الجمعة، 12 أغسطس 2016

الحوار النقدي بين 
غازي أحمد أبو طبيخ
و
جمال القيسي
حول قصيدة نور السعيدي 

------------
جمال القيسي:
العشق،،،نحو العدم

اي عشق هذا،،،الذي يشبه الصعود نحو المشنقة،،،مكتملة المشاعر والمصير هي نور،،،لكنها مشاعر مكتنزة دوغمائياً،،،،وعي تخطى مراحله المألوفة المنطقية والعملية والتأملية،،وعي متسامي ومتسلط،،آت من عالم آخر،،في مسرح مرعب بواقعيته المقلوبة،،ولا اعرف،،وكأنها تمسك بيد (أستراجون) * ،،،،وحلما يتحقق الامر،،،تتحول الى ( بوزو) **وتمسك ب (لاكي ) *** ،،،وتلوح له بالقبعة،،،،هناك بقية من الانسانية لم تستطع التخلص منها،،ما أشبهها منهجاً،،ببيكيت،،لكنها صارمة وقاسية لا تشيع الفوضى،،في مسرح بيكيت،،مكان قفر وفقير بموجوداته الا من شجرة ميتة،،،اما هنا فنور السعيدي،،،أعدت مسرحها العدمي بعناية،،،ارض من لحوم بشرية نثرتها الحروب والمفخخات،،،وقددت،،بالوعود السماوية،،،اشبه بوضع اللحم في الملح،،،اجساد غادرتها الارواح ولكنها شاخصة،،على ما مضى،،وفي قدرة فذة تبهرنا بالصور ،،،المفزعة،،،فهي تشير بوضوح لفترة الحصار الاقتصادي،،للعراق من توصيف الجزع ،،لاكل حبال القحط،،والفقر ،،،والتبعية لكل مظاهر الاستبداد السياسي والاجتماعي،،،و التابو،،،الديني الوعظي،،

وفي انتقالة،،قل نظيرها من باب المجاز،،،تستنجد بمن تنادي،،وهو غير واضح المعالم،،،
على،،،،،
عكاز تتكوم روحي
فلا تفلت،،،،،،،
يدي

يالهذه الصورة،،،تتهاوى بكبرياء،،،على عكاز،،،لقد فقد الإحساس بالحياة ،،لكنها لم تفقد شرطها المعيش،،قد نحتت عالماً من العبث المنظم والممنهج،،،انها ضوابط التسلط،،ازاء السنين والمشاعر المهدورة ظلماً وعدواناً ،،،،

 النا قد :جمال قيسي 
-------------------------
* أستراجون / احد ابطال مسرحية بأنتظار غوديت،،لصموئيل بيكيت ،،والذي يقع دائماً ضحية عدوان في الليل من قبل معتدين مجهولين 
* * * بوزو/ شخصية رهيبة ومتسلطة،،في نفس المسرحية
* *** لاكي / الضحية ،العبد،العقل

-----''
رد الناقد غازي أحمد أبو طبيخ 
الاضافة عليك تكاد تكون بطرا اخي وصديقي ابا خالد..هذا الوعي الذي يغرف من النص الناضح بالشعرية ثم لا يكتفي الا بتضفيفه بل والمضايفة عليه توسعة للافاق ,ليستحق منا بالغ التقدير ..بيد اني وددت الاشارة الى هذه القدرة العجيبة على التكتيف ,واختزال عقود طوالة من الزمن الاحمق في حوارية مدهشة حقا ..فمع أن المبدعة الكبيرة قد استحضرت معها عنصر حوار رجولي واضح..امسك يدي..واخبرني..لتبث اليه النجوى واللوعة والشكوى ..ولم يكن هذا الخيار عفويا ابدا..فهذه السعيدي التي نعرفها معا..ولا يمكن لنا البت بالاجابة ..ترى هل ارادت التأشير..هل ارادت الادانه..هل كانت على منصة القضاء ام التقاضي..ام هو الادعاء العام..انت ايها الرجل من قام بكل هذا؟!.. نحن ..شريحة الشاعره..او...جنسها تحديدا..لاعلاقة لنا بما سطرته امجادكم الفارغة من المحتوى الحضاري ..لكنها غير البريئة ابدا من المآلات الناكصة ,والتراجعات البائسه.. لسنا اذن بأزاء نص يستلهم روح القص..فعنصر الحوار ممنوع عن التداخل.. ولسنا بأزاء مشهد مسرحي ,مع امكانية التخيل الصادم لمفردات هذا المشهد الخطير.. ترى هل وضعتنا شاعرتنا الكبيرة حيال مونولوج يضم بين جنباته كل هذا بالرعشة التجريدية الواضحة المعالم ..فكانت بذلك مدعيا عاما وقاضيا عادلا في نفس الوقت..؟؟! هل كان سكوت عنصر الحوار اعترافا من نوع ما؟؟ المواد التجريمية ليست لصالحه ابدا.. ماهو النتاج..؟؟! هل نكتفي بعرض الجرائم من غير تجريم؟؟! واذا كان ما تم عرضه امامنا هو عين التجريم ,فما هي العقوبه؟؟! شكرا بحجم حسن اختيارك
اخي الغالي الاستاذ Jamal Kyse 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق