الثلاثاء، 31 أكتوبر 2017

الناقد جمال القيسي :
----------
صوفيا ومسعود

ربما العنوان غريبًا،،بين أسمين،،يتموقعان كل منهما على طرفي نقيض ،،لكن قبل الشروع في  صلب الموضوع،،لابد الإشارة الى ان نهج المقال ،،هو ادبي بمعنى التغيرات المتسارعة لعالم اليوم وانعكاساتها على النتاج الأدبي ،،وكذلك لايحمل المقال اي واسمة تهكمية لاي طرف،،في الأسابيع المنصرمة شهدنا حدثين ،،بالغي التأثير،،في طبيعة الانعكاس ،،الشرطي للوعي الجمعي،،الاول هو الاستفتاء الكردي،،ألذي أجراه رئيس اقليم كردستان العراق السيد مسعود برزاني،،وكذلك إطلاق  ولي عهد المملكة العربية السعودية لمشروع  نيوم،،وهو مشروع استثماري يبلغ مقدار الاستثمار فيه ٥٠٠ مليار دولار،،والملفت للنظر ان أيقونة  المشروع روبوت يمثل أخر ماتوصلت له التكنولوجيا للذكاء الاصطناعي،،وقد تحدث الروبوت ( صوفيا ) في الامم المتحدة،،مجيبًا عن بعض الاسئلة،،وتم منح الجنسية السعودية لصوفيا،،،
المفارقة المؤلمة في الموضوع،،ان السيد مسعود ،،اشبه بشخصية ( دون كيخوته ) لسرفانتس ،،فارس  ليس هناك موضع شك في نبله الشخصي وإخلاصه لقضيته،،لكنه انخرط بمعركة خاسرة مسبقًا لسببين الاول ،،انه فارس بسلاح يعود للقرون الوسطى يخوض معركة في زمن الحرب الالكترونية،،وثانيًا فقدانه لفن التوقيت،،ولانريد ان نتعمق  في الموضوع،،كما قلت ،،لأننا بعيدين عن السياسة في هذا المقال من ناحية الأغراض ،،أقول هذا الفارق الشاسع بين الموقفين،،يتطلب وقفة نقدية للأدب ،،في  طريقة اشتغاله ،،وكيفية اعادة صياغة الخطاب الأدبي ،،من اجل ريادة الوعي البشري،،وحماية المنظومة الاخلاقية،،التي باتت عرضة،،للتمزق،،بعد ان انتهكت ،،
كنت قد أعددت الأفكار الاولية للرد على السيدة نائلة طاهر،،تكملة لمقال سابق،،وهو ما احاول ان اكتبه منذ فترة،،الا ان  النتائج التي كنت أتوقعها  ،،او لنقل الاستنتاجات،،أجاب عليها ،،الاستفتاء وفشله،،وإطلاق مشروع  نيوم،،والذي يطمح الى ان يكون نصف سكان ،،العربية السعودية في ٢٠٢٥ ،،من الروبوتات،،ولا اعرف طبيعة الادب الذي سيتم تداوله حينها،،هذا الامر هنا في الشرق الأوسط،،فكيف الحال في الغرب،،من هنا كانت احدى استنتاجاتي،،هو ان قصيدة النثر،،هي النزع الأخير ،،لنشاط اسمه الادب،،ببساطة ان طغيان الذكاء الاصطناعي،،سيقابله انحسار ومن ثم اندثار،،للبنية الشعورية،،واللاشعورية،،للانسانية،،اي بمعنى ستغيب العواطف،،والوجدان،،وبالتالي سيختفي الضمير،،ستختفي العملية السايكلوجية المسماة ( حلم )،،عليك ان تتصور انسان لايحلم بالمعنى الحرفي،،ستكون الذاكرة من ديجيتال ،،او ربما امر اكثر تطورًا،،،وربما ستكون القصة الومضة طويلة،،لوقت هذا الانسان ،،وكذلك الهايكو،،انا ارى ان على الأدباء ،،اليوم الإسراع بتدوين منجزاتهم،،حتى يتركوا،،للتاريخ ،،ربما في يوم ما،،،سيحتاج البشر،،الى مراجعة اصوله الوجدانية ،،وتاريخ الضمير،،،

جمال قيسي / بغداد

ت١. ٢٠١٧

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق