السبت، 5 أغسطس 2023

قصيدة خاطر متواتر للشاعر غازي احمد الموسوي

 خاطر متواترقصيدة للشاعر غازي احمد الموسوي




كانَ الرّكبُ
"يمشي الهُوَينى"،
((وقد بلغتِ القلوبُ الحناجرَ))،
والريحُ…
تزأرُ بينَ حوافرِ الزمانِ
الحقُّ أقول :
إنّي لم أرَها
تحكي قلبيَ رِبْكةً
كما تفعلُ الآنَ !!
في أروقةِ الماضي
كانتْ تئنُّ وتحنُّ
مثلَ حمامةٍ
تحوم حولَ فِراخِها دفيفًا
في حومانةِ هلعٍ شديدٍ !!..
ولم تكُ عادتها أبدا !!
ما أغربَ
أن تكونَ الريحُ
مثلَ حمامةِ الاضرحةِ
أعني كلَّ الأضرحةِ
ويالهُ من تشبيهٍ باعثٍ على القلقِ
لايُقنِعُ المُعتاشينَ على بلَحِ الإفتراقِ
ولكنّهُ يخامرُ روحي
ويُلملِمُ جروحي
يحكي بالنيابة عنّي
وبعض المجاز
من دمٍ ولحمٍ
أكثر حياةً من الواقعِ الهزيل !! ..
ألغمامُ يغلقُ الأفقَ
ويمنع الترحال
إلى ماوراء الكلمات..
بينا كنّا جميعًا
على قلقٍ !!
(على قلقٍ كأنَّ الريحَ تحتي…
-تُحَرِّكنا-جنوباً أمْ شمالا)!!..
أنا…
والقطيعَ
والمدنَ الغريقةَ
ونواقيسَ الفاجعةِ
حاولتُ دفعَ الزمانِ
إلى الوراءِ
أنْ أوقفَهُ
عن الحركةِ
أمنعُ وقوعَ الكارثةِ
أعودُ الى عوالمِ الذرِّ!!
أنقضُ وجودي كلَّهُ
فالحملُ ثقيلٌ
والحزنُ حَرورٌ
والوقتُ أطولُ
من رقبةِ الصبّار !!..
خبرُ الإلغاءِ
أهونُ على قلبي
من ذبْحِ العالمِ
من القَفَا !!!..
يا إلهي……
يامن عرَّفْتَني
على عِللِ المُحدَثاتِ
وأدخلتني مِرارًا
الى فردوسِِ حبورِكَ
إعذر (جراءتي)…
يااا
حَمزةُ
إحضرْ ومضاً حميماً..
واعذرْ شطحاتي
واغفرْ جحودي
يامولاي
إنّي أحتاج وعيًا جديدًا
قادراً على الإستيعابِ !!..
فلستُ الكليمَ
وماصادفني العبدُ الصالحُ
وقد أكلَتِ الأسئلةُ مهجتي:
-أينَ الضرورةُ فيما جرى
وأينها فيما يجري؟!.
وماعادّ النهرُ الباكي مجديًا
يامنْ تعلمُ
ماتوسوسُ به أنفسُ الغرباءِ
هذا قلبُ العاشقِ مثقوبٌ
ياسيدَ الإلهامِ
وهذا النزيفُ
يوقدُ الماءَ الممنوعَ
((وقد بلغتِ الارواحُ التراقي)) !!
غازي احمد ابوطبيخ ………………………………
***
(1)
قراءة الاديب عبد الكريم حسن مع التقدير:
*
تماهي الحزن، والقلق، الموت في الفاجعة العظمى مع الفواجع المحدثة المربكة
انجب هذا الدفق المتالق فنيا
البالغ الجودة والاتقان
من محترف ، سبر اللغه ،سبراعماق
المعنى النبيل، بل سبر الانسان
في حله وترحاله
في سجنه وشجنه وسعادته
في ايمانه وقلقه وشطحاته
احسنت ايها الربان الذي
سيرتنا مع سفينك في بحر
لاافق له ولكنه الحياة الهادره
دمت كبيرا تعجز الكلمات
ان تصل اليك ..اجدت في وصل حاضرنا بماضينا، بل ماضي الانسان بحاضره.. وقاك الله
من فتور الهمه، وتراخي الابداع
وانعم عليك بنعمة الصحة وعلو الهمة و انوار معرفته
...
غازي احمد ابوطبيخ عندما تبهرني القصيده افقد صوابي انبهارا..فشعرك يستدعي التامل واعادة القراءه والتحليل والتركيب كالفن التشكيلي الحديث يرغمنا ان نبصر ابعد من الظاهر وان نتقن فن فك الرموز ولذا يكون لقصيدتك هذه الابعاد التي تغرينا بتكرار القراءه واطالة التامل واعمال الفكر، فالشعر السافر الدلالات الواضح القسمات لا يستهويني ، وكم اود ان اكتب شعرا مكتنزا مرمزا يستنطق العقل مع تاجيج المشاعر ولكن ماكل مايتمنى المرء يدركه ويلقاه...عذرا للاطالة
***
(2)
قراءة الاديب محمد الدمشقي ،مع خالص المودة وعالي التقدير:
*****
حقيقة نحن مع نص رمزي مفتوح التاويل فيه تقنيات نثرية هائلة
نحن مع لحظة توتر ... لحظة تغيير مفاجئة .. تنذر بعاصفة او كارثة ما
و لم يصرح شاعرنا بماهية تلك اللحظة بهدف توسيع زمكانيتها لتشمل واقعنا المتوتر القلق الذي يسير من عاصفة الى اخرى فجأة و دون سابق انذار و بعد ايام رتيبة اعتاد عليها الناس بحلوها و مرها لكنهم لم يتوقعوا ان تتالى و تتواتر المصائب و الكوارث كما يجري اليوم
الركب كان يسير بحزن و غصة ... اي اننا كنا نتعايش مع الحياة و نسير في طريقنا الصعب و الريح حولنا و نحن متعبون لكن فجاة تأتي تلك اللحظة المتوترة ( الربكة ) و ما اجمل توصيفها و تشبيهها و تمثيلها حركيا بتلك الحمامة القلقة التي تحوم حول فراخها بقلق و هلع و خوف و ترقب
هي تلك اللحظة التي تسبق العاصفة لتاتي ريح الموت التي شبهها شاعرنا بحمامة الاضرحة ... و هو تشبيه مخيف فعلا لانه يوحي بهذا الموت الذي يحاصرنا عبر الكوارث والاوبئة و غيرها من تلك الرياح الهوجاء التي تعصف بنا
و كم اعجبتني تلك اللفتة الجانبية
( و بعض المجاز من دم و لحم
اكثر حياة من الواقع الهزيل )
نعم لان الشاعر عبر المجاز يعبر عن المسكوت عنه و يكتب عن اهاته كلها فتغدو من دم و لحم اكثر من هذا الصمت الفاحش الهزيل الذي نعيشه
( الغمام يغلق الافق
و يمنع الترحال
الى ما وراء الكلمات )
الغمام هو هذا المجهول و هذه الالام و الهموم المحيطة بنا و التي تسد افق الاماني و الامان و كم اعجبني اختيار مفردة ( الكلمات ) فالكلام هو مشاعر و افكار تبدو احيانا عاجزة امام ما يجري فلا تجد افقا يسع معانيها و ما ترمي اليه ... و هذا حالنا عندما تكون الهموم اكبر من كلامنا و قصائدنا و نكون على قلق و خوف من تلك الريح العشوائية فلا نعرف الى اي جهة تحملنا و الى اي غرق توصلنا ... مستقبل مجهول محفوف بالقلق و المخاوف
القطيع رمزية للشعوب المسيرة التي لا تحمل فكرا و لا تصورا للواقع و لا استشرافا للمستقبل و لا تنبها للخطر..
المدن الغريقة ... مدننا التي تعاني من الكورونا و الحروب و الغلاء و البلاء و الوباء
نواقيس الفجيعة ... كل المؤشرات التي تنذرنا و لا نتعظ و لا ننتبه
هي حركة متماوجة تائهة بلا اتجاه و لا مصير بكل هذه المكونات الاجتماعية و النفسية و التصورات الخارجية و الداخلية و التداعيات الشعورية التي يضج بها النص في حراك رمزي تعمد فيه شاعرنا ضخ بعض الفوضى فيه ليعبر تماما عن الحالة السيكولوجية المتماوجة التي يسير وفقها النص من منبعه الى مصبه
و هنا يحاول الشاعر ان يجد الحلول و كذا يحاول الانسان ان يوقف هذا المد من المخاوف ان يوقف عجلة الزمن المتسارعة نحو الهاوية و يا له من توصيف عبقري للحالة النفسية التي تحيط بنا فكلنا نتمنى لو نوقف الزمن هنا لان كل يوم اسوأ من سابقه ... حتى ليتمنى احدنا لو لم يكن ضمن هذه القافلة التي تمخر عباب المجهول
حمل ثقيل
حزن حرور
وقت اطول من رقبة الصبار
توصيفات تصاعدية متواترة منسجمة مع البناء الدرامي و السياق الشعوري العام
الصبار رمز للصبر و الصبر يحتاج رقبة طويلة كي يستشرف الامل من بين كثبان الدخان
خبر الالغاء
الغاء الوجود ربما اهون من ان تاتي الفاجعة من حيث لا ندري غدرا من الخلف
و بعدها يتوجه الانسان الى الله سبحانه و يستجير به و يستغفره و تكثر تساؤلاته الى متى يا رب ؟ و متى الفرج ؟ و لماذا يحصل كل هذا و انت عودتنا على لطفك و رحمتك
فعلا لم نعد قادرين على استيعاب تلك المحن و باتت فوق طاقتنا و احتمالنا و لم نفهم بعد المراد و لم ندرك بعد المصير و الهدف و الحلول
لسنا الكليم لنسال مباشرة
و لسنا بحالة جيدة من الورع الداخلي كي نصبر اكثر
شعرت ببكاء شاعرنا هنا و هو يتضرع باسئلته التي لا اجابات لها و يستغفر شكوكه بالمصير و مخاوفه و ضياعه و تمزقه ... و ضعف صبره و يقينه امام هول المصاب و قد بلغت الارواح التراقي
نص مؤثر عميق ذو ابعاد نفسية عميقة و نظرة تاملية راقية
محبتي..
***
(3)
قراءة الأديب حميد العنبر الخويلدي مع الشكر والتقدير:
نص يكاشفنا بالآتي القريب لعله قريب جدا..
ومتحققه استطاع أن يركب الجادة التي عبدتها اقمار الدم .طوعا وكرها.
الشاعر هنا يحتضن الحلم . يستدعيه . يرى قوسا بازغا في التلاشي .ولربما هو الوحيد الذي استشرف الربيئة المتعالية في اللحظة.
فصرخ حبا ولم يقدر الاخفاء أو الاستتار .
إنسانيته دفعته ليكتب البُشْرَ والبشر موقف وجودي حتمي في منهجنا.
اليوم نحتاج إلى عين مبشّرة أكثر من عين تقف مع الجمال تتغزل به وتغني له
عين تفسّر وتبشّر تدفع بالتراكم المظني والذي ثقل وطالت عصوره ونحن في العزلة . في أن ينهار وينقشع والى الابد.
راها الرائي فاهتز وجدانه وانصعق فأخذ يلوذ بظل
منارة تارة وبحمامة تدف وبرمز مرموق وبكذا وكذا من عوالم الرفعة والطَّوْل ..
هنا انصب وعي النص على ترجمة الوقت وتفسير العقدة . والمناخ ايماني ديني بالضبط والحصر .. فلعل بضاعة الحاكمية نضجت وبانت أركانها وبضاعة الثقافي الأخلاقي وضحت وخطت سنداتها .
نعم الباقي بضاعة المرحلة بضاعة الفكر الديني والان تحت الغربيل
ومن صالح ماانجز نعم انكشف المستور
لاخوف ولاوجل ..
النص رؤياه تبشيرية .
سلمت وسلم النقاد والشاعر...
***
(4)
رؤية الأديبة ريم البياتي مع التقدير:
،،،
العزيز أستاذ غازي احمد ابوطبيخ
قرأت نصك هذا، توقفت عنده ملياً، سأهمس اليك بسر
عادة تشدني القصيدة المموسقة، وهذا لايعني انني ألغي النثر، لكن نصك هذا اخذ بتلابيب روحي، وبات حقا علي أن أسألك:
من أي نبع صوفي لايدرك كنهه إلا من ثمل بأقداحه، غرفت هذا الحزن كله؟
وأي ريح تلك التي زأرت بين حوافر الزمان، وشتان بين حنجرة تزأر وزمن يرفس بحافريه!
أيها الموسوي
يابن المدن الغريقة منذ اول دم سفك، من يومها بات الوقت أطول من رقبة الصبار ! ياللهول!
لن تستطيع أن تغير الاقدار، ولن تمنع حدوث الكارثة، تلك.
كان لابد أن تقع، كي يوقد الماء الممنوع.
لغتك في هذا النص لا تشبه سواها، إنها من دم ودموع، من صلصال سومري كان حكرا على الآلهة، يصنعون منه تماىم الحياة.
في نصك هذا، صور جديدة ، لم أعلم قبل نصك ان الوقت قد يكون اطول من رقبة الصبار، وأن النزيف يوقد الماء الممنوع، وأنك عليم بما تكتب، وفي فؤادك إرث بهي لا يموت.
تحية ايها البهي الجليل
دمت أخي الاغلى..
،،،
***
(5)
رؤية الدكتور كمال عباس Kamal Abbas ،مع التقدير..
حين ترى الحدث من تحت الغيمة،،،
يبهرُك الكمّ الهائل من الدماء ،،،
ويستفزُّك لا مبالاة المتسببين بذلك،،
ويجبرك على ان تكون بكامل الجرأة في التساؤل
وقد يدفعكَ للظنّ ،أنّ هنالك الكثير الكثير من العبث.
سلامٌ لقلبك المُدَمّى.
***
(6)
رؤية الشاعر أحمد نصرالله مع الإعتزاز الكبير:
،،،
نص كبير دسم مليء بالشعر الذي يشدنا نحو العميق بألية شاعر متمرس وأديب يشار له بالبنان. قرأته بالغبطة مرة والدمع مرة أخرى.شاهدت عاشق يشهق من شدة الوجد. وشاعر يمسك نايا من عظام الكلمات يعزف الحزن كما تنزل على قلبه المكلوم. شدني جدا هذا الأسلوب الرخيم الذي يخاطب الروح وضمير الإنسان مباشرة دون واسطة ودون تكلف فوصل المضمون لمبتغاه دافقا رقراقا وهذا دأب أديبنا في خلق لغة جديدة تستطيع استيعاب تقلبات النفس وشذراتها دمت لنا أيها الرائع..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق