آفاق نقديه أهتم بطبيعتي ،او هو واقع التخصص - الثقيل الدم احيانا- الذي يفرض طبيعته هو الآخر بما أصطلح على تسميته ب(الوقار الإبداعي) كثيرا.
لكن رب سائل يسأل عن القصد من وراء هذا الإصطلاح الذي يبدو بجزئه الاول غريبا عن جزئه الثاني،فلتكن استعارة لم نجد بديلا اكثر توائما منها في التعبير عن المنجز الابداعي الذي اكمل أهم أشراط نجاحه..ولانقول كلها..ف(ليس للقوم قصب سبق يذهبون اليه) كما يعبر العظيم علي بن ابي طالب عبر اجابته عن سؤال من سأل عن أشعر العرب..
لكن الذي دعانا الى هذا التقديم هو ما حققته الشاعرة Jenan Mohammad من حرق للمراحل عبر فترة قياسية على المستويات التاليه: *جزالة وسلامة وقوة النسيج التعبيري،بمعنى سلامة السياق وتوحده غير المشوب بالربكة او القلق مع المساق في جانب السطر الواحد والصورة التفصيلية والصورة الاجماليه..
كانت قد عرضت علينا مشهدا دراميا داخليا هو اقرب الى المونولوج الوجداني بدقة بنائية وتعبيرية واضحة النضج لكل ذي بصيرة بشؤون الاداة التعبيرية على وجه العموم..
*انتماء النص الى كل ماتعنيه الشعرية من المعاني ،كونها - واعني شاعرتنا- لم تغادر طريقة التفكير الفني في كل تفاصيل النص،من حيث انطلاق الحدث الشعري وعموم موضوعة واطروحة القصيد من جهة الدخيلة السيكولوجية المحفوزة بالمشاعر والعواطف والاحاسيس،وان كان وعيها حاضرا في تضفيف وتوظيف وبناء النص سبكا وبنية وتوالدا وتصاعدا ذكوانا حتى ختامه الفطين..
*الامر الاكثر جلالة واهمية وروعة في هذا النص حسن التخلص من اية اثار سردية ذات صفة تقريرية من خلال ضبط الحركة الايقاعية لهذا القصيد بحيث احكمت سيطرتها على كل علاقة موسيقية بينية ومابعدية بعذوبة وسلاسة تسترعي الانتباه وتلفت النظر..فهذا الامر لايجيده الا القلة القليلة من كتاب قصيدة النثر..بل اجزم ان البعض لايعرف اليه سبيلا..?!
هذا الفقد الذي يمس عميقا شعرية النص نكاد نفتقده - للاسف الشديد- عند الكثير ممن يزاول كتابة هذا الطراز الابداعي الشعري الفذ..واكاد اجزم ايضا ان الامساك برابط المتلازمة الموسيقية البينية ثم البعدية امر اكثر صعوبة من الامساك بتعاقبات العروض الفراهيدي في الشعر العمودي وشعرالتفعيلة ،لكونه يتطلب منا وعيا بطبيعة البنية الموسيقية لكل مفردة على حده..واعني وعيا بجرسها الدفين الخفي ،ثم وعيا بتوائم نهاية كل جرس مع بداية جرس الكلمة اللاحقة وهكذا دواليك..
هذا فضلا عن الخاتمة الموسيقية لكل سطر او مقصور بحيث يلتقي اخر ضربة في اخر كلمة مع ايقاع اول كلمة في المقصور او السطر الجديد..
ومع ان ذلك ليس شرطا اساسيا ،فقد يرغب شاعر ما باستخدام الوقف او التسكين ،ولكن ذلك يلزم منه ضبط ايقاع التسكين ذاته بما يجعله سلس الارتباط مع السطر الذي يليه من دون إحداث فجوة موسيقية محسوسة،وهو امر اكدنا عليه في دراسات سابقه..
ولكي يكون معلوما سبب الصعوبة التي اشرنا اليها في هذا الامر انفا،نقول ،ان موسيقى النص النثري تتطلب من الشاعر احترافا يصل الى مستوى العفوية او التلقائية بالقواعد النحوية كونها شديدة الارتباط بالحركات الاعرابية ،لأن الحركة ذاتها تشكل رابطا او جسرا ينقل النغمة التفصيلية والكلية بشكل بريدي رائع عبر آلية يمكن ان نستعير لها ظاهرة التسليم والاستلام المعروفة عند الجميع..وكلما كان وعي الشاعر او الشاعرة محترفا وناضجا ومكتنزا بالحضور والبديهة كلما كان الايقاع الموسيقي اكثر سلاسة ودفقاً ..
من هنا اشد على يديك ابنة اخي الطيبة ،وانتظر منك مزيدا مما يجعلني اكثر فخرا بك ،بخاصة على مستوى تعميق المفادين الموضوعي والجمالي،بما يستوعب حركة الحياة والواقع المحيط فكرا وحدثا ومرحلة تاريخية،تأكيدا لانتماء النص وشاعرته العزيزة الى عصرها في جانب ،وحداثويتها في جانب اخر..
احسن اليراع ( عمو) الغالية..والسلام..
نص الشاعرة جنان محمد
أحمل الآن صوتك ..
و حديثا
يكبرُ على وقعه القمرُ ..
فيضيء في عتمة الليل
أنت !...
سمعُكَ نِصفُ مستيقظ ..
و صوتي نصفُ نائم ..
و مازلتُ أنبشُ أرضكَ
بحثاً عن حلمي فيك ..
و أشرع نوافذ سماواتِك
لكل قصاصاتِ الأحلام
التي أقطفها في غفوتك ..
تأتي في ليلي بِشمسكَ
تشعلُ ضوءكَ ..
تسرق نعاسَ الفراشِ
و ترحل ...
أسهركَ دونَ ذنب ...
فَ أرتبطُ بِتفاصيلكَ أكثر !
و حديثا
يكبرُ على وقعه القمرُ ..
فيضيء في عتمة الليل
أنت !...
سمعُكَ نِصفُ مستيقظ ..
و صوتي نصفُ نائم ..
و مازلتُ أنبشُ أرضكَ
بحثاً عن حلمي فيك ..
و أشرع نوافذ سماواتِك
لكل قصاصاتِ الأحلام
التي أقطفها في غفوتك ..
تأتي في ليلي بِشمسكَ
تشعلُ ضوءكَ ..
تسرق نعاسَ الفراشِ
و ترحل ...
أسهركَ دونَ ذنب ...
فَ أرتبطُ بِتفاصيلكَ أكثر !
رد الشاعرة جنان محمد
Jenan Mohammad الدهشة تغمرني فقط عندما أحاطُ بقلوبٍ وفيّة ،
و هذا الوجودُ العظيم روحا وقلبا و أدبا، وفيّ جدًا للحرف
ممتلء بالضوء !
لازلتُ أحاولُ أن أمدَ خيوطَ الحرفِ ، و أغزِل حكاية
من عمق الحدث !
وربما كان هذا النص بمثابة دعاءاستسقاء صادق فجاء بالغيث النافع : حضورك ..
و بعد الدهشة العظمى بدهشة ..مددت نور حروفك هنا سيدي النبيل وأستاذي الغالي فأشرقت الحياة ..
ولا تعلم حجم الفرح الذي صنعته بقراءتك الجزيلة هذه ..والتي لم أستطع ان أفوت منها حرفا...
فقط ارجو أن اكون دوما بحجم حسن ظنك بي ...
شكرا من القلب عمي الحبيب
آفاق نقديه
و هذا الوجودُ العظيم روحا وقلبا و أدبا، وفيّ جدًا للحرف
ممتلء بالضوء !
لازلتُ أحاولُ أن أمدَ خيوطَ الحرفِ ، و أغزِل حكاية
من عمق الحدث !
وربما كان هذا النص بمثابة دعاءاستسقاء صادق فجاء بالغيث النافع : حضورك ..
و بعد الدهشة العظمى بدهشة ..مددت نور حروفك هنا سيدي النبيل وأستاذي الغالي فأشرقت الحياة ..
ولا تعلم حجم الفرح الذي صنعته بقراءتك الجزيلة هذه ..والتي لم أستطع ان أفوت منها حرفا...
فقط ارجو أن اكون دوما بحجم حسن ظنك بي ...
شكرا من القلب عمي الحبيب
آفاق نقديه
كلمات الشكر لا تفي هذا الطرح العميق ..
ردحذفو كل الشكر للفتتك الكريمة أ.غسان ..
مودتي وفائق التقدير