الطوفان القادم / قراءة لقصيدة ( من ارشيف المستقبل ) ،،للشاعر الموسوي
يجوس بك الشاعر الموسوي،،،في عوالم ،،قصية،،،في المحاكاة ،،،مع المدينة السابعة ،،،وهذه المدينة هي ثيمة مارس بها الشاعر ،،ببراعة الانزياح عن ،، مفهوم الارض المجهولة ( القارة السابعة ) ،،اسطوريًا هي أتلانتا ،،وواقعيًا هي ( أنتاركتيكا ) ،،قارة القطب الجنوبي الغير مأهولة ،،،إذًا هو يتحدث عن المدينة المجهولة ،،،التي يعيش فيها واقعًا،،والتي أصبحت غريبة ومجهولة بحكم تبدل طباعها ،،واخلاق أهلها ،،،لتتحول الى ارض منفى ،،،وهو يصف مدينته التي امتلأت بالجواسيس ،،و( القوادين ) الجواميس { كلمة جواميس في اللغة المحلية العراقية ،،تستخدم كناية عن القوادة } ،،ورفاق الحشيش،،هم المغيب وعيهم،،باسم الدين ( هو هنا استخدم المحاكاة ببراعة ل " وترى الناس سكارى وماهم بسكارى " ،،،،
سلاحه الوحيد ،،شعره وخطابه،،،هو يقوم بتوزيعه ،،،على كل منشأت المدينة المنخورة،،،متماهيًا مع سيرة النبي نوح،،،
يستشعر الطوفان،،ولابد ان يبث دعواه،،،
يحذف من اسبوع مدينته،،يوم الجمعة،،،لانه،،بالأساس ،،محذوف،،اشبه بالسبت اليهودي،،او الأحد المسيحي،،،لكن يصرخ بان الابواب الستة،،المتبقية،،هي مغلقة الرزق،،،ايام الاسبوع كلها جمعة،،،
إذًا هي مدينة عاق،،،في طريقها للغرق،،والشاعر،،هو نبي،،،أعزل ،،
يستحضر ،،بمشاهد درامية ومسرحية،،كل نماذج المدن ،،في التاريخ ،،مدن السقوط والانحلال،،
لكن مدينته ،،لم تصلب المسيح ،،وحده،،،،او شخصًا بعينه،،وإنما من يصلب هو الانسان ( كقيمة ) ،،بمباركة القطيع،،،ودهاقين الشر والسوء،،،حتى تستحيل الى الجحيم ،،،
ويعود في رحلة ملامة ،،مع نفسه،،ألست عارفًا بالحقيقة ،،،إذًا دعواي،،،مجرد بلادة ،،،مع قنوط الذين يعرفون الحقيقة،،لكنهم أثروا العزلة،،،لانهم سلبيين ،،،
النص مفعم بالكناية والتورية،،،والتوظيف الميثولوجي،،والمحاكاة القرأنية،،،مع تأثيث مسرحي واسع ،،للفضاء النصي
الموسوي،،شاعر كبير،،،لكنه متحفظ ،،لانه مسالم ،،،لكنه يغلي في أعماقه ،،،
هذا النص الشعري الرائع يذكرنا،،،بالنص الروائي الجميل لجهاد مجيد ( دومة الجندل )
مع امكانية الموسوي الفذة ،،في الترميز ،،والكثافة ،،،المحملة بخطاب ،،مدوي
جمال قيسي / بغداد
النص
من ارشيف المستقبل:
المدينة السابعة
في التقويم القديم
مافتئت
مسكونة بالجواسيس
والجواميس
ورفاق الحشيش..
انما
لم اسكت..
كان المشهد مريعا
والسكون البذئ فضيعا
فركنت
في كل نواديها
لافتة
منسوخة
من وجع الدراويش
وهلع المهابيل
المهابيل الراكضين كالقطعان
خلف السراب
وكنت اعلم
ان لافتاتي
لايقرأها احد
لم يكن هناك
من يرى..
وحين لجات الى الصراخ الازرق
لم يكن هناك من يسمع
الأبواب الست مغلقة
و الكرنفال الموعود
لسكان القبور
تخلى عن ميقاته
التاريخ الذي تقيأ
كتبه القديمة دمًا
أعاد توزيع الأقنعة
ربما
ليصلب المسيح
-اي مسيح- من جديد
بمخالب نِّسرين من الحديد
حتى مصابيح الرّامِح
ذلك الذي يزعم انه
مايزال
حارس السماء
كانت مثل رؤوس الشياطين
هل رايتم رؤوس الشياطين
إنما
مالي اسال هذا السؤال البليد
فليس هناك من يرى
إلا بعض البكائين
الراسفين
خلف الجدران الاربعه ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق