الخميس، 4 أغسطس 2016

الأديبة بلسم الحياة ورحلة المعرفة

بلسم الحياة ....هنا لتقر وتعترف انها ربما قضت حقبة من الزمن الماضي باحثة عن خطاب أبوي بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معاني الانسانية ... 
خطاب تربوي أكاديمي على مستوى عالٍ
  يعج بالحكمة والاتزان ويثلج القلب الظمآن
   ويشفي الغليل ويروي العليل ...
   من خلال أطروحة ادبية يعلمنا ان ادب النفس قبل ادب الدرس ....
 وان الثقافة لم تكن في يوماً ما حكراً على طبقة معينة او فئة معينة مادامت وسائل الاتصال وشبكات النت والتكنولوجيا الحديثة
تفتح للمبدعين والادباء الراغبين خوض الغمار
 والتسابق في هذا الميدان لإثراء الساح الادبي بنتاج المبدعين والعلماء والمفكرين ...
ان التلاقح الثقافي والاحتكاك بين الشعوب وتنوع اللغات وتعدد اللهجات واختلاف الاّراء
ووجهات الأنظار هو السبيل لتبادل الأخذ والعطاء وتنامي الابداع الى مدارج الارتقاء لتحقيق الغايات والتصاعد نحو الكمال ...
  في الحقيقة ماان ابصرت هذا الخطاب الادبي البليغ في معناه العميق السامي في مضمونه ومغزاه
  الذي يسدي الى جمهرة الناس النصح السليم والتوجيهات والارشاد بالمواعظ في غاية الجمال والبهاء والاحسان ...
الا وقد تسَّمر البصر بين ثنايا السطور للاغتراف من منهل هذا النبع الزاخر الروافد والعطاء ...
  ولازلت اقرا وأعيد مراراً وتكراراً كل حرف من هذا الخطاب ...
حتى اني اشعر وكأني وضعت يدي على كنز
 يتلالئ بالزبرجد واليواقيت والعقيّان والمرجان
 ولست هنا في معرض الاشادة بالأديب الناقد الكاتب وهو غني عن هذا لانه من لوامع الأسماء ... ولكني في معرض الاشادة بالفكر المهيب العملاق ... والنبض المعطاء ...
والروح التي ترعى النهضة الادبية الحضارية دون ان تغمض له أجفان ...
حتى يطمئن على سيرورة الابداع بأمان وحتى ترسو بسفينتها على شاطئ السلام ....
  ماذا يقول لنا هذا المرّبي العظيم ...
   والمعلم الجليل ... والوالد الحبيب ... ؟
  لننظر الى قوله كلنا سعاة ... وليس للإنسان الا ماسعى في عجلة الإثراء والابداع ...
   ولكن يجب الا يصل بنا الانبهار الى حد الانحسار ...
   دعوني أتوقف عند هذا المقال ....
 قد يشعر الانسان امام دراسته لنص من النصوص الادبية ان ياخذه الانبهار ببلاغة التعابير وجمال الكلمات ... مما ينعكس اثره سلباً على إنتاجه بالذات ... فيتقوقع على نفسه ويتوارى عن الأنظار لانه يشعر انه غير قادراً على المجاراة .... !
   لكن اديبنا الفاضل يعلمنا انه مامن منا الا وقد يمر بفترات مابين رغبة ورهبة واِحجام واقدام وقد تتعثر الاقلام وتخنقنا العبارات
  وقد نشعر بالتقهقر والاثباط والاحباط ...
   وما علينا الا المزيد من القراءات وتنمية المهارات وتلاقح الثقافات والإنصات في مجالس العلم والتعلم والإصغاء بادب واحترام
  لتعم الفائدة الجميع ونجني ثمرة الغراس
  ونحصد الزرع الخصيب الثمار ...
   ويتابع أديبننا قائلاً ...
   المسعى الثقافي يتنافى مع اي شكل من اشكال التقوقع الفكري ... بل ان هذه العلة الخطيرة هي منشأ التصورات الشمولية العقدية الفكرية التي تخنق الابداع .
ثم يتابع غايتنا في هذه الصفحة للنقد آفاق
  خدمة السعاة وكل حسب طاقته وقدرته ...
    مع اهمية الحوار الايجابي لبناء ذات الانسان بادب جم وفائق الاحترام ...
علينا ان نخدم الناس بما ينفعهم دون ان نحبس انفاس احد
وما نحن الا مجرد خدم للثقافة الانسانية النبيلة ، والادب وشؤونه مادة بحثنا وطريقنا التي نرى العالم وأنفسنا من خلالها سعاة مبركنين بالمحبة ... مزنرين بالسلام .
      ختاماً ...
      لا يسعنا الا ان نقدم خالص الشكر والتقدير وجلل الاحترام الى
اديبنا الفاضل / غازي الموسوي
 على ما يقدمه للبشرية جمعاء والادب والعروبة والضاد
  من اثراء جماليات البلاغة والإمتاع ...
في رعاية العملية التربوية للمبدعين والابداع .

                   # بلسم الحياة #.  

        الخطاب الأبوي التربوي الأكاديمي
          *******************
            بقلم المربي الجليل / غازي الموسوي

    هكذا نأمل..
********
وليس بالضرورة ان نتفق على كل صغيرة او كبيرة اخي ابا خالد العزيز.. لكننا يجب ان نتفق حكما على ان يأخذ الوعي دورة استحالته الكامله،لكي نتقدم او ربما نتقحم بٱتجاه الموقف النوراني النسبي التكامل هو الآخر..
هذا يعني بدء،ان الثقافة ليست حكرا على احد،بالمطلق.. وليس من الضروري ابدا ،ان يصل بنا الانبهار حد الاحساس بالانحسار.. هذا جانب اظنه لافت جدا.. فما من ذكي الا وهناك من هو اذكى منه،وما من قوي الا وهناك من هو اقوى منه،والاصل الاصيل النبيل في عموم الحوار الثقافي،هو التعاون والتكامل بل وحتى التكافل..
وهذا يعني ضمنيا ،أن لا أحد يمكنه ان يطرد السعاة او السالكين من خارطة المسعى،فذلك هو التعسف ذاته ،بل وهو عين القسر لجميع المعطيات..
نعم ..الجميع بحاجة الى التنامي،وسوف لن يحدث هذا التنامي الا بسماع الجديد الاعلى والاسمى ،لكي تنقدح الومضة الاولى فيتحرك الساعي المعرفي او الساعي العرفاني بالاتجاه الذي يضعه رويدا على سكة الترقي..
لم تصل مثلا.. باعثة الحوار الحالي الى ما وصلت اليه من دون سلوك عملي ،على مستوي المتابعة الثقافية الذكية الفطينه..
ولرب سالك لا يكتفي بهذا ،فيغرف لسفينه بمجذافين معا سويا،وما كل من سعى وصل،وقد يتقدم السالك ثم يتراجع الى ما لا تحمد عقباه،وقد يعي ارادة الرب ويعشق فسحته فيتحدم بالهيام من جديد ،ويعيد السلوك اليه ،الفا ،وقد يموت ،من دون ان يقف علي الباب،او يمسك بعروته..
والعجيب في مثل هدا المسعى ،أنه ذو شقين ..شق معلوماتي الاهداف.. غايته بحدود التعرف على الانجاز الحضاري ،لهذه الطريق ،او لغيرها.. وارى اننا يجب ان نقرر اولا وقبل كل شئ ،أنه لا حصر لطرق المعرفة ،حتى عند الصوفية بفرعيها.. واعني ..وحدة الوجود ..ووحدة الشهود..فمثلكم ايها الوعاة الكبار تذكرون مقولة الشيخ النفري. رح. والتي يؤكد فيها بكل وضوح ( ان الطرائق على عدد الناس) ..هذا الفهم العملاق يتجاوز بمفاده ورؤياه الضخمة اخر الافهام الديموقراطية المعاصرة ،مع اننا نتحدث في اتجاه آخر ،وعلى صعيد اكثر اهمية وشمولا..
الكل اذن ،يملك حق المسعى،انما لكل حسب طاقته وقدرته..
والمسعى عجيب التنوع متكاثر التفاصيل ..واني لأظنه مستمرا في التوالد ،رغما عن كل المحاولات السكونية التي تحاول خنق الانفاس ،او قطع الطريق على حركيتها الدائبة كونيا..
وعودا على ذي بدء ،نقول.. ان لكل ساع خطوة اولى.. على كل الاصعدة والاتجاهات..
وإن من يظن أن طريقه المعرفي هو الزعيم الاوحد فقد وقع في خطل كبير.. فكل منا مافتئ يردد ..كل الطرق تؤدي الى روما.. وقدمنا ان طرق المعرفة لا حصر لها ،ومهما كانت موسوعية الانسان ،فلابد ان يقصر في جانب ،ولا احد يعرف كل شئ،وقد يعرف كثيرا عن طريق مسعاه ،ولكنه لايعرف الا القليل عن طرق المعرفة الاخرى..ولسنا ضد الانحياز للإختيار السلوكي،وانما ضد الانغلاق ،والتأزم..
المسعى الثقافي بخاصة يتنافى اصلا مع اي شكل من اشكال التقوقع الفكري،بل ان هذه العلة الخطيرة هي منشأ التصورات العقدية الشمولية التفكير. التي خنقت كل انواع الابداع،وحاولت وماتزال قطع الطريق على كل المداخل الاخرى،وكأن المطلوب من الجميع التحديق من زاوية نظر واحده ..نقول ذلك حرصا على تبيان أن المعرفة مفتوحة البوابات على العوالم الثلاث المعروفه..
ا+ الما وراء النفسي..
2+لماوراء الإجتماعي..
3+ وماوراء الطبيعه..
اما المخزون الستراتيجي الجمعي وأعني الارشيف الانثروبولوجي الحضاري عموما،فهو ملكية مشاعة للجميع ،لا يحق لأحد احتكارها ابدا،مهما حاول بوسائله التعسفية وماكنته الديكتاتوريه..وإن حدث ان يسرق برهة من الزمن فلن تطول مهما طالت…
والحمد لله ،ان زرا الكترونيا واحدا قد اصبح كفيلا بٱستحضار مالا يحصى من المعلومات،مجانا..
 بقي أن نشير الى أن بعدي الوعي الحضاري للإنسانية بحسب التوزيع الفلسفي، ونعني بهما..
* نظرية الوجود..
* نظرية المعرفه..
بتفرعاتهما الهائلة المتنوعة ،والتي من بينها ..
* الفلسفة الموضوعبه..
* والفلسفة الاشراقيه..
ونعلم جميعا إن لكل منهما تفريعات متكاثرة هي الأخرى ،ولكننا بصدد الاشراق الآن،فٱنظر ايها المتابع ،كم هي الحلقات المعرفية متناهية حتى نصل لها الى الزاوية التي ننظر منها ..ويا لها من كارثة حضارية حقيقية اذا اعتقدنا ولو للحظة واحدة ،انها الزاوية الوحيدة المقدسة التي يجب على الجميع أن ينظر منها ..هذه لحظة سرطانية يجب على البشرية كلها جميعا ،أن تخرج في ثورة ثقافية ضدها.. وكفانا ما رأينا ،وكفانا ما نرى..
ولما كان الاشراق ذا وجهين لمرآة واحده،
* الفكر الفلسفي الإشراقي..
* السلوك الإشراقي..
وقد يجتمعان معا في ذات واحده،ومن كل بحسب قدرته..
وقد تكون مسلكا تعبديا،لا تعبره الى المراقي العظمى،
لكنها جميعا تبدأ بخطوة اولى،بالضبط ،من حيث اشار بئر الطرائق ،حين يقول..
( ولمع له لامع انار له الطريق ،وسلك به السبيل).. هذا بعد المحبة الاولى.. التوق الى المحبوب..
ومن هنا الى اعالي المعراج العظيم،ولحديثه طويل كلام لا تكفيه هذه العجاله..
ولكم سعى الساعي ونكص عل عقبيه..
ولكم تقدم حتى اقترب من عوالم النور ،الشيخ ابراهيم بن ادهم. رح. ولكنه عاد الى التوبة مرات ومرات..في رحلته العزوم على الجمع بين النسك والحضور الحيوي في الحياة..
ولا نرى بأسا ،بعد هذا كله،من استحضار هذا المشهد التعبيري الهائل ،للشيخ محيي الدين بن عربي،عن ( موقف الحقيقة المحمديه ) ..ولننظر كم هي المعرفة شديدة الوعورة في الخواتيم،وقوفا على باب المدينة المحمدية الفاضله.. يقول بن عربي. رح.
(كأن رعيدا ليس من ذات في جسم،وليس من جسم في صوره،بل هو في الخلق اعتبارية،يركب المآل ،ويستنطق الفلك،لا في حض.. اي حث.. ولا في ميقات.. )..
غايتنا هنا في هذه الصفحة خدمة السعاة ..بكل ما نستطيع،وكل بحسب امكانه،بعيدا عن التنافس الناشز عن روح الحضارة والمدنيه..بل اقول ما عندي بحصافة ولطف وإحترام متبادل للجميع من دون استثناء،وان كل من ساهم بهدا الفعل الثقافي التنويري انطلاقا من هذا المبدأ فهو متفضل ،وله علينا حق التقدير والتبجيل. والاحترام الكبير..
اتذكر في هذا الصعيد طريفة اغريقية شهيرة تقول..
بعد ان تخرج الاسكندر المقدوني على يد المعلم الاول ارسطو طاليس،كما يصطلح عليه في التاريخ الفلسفي،تسنم الاسكندر بعد مقتل ابيه مقاليد السلطة ،وفتح اول ما فتح اوربا،بعد توحيد اليونان،ثم عاد الى قصره الملكي متشوقا لإخبار استاذه بما فعل وبما عرف وبما رأى.. وما ان دخل عليه مقصورته المخصصة حتى بادره قائلا..
يا استاذي.. انت ما فتئت جالسا،اما انا فقد عرفت كل شئ،فأجابه معلمه بهدوءه المعتاد بكلمته الصاعقة الشهيره..
( أما أنا يا ولدي ،فكل ما اعرفه ،هو أنني لا أ عرف شيئا)..
وهي اشارة كبيرة الى أن من يتصور ان للمعرفة البشرية حدودا قصيرة المدى فهو واهم كبير ،على افضل التقديرات..
ولطالما استشهدت في اكثر من متابعة ثقافية بإجابة شيخ العارفين ،ويئر الطرائق العظيم ،على من سأله عن أشعر العرب قبل الاسلام فقال:
( ليس للقوم قصب سبق يذهبون اليه،ولكن إن كان كلا ولا بد،فالملك الضليل..)..
وما يهمنا ،هو هذا المركب الهائل الكشف .. ليس من قصب سبق.. او مثابة او خط للنهاية ،للإبداع بكافة تفاصيله ،ومعلوم ان كل ابداع معرفه،شرط ان يكون ابداعا..
كل التقدير ،وعظيم الود والامتنان لمن ينفع الناس،فهذه هي غاية الصفحة التي ستتوسع ،بما يخدم الجميع،من دون ان نحبس انفاس احد قط.. هات معلومتك اخي.. وكلنا تلاميذك،مشكورا،بلاحدود.. لسنا منافسي احد ابدا،وما نحن الا مجرد خدم للثقافة الانسانية النبيلة ،والادب وشؤونه مادة بحثنا وطريقنا التي نرى العالم وانفسنا من خلالها،سعاة مبركنين بالمحبه،مزنرين بالسلام ..
وكلنا امل ،في أن نسهم او نهيأ الاجواء والمناخات لمبدع عظيم او جملة من حوارييه الكبار.. وهذه صيحة المعمدان البالغ الجمال ،وهو يقول..
( ما أنا الا صوت صارخ في البرية ،أن مهدوا طريق الناصري)..
                   والسلام..
                    ..يتبع..

هناك تعليق واحد:

  1. لم يكن غريباً على استاذنا ابو احمد،،،مثل هذا الخطاب،،ولا النزعة التربوية ،،الموشحة بالسمو،،طوبى لك سيدي،،وطوبى لمن تتلمذ على يدك،،ولا أخفيك سراً ياصديقي وأستاذي ،،،ان في نفسي بعض بعض الاختلاجات،،لما حمل من كلامي على غير محمله،،فشتان بين أديب ومربي كبير مثلك،،ومريد لم يحصل على اجوبة لأسئلة ،،ضجت برأسه،،،ولم يشأ،،ان تتملكه بداوة او ان تأخذه العزة بالاثم،،،وهو من المتمسكين بمقولة البلقيني رحمه الله ( الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض ) ،،خلقك كبير وكرمك سابق،،وهل جزاء الاحسان الا الاحسان،،وانت من احسن إلينا ،،بهذه الكلمات المضيئة،،،امر التصوف واضح،،،في منحى الحياة،،سواء رغبنا به ام شئنا،،،اعترف ان هناك بناء ادبي شامخ ،،لايدانيه اخر من الرقة والجمال ،،وهناك مواقف عملية لبعض المشايخ اخرجت التصوف،،من حالة الانكفاء،،الى خدمة الناس والمجتمع مثلما بنى محيي المقاومة الاسلامية الشيخ المجاهد عبد القادر الكيلاني ،،ولكن هناك ايضاً من أقفل العقل وجعل منه حلقة مغلقة،،وصادر حق الوعي،،مثلما فعل ابو حامد الغزالي،،وهو القائل ( العقل عندما يثبت النبوة يعزل نفسه ) ،،،زادني شرفاً،،ان أكون بموضع الاهتمام ،،من قبلك،،وانت انت،،،،ذو الرفعة والعلم،،،تحياتي صديقي
    جمال قيسي،،

    ردحذف