الافاق المتعامدة في نص الشاعرة سعاد محمد :دراسة نقدية بقلم الناقد العراقي جمال القيسي
سر الشاعرية ( بوطيقا ) ،،هو ما يجعل النص ادبًا،،ليتخطى به،،كخطاب متميزًا ،، عن التوثيقية والتاريخية ،،والاجتماعية والسياسية ،،والشاعرية هي ادبية الادب،،تكشف اشتغال النص بآلية خاصة،،بمعطيات التهويل والتخييل ،،معطيات تستدعي البنية اللاشعورية والرمزية،،للغة ،،تتخطى ،،الاستعارة والمجاز ،،والبديع،،في ظاهر الامر كأجراء أولي ،،وتتشكل عملية انزياح ،،ومن ثم أحالة،،لتنتهي بمديات لاحدود لها،،نوع من خلق زوبعة تأويلية،،بأنماط تداولية،،لا حصر لها،،في نص الشاعرة سعاد محمد،،تتحرك الشاعرية ،،بطريقة حلزونية،،جراء الكثافة الوصفية ،،في فضاء يكتظ بمشاعر،،لايمكن حصرها،،مع استدعائات رمزية،،تتحرك الشاعرة برشاقة ،،في مكونات فضائها النصي،،على الرغم من كثافته،،في لحظات الترهين الزمني نلاحظ،،الأفق الذي تخلقه،،بين اللحظة الراهنة والاسترجاع الزمني الموغل في القدم ،،مثلًا
استعنْتُ عليكَ بالصَّمتِ
ضلعُكَ المنهوبُ أنا
هي هنا تبرر صبرها مع من تخاطبه ،،بالصمت في محاكاة ذكية للنص المقدس ( واستعينوا بالصبر،،) وهذا زمن حاضر رغم الفعل الماضي،،وسبب الحاضر،،الاستمرارية ،،لان فعل الاستعانة بالصمت ،،لازال مستمرًا،،وتستحضر،،الحكاية الرمزية التي مؤداها ،، بأن حواء قد خلقت من ضلع آدم،،يلاحظ هنا ذكاء الشاعرة وقدرتها،،في التوظيف،،مجردة لفظة ( ضلعك ) ،،هي نسق استرجاعي للحكاية،،أحالة سيمولوجية بارعة،،لتكمل الحكاية بالمنهوب،،هناك شيء ناقص عند آدم ،،لا تكتمل حياته الا بأيجاده،،وهي ترشده،،بقوة ،،بضمير المتكلم ( أنا) ،،ومجمل المقطع تكاد تستمع فيه الى صوت بضمير المخاطب،،في جملتين تمكنت من خلق فضاء،،بحكاية ،،ذات انساق متعددة ( طبعًا أنساق خارجية )
هنا سر قصيدة النثر،،في طاقتها السردية،،في مقطع سردي جميل وتهويل ،،للعتاب الخادع،،والأمنيات ،،الواهمة،،مع قبول لكل هذا التوهم والخداع،،بصورة ولا اجمل،،مارست سعاد محمد،،شاعرية فائقة،،ورسمت لوحة،،متحركة،،لايمكن ان تنطوي تحت بند النسيان ،،مقطع وصفي آخاذ،،سيستوعبه،،اي قارئ بمتعة حتى لو كان من كوكب أخر،،عملية استعاضة ،،في كتابة الشعر،،لكن الاماني عادت بخيبة،،ولسعة نار،،هنا الشاعرة تعرف او لاتعرف،،واقصد،،ان بنيتها اللاشعورية ،،وظفت ،،حكاية الجمرة للنبي موسى،،والشاعر الذي يكتب قصيدة النثر،،لسانه يده،،،مع موسيقى تنبيرية قريبة للشاعر الاخطل الصغير،،،
ما ضرَّكَ لو آزرتَ قلبي بأمنيةْ؟
قلبي الّذي مدَّ يدَهُ
ليكمشَ القمرَ في عشِّ القصيدةِ
فعادَ بجمرةْ..
وتوغل عمقًا،،في المقطع التالي ،،ونلاحظ محاور الحركة والزمن ،،في أفقين متعامدين،،أقول أفقين ،،لأنك كيفما شاهدت التعامد،،سيكون هناك افق،،او انك تموضعت،،من زاوية رؤية،،لابد ان تنتقل الى التي تعامدها،،هي الميتة الحية،،لانها تدرك ،،التشيع او الإرسال ،،الى عالم النسيان ،،وهي حركة أفقية ،،في حين الايام (زمن ) تأخذ من تخاطب،،الى الأعلى ،،حيث القمم الباردة ،،وهذا أنقى تجسيد للوضع الانساني،،بين قطبيه آدم وحواء ،،توقف أيها الرجل المغرور،،انتهى زمن الأنبياء ،،ولم يعد الرب بحاجة الى تكليفك برسالة،،متوهم انت بالموقف كله،،مع انني لم اطلب منك الشيء الكثير،،مجرد ممارسة للعبتك الأثيرة ،،القائمة على الخداع،وسأرضى،،في هذا العالم الافتراضي،،،،
، تشيِّعني الأيامُ إلى النّسيانِ
وترفعكَ بتطرفٍ نحو القممِ الباردةْ
أيُّها الموسومُ بالصّعودِ
ما عادَ الرَّبُ يتلقّى طلباتِ نبوّةْ
كان بإمكانكَ الفوزُ بضحكتي
على سبيلِ التّرضيَةِ..
في زمنِ العولمةْ!
وتغلق نصها،،بحكاية باهرة،،حكاية كل آدم ،،وحواء،،وقصتها الحزينة ،،المتكررة ،،المتماهية مع الحزن،،من غدر وغرور آدم ،،ولكن ثروتي هي مجموعة صور،،تعادل بقيمتها،،كنوز،،لدى مرابي ،،
ولأنّي صرفْتُ حزنيَ المقسومَ مسبقاً
هأنا أقلِّبُ صورَكَ
كمرابٍ يتَحسّسُ كنوزهْ!.
لا اعرف،،لو كان للشعراء مراتب،،،فهذه الشاعرة هي في اعلى القائمة،،ومن المؤكد انها مهندسة بارعة في الإنشاءات المعمارية،،،مثلما هي بارعة في معمارية النص،،،لا أظنك ،،اقل شئنًا من نيكولاس،،سيدتي،،فأنت متألقة ،،كنجمة ساطعة في عالم الادب
جمال قيسي/ بغداد
ت١ / ٢٠١٧
حين رأيتُكَ..
عرفتُ كم ينقصني
لكنِّي أعلمُ أيضاً أنَّ القدرَ لا يُعتصَرُ
قلبُهُ من حجرْ!
يا رجلاً كالحدثِ الطّارئِ
لا يكررُهُ الزمانُ مرتينْ
فتنتُكَ مثيرةٌ للقلقِ
قلقِ من فاجأهُ البحرُ بلا مجدافْ
عيناي صوَّانتانِ
وقلبُكَ محاصرٌ بماءِ الوصايا
كلَّما دنا منكَ الكلامُ
زعقَتْ غابةٌ وتفحَّمَ جيلٌ من الهواءْ
وإنْ تململتْ شقاوتي أوتنفَّستْ عناقيدي
تفرُّ عيناكَ كعصفورٍ داهمتْهُ مصيدةٌ
كانَ مضنياً جداً أنْ أحبسَ عنكَ جنيّاتي كلَّها
استعنْتُ عليكَ بالصَّمتِ
ضلعُكَ المنهوبُ أنا
ما ضرَّكَ لو آزرتَ قلبي بأمنيةْ؟
قلبي الّذي مدَّ يدَهُ
ليكمشَ القمرَ في عشِّ القصيدةِ
فعادَ بجمرةْ...
تشيِّعني الأيامُ إلى النّسيانِ
وترفعكَ بتطرفٍ نحو القممِ الباردةْ
أيُّها الموسومُ بالصّعودِ
ما عادَ الرَّبُ يتلقّى طلباتِ نبوّةْ
كان بإمكانكَ الفوزُ بضحكتي
على سبيلِ التّرضيَةِ..
في زمنِ العولمةْ!
ولأنّي صرفْتُ حزنيَ المقسومَ مسبقاً
هأنا أقلِّبُ صورَكَ
كمرابٍ يتَحسّسُ كنوزهْ!.
---------------------------------
(على هامش قراءتي لرواية الإغواء الأخير للمسيح ..ل نيكوس) ٧
سر الشاعرية ( بوطيقا ) ،،هو ما يجعل النص ادبًا،،ليتخطى به،،كخطاب متميزًا ،، عن التوثيقية والتاريخية ،،والاجتماعية والسياسية ،،والشاعرية هي ادبية الادب،،تكشف اشتغال النص بآلية خاصة،،بمعطيات التهويل والتخييل ،،معطيات تستدعي البنية اللاشعورية والرمزية،،للغة ،،تتخطى ،،الاستعارة والمجاز ،،والبديع،،في ظاهر الامر كأجراء أولي ،،وتتشكل عملية انزياح ،،ومن ثم أحالة،،لتنتهي بمديات لاحدود لها،،نوع من خلق زوبعة تأويلية،،بأنماط تداولية،،لا حصر لها،،في نص الشاعرة سعاد محمد،،تتحرك الشاعرية ،،بطريقة حلزونية،،جراء الكثافة الوصفية ،،في فضاء يكتظ بمشاعر،،لايمكن حصرها،،مع استدعائات رمزية،،تتحرك الشاعرة برشاقة ،،في مكونات فضائها النصي،،على الرغم من كثافته،،في لحظات الترهين الزمني نلاحظ،،الأفق الذي تخلقه،،بين اللحظة الراهنة والاسترجاع الزمني الموغل في القدم ،،مثلًا
استعنْتُ عليكَ بالصَّمتِ
ضلعُكَ المنهوبُ أنا
هي هنا تبرر صبرها مع من تخاطبه ،،بالصمت في محاكاة ذكية للنص المقدس ( واستعينوا بالصبر،،) وهذا زمن حاضر رغم الفعل الماضي،،وسبب الحاضر،،الاستمرارية ،،لان فعل الاستعانة بالصمت ،،لازال مستمرًا،،وتستحضر،،الحكاية الرمزية التي مؤداها ،، بأن حواء قد خلقت من ضلع آدم،،يلاحظ هنا ذكاء الشاعرة وقدرتها،،في التوظيف،،مجردة لفظة ( ضلعك ) ،،هي نسق استرجاعي للحكاية،،أحالة سيمولوجية بارعة،،لتكمل الحكاية بالمنهوب،،هناك شيء ناقص عند آدم ،،لا تكتمل حياته الا بأيجاده،،وهي ترشده،،بقوة ،،بضمير المتكلم ( أنا) ،،ومجمل المقطع تكاد تستمع فيه الى صوت بضمير المخاطب،،في جملتين تمكنت من خلق فضاء،،بحكاية ،،ذات انساق متعددة ( طبعًا أنساق خارجية )
هنا سر قصيدة النثر،،في طاقتها السردية،،في مقطع سردي جميل وتهويل ،،للعتاب الخادع،،والأمنيات ،،الواهمة،،مع قبول لكل هذا التوهم والخداع،،بصورة ولا اجمل،،مارست سعاد محمد،،شاعرية فائقة،،ورسمت لوحة،،متحركة،،لايمكن ان تنطوي تحت بند النسيان ،،مقطع وصفي آخاذ،،سيستوعبه،،اي قارئ بمتعة حتى لو كان من كوكب أخر،،عملية استعاضة ،،في كتابة الشعر،،لكن الاماني عادت بخيبة،،ولسعة نار،،هنا الشاعرة تعرف او لاتعرف،،واقصد،،ان بنيتها اللاشعورية ،،وظفت ،،حكاية الجمرة للنبي موسى،،والشاعر الذي يكتب قصيدة النثر،،لسانه يده،،،مع موسيقى تنبيرية قريبة للشاعر الاخطل الصغير،،،
ما ضرَّكَ لو آزرتَ قلبي بأمنيةْ؟
قلبي الّذي مدَّ يدَهُ
ليكمشَ القمرَ في عشِّ القصيدةِ
فعادَ بجمرةْ..
وتوغل عمقًا،،في المقطع التالي ،،ونلاحظ محاور الحركة والزمن ،،في أفقين متعامدين،،أقول أفقين ،،لأنك كيفما شاهدت التعامد،،سيكون هناك افق،،او انك تموضعت،،من زاوية رؤية،،لابد ان تنتقل الى التي تعامدها،،هي الميتة الحية،،لانها تدرك ،،التشيع او الإرسال ،،الى عالم النسيان ،،وهي حركة أفقية ،،في حين الايام (زمن ) تأخذ من تخاطب،،الى الأعلى ،،حيث القمم الباردة ،،وهذا أنقى تجسيد للوضع الانساني،،بين قطبيه آدم وحواء ،،توقف أيها الرجل المغرور،،انتهى زمن الأنبياء ،،ولم يعد الرب بحاجة الى تكليفك برسالة،،متوهم انت بالموقف كله،،مع انني لم اطلب منك الشيء الكثير،،مجرد ممارسة للعبتك الأثيرة ،،القائمة على الخداع،وسأرضى،،في هذا العالم الافتراضي،،،،
، تشيِّعني الأيامُ إلى النّسيانِ
وترفعكَ بتطرفٍ نحو القممِ الباردةْ
أيُّها الموسومُ بالصّعودِ
ما عادَ الرَّبُ يتلقّى طلباتِ نبوّةْ
كان بإمكانكَ الفوزُ بضحكتي
على سبيلِ التّرضيَةِ..
في زمنِ العولمةْ!
وتغلق نصها،،بحكاية باهرة،،حكاية كل آدم ،،وحواء،،وقصتها الحزينة ،،المتكررة ،،المتماهية مع الحزن،،من غدر وغرور آدم ،،ولكن ثروتي هي مجموعة صور،،تعادل بقيمتها،،كنوز،،لدى مرابي ،،
ولأنّي صرفْتُ حزنيَ المقسومَ مسبقاً
هأنا أقلِّبُ صورَكَ
كمرابٍ يتَحسّسُ كنوزهْ!.
لا اعرف،،لو كان للشعراء مراتب،،،فهذه الشاعرة هي في اعلى القائمة،،ومن المؤكد انها مهندسة بارعة في الإنشاءات المعمارية،،،مثلما هي بارعة في معمارية النص،،،لا أظنك ،،اقل شئنًا من نيكولاس،،سيدتي،،فأنت متألقة ،،كنجمة ساطعة في عالم الادب
جمال قيسي/ بغداد
ت١ / ٢٠١٧
حين رأيتُكَ..
عرفتُ كم ينقصني
لكنِّي أعلمُ أيضاً أنَّ القدرَ لا يُعتصَرُ
قلبُهُ من حجرْ!
يا رجلاً كالحدثِ الطّارئِ
لا يكررُهُ الزمانُ مرتينْ
فتنتُكَ مثيرةٌ للقلقِ
قلقِ من فاجأهُ البحرُ بلا مجدافْ
عيناي صوَّانتانِ
وقلبُكَ محاصرٌ بماءِ الوصايا
كلَّما دنا منكَ الكلامُ
زعقَتْ غابةٌ وتفحَّمَ جيلٌ من الهواءْ
وإنْ تململتْ شقاوتي أوتنفَّستْ عناقيدي
تفرُّ عيناكَ كعصفورٍ داهمتْهُ مصيدةٌ
كانَ مضنياً جداً أنْ أحبسَ عنكَ جنيّاتي كلَّها
استعنْتُ عليكَ بالصَّمتِ
ضلعُكَ المنهوبُ أنا
ما ضرَّكَ لو آزرتَ قلبي بأمنيةْ؟
قلبي الّذي مدَّ يدَهُ
ليكمشَ القمرَ في عشِّ القصيدةِ
فعادَ بجمرةْ...
تشيِّعني الأيامُ إلى النّسيانِ
وترفعكَ بتطرفٍ نحو القممِ الباردةْ
أيُّها الموسومُ بالصّعودِ
ما عادَ الرَّبُ يتلقّى طلباتِ نبوّةْ
كان بإمكانكَ الفوزُ بضحكتي
على سبيلِ التّرضيَةِ..
في زمنِ العولمةْ!
ولأنّي صرفْتُ حزنيَ المقسومَ مسبقاً
هأنا أقلِّبُ صورَكَ
كمرابٍ يتَحسّسُ كنوزهْ!.
---------------------------------
(على هامش قراءتي لرواية الإغواء الأخير للمسيح ..ل نيكوس) ٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق