الناقد جمال القيسي :
مستقبل خطاب الشعر في الادب العربي
الى الاستاذة نائلة طاهر،،،استاذة الادب المقارن ،،مع التحية
يبدو سيدتي،،انك وقعت بنفس الفخ،،ألذي نصبته لي سابقًا،،،ربما تملصت منه،،او هكذا أوهمت نفسي،،،الحقيقة ان سعة الموضوع،،مع اعتمادي على الاختزال ،،وربما التضمين المشوه،،اوحى لك بهذا الامر،،،ومع مرور الايام والوقت،،ها انت تعودين بي الى المربع الاول،،،مع الفارق،،ألذي سأشير اليه لاحقًا،،اذ انا وانت تقالبنا في الموقع،،،وحتى لايكون الموضوع مملًا،،او نوع من المزايدات ،،اللفظية السجعية ،،سأتناول ،،الموضوع بفقرات منهجية ،،متوشحة ،،بأطار فلسفي،،لماذا فلسفي ؟ ،،لانها ( الفقرات ) هي اشكاليات لا زالت تدور حولها الاسئلة ،،ولم تستقر اي اجابة يقينية بصددها،،،،ولا أخفيك سرًا،،ان هذا الموضوع ،،هو مشروع أخذ مني عشرات السنين من البحث ،،ولم تكن غايتي بحثًا علميًّا او مشروع كتاب،،بقدر ما كان محاولة للإجابة عن مجموعة أسئلة ،،تعنيني كفرد متموقع في حيّز ثقافي ،،او لنقل عالق،،في وسط وجودي ،،أراه يتداعى ،،ومن شدة تألمي ،،،لم أشأ ان أجعله مشروع احترافي،،لذلك اشدد على ان ما أورده هنا ،،هي رؤية خاصة بي ،،أتحمل وحدي نتائجها ،،
في مفهوم اللغة وتطورها
١- في الثقافات القديمة يسود الاعتقاد البحثي بإن الاسماء الاولى مبتكرة،،نجد ذلك في محاورات أفلاطون ،،من خلال مناظرة فلسفية بين سقراط ومحدثيه ،،مؤداها أنطباق الاسماء على مسمياتها ، وينتهي فيها سقراط الى افتراض مايسميه
" مُطلق الاسماء ". Nomenclature ، الذي يصمم اللغة بناء على غرض معين ، فاللغة عنده وظيفية وهي عند أفلاطون ظاهرة طبيعية لا شأن للأنسان في وجودها ،،اما الاتجاه الثاني وهو الذي تبناه أرسطو تلميذ افلاطون ،،فانه يرى أن اللغة أصطلاح وإتفاق بين البشر والذي عالج اللغة بأعتبارها اعرافاً وتقاليد وتختلف التقاليد باختلاف المجتمعات ، فاللغة هنا رموز وإشارات للانفعالات والانطباعات النابعة من الروح ،،وتختلف اللغة بين الاجناس البشرية لكن الانفعالات لاتختلف ،،واللغة عنده رابطة اجتماعية ،،،،
أن تاثير الدين في مجال البحث اللغوي ،،في الحيّز الغربي ابتدأ في أروبا منذ عهد الإغريق والرومان ،،مرورًا بالعصور الوسطى وعصر النهضة ،،ومابعده حتى نهاية القرن التاسع عشر ،،وكان محور هذا البحث هو البحث عن أصل الأسطورة الرمزية الموجودة في سفر التكوين ،،وكان مدار البحث،،حول تحديد اللغة التي تحدث بها آدم ،،وعندما لم يستطع البحث ان يفضي الى شيء تحول الى البحث عن أقدم لغة عرفها الانسان،،
وكان العرب في رؤيتهم ،،لا تبتعد عن هذا المجال البحثي ،لإستنادهم الى الآية ٣١ من سورة البقرة ( وعلم ءادم الاسماء كلها ) ،،وقد أورد السيوطي في المزهر ،،الرأي السائد ،،المنسوب الى ابن عباس " علمه الاسماء كلها وهي هذه [ الاسماء] ،،التي يتعارفها الناس ) ٢
بالطبع تخطيت كثيرًا التسلسل التاريخي لان ،،قارئ اليوم وبالذات على مواقع التواصل الاجتماعي لايطيق ،،معنا صبرًا،،،لكن علينا ان نذكر ،،دور ابن جني في كتابه ( الخصائص ) والذي يمثل الرأي المعارض المبطن لما ذهب اليه ابن فارس في ( الصاحبي ) ،،
أقول ان ذكر هذه الاسماء والتواريخ ليس من باب الفذلكة ،،او حتى من باب الدراسة الأكاديمية ،،المملة والقاتلة لغير المعنين بها ،،،بل ان الصراع بين مدرسة البصرة والكوفة ،،ومن ثم بغداد وهي التي توفق بين الاثنين ،،أقول انها جذور الصراع الفكري،،الذي لم يرتقي الى مستوى الجدل ،،بل قمع بقسوة لأكثر من مرة ،،وان كانت الصورة كما يبدو للبعض انها صراع مدارس نحوية،،غير انها مؤشر ازمة فكرية حقيقية ،،،لم تفضي الى طرح اهم سؤال للوعي الانساني الا وهو ( سؤال الحرية ) ،،،
ذهب ابن فارس المتوفي ٣٩٥ هجرية / اعلم أن لغة العرب توقيف، وهذا الاتجاه يتوسع في ذكره السيوطي في ( المزهر) ،،لينقل لنا روايات خيالية وشطط فكري ،،وتجديف عن كل منطق مقبول،،،وعلينا ان نذكر ان رأي ابن فارس وهو واضع علم فقه اللغة العربية،،يمثل التيار الأشعري ،،فيما كان رأي ابن جني ،،في أصل اللغة متقارب،،مع النظرية الحديثة في أصل اللغة ،،وهو معتزلي المنهج ،،،،وهذه القضية في غاية الخطورة ،،والتي لم تعنى بالدراسة،،فقط أقول ان احد أسباب الاختلاف الان بقضية الحداثوية ،،في الادب،،يعود بجذوره وأصوله الى هذا الخلاف بين الاشاعرة والمعتزلة،،ان الأثالة تتطلب منا ان نكون اكثر جرأة في طرح الموضوع،،وهذه المشكلة التي واجهت الدكتور مهدي المخزومي،،،والتي ما ان طرحها،،حتى اتهم بالشعوبية،،،ولاقى ما لاقى ،،،،
تخطى العقل الأوربي في علوم اللغة ،،العتبة المعوقة والتي هي ،،قضية آدم واللغة ،،( في الرواية الاسلامية ،،ان الله علم آدم الأسماء كلها،،عند الاشاعرة انها لغة الجنة أصلاً ،،وفِي رواية اخرى ان احد ركاب سفينة النبي نوح ويدعى جرهم كان الوحيد الذي يتكلم العربية من بين الركاب ، في حين ان الجميع كانوا يتكلّمون السريانية كعقوبة الهية ،،حسب رواية عبد الملك بن حبيب ،،وعند المعتزلة وهو رأي ابن جني ان اللغة ولدت كمحاكاة لأصوات الحيوانات والطبيعة ،والرواية العبرية في سفر التكوين لاتفرق كثيرًا سوى ان الله أمر آدم ،،بإطلاق الاسماء على كل شيء ) ،،
وهذا الحديث يحتاج الى مجلدات،،،حتى نستطيع ان نوفي حقه،،،وهو ما لاطاقة لانسان مثلي له ،،،
خلاصة ماتقدم،،،ان اي حركة تجديدية ،،في أصل العقل وفعاليته ،،تم كبحها،،،وقمعها ،،،وهذا الحديث يخص العقل العربي،،،،وهذه النتيجة سنتخذها كأحد الأسانيد في النتائج التي سيتمخض عنها هذا المقال،،،،
٢- كانت النتائج المحايثة للحركة الاستعمارية الغربية في نهاية القرن التاسع عشر،،،بالإضافة الى النتائج المبهرة لدارون ،،في نظرية أصل الأنواع والتطور،،قد زحزحت القناعات الاغريقية الراسخة في العقل الغربي ،،لقرون عديدة،،في علم اللغة،،بعد ان تعرفوا على مئات اللغات واللهجات المغايرة ،،لشعوب المعمورة،،فانصب الاهتمام الى دراسة اللغة من اجل ( اللغة بذاتها) ،،ليتم الانتقال الى علم اللغة المقارن،،ومن ثم الى علم اللغة الوصفي،،مع صفة الاعتباطية ،،ومع ان تعريف اللغة / كنظام اجتماعي معين تتكلمه جماعة معينة بعد ان تتلقاه من المجتمع ، وتحقق به وظائف خاصة ، ويتلقاه الجيل الجديد عن الجيل السابق ويمر هذا. النظام بأطوار معينة متأثرا بسائر النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية ، وبسوى ذلك،،/ لم يعد كافيًا بعد بحوث سوسير الذي يرى ان علم اللغة الحديث يعني باللغة المنطوقة اكثر من عنايته باللغة المكتوبة ،،،ومن خلال النظام الثنائي الذي وضعه استخلص نتيجة في غاية الأهمية ،،وهي ان اللغة ليست نظامًا من الرموز الجوهرية الثابتة بل من الأشكال الغير المستقرة ،،انها نظام من من العلاقات بين الوحدات التي تشكلها وهذه الوحدات ذاتها تتشكل هي الاخرى من الإختلافات التي تميزها عن سواها من الوحدات التي لها بها علاقة ،،وهذه الوحدات ليست جوهرية بذاتها بل تعتمد في هويتها على اندادها،،،،
خلاصة هذا الكلام إن منظومة لغوية ما ( الشيء الذي يعني ليس فقط مفرداتها بل أيضًا نحوها وتراكيبها ) تؤثر في طريقة رؤية أهلها للعالم وفِي كيفية مفصلتهم له وبالتالي في طريقة تفكيرهم ،،ربما من يرى ان الكلام غير مترابط،،وله الحق في ذلك،،لكن هذه النتائج ،،توضح آلية عمل العقل الجمعي للجماعة،،،ونحن اذ ذكرنا ذلك حتى نوضح ميكانزيمات العقل الغربي،،،في تطوره،،،والذي سنحتاج هذه النتيجة كأحد الأسانيد أيضًا ،،في النتائج الاخيرة للمقال،،،،
يتبع،،،،،،
جمال قيسي / بغداد
تشرين اول ٢٠١٧
مستقبل خطاب الشعر في الادب العربي
الى الاستاذة نائلة طاهر،،،استاذة الادب المقارن ،،مع التحية
يبدو سيدتي،،انك وقعت بنفس الفخ،،ألذي نصبته لي سابقًا،،،ربما تملصت منه،،او هكذا أوهمت نفسي،،،الحقيقة ان سعة الموضوع،،مع اعتمادي على الاختزال ،،وربما التضمين المشوه،،اوحى لك بهذا الامر،،،ومع مرور الايام والوقت،،ها انت تعودين بي الى المربع الاول،،،مع الفارق،،ألذي سأشير اليه لاحقًا،،اذ انا وانت تقالبنا في الموقع،،،وحتى لايكون الموضوع مملًا،،او نوع من المزايدات ،،اللفظية السجعية ،،سأتناول ،،الموضوع بفقرات منهجية ،،متوشحة ،،بأطار فلسفي،،لماذا فلسفي ؟ ،،لانها ( الفقرات ) هي اشكاليات لا زالت تدور حولها الاسئلة ،،ولم تستقر اي اجابة يقينية بصددها،،،،ولا أخفيك سرًا،،ان هذا الموضوع ،،هو مشروع أخذ مني عشرات السنين من البحث ،،ولم تكن غايتي بحثًا علميًّا او مشروع كتاب،،بقدر ما كان محاولة للإجابة عن مجموعة أسئلة ،،تعنيني كفرد متموقع في حيّز ثقافي ،،او لنقل عالق،،في وسط وجودي ،،أراه يتداعى ،،ومن شدة تألمي ،،،لم أشأ ان أجعله مشروع احترافي،،لذلك اشدد على ان ما أورده هنا ،،هي رؤية خاصة بي ،،أتحمل وحدي نتائجها ،،
في مفهوم اللغة وتطورها
١- في الثقافات القديمة يسود الاعتقاد البحثي بإن الاسماء الاولى مبتكرة،،نجد ذلك في محاورات أفلاطون ،،من خلال مناظرة فلسفية بين سقراط ومحدثيه ،،مؤداها أنطباق الاسماء على مسمياتها ، وينتهي فيها سقراط الى افتراض مايسميه
" مُطلق الاسماء ". Nomenclature ، الذي يصمم اللغة بناء على غرض معين ، فاللغة عنده وظيفية وهي عند أفلاطون ظاهرة طبيعية لا شأن للأنسان في وجودها ،،اما الاتجاه الثاني وهو الذي تبناه أرسطو تلميذ افلاطون ،،فانه يرى أن اللغة أصطلاح وإتفاق بين البشر والذي عالج اللغة بأعتبارها اعرافاً وتقاليد وتختلف التقاليد باختلاف المجتمعات ، فاللغة هنا رموز وإشارات للانفعالات والانطباعات النابعة من الروح ،،وتختلف اللغة بين الاجناس البشرية لكن الانفعالات لاتختلف ،،واللغة عنده رابطة اجتماعية ،،،،
أن تاثير الدين في مجال البحث اللغوي ،،في الحيّز الغربي ابتدأ في أروبا منذ عهد الإغريق والرومان ،،مرورًا بالعصور الوسطى وعصر النهضة ،،ومابعده حتى نهاية القرن التاسع عشر ،،وكان محور هذا البحث هو البحث عن أصل الأسطورة الرمزية الموجودة في سفر التكوين ،،وكان مدار البحث،،حول تحديد اللغة التي تحدث بها آدم ،،وعندما لم يستطع البحث ان يفضي الى شيء تحول الى البحث عن أقدم لغة عرفها الانسان،،
وكان العرب في رؤيتهم ،،لا تبتعد عن هذا المجال البحثي ،لإستنادهم الى الآية ٣١ من سورة البقرة ( وعلم ءادم الاسماء كلها ) ،،وقد أورد السيوطي في المزهر ،،الرأي السائد ،،المنسوب الى ابن عباس " علمه الاسماء كلها وهي هذه [ الاسماء] ،،التي يتعارفها الناس ) ٢
بالطبع تخطيت كثيرًا التسلسل التاريخي لان ،،قارئ اليوم وبالذات على مواقع التواصل الاجتماعي لايطيق ،،معنا صبرًا،،،لكن علينا ان نذكر ،،دور ابن جني في كتابه ( الخصائص ) والذي يمثل الرأي المعارض المبطن لما ذهب اليه ابن فارس في ( الصاحبي ) ،،
أقول ان ذكر هذه الاسماء والتواريخ ليس من باب الفذلكة ،،او حتى من باب الدراسة الأكاديمية ،،المملة والقاتلة لغير المعنين بها ،،،بل ان الصراع بين مدرسة البصرة والكوفة ،،ومن ثم بغداد وهي التي توفق بين الاثنين ،،أقول انها جذور الصراع الفكري،،الذي لم يرتقي الى مستوى الجدل ،،بل قمع بقسوة لأكثر من مرة ،،وان كانت الصورة كما يبدو للبعض انها صراع مدارس نحوية،،غير انها مؤشر ازمة فكرية حقيقية ،،،لم تفضي الى طرح اهم سؤال للوعي الانساني الا وهو ( سؤال الحرية ) ،،،
ذهب ابن فارس المتوفي ٣٩٥ هجرية / اعلم أن لغة العرب توقيف، وهذا الاتجاه يتوسع في ذكره السيوطي في ( المزهر) ،،لينقل لنا روايات خيالية وشطط فكري ،،وتجديف عن كل منطق مقبول،،،وعلينا ان نذكر ان رأي ابن فارس وهو واضع علم فقه اللغة العربية،،يمثل التيار الأشعري ،،فيما كان رأي ابن جني ،،في أصل اللغة متقارب،،مع النظرية الحديثة في أصل اللغة ،،وهو معتزلي المنهج ،،،،وهذه القضية في غاية الخطورة ،،والتي لم تعنى بالدراسة،،فقط أقول ان احد أسباب الاختلاف الان بقضية الحداثوية ،،في الادب،،يعود بجذوره وأصوله الى هذا الخلاف بين الاشاعرة والمعتزلة،،ان الأثالة تتطلب منا ان نكون اكثر جرأة في طرح الموضوع،،وهذه المشكلة التي واجهت الدكتور مهدي المخزومي،،،والتي ما ان طرحها،،حتى اتهم بالشعوبية،،،ولاقى ما لاقى ،،،،
تخطى العقل الأوربي في علوم اللغة ،،العتبة المعوقة والتي هي ،،قضية آدم واللغة ،،( في الرواية الاسلامية ،،ان الله علم آدم الأسماء كلها،،عند الاشاعرة انها لغة الجنة أصلاً ،،وفِي رواية اخرى ان احد ركاب سفينة النبي نوح ويدعى جرهم كان الوحيد الذي يتكلم العربية من بين الركاب ، في حين ان الجميع كانوا يتكلّمون السريانية كعقوبة الهية ،،حسب رواية عبد الملك بن حبيب ،،وعند المعتزلة وهو رأي ابن جني ان اللغة ولدت كمحاكاة لأصوات الحيوانات والطبيعة ،والرواية العبرية في سفر التكوين لاتفرق كثيرًا سوى ان الله أمر آدم ،،بإطلاق الاسماء على كل شيء ) ،،
وهذا الحديث يحتاج الى مجلدات،،،حتى نستطيع ان نوفي حقه،،،وهو ما لاطاقة لانسان مثلي له ،،،
خلاصة ماتقدم،،،ان اي حركة تجديدية ،،في أصل العقل وفعاليته ،،تم كبحها،،،وقمعها ،،،وهذا الحديث يخص العقل العربي،،،،وهذه النتيجة سنتخذها كأحد الأسانيد في النتائج التي سيتمخض عنها هذا المقال،،،،
٢- كانت النتائج المحايثة للحركة الاستعمارية الغربية في نهاية القرن التاسع عشر،،،بالإضافة الى النتائج المبهرة لدارون ،،في نظرية أصل الأنواع والتطور،،قد زحزحت القناعات الاغريقية الراسخة في العقل الغربي ،،لقرون عديدة،،في علم اللغة،،بعد ان تعرفوا على مئات اللغات واللهجات المغايرة ،،لشعوب المعمورة،،فانصب الاهتمام الى دراسة اللغة من اجل ( اللغة بذاتها) ،،ليتم الانتقال الى علم اللغة المقارن،،ومن ثم الى علم اللغة الوصفي،،مع صفة الاعتباطية ،،ومع ان تعريف اللغة / كنظام اجتماعي معين تتكلمه جماعة معينة بعد ان تتلقاه من المجتمع ، وتحقق به وظائف خاصة ، ويتلقاه الجيل الجديد عن الجيل السابق ويمر هذا. النظام بأطوار معينة متأثرا بسائر النظم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية ، وبسوى ذلك،،/ لم يعد كافيًا بعد بحوث سوسير الذي يرى ان علم اللغة الحديث يعني باللغة المنطوقة اكثر من عنايته باللغة المكتوبة ،،،ومن خلال النظام الثنائي الذي وضعه استخلص نتيجة في غاية الأهمية ،،وهي ان اللغة ليست نظامًا من الرموز الجوهرية الثابتة بل من الأشكال الغير المستقرة ،،انها نظام من من العلاقات بين الوحدات التي تشكلها وهذه الوحدات ذاتها تتشكل هي الاخرى من الإختلافات التي تميزها عن سواها من الوحدات التي لها بها علاقة ،،وهذه الوحدات ليست جوهرية بذاتها بل تعتمد في هويتها على اندادها،،،،
خلاصة هذا الكلام إن منظومة لغوية ما ( الشيء الذي يعني ليس فقط مفرداتها بل أيضًا نحوها وتراكيبها ) تؤثر في طريقة رؤية أهلها للعالم وفِي كيفية مفصلتهم له وبالتالي في طريقة تفكيرهم ،،ربما من يرى ان الكلام غير مترابط،،وله الحق في ذلك،،لكن هذه النتائج ،،توضح آلية عمل العقل الجمعي للجماعة،،،ونحن اذ ذكرنا ذلك حتى نوضح ميكانزيمات العقل الغربي،،،في تطوره،،،والذي سنحتاج هذه النتيجة كأحد الأسانيد أيضًا ،،في النتائج الاخيرة للمقال،،،،
يتبع،،،،،،
جمال قيسي / بغداد
تشرين اول ٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق