( ملاحظات نقدية لتجربة الشاعر عبد الوهاب البياتي ،،على ضوء مقال الدكتور عبد الهادي الطعان )
في مقاله الشيق يذهب د. عبد الهادي الطعان ،،الى تأطير موضوع بحثه،،عن تجربة عبد الوهاب البياتي ،،وقصورها الذاتي بسبب الأيديولوجية وانعكاسها على الفعالية الإبداعية ،،للمثقف والشاعر،،وقد كشف في مجمل مسيرته البحثية في المقال عن مجموعة من العقد،،التي لايمكن ان تتخطاها بسلام،،بحكم المحمولات التي زُج بها الطعان ،،من اجل خلق أرضية نقدية لتجربة الشاعر عبد الوهاب البياتي،،،ولا أخفي سراً انني لست من محبي البياتي ،،كشخص ،،وليس كشاعر،،،ومع هذا. الجيب النفسي الذي احمله للشاعر،،الا أنني اتذوق شعره ومسيرته الأدبية ،،الإبداعية ،،بنوع من الانصاف،،،حيث ارى ان الموقف الشخصي للفنان والأديب ،،لاعلاقة له بالإبداع ،،،وقبل ان ننخرط في زحمة الأفكار المطروحة في المقال ،،لابد من توضيح ،،ان الموقف الإبداعي في جانبه النفسي هو اشبه بحال الانفصام للمبدع عن شخصه الاجتماعي،،ومن منا ينكر عبقرية أرثر رامبو،،او تسيده لفن الشعر،،،مقابل سلوك شخصي يكفي ان تطلع على ابسطه حتى يندى جبينك،،،او تهتك هنري ميللر،،،او ابو نؤاس،،،وحتى لا تختلط الامور،،لايعني ان البياتي كان متهتكاً ،،او صاحب سمعة سيئة،،ولكني كنت أراه ،،متناقضاً،،وليس لديه موقف انساني واضح،،وهذا على الصعيد الشخصي،،فهو صاحب دعاوى كبيرة في أفقها ،،،مقابل حياة متناقضة مع هذه الدعاوي،،،وسنناقش بحث الدكتور الطعان ،،وفق دعاويه ايضاً،،،
١- يجب التفريق بين المثقف والمؤدلج،،،بمشرط دقيق،،،فالثقافة بمعناها الواسع هو السلوك والمعتقدات وممارسة الدور الاجتماعي للجماعة ،،ومهما كانت درجة تطورها الحضاري،،إذاً المثقف في هذه الحالة ،،يشمل كل البشر وفق التنسيب الاجتماعي مهما كانت درجة بساطته او تعقيده،،،وقد ابدع المفكر اللامع انطونيو غرامشي في وصف المثقف رغم التأطير الايديولجي ،،الامر الذي استوجب مني استحضاره ،،لاعتقادي بضرورة الامر،،طالما كان هناك ربط بين الثقافة والأيديولوجية ،،،مع ما ذهب اليه الدكتور الطعان ،،بقصديته ،،لتوصيف المثقف هو من تكون وظيفته ( شغله ) الادب والفن والفكر ،،،إذاً المثقف هناك هو مهني والثقافة هي الوسط الذي يجمع اصحاب من يمارسون هذه المهنة،،طبعاً لم نتعرض هنا الى وظيفة الثقافة وسنترك هذا الامر الى فقرة اخرى،،للحفاظ على التسلسل المنطقي في المقال،،وليس تعريف تايلر الواسع،،
يشخص غرامشي ويصنف المثقف الى التقليدي والعضوي،،وبطبيعة الحال ان الإطار الذي تنطلق منه نظرته هو إطار ايديولوجي ،،ورغم كل الأفكار التقدمية،،ألانه يخلص بأن المثقف هو الحلقة التي تربط بين البنية الفوقية،،والبنية التحتية للشعب،،وفق نظام هيمنة ،،ينظر له المثقف،،ويظفي عليه الشرعية،،وهنا رغم خطورة هذا الكلام الا انه يكشف الدور الحيوي للمثقف،،وتكمن خطورته ،،ان المثقف في احسن الاحوال ليس اكثر من اداة للهيمنة ،،بيد القيادة ،،وهنا يسميها غرامشي الكتلة التاريخية،،ومع ان المثقف العضوي جزء من هذه الكتلة،،الا انه ليس اكثر من مروج،،،أشبه بعاملة النحل ،،واجبه مهم ،،لكنه غير معني بالقرارات الجوهرية،،الا في جعلها مقبولة ظمن إطار النتاج الإبداعي ،،
،( يتبع )
،( يتبع )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق