الأربعاء، 31 أغسطس 2016

سارق النار الطوباوي /٢ .. بقلم- جمال القيسي.. مجلة- آفاق نقدية


( ملاحظات نقدية لتجربة الشاعر عبد الوهاب البياتي ،،على ضوء مقال الدكتور عبد الهادي الطعان )
وحتى لا نكون مجحفين فأن غرامشي ،،،بأستثناء الأدلجة ،،هو واحد من المع العقول في التاريخ البشري،،وإذا عزلنا صفة العضوية من المثقف،،نكون قد أخرجناه ،،من دوره في فعالية التغيير والتقدم ،،وهنا العضوية شرط ضروري للفعالية الحقيقية للمثقف،،ونعود الى قضيتين أخريين ،،أشار لهما الدكتور الطعان ،،،ومن ثم نستعرض دور عبد الوهاب البياتي ،،في ريادة الشعر العربي الحديث،،،
وصف الدكتور الطعان البياتي بالتأثر الأيديولوجي الطوباوي ،،وعلينا ان نعزل بين الايديولوجية والطوباوية ،،،فالاولى منظمومة من الأفكار على شكل نسق رمزي لكل معتقدات الجماعة من أساطير ومعتقدات وتصورات،،وهذا النسق ينطوي على تحقق مصلحة المجموعة،،وأحياناً يكون هناك تشويه للحقائق ،،وتحريف في رؤية الوقائع وفق مقتضيات مصلحة الجماعة،،،تتحرك الأيديولوجية ،،في وسط من الممارسة الممنهجة للجماعة،،،وهنا اعتقد ان الدكتور الطعان لم يوفق بوصف البياتي بالمثقف الأيديولوجي ،،في إشارة الى تبني الشاعر الشيوعية،،،
اما بصفته طوباوياً،،نعم لانختلف. معه بذلك،،ولكن هل وجد شاعر كبير بمستوى البياتي ،،لم يكن طوباوياً،،،كل الشعراء الكبار،،هم حالمين ،،بعالم تسوده العدالة والرفاهية كمحصلة لدعاويهم ،،،،،مجرد حالمين كبار
في القضية الثانية تناول الدكتور الطعان،،مصطلح ( إلانا الفولتيرية ) ،،محاولاً تطبيقها على منهج البياتي ،،في شعره،،وملخصها المنهج الاصلاحي الوعظي ،،اي بمعنى الشاعر او المبدع ،،هو واعظ اجتماعي ،،مثل الرصافي او الزهاوي ،،،وشوقي في بعض قصائده،،،ولا أظن شاعرانا يندرج ،،تحت هذا التوصيف،،،ومع ذلك هناك قضية جوهرية أراد ان يطرحها الطعان في بحثه،،وأظنه من شدة أدبه ،،وتحفظه لم يطرحها بشكل مباشر،،الا وهي القضية العراقية ،،كمحور رئيسي للابداع بدل ،،تناول القضايا العالمية ،،مع إهمال واضح للمحلية،،وهذا مؤشر مهم على شعراء ذلك الجيل ،،بأستثناء السياب،،،وحتى الشاعر مظفر النواب أولى القضايا القومية ،،اهتماماً اكبر من القضية المحلية،،،بعد خروجه من العراق،،،إذاً انها قضية تغريب للشعر،،وليس ( إلانا الفولتيرية ) ،،والشاعر مثقف باحتراف ،، وكان تاثير الموجات الفكرية والثقافية الغربية ومدارس الحداثة واليسار ،،،ذات اثر بالغ على هذه الثقافة،،من منا يمتلك ثقافة سعدي يوسف،،،لا أظن بان هناك من يجاريه،،،لكننا جميعاً نتفوق عليه في فهم الواقع العراقي، انها قضية واقع معيش،،،
،،( يتبع )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق