او على صعيد الايقاع والموسيقى
" نعرف شدة الموجة الصوتية بأنها الطاقة التي تحملها الموجة في الثانية عبر وحدة المساحات العمودية على اتجاه انتشار الموجة . وحيث أن الشدة هي كمية الطاقة في الثانية ، إذن شدة الصوت هي القدرة المارة خلال وحدة مساحات عمودية على اتجاه انتشار الموجة . تقاس وحدة شدة الصوت بالواط لكل متر مربع. كما تستخدم وحدة (ديسيبل ) للتعبير عن شدة الصوت ، حيث أن الديسيبل يسهّل مقارنة أعداد كبيرة جدا بأعداد صغيرة جدا ، حيث تتغير شدة الصوت تغيرات كبيرة بين الهمس و الضوضاء ، وكلها يمكن أن تسمعها الأذن . بالنسبة للصوت : شدة الصوت العادية تكون عند 60 ديسيبل ، وابتداء من ديسيبل 90 فصاعدا تصاب الأذن بضرر إذا تعرضت لصوت بهذه الشدة لفترة طويلة . (هذا هام لمستمعي الموسيقي والأغاني بصوت عالى او بواسطة سماعات الأذن . يجب ألا يضعوا التضخيم إلى نهايته العظمى ، بل عليهم سماع الموسيقى بصوت معقول" . والجدول المرفق يوضح علاقة الصوت وشدة الصوت بمستويات السمع وقابلية الاذن البشرية على تمييز المستوى المقبول ذهنيا وفسلجيا والذي يتناسب مع قابلية الانسان على تحمل تلك الشدة..
وكل هذا له علاقة بمصطلح الرنين، ويمثل الرنين او الاهتزاز جزءا من اسرار الجرس في الشعر العمودي العربي.
قد يمكننا الاطلاع على أبيات باهتزازت متوازنة وقوية لكن نجد الجرس فيها تنقصه القوة والجمال، والاستحسان فيه لا يرقى إلى مستوى أبيات مشهورة. لهذا قمنا بالبحث عن سر آخر من أسرار الجرس في الشعر العربي العمودي سناتي اليه لاحقا.
بعد ملاحظة عميقة واستقراء أولي وجدنا اختلافا قد يكون احيانا واسعا بين الابيات والقصائد من حيث استعمال الحروف. أبيات تكثر فيها النون والميم وأخرى تكثر فيها الجيم والقاف والضاد وأخرى السين والصاد... وان أكثر ما شد انتباهنا هو جمال هذه الأبيات رغم وجود هذا الاختلاف. فما كان منا إلا أن نستنتج مبدئيا تأثير الحروف على الأشعار.
ولدراسة مدى تأثير الحروف العربية على الشعر العربي العمودي وقوة الجرس فيه, وجدنا أنسب طريقة استعمال تقسيم الحروف المعروف لدى علماء التجويد معتمدين في ذلك على المخارج والصفات وهو تقسيم دقيق جدا. لعدم الإطالة, وبودي ان ادعم هذه الدراسة ببيان هذا التقسيم ولمن أراد الإستفادة أكثر يمكنه الرجوع إلى كتب التجويد.
ولقد اجهد غيرنا كثيرا لينير لنا هذه المعلومات القيمة بالدقة التي سترون والتي اراني هنا ملزما لإدراجها استكمالا لواحدة من حلقات هذه الدراسة بذكر ما سياتي لاحقا، ظنا مني انه مكمل لما قبله ورابط وثيق لما بعده.
كتب الاستاذ " فكير سهيل" في ( رابطة الواحة الثقافية) وتحت عنوان "الجرس والايقاع في الشعر العربي" – وهو بحث ودراسة ذات قيمة رائعة لما لهذا القلم من مخيلة وقدرة ابداعية قدمت الكثير لخدمة اللغة العربية وادبها – انصح من يبحث عن التعمق في عوالم الشعر بقراءتها، اقتطع منها مايهمنا مع دعائنا للكاتب بالتوفيق:
(( " لقد أحصى علماء التجويد سبعة عشرة صفة تقسم إلى قسمين:
- صفات لها أضداد وعددها خمسة هي:
الجهر وضدّه الهمس.
الشدّة والتوسط وضدّهما الرخاوة.
الإستعلاء وضدّه الإستفال.
الإطباق وضدّه الإنفتاح.
الإذلاق وضدّه الإصمات.
ب- صفات ليس لها أضداد وعددها سبع هي:
1- الصفير. القلقلة. اللين. الانحراف. التكرير. التفشّي. الاستطالة.
اعتمدنا في دراستنا بشكل خاص على الحروف التي لها أضداد, على حروف الصفير التكرير
والتفشّي.
1- الهمس:
اصطلاحا ً: هو جريان النّفس عند النطق بالحرف لضعف الاعتماد على المخرج. جمعت حروفه في قول " فحثّه شخص سكت ". وما تبقى يمثل حرف الجهر. هذا يعني أن
2-الشدّة:
اصطلاحا هي انحباس جري الصّوت عند النّطق بالحرف لكمال الاعتماد على المخرج، وحروفها ثمانية مجموعة في قول: (أجد قط بكت) وعكسها الرخاوة وتتوسطها حروف اللين وهي ما تبقى.
3- الإستعلاء أو التفخيم:
اصطلاحا ًهو ارتفاع اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف، وحروفه سبعة يجمعها قول " خص ضغط قظ ". الترقيق أوالإستفال هو باقي الحروف.
4-الإطباق (أو الانطباق):
اصطلاحاً هو تلاقي اللسان والحنك الأعلى عند النطق بالحرف ، أو هو تلاصق ما يحاذي اللسان من الحنك الأعلى على اللسان عند النطق بالحرف، وحروفه أربعة هي: الصاد، الضاد، الطاء، والظاء. وهي ط ظ ص ض وأقوى حروف الإطباق الطاء وأضعفها الظاء المعجمة بينما الصاد والضاد متوسطتان في الإطباق، وحروف الإطباق لا تخرج من الفم إلا حين التصاق اللسان بسقف الحلق. وعكسها الانفتاح وهو باقي الحروف.
5-الاذلاق:
اصطلاحا هو خفّة وسرعة النطق بالحروف لخروجه من ذلق اللّسان والشّفة (أي طرفيهما)، وحروفه ستة يجمعها قول: " فرَّ مِن لُبْ "، ثلاثة تخرج من ذلق اللسان هي الراء واللام والنون (لِنَرَ) وثلاثة تخرج من ذلقِ الشّفة وهي الباء والفاء والميم (بفم). الإصمات يمثل باقي الحروف. لا يوجد كلمة رباعية أو خماسية إلا أن يكون فيها مع الحروف المصمتة حرف أو أكثر من حروف الذلاقة، فإن لم يوجد فهي كلمة غير عربية مثل عسجد.
- حروف الصفير هي "س ص ز".
- حرف التكرير هو "ر".
- حرف التفشي هو "ش".
نلاحظ مما سبق أن صفات الحروف التي لها أضداد تحدد مقدار القوة والضعف عند الحرف العربي. فصفات الجهر, الشدّة, الإستعلاء أو التفخيم و الإطباق تمثل القوة والثقل في الحرف وصفاتها العكسية الهمس, الرخاوة واللين, الترقيق أو الإستفال والاذلاق تمثل الضعف والخفة." ))
وانطلاقا من هذا يمكننا ان نوافق مبدئيا على وجود تأثير لصفة الحرف العربي على البيت الشعري من حيث الايقاع والموسيقى والذي يحكمهم جميعا هو الجرس الذي هو روح الموسيقى والنغم.
 
تعقيب الشاعر / ماهر الأمين
 
ماهر الامين صباحك السعد أستاذنا الناقد الكبير ا. شاكر ...ما أروعها من إبانة ..وما أحسنه من إطناب...مادة مفيدة ستظل في الذاكرة...كل الشكر لحضرتك لحروفك التي تستحوذ على وجدانات الشعراء والمتأدبين..

 

قراءة في نص " يا سرّ تكويني " لشاعرة الياسمين رنا الصّالح بقلم الاديب / أسامة حيدر

 
يا سِرَّ تكويني
 
صوِّبْ سهامكَ نحوَ النحرِ تُحييني
فالموتُ حُبّاً مصيرٌ صارَ يعنيني
رَمْيُ السهامِ فنونٌ أنتَ تتقنها
هذي دماؤكَ تجري في شراييني
سيوفُ عينيكَ عند الهجر باترةٌ
أغمدْ حُسامَكَ إنَّ الشوقَ يُضنيني
إنّي أَلِفْتُ عيوناً في مهنَّدِها
سِحرٌ حلالٌ وحصنٌ فيهِ تُؤويني
العشقُ عشقي وإن ضلَّتْ مراكبهُ
هذي بحاري ..ركوبُ الموجِ يُغريني
والفجرُ فجري وإنْ لاحتْ سواتِرهُ
كلُّ الكواكبِ تجري في مياديني
هذي وسادةُ ليلي أتقنتْ قِصصي
فاسألْ نجومَ السما عن سرِّ تكويني
لقد أضعتُ بليلِ الشوقِ بوصِلَتي
وفي ليالي الأسى تاهتْ عناويني...
إنّي كتابٌ بماءِ الوردِ أحرفهُ
فسطِّرِ العشقَ دوماً في دواويني
خُذني إليكَ لَعلَّ الوصلَ يُسعِفُني
وَيستفيقُ صباحٌ ظلَّ يُغويني
بيني وبينكَ عهدٌ لستُ أُنكِرُهُ
هلّا ذكرْتَ عهودَ الحبِّ والدِّينِ
نَثرْتَ قمحا" فبتُّ الدهرَ أحصُدهُ
لمَّا بَذرْتَ حياةً في بساتيني

 لكلّ شاعر لغته الخاصّة التّي تميّزه عن أقرانه من الشّعراء ، بل لكل كاتب مثل هذه اللّغة وإن كان غزير الحفظ للغته تلك ومن الملاحظ ومن الوهلة الأولى أنّ الشاعرة رنا صالح تمتلك فيما تمتلكه لغةً سهلةً واضحةً بعيدةً عن التكلّف فلا نجد لفظاً إلاجاء خادماً للمعنى الذي تريده ، فضلاً عن موسيقا عذبة أضفاها البحر البسيط الذي جاء حاملاً لكلماتها .
وقد اعتمدت الشاعرة على الصّورة الشعريّة كوسيلة من وسائل الأداء لديها ، وهي صورٌ تفاجئك لأنّها تأتيك بما لم تتوقعه: - السّهام المميتة ( النظرات ) غدت تحيي ، والموت مصير العاشق ، وسيوف العين قاطعة ، ولكن لا بأس لأنّ الشّوق متعبٌ . والعيون هي السّحر ، ومراكب العشق تضلُّ الطّريقَ أحياناً لكنّها في فلكها الّذي رسمته فالكواكب تجري في ميادينها . وحبّ الحبيب حياة بذرَها في بساتين المحبوبة .
وقد اعتمدت الشّاعرة على وسيلة من وسائل الأداء الموسيقيّ وهو التكرار اللّفظي ( العشقُ عشقي ) ( الفجر فجري ) ( بيني وبينك ) ( عهد وعهود ) ( ليل وليالي ) وممّا لا يُخفى أنّ هذا الجانب الموسيقيّ الدّاخلي خلّف جانباً مهمّاً في تقوية المعنى الذي تريده من تكرار اللّفظ .
وكان لاستخدامها أسلوب الإنشاء واعتمادها على فعل الأمر بشكل واضح في النصّ ما يعدّ أمراً يجب الوقوف عنده :
- سطّر العشق دوماً في دواويني : فهي توجّه المخاطب إلى ما تريده أن يفعله .
- اسأل نجوم السماء عن سرّ تكويني : مما لا يُخفى هنا أن في هذا الطلب ما فيه من استحالة فانتقل الأمر إلى الإعجاز والتعجيز للمخاطب .
- خذني إليك لعلّ الوصل يسعفني : انتقل الأمر هنا إلى التّمني .وكذلك في قولها ( أغمد حسامك إنّ الشّوق يضنيني ) .
والتنوّع بين الخبر والإنشاء يُظهر مدى حرص الشّاعرة على الخوض في غمار النّفس واستلهام ما فيها ونقله إلى المتلقّي مع جملة المشاعر المضطربة التي تحملها ، وجعل القارئ في حالة من التّوقّد الذّهني مبعدةً عنه السّأمَ .
وشاعرات الغزل بدءاً بليلى الأخيليّة ومروراً بأمّ الكرام بنت المعتصم بن صمادح وعليّة بنت المهدي العباسي وخيرة بنت أبي ضيغم البلويّة ونزهون الغرناطيّة وولاّدة بنت المستكفي وحفصة الركونيّة إلى نازك الملائكة ومي زيادة وانتهاءً بالدكتورة سعاد الصّباح امتزن جميعاً بضعف حالهنّ أمام الحبيب وإن كنّا نلمح مثل هذا عند رنا صالح إلاّ أنّها تمايزت عن أقرانها هؤلاء بالأنا المشبعة بالاعتزاز فهي محبّة عاشقةٌ في نصّها لكنّها لم تتذلّل للحبيب بل كانت أدوات الحبيب في القتل حياةً لها ، والعشق عشقها وإن ضلّت مراكبه ، والفجر فجرها ، وركوب الأمواج يغريها ، وكلّ الكواكب تجري في ميادينها ولا أحدَ في الأرض يعرف سرَّ تكوينها لذلك تطلب من الحبيب أن يسأل نجوم السماء عن هذا السرّ .
يحقّ لشاعرة الياسمين أن تكون كذلك فشعرها له نكهةُ الهيل في قهوة الصباح ، ولمسةُ الندى على تُويج زهرة .
 
تعقيب الناقد / تحسين
 
الناقد تحسين جهد مبارك
 
تعقيب الناقد / غازي أحمد أبو طبيخ
 
آفاق نقديه أحسنت أ.اسامة.. نحن واقعا بحاجة ماسة الى هذا اللون من النقد الاكاديمي المنهج..بما يجعل منه اضافة رائعة لما نحن بصدده من تنويع العروض النقدية تبعا لزوايا النظر ،مع أن الجميع يلتقون في الاهداف الجمالية الغائيه..خالص تقديرنا زميلنا الفاضل..
 
 
 

حوار حميم مع مطرقة عادل سعيد بقلم الناقد / غازي احمد ابو طبيخ

حوار حميم
حول مطرقة عادل سعيد..

************************
لا يختلف اثنان على ان لإسلوبك الابداعي فرادة واضحة الملامح اخي ابا سلام المبدع الكبير عادل سعيد العزيز..
هذه الاسلوبية المتفردة تدعمها مناخات وعوالم ورؤى باتت واضحة المواصفات هي الأخري..
وقد ورد في هذا النص الباهر كشف لاذع رهيب الأثر عن فجيعة الانسان على الارض مقرونة بمصيره المجهول الاقرب الى التيه.. او المعلوم الاكثر سوداوية وخيبة لجميع الأمال،
أما الاحلام فلم يفسح لها الشاعر او النص ،ادنى فرصة للحضور،في مشهده القاهر هو الآخر..فكيف بٱحتمالية التحقق ..?!
ولاشك ابدا بروعة بل قوة الاداة الفنية والتعبيرية لجنابك ايها المخضرم العتيد ،بغض النظر عن جنس النص او طرازه،فلقد سبق القول منك شخصيا.. (اننا نكتب او نعبر عما يجيش في صدورنا وعلى النقاد والباحثين توصيفه بما يرونه موائما او مناسبا.. فالتجنيس ليس شغلنا ،بل شغلهم )..
ولكنني اركز اليوم على الناحية الفكرية وليس العقائديه..فلكل عقيدته التي تمثله ويمثلها بكل حرية ،وليس لأحد ادنى حق في قطع الطريق على عفوية وتلقائية حرية تعبيره مطلقا،فالتعسف ،والقهر وخنق الحريات هي السبب المحوري في مجمل مآسينا هنا في هذا الشرق العربي والاسلامي على وجه الخصوص..
ولست اشك لحظة واحدة ان جميع متبنيات الشاعر الايديولوجية قد تسبب بها هذا الشرق ذاته.. وكثيرا ما سألت نفسي :ترى لو ولد عادل سعيد في غير هذه البيئة هل سيتبنى ذات الرؤى والمعتقدات?
هذا السؤال ينطبق على الجميع،ويمكن تعميمه على الجميع.. من دون استثناء.. فلكل منا روايته الداخلية البالغة الخصوصية ،ولكنها الشديدة الارتباط بالواقع المحيط..بدء من لحظة الولادة وحتى أخريات الحياة..
الاستاذ عادل سعيد هنا اقرب الي روح الفيلسوف منه الى روح الفنان في مثل هذا النص..
وهو ايضا غير معني كثيرا ،ولا يفرض علينا جنسا او لونا او طرازا كما اسلفنا .(.ان سموا نتاجي هذا بهذا الاسم او بغيره)،او ربما لا يأبه كثيرا،لما سنطلقه من اسماء توصيفية فنية عليه اصلا..هو يفترض اننا نتفهم انه قد مهد لهذه الاسلوبية النادرة نشوء وارتقاء حتى وصلت الى ما هي عليه الآن من تجليات تظهر واضحة في هذا النص الذي بين ايدينا..
ومن هنا سوف لا نسميه بإسم محدد.. كأن نقول انه شعر ،او قصيد نثر.. بل سنلتزم برغبة الشاعر،ونقول ما قاله امرؤ القيس ذات يوم (هذا جناي وخياره فيه)..
جديد الشاعر الاكثر الفاتا للنظر في هذا النص هو انه قد صنع لنا نموذجا عالميا يكشف عن مصير الانسان هذه المره..
هذا يعني انه خرج عن تشخيص حال العراقي ،او العربي ،او المسلم وحسب..انما رسم لنا وليدا عالميا ،وفانيا عالميا..حتى النهايات القصوى.. ولم يشر النص ابدا الى هذا المسمار الصلب ،الذي تمكن اخيرا ،من تهشيم المطرقة..كما يظهر افتراضيا في اللوحة الرديفه.. وأعني مطرقة السماء..
هذا التعميم البارع الجرئ ،يؤكد روح المفكر الفلسفي اكثر مما يؤكد روح الفنان.. كما قدمنا آنفا..
بينما يحتشد الشاعر بالإرث الديني الذي تبركن به على طول مساره الابداعي ،وهو يرفع لافتات احتجاجه المتوالية عبر سني عمره الطيب،حتى وصلنا الى اكبرها اليوم في هذا النص الابداعي المتفجر..
ولربما ستكون تهمة الايمان المطلق بالسماء وما وراءها الميتافيزيفي ،هي اشد التهم اثقالا على اخي وصديقي الحميم ،فهي آخر ما يتوقعه من احد اصلا.. وحجتنا عليه انه وهو يتهم الغيب او ساكنه بالتدبير المتعسف ،فهو انما يقر به اصلا،ولكننا ندعوه الى افتراض عدمه ،لكي تأخذ المحاكمة شكلها الواقعي المحسوس والملموس..
فدعنا نفتزض العدم قبل الادانه ونرى كيف يتصرف الانسان..?!
هل انه بلارب سيتصرف بما يجب عليه فعلا?
فما تفسير سلوك صديقنا الاثير ..ستالين.. وهو يذبح ما يزيد على مليوني مناضل من رفاقه في الحزب المادي التاريخي العتيد?!
وما تفسير سلوك نسخته العراقية الاخرى..وأعني صاحبي الذي تعرف..وهو يذبح بٱسم العروبة وروح النصرحزبه كله وشعبه جله معا في آن واحد..?!
وكلانا يعلم انهما علمانيان نائيان عن أطاريح السماء،وإن ادعى احدهما غير ذلك.. استغلالا نفعيا للقيم..
ومن منا يا ترى رأى الله جهرة وهو ينزل على الارض حاملا مطرقته بيده اليمنى او اليسرى?!..
كلا والف كلا ..انه الانسان يا اخي الحبيب.. فلفد كان وما يزال وسيبقى ظلوما جهولا..الا من القى السمع وهو شهيد.. او من تمنطق بالاعتبار ،وسلك الى سعادة الخليقة واضح المسار،والا فما تفسيرنا لما يجري من سلوك انساني جميل في البلد الذي تعيش فيه الآن مثالا على كثير من بلدان العالم التي عثرت على طريقها النبيل..
المشكلة في الارض يا صديقي،وليست في السماء اذن.. والاعجب من ذلك كله ،ان الأحق بالشكاية وكتابة النصوص المماثلة لنصك الاحتجاجي الفريد هذا هو الماوراء ذاته ادانة لكل ما يجري علي خليقته المسكينة ،وبخاصة ما يجري من جور وظلم وتعذيب ودمار بٱسمه الكريم..
اخي وحبيبي عادل الكبير.. لقد اثار نصك شجوننا ايها الغالي.. هذه قبلاتي وعميق مودتي التي تعلم.. والسلام يا ابا سلام..

***********
ادناه نص المبدع
عادل سعيد
السماءُ مطرقةٌ
و الأرضُ سِندان
ــــــــــــــــــــــــ
الأرضُ التي تشقى
تَلِد
و بين الحصى و المسامير
تشقُّ لقدمَيْ وليدِها
طريقاً
وتَرمي في أفقهِ شمساً صغيرة
أما السماءُ التي
لم تلِدْ و لم تولدْ
و لم تَبعثْ يوماً
( قابلةً مأذونة)
تغمسُ يديها في مخاض الأرض
أوبرقيةَ تهنئة
بوليدٍها
أو حفنةِ زغاريدٍ و حَلوى
فهي تّسجّلُ ـ مشكورةً ـ
...... الوليدَ شقيّاً
و تحجزُ له مقعداً في جحيمِها المَسجور
بالناسِ و الحجارة
ثُمّ توعِزُ الى عُملائِها في الأرض
بقصفِ طريقِهِ
بالحصى
و المَسامير
و الأدعية الحارقة
ثمّ تَفخيخِ أُفقِهِ
و طلاءِ نهارهِ
و حُلمِه
و أغاني تَعبِهِ
بماءِ النار
و إطفاءِ
.... شمسِهِ الصغيرة


تعقيب الشاعر / عامر نصر الله
 
Amer Nasrallah نص جميل
اتوقع شعر حر هذا
ومع انه قصير لكن كما يقال خير الكلام ما قل ودل

والاسلوب رائع ايضاً
فعلا الانسان يولد للشقاء من لحظة ولادته حتى مماته
تحيتي. لك استاذ غازي على هذا النص الجميل الذي خطته يداك والذي لا يقل عن جمال نص الاستاذ عادل سعيد أمتعتني حقاً
 
تعقيب الاديب / أسامة حيدر
 
أسامة حيدر النصّ أكثر من رائع . وللحقيقة ثمّة نصوص تفتح أمام قارئها نوافذ كثيرة وتساؤلاتٍ عميقة بقدر عمق النصّ وصدق مشاعر المبدع . أدام اللهّ الشّاعر عادل سعيد والنّاقد الفذّ الأستاذ غازي أبو طبيخ الموسوي . حيّاكم اللّه جميعاً .