الأحد، 29 أكتوبر 2017

قراءة نقدية لنص - النهر المذبوح - للشاعر حسين ديوان الجبوري بقلم / الاديب الناقد كريم القاسم

انامل الكاتب حسين الجبوري قَدَّمَت هذا اليوم نصاً غزيرالعطاء والاخفاء ، رغم حيرته لأي الطريقين يسلك ؟؟ ، القريض أم هذا النوع من الجنس الادبي ، فوجدتُ هذا اللون والجنس به الصق .
 

 .
امامنا نص شعري جميل جداً سنضيء زاوية منه للكشف عن سطوعه :
ايها الكاتب الرائد اخي الحبيب استاذ حسين الجبوري...
يالهذا الجمال ......

ايها الكاتب الرائد اخي الحبيب استاذ حسين الجبوري...
استمرْ في هذا النهج وهذا الاسلوب الشعري .
انا كناقد .. أجدهً اكثر دَبِقاً بين اناملك ، لشدة جمال السبك . فلا يكاد هذا الاسلوب يفارق خاطرك الشعري .
كنتُ اقرأ الاشطر بروية واعانقها بهدوء تام ، لارتشف عصارتها واعرضها واستعرضها كنموذج دلالي جمالي ، وماركة مسجلة لجلال هذا النص ، فوجدتُ معظم العصائر هنا لذيذة طازجة ، حاضرة للعرض على سوح مائدة القصيدة العامرة .
لقد أنجذبتْ مهجتي الى :
(( من دﻻل الماء.
يضنيها القحط
وتعف عن الصراخ
كأني بها تموت من قطرة
لتحيا. ))
ـــ جاء المطلع استفهامي بــ (منذ متى ؟؟؟ ) وهنا محطة استفهامية زمانية رائعة ، لتحيل احاسيس المتلقي الى فضاء الزمن اللامتناهي ... لكنه عندما يستطرد ويرحل بقافلة القراءة ، سيجد محطة شهادة لابد ان يتوقف بها ، ونهر خجل مما جرى ، ويبقى السؤال (متى ينتفض؟؟ ) وهذا ما اختتمتَ به نصّكَ البهي الثري .
فحريّ بالقضية كلها ان تبدأ باستفهام وتنتهي باستفهام ، وكيف لا ؟؟؟ وكل مافيها يدور بعلامات الاستفهام ، ولن تجد قواميس الارض كلها الاجابة على هذه الاستفهامات ، إلّا على لسان رؤوس علقها الطغاة على رماح الباطل الهزيل ، او اجابات كامنة في قطرات ماء منسكب من قِربةِ الشجاعة والفداء .
ويبقى الادب والاديب شحيحاً إن لم يلتقط هذه القطرات ، او إن لم يتوضأ بماء الفرات ، او إن لم يُكحّل عينيه بغبار المعركة ، ليمتزج وجدان النص بمايجري على ذات الارض بشعارات مزيفة قد رسمها الشاعر برمزية خفية جميلة جداً ومازجها بمفردات الحدث ضمن تداخلات مع ماقبلها او مابعدها كي لاتضيع الدلالة ، وهنا نقطة ابداع في صالح المؤلف .
احترامي الكبير ايها الرجل الفارس .

.
كريم القاسم / بغداد
..........................................................
النص /
ـــــــــ
(النهر المذبوح)
••••••••••••• شعر حسين ديوان الجبوري

منذ متى .....؟؟؟
حافات النهر .
تستغيث على استحياء.....!!!!
من دﻻل الماء.
يضنيها القحط
وتعف عن الصراخ
كأني بها تموت من قطرة
لتحيا.
بين رغبة المشتاق
وصبر السنابل الصيام
الى متى ...؟؟
راوية الضمأ
محزمة اﻷكمام..!!!
العطش يتعثر في الزحام
شطر مسه طمع.
وأخر أرهقه جزع.
كل الضمائر في سبات
الحزن وحده يدور في زوايا
العفة المجروحة
الفخاخ ﻻ تصيد الحيتان
تستغفل النهر العطشان
تخفي بين شقوق اﻷرض
حية أو ثعبان.
يا لها من مكائد
تتشظى .
ليحترق النهر
والماء في الشطر اﻵخر
ﻻ يستجيب...!!
كل الجرار تفطرت
من سطوة الجفاف
في الشطر اﻵخر
وجوه تتزوق بالترف
المسلوب من جبين العفاف
ﻻ هية برقصة الدخﻻء
أﻻ إيها النهر العصي
زم الماء وأنفجر
أسمك النهر
والنهر عطاء منهمر
كم رأيت على ضفافك الجوع
يحفر مقابرا
يتوسدها الفقراء
أﻻ إيها الذابل
بين فتات الطين
تمر عجاف أهلة الصابرين
في الشطر اﻵخر
يحفر المتملقون
أساس قصر جديد
لينحروا الذبائح
للقطط والكﻻب
ويبقى النهر المذبوح
يوزع زغب الطيور المهاجرة
فﻻ عين تنام
وﻻ بطن تشبع
أيحق بعد...!!!!
للنهر أن ﻻ ينتفض
..!!

التعليقات

حسين ديوان الجبوري ولكم صدقت ايها الناقد الكبير لقد ازحت الستار اليوم وفي هذه اللحظة عن حقيقة مفادها أني أجيد النصوص النثرية هذا ما نصحني به ايضا اﻻستاذ غازي احمد ابوطبيخ وكان مصيبا .
اما اليوم امام هذا الفيض الذي طالما انتظرته طويﻻ من ناقد كبير مثلك يا استاذ كريم .
وهذ
ا فيه دﻻﻻت كبيرة ومهمة من حيث ان اﻻستاذ كريم القاسم لن يضع بصمته اﻻ إذا سرى بجسده تيار القصيدة فتصبه دهشة الكبار فينتفض لينبري قلمه المهيب حتى يسطر بدائع الكلم الطيب ورشاقة المفردات الفتية وكأنها مطرا غزيرا بعد سبات السماء لقد أبليت حسنا وفي دلوك الياقوت والمرجان .
كنت الناقد البصير المتبصر واﻻديب العارف بدهاليز المعاجم .
فقد اسعدتنا كثيرا أيها العلم المعتلي سارية النقد وكنت صائبا صادقا مغنطك النص فأنجبت اليه بﻻ تنافر والفيض المغاطيسي أنتج هالة من الرؤيا الثاقبة والسطوة المحترفة والذائقة المميزة ﻷفتراس النص الشهي .
سلمت لها سيدي الناقد المبجل ورعاك الله وادام عليك نعمة البصيرة المتقدة
تحياتي ....أيها الحبيب الغالي استاذ كريم القاسم


كريم القاسم عندما تصدق الاحاسيس ، لابد ان يأتي الفيض التأليفي بطوفان من المعاني الذكية ، ولابد للنَولِ من نسج قُماشة جيدة المقاس زاهية تليق بجسد النص الملتحف بها ... فتعجب وتسر الناظرين ، وهذا ماوجدناه اليوم في سوق العرض ... فنعمَ الناسج والمنسوج ... تحياتي اخي العزيز استاذ حسين


غازي احمد أبو طبيخ الموسوي آفاق نقديه لو تعلم كم خففت عني ايها الناقد القارئ الحميم..
كان نص زميلنا الخلوق الاستاذ
حسين ديوان الجبوري يستحق منا هذه الوقفة التحليلية المتأمله..
فكنت اهلا لها اخي الاستاذ العزيز
كريم القاسم الفذ..حفظك الله وزاد في في عطاءك لما فيه منفعة الجميع..

وتحية من خلالك الى هذا الناثر البارع،الذي بات يضرب في اعماق الشعرية يوما بعد يوم..كل التقدير ايها الغوالي ،والسلام..


كريم القاسم الصدق الاحساسي كفيل بترجمة مفردات ذكية واعدة ، لتُنسَج في نص جميل باذخ ، وهذا ما نتج من ارهاصات اخينا استاذ حسين الجبوري ... تحيات محملة بالدعاء اخي الغالي ابانعمان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق