الجمعة، 5 أغسطس 2016

مشرط الجراح
---------------------------
/حسين ديوان الجبوري :العراق/
يا ولدي ...
رحلت بمشرط الجراح
لبست بياض المنون 
مقمط بﻻ تعويذة 
على أكف اﻷحبة جسدا
يتلبس في اﻷرواح
منذ رحليك
تشظى كبدي ألف جراح
كيف أنسى دمعة غسلت وجنتيك
وهل أنسى رفيف عينيك
أراك ندبة على وجه القمر
أسمعك شدوا على أغصان الشجر
بكيتك كل الدمع 
أوجعتني يا مشرط الموت
مازالت يداك تقطر من دمي
إلى اليوم عزائك قائم
يرتل دعاء ثكلى 
أشﻻء تبعثرت يسكنها الحزن
كل أشيائك تحت نواظري
لعبك (مسجلك)الصغير
أتذكر أصداء الرثاء
كم غفت على مسمعك
كم دمعة أحرقت جسدك
إﻻ إني لم أر  صورك
يمنعني مشرطك
يا صغيري كيف تنام وحدك
في ضيق اللحود
وظلمة القبور
أصلي في كل يوم ركعتان
منذ الرحيل
أحفظ وعدي حتى اللقاء اﻻخير
أتذكر بابا حين أجهشت بالبكاء
بكائي كان مشرطا آخر
أبكى القلوب قبل العيون
آه يا حسرة الفجيعة
أدمت فؤادي صيحة وجيعة
أراك دائما تحلق كالطيور
هل كبرت جناحيك
هل نبت الشعر على خديك
هل تدخن السكائر خلسة عن أبيك
اتسهر مع تلك الحوريات
من يعقد لك القران
هل صار عمرك الثﻻثون اﻵن
أوقد محرابك بالصﻻة
وأجعل ردائك اﻷبيض أحرام
طفت لك سبع أشواط هناك
ببيت الله الحرام
هل وصلتك الهدية
يا ولدي يا وطني المسلوب
ﻻ خيار عندي 
كلنا نلتقي يوما على حوض النبي
خير البرية
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
يوم محفور في الذاكرة لن تمحوه السنين
يوم فراق ولدي احمد رحمه الله
**************************
حسين ديوان الجبوري 4.8.2016 بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق