الاثنين، 8 أغسطس 2016



  النص النقدي لقصيدة الشاعرة :سارة فؤاد 
بقلم الناقد غازي أحمد ابو طبيخ





مازلنا نؤكد كما فعلنا مسبقا،على أن الفيض الشعري ،يجب ان ينهمر من اعلى الصديات الموسيقية الى اوسعها ايقاعا،ومن الايقاع الى النثر المتلازم البعيد عن التنشيز والتقاطع على اقل تقدير،والا فسنقع بالسردية التي تميل بالجنس الادبي من الشعرية الى غير ذلك تماما.. 
نقول كل ذلك استقبالا بل احتفاء كبيرا،بكل شاب او شابة يمتلكون مؤهلات العمود الكلاسيكي،المعروفه.. او شعر التفعيلة المعلوم الاشراط..  
ونحن هنا لا نتعارض مطلقا مع اي من الطرازات الاخرى،شرط الشعرية ،وهي ذاتها مانطالب بها شاعر العمود او التفعيله ،مضافا اليها رهافة الاذن الموسيقيه.. 
ولقد تابعنا منذ زمن ليس بالقصير شاعرتنا ساره فؤاد،فوجدناها قد تمسكت بٱنحيازها الايجابي بالعمود الشعري ،حتى بات واضحا تناميها اللافت السريع.. 
وقصيدتها اليوم،تشكل جديدا ليس على مستوى الطراز الشعري ولكن على صعيد الغرض الشعري في جانب ،والشكل الشعري في جانب أخر.. 
ومن الو اضح ان القاء نظرة سريعة يكفي لاكتشاف المنهج الفني الوصفي المعتمد على المجاز ،والمنتمي بكل وضوح الى شريحة البحتري العباسي..
هذه الشريحة التي تركز على البنى البلاغية بأنواعها.. 
ومع ان الشاعرة ساره فؤاد قد نجحت بكل وضوح في رسم مشهد اللقاء الحميم ،ولكننا بقينا نتابعه بالعين والمخيلة وليس بالاحساس والهاجس،وهذا يؤكد سيطرة الوعي في بناء مجمل الصور التي لايخلو منها بيت ابدا..
عدا عن بيت النص الوسطي.. 
 ننادم بعضنا فيفوح زهو… 
يطرزه لهيب الانتشاء...
الذي حاولت الشاعرة خلاله التعبير عن احساس دفين وعميق.. 
اما ما تبقى فكلها ابيات تحتشد بالاغراض البلاغية الجميلة كما اسلفنا ..ولكن الوصف فيها وعناصر مجمل مركباتها متخيلة وخارجية تقريبا.. الورد.. يشدو.. لحن اغنيه.. لقاء.. نثيث الغيث.. وجه المساء.. اضواء المدينه.. بدورا فوق ماء.. حروف من ضياء.. افق القوافي.. اروقة الوفاء.. ترنيم نجم..ابراج السماء.. احساس الطفوله ..نقاء في نقاء.. 
نسبة سيطرة الفكر واضحة هنا،بيد انها لاتأخذ من جمال النص وانما تعطيه خصوصيته الخاصه.. 
،وهذا اسلوب شاع كثيرا في اشعار الكثير من شعراء بني العباس كالبحتري كما اسلفنا وشعراء الاندلس،وكثير من قصائد الشعر الرومانتيكي.. 
الست ساره فؤاد.. جهد كبير يستحق التقدير.. 
سيدتي.همسات على أضواء المدينه

-----  ----- ----





:::::::::
تبدَّى الحبّ ُبين الوردِ يشدو
علينا  لحنَ   أغنيةِ   اللقاءِ

ورقَّ لنا نثيثُ الغيثِ سحراً
يداعبُ بيننا  وجهَ  المساءِ

وأضواءُ المدينةِ  قدْ تسامتْ
تلوحُ لنا بدوراً  فوقَ   ماءِ

فيأخذنا لروعتها وصالُ
لنكتبهُ حروفا من ضياءِ

ننادمُ بعضنا فيفوحُ زهوٌ
يطرِّزهُ   لهيبُ   الأنتشاءِ

وننثرهُ على أفقِ القوافي
وروداً بينَ أروقةِ الوفاءِ

فرحْنا  ننتقي  ترنيمَ   نجمٍ
و نبحرُ بين أبراجِ السماءِ

وإحساسُ الطفولةِ يحتوينا
نقاءً في  نقاءٍ   في   نقاءِ

ساره فؤاد
7/8/2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق