خاطرمستمر
كانت تتشكّلُ رويدًا
خامةً
عاريةَ الحروفِ
في مُنْتَجَعِ القوّةِ
تستفزُّني
شفتُها السفلى
تكادُ تُغري بالإنفراجِ
قبلَ نضوجِ التينِ
واكتنازِ الرغبة باليقين ..
ولا أُنكِرُ شهوتي
الحافزةَ الماكرةَ
تلك المتنمرة
على دخانِ الأُفُقِ
حتى غادرني ,,إليوشا,,
برهةً من الزمنِ الهشِّ
ما عُدتُّ مقتنعًا
بدعواتِ السلامِ
من ايّةِ جهةٍ صدرتْ!!
هذا المُغَمّسُ بلُعابِ ,,نيرونَ,,
ماعادَ "رائدًا للثقة"
أبدا
ما عاد قادرًا
على إضاءةِ النُّصوصِ
بالرؤى النبيّةِ
ف"أبو مرّةَ" على الأبوابِ
والآجرُّ الضاغطُ
يمنعُ دورةَ الإستحالةِ
من الإكتمال!
شيءٌ يُشبِهُ الوعيَ
أدلى بهِ إليوشا
قبلَ أنْ يُغادرَ المدينةَ
ليسَ شاعرًا أبدًا
مَنْ يُحَمِّلُ الرّبَّ
خطايا الخليقةِ !!..
ليس أنا من يطيشُ
لِغايةِ أنْ يعيش!؟..
ولستُ من يتنطّطُ
كقرودِ المقاماتِ
في لحظاتِ الإحتضارِ
توسّلًا بفُتاتِ الغبارِ
والتفاتِ القطيعِ
في زمنِ الهزيعِ
هذا,,إيفانُ ,,يُلمِّحُ لي
أنِ اركبْ موجةَ التخلّي
-كن مثل ,,ديمتري ,,
مثقلًا بالرغباتِ الثّقالِ
ولا انكرُ
أنّي مازلتُ حالمًا
تلكَ ثيمةُ العُشّاقِ
المحتشدينَ بالمحبّةِ
أو
ربما ...
هي طبيعتي الموروثة!!
أو…
ربما.......
هو ما يجبُ أنْ يكون؟!
شئ يشبه الوعي
كان هناك!
شئ يُشبهُ سيماءَ القصيدةِ
يقبلُ التأويلَ
ويختنقُ بالتفسير!
وكانَ الميقاتُ راكزًا
بدُخانِ الإرتيابِ
يتجسّدُ
بصورةِ امرأةٍ حُبلى
أقرب ماتكونُ
إلى قبّةِ الصخرةِ
أبعد ماتكون
عن مخيالِ الناصريِّ
بعد القيام!!..
وكنتُ أتقرّى
على مرآتهِ
دخيلة أمّةٍ كاملة
أمّةٍ ذابلة ..
بينا أمتعني كثيرًا
وقوفي على ساحلِ التدلي!!
لا كما كنت
في حومانةِ التجلّي
بل كنت أُقهقهُ
مثلَ طفلٍ غريرٍ!
فكم هي مدهشةٌ
دورةُ الزمنِ المرير...
وأخيرًا ...
صارَ الموتُ باعثًا
على السخريةِ
والمعركةُ الفاصلةُ
ماتزالُ مستعرةً,,
و,, صاحبي القديمُ ,,
ذاك الساكنُ
في وسطِ التنّورِ
يبعث لي
رسائلَهُ النصيّةَ
حثيثًا
دون انقطاعٍ!!
فرغمَ كلِّ ماجرى
مايزال حيًّا
رغم كل ما جرى
مايزالُ
ساطعَ اللوامعِ
قويَّ اللوامحِ
حميم الطوالعِ
مثل شمسٍ
غريقةٍ
لايمنعها الماءُ
من الإبراق!
أليس غريبًا
أنْ يظلَّ ,, إليوشا ,,
حيًّا حتى الآن؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق