*تحت المجهر التحليلي:الشاعرة والناقدة*دنياحبيب
من بعيدٍ
=====
من بعيدٍ..
قد عشقنا..وهجَ شعرَهْ
رغم نيران الحـــــكايةْ
.
عند أفلاكِ الجنونِ
كان سطرهْ
بالبدايــــــــــــــــةْ
.
لم يكنْ باليدِ حيلةْ
إذ يراوغْ
في فضولي
إذ جرتْ بالنفسِ غايـــةْ!
.
من بعيدٍ..
رحتْ أرقبْ
أيّ همسٍ خلف حرفهْ
أيَ صمتٍ من أمامهْ
أي آهٍ بالزوايـــــــــــــا!!
.
لم يكن بالقلبِ غيرُ
بعض طيشٍ كالصــــبايا
.
رغم عني.. رحتُ أسهرْ
رغم عني.. رحت أحلمْ
صار حبهْ..
كالهوايــــــــــــــــــــــةْ
.
من بعيدٍ..
كنت وحدي..
كنت أغرقْ
في غرامهْ
في كلامهْ..
كان يدفعْ
بي هوايـــــــــــا
.
من بعيدٍ..
لا تلوموا
لا تلوموا .. من بعيدٍ
هل يلامُ..
من رأى نبضات عشقهْ
في عيونٍ.. كالمرايـــــــــــــــا؟!
===
دنيا
التحليل النقدي للأديب:غازي أحمد أبو طبيخ
كلما رأينا نصا يلتزم العروض ،عمودا كان ام حرا،نشعر بفرح غامر.. ليس عجبا ،كلا،وإنما يقينا بأن صاحب النص موهوب شعريا،ويقينا ايضا ،بأنه قادر بلا شك على التنقل من طراز شعري الى آخر بكثير من الحرية المقتدرة ..
من هنا مبعث الفرح،ومن هنا مبعث الشعور بأن مثل هذه الموهبة قادرة على التنامي حتى بلوغ مرحلة الإضاءة المأموله..
انطلاقا من هذا الشعور ،ومعرفة بطبيعة المرحلة الابداعية ،نغض الطرف عن بعض الارتعاشات اللغوية ،او توفزات التراكيب،او حتى حدة بعض حافات المقاصير..
ذلك لأننا نعلم آن تحقيق الموازنة المطلو بة بين الوزن والانسيابية التعبيرية متعلق بمستويات المحطة الابداعية للشاعر ،ولاشك ابدا في ان هذه الانسيابية ستصل رويدا الي مرحلة التلقائية المنثالة في يوم قريب كلما تراكمت خبرة المبدع ،وتعودت اذنه الموسيقية ،و تطوعت اداته التعبيرية وتوشجت العرى بين الحس الموسيقي والقاموس الشعري..
ولكننا ننصح بأمر غاية بالاهمية ،بالغ التأثير في تعجيل الرحلة التصاعدية التنضيجية المنتظرة،ونعني به جهوزية الفكره..
ان الركض باللغة وراء المعنى او بحثا عنه شئ.. وكون المضمون يستدعي شكله شئ آخر تماما..والذي نقصده من هذا ،أن جذر كل شروع ابداعي يجب ان يكون وجود موضوعة تدفع المبدع وتحفزه على التعبير عنها ،فإن تصاعد بهذا التعبير من مرحلة المحاكاة الاعتيادية ،الى مراحل التنظير ،بحيث يحمل النص وجهة نظر او اطروحة او فكرة يرغب المبدع بتوصيلها ،فعند ذاك نكون فد بلغنا مراحل متقدمه من تحققات المعادلة الابداعيه..
ومن الجدير بالاشارة ،إن وعي التجربة ..على اهميته معم طبعا،ولكن ممارسة التجربة ذاتها ،ونعني مزاولة الفعل الابداعي بشكل مباشر من قبل المبدع نفسه اكثر اهمية وجدوى..
وها نحن بإزاء مبدعة تكتنز بالكثير من وعي التجربة ،حد امتلاك رؤية نقدية بديهية ،تشي بموهبة واضحة الملامح على هذا الصعيد.. ولكنها محكومة هي الاخرى بتراكم الخبرة الابداعية ايضا،عند مزاولتها للفعل الابداعي..
ولو دققنا في طبيعة تعاملها مع الاداة التعبيريه هنا في هدا النص ،لرأينا بكل وضوح ،كيف يحاول وعيها النقدي لي عنق التراكيب وجرها بذكاء لكي تتناسب مع الايقاع العام لبحر الرمل الجميل ..ولرأينا كيف كانت تلجأ الى التسكين بنهاية اكثر المقاصير في محاولة واعية لزم ولجم تفعيلة الرمل.. فاعلاتن.. الراقصة اصلا.. ولتبين لنا ايضا ،كيف كانت الشاعرة الواعية دنيا حبيب ..وزيادة بالحيطة والحذر الموسيقي ..كيف كانت تلجأ الى التقفية العالية التي تساعدها على التقاط الانفاس ثم الشروع من جديد،مع كل سطر جديد..
ولقد كنا نضرب بأيدينا على ركبنا ضبطا لإيقاع البحر ،او لربما يحدث أن نغني معه..
ولكن كل هذه المراحل ستروض رويدا كلما زاد منسوب الممارسة الابداعية المباشرة،حتى يلتحم المجس التعبيري بالمجس الموسيقي في وحدة تعبيرية تلقائية تطرد سلاستها مع نضج المرحلة الابداعيه..
الشاعرة الو اعدة دنيا حبيب..الى أمام ،سيدتي..
///////////
التحليل النقدي للدكتورة ياسمين محمد الغزالي
دنيا المشاعر اسمحي لي أن أعقب على نصك فأقول:انطلاقًا من علامات النص وعتباته ،والشكل العام للقصيدة يمكن القول بأن النص ينتمي لما يسمى بـ {الشعر الحر } أو {تكسير البنية } إلى آخره من المسميات التي أطلقت على الشعر الحديث ،وتعد نازك الملائكة من رواد هذا الفن خاصة فى ديوانها الثاني :" شظايا ورماد " الذي يعتبره بعض النقاد بداية لهذا التجديد ..
فى هذا النص التفعيلي تعبر الشاعرة عن (معاناة الحب ) آناء الليل وأطراف النهار ،ذاك الحب المتفرد بانفراد العاشق الذي يهوى فى واد ومن يهواه فى واد آخر ،أو مايعبر عنه بعبارتنا الدارجة (حبٌ من طرف واحد ) وإلا فالتجاهل القلبي أزعج المحبوبة وجعلها تعبر عن مشاعره الدفينة تجاه من لايبالي ،وتقف :" من بعيد " وهذا محور بيت القصيد فالجار والمجرور لهما فى سياق هذا النص الكثير من المدلولات البلاغية والتي سنشير إليها بالتأكيد ..
:"من بعيد " حال الشاعرة المغرمة التي تقف خلف أحلامها وآمالها فى زاوية بعيدة تراقب منها المحبوب ،وتفتح نافذة الحب لتطل منها عليه ،ولاكتمال الإيقاع فى شبه الجملة قبيل __التنقيط __ بلاغة غير مقصودة تكمن فى اكتمال الجملة إيقاعًا وبلاغة ومعنى ،وللتنقيط(..) مدلول تفرضه العبارة ويستثيغه الفؤاد المفعم بالحرارة (حرارة العشق ) لتقول الشاعرة بعده :" قد عشقنا" وأعلم بحاستي الأنثوية أنها هي من عشقت وأن __نا __ وضعت فقط للإيقاع ..
قسمت الشاعرة النص إلى أربعة مقاطع كنت أتمنى والله أن أفصل الحديث عنهم تفصيلا لكن المقام قصير ،و يمكن اعتبار هذه المقاطع هي الوحدات الدلالية للنص ،وفى جميعها تؤكد على كم المعاناة الحسية من هذا العشق المتوهج :" رغم نيران الحكاية " وإن كنت أتحفظ على الرغمية للتناقض الدلالي بينها وبين المشاعر المتوهجة ..
على المستوى الفني، توسلت الشاعرة للتعبير عن تجربتها القلبية والواقعية إلى حد كبير ، بإيقاع خارجي غير معهود في الشعر العربي العمودي، إذ كسرت البنية التقليدية للقصيدة، فلم تلتزم بوحدة البحر، بل التزمت بتفعيلة واحدة هي تفعيلة "فاعلاتن" التي استعملتها تامة ، وهي التفعيلة المكررة في الرمل ، كما أنها لم تلتزم بقافية موحدة ولا روي موحد، فنوعت فيهما . وأكبر دليل على تكسير بنية القصيدة العربية في هذا النص هو استبدال البيت الشعري الذي كان يعتبر وحدة أساس في الشعر العربي بالسطر الشعري الذي يختلف في الطول وعدد التفعيلات بحسب الدفقات الشعورية للشاعرة.
أما على مستوى الإيقاع الداخلي، فقد اعتمدت الشاعرة مجموعة من مظاهره وبخاصة التكرار ببعض أنواعه ومنه:التكرار اللفظي، ومن أمثلته "من بعيد" ، و "أيّ"وغيرهما، والتركيبي ، ومن أمثلته :"رغم عني رحت أسهر"و ""رغم عني رحت أحلم " وغيرهما ...بالإضافة التوازي بكل أشكاله، ومن أمثلة التوازي التركيبي على سبيل التمثيل السطران الخامس والسادس، ويدخل ضمن التوازي التركيبي غير التام. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن التمييز، بين وظيفتين في الإيقاع؛ الوظيفة الموسيقية والجمالية، والوظيفة الدلالية، وهذا ينطبق على هذا النص.
واستثمرت الشاعر ة ، على مستوى الصورة الشعرية ، للتعبير عن تجربتها ، مجموعة من المكونات
البلاغية والتخييلية؛ منها : التشبيه ومثاله ما جاء في السطرين الأخيرين(لا تلوموا .. من بعيدٍ
هل يلامُ..
من رأى نبضات عشقهْ
في عيونٍ.. كالمرايـــــــــــــــا؟!)، والاستعارة ومن أمثلتها ما جاء في السطر السادس (أيَ صمتٍ من أمامهْ
أي آهٍ بالزوايـــــــــــــا!!)، وغيره، وكل ذلك من أجل الانزياح عن المألوف في التعبير عن التجربة الخاصة، بتجاوز الصور الحسية ، كما كان الأمر شائعا في القصيدة الكلاسيكية.
دنيا الشاعرة أو الشاعرة دنيا أعجبني نصك ،بالتوفيق .
د.ياسمين
رأي الشاعر :حسين ديوان
لقد قرأت النقد اﻻسطوري حول قصيدة الشاعرة دنيا حبيب انه مبهر ومتماسك جدا ووضعتي النقاط على الحروف احييك من القلب لهذا العطاء الثر وهذه المقدرة المتميزة وهذا الفكر الثاقب ﻻ يترك شاردة وﻻ وارده اذهلتي الحروف وصنعتي سلما نحو الرقي والتألق وبجد وبدون مجاملة عيني باردة عليك لهذا التحفز الفكري والثقافي الراقي هنيأ لك هذا التفوق وهنيأ لك هذا التميز لقد أشبعتي الحروف وظهرت كأنها النجوم ربنا يبارك فيك دكتورة ياسمين وأنك فعﻻ أسم على مسمى امدك الله من عليائه بمزيد من البصيرة المتقدة والفكر المتوهج وأنار دربك الطويل وتحقيق كل اﻻماني بصدق اﻻحساس تحية أجﻻل وأكبار لك سيدتي الملكة نفر تيتي
وهنيئا لنا بك ونحن سعداء بهذا البهاء والنور الساطع شكرا لك امتعتينا بهذا النسيج المترابط .مبضعك ﻻ يسيل دماء بل يخرج ابدانا اصحاء يعطيك العافية مرة اخرى الف تحية للنيل اﻻغر الذي انجب امرأة كالطود الشامخ .سﻻم
"""":::::""""""
تحليل الناقد :محمود المعمار
لا علاقه للفنّان بشعره.. قبل ... وبعد ...اكتمال القصيده .!
انهّا حمّى تكتسح تكوينه وارتعاشه تتركه وَهِناً لايفيق من الحمّى إِلَّا بعد حين ...وآخر من يفسّر قصيدته : هو . ! لأنّه من غير الممكن له ذلك .
إنّه يقول ولايعي مايقول ...لأنّ ذلك الذي كتبته دنيا الشاعره جاء من دنيا وعوالم أخرى .
الدليل النقدي :
من بعيد استضافت الشاعره العشق الأبدي الروحي
وتلبّسها ...إنّها بداية ترانيم دينيّه من أفلاك النجوم
والسماوات السبع . تقول :
... من بعيد كان سطرهْ : ........إقرأ وَرَبَّك الأكرم علّم الإنسان مالايعلم .
عذابات التسامي الفكري لاتبرح روحها وتتلألأ الغايات امام عينيها ولكن من بعيد ... تقول :رحتُ ارقب ايٌ همس خلف حرفه ... إقرأ !....ولكن الطريق الى الهدايه وعر وبعيد المنال في حرّاء . إنّها صوفيّة وعشقها روحي لأن العشيق لايمكن مناله إلٌّا بأناشيد الروح الملتاعه .
بالبداية !
لاداعي لإكمال النقد لأنّ الأبيات الباقيه تكمّل الطريق
الى الوحي والعشق الأبدي الذي أختطّته الشاعره
بشفافيّه روحيٌه من محراب صوفي .!
أعيدوا قرائة القصيده .!
دنيا حبيب شاعره للعبور الى الجانب الآخر تمكّننا
من النظر الى العوالم الغير مرئيّه إِلَّا في مراياها .!