الأربعاء، 31 أغسطس 2016

الرحيل.. بقلم- علي الجياشي.. مجلة- آفاق نقدية


منذ قليل تعفر الدم بلون الضياء
فأضحت المسافة بيني وبينها بعيدة
ربما تكون اقرب حين تمسكني قبضةالتراب
فأقرأ تراتيل الرحيل
واعمًد ساقية الضوع بالنور
هكذا هو السر
اذا لم نشرع بالرحيل
لم تأت المراكب المحملة بالزهور
ويصير النهارحوذياً بلا عربات 
او غانيةً تبحث عمن يفض بكارتها
النهار لغة المسافة بيني وبينها
والعربات أقفاصً من الطين
تأتي فرادًى
وتروح فرادًى 
ولم يبق ألا عطرها
يغسل الشجر 
وينمو على حافة القمرغصنا من الورد 
الريح
ضيف يكتنز الوجع
ويودع المراياخلف قاطرة النهار
والنهار
ضيف يكتنز الأمل 
ويودع الوجع في ذاكرة الجرح
هي هي
مازالت تسير 
ونحن نسير
وجنبنا يمشي المصير
---------
تعقيب الناقد/ غازي أحمد أبو طبيخ
مع أن الغمام الثقال اكبر من كل حوار ..ومع أن اعماق حزنك ليس لها قرار ،اعلم ذلك جيدا،ويعلمه كل زملاءك وأصدقاءك ،وما اكثر محبيك ايها الشاعر المتغرب الطاهر الاحزان.. الاستاذ المبدع علي الجياشي الغالي.. 
ولكننا لم نستطع الخلود الى الصمت ابدا.. فالحدث جلل ،والمقام بين اياديك هاطل بالودق المبرق بالتراصف والمواساة والالتحام.. 
انا اكتب لك الآن وأخوك ابو عبدالله أ.شاكر يبكي ويبكيني معه.. 
انت يا زميلنا الكبير لم تعرفنا على زوجة عابرة ابدا.. بل عرفتنا على أخت مجاهدة جليلة مثقفة عميقة ،وخسارتها لاتعوض ابدا.. 
موقفها منك شاعرا.. موقفها منك انسانا.. موقفها من الحياة كلها عموما.. امرأة خارقة للمعتاد بما تعنيه الكلمة من معنى ،حتى في لحظاتها الاخيرة ،كانت حكيمة ناصحة فاضله.. 
ولاتعجب.. ولا نعجب اطلاقا.. فهكذا يودع الصالحون الحياة ،مثل قمر مجنح يصعد رويدا الى الملكوت الاعلى وعيوننا تتبعه بشعور هائل من الفجيعة ،ولكننا نغبطها بما حضيت من المحبوبية والرضوان مرددين معا قوله تعالى: 
(يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضيه.. وادخلي في عبادي وادخلي جنتي)..رحمك الله اختاه يا ام سيف النقية الطاهره،واسكنك فسيح جناته ،انه نعم المولى ،ونعم الرحمن الرحيم..
تعقيب الناقد/ شاكر الهيتي
منذ ان اعلمني الاستاذ ابو نعمان بالخبر وليت انني لم اعرف يا علي.. لم اتوقف لا انا ولا قلبي عن البكاء وكم تمنيت لو انني اقف جنبك ايها الاخ الطيب ايها القلب الكبير، كان بودي لكنها الظروف التي اجبرتني ان اغادر الى حيث ليس من السهل الوصول الى مدامعك، فانا اعرف مايختلج في نفسك الان، انا اعرف انها مليكة قلبك وهي امك بعد المرحومة الحجية، وهي الحبيبة، انا اعرف حجمها لديك، اذا كانت عيوني الى حد اللحظة لاتقبل التوقف عن الانهمار وهي تفيض مع حروفي .. اذا كم هي مكرّمة من بارئها؟ اذا كم هي اصيلة هذه الانسانة؟ الله الله في روحها كم تذوقت طيب الطعام من يدها الكريمة؟ يا الهي انت وحدك اعلم كم بكاها فؤادي، يا الهي برحمتك انزلها دارا خيرا من دارها واهلا خيرا من اهلها، اللهم اغسلها بالثلج والبرد، اللهم انها امتك وابنة امتك فارفق بها يارب العرش العظيم، اللهم ارحمها برحمتك الواسعة وانزلها مقعد صدق عند مقتدر امين.... بكائي انت ياعلي قبل ان اختتم، اسال الله لك الصبر، ان استطعت، الهمك الله السلوان ولو للتمني، سلاما اخيتي ام سيف، سلاما ايتها الفرح المكلل بالمحبة، سلاما ايها القلب الذي لايعرف الحزن، سلاما ورحمة من العلي القدير على روحك التي هي الان بين الانبياء والصالحين، لا استطيع ان اختم يا علي فانت اعرف بي من نفسي، وانت تقدر ما لام سيف من محبة واحترام في قلبي، اسال الله لك ان تكون خاتمة الاحزان( انا لله وانا اليه راجعون) ولا نقول الا مايرضي الله( ان العين لتدمع وان القلب ليخشع وانا لفراقك يا ام سيف لمحزونون ولا نقول الا مايرضي الله..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق