الثلاثاء، 3 أكتوبر 2017

فيا ألفَ جرحٍ بنحرِ العراقِ بقلم / الشاعر جبرائيل علاء السامر

فيا ألفَ جرحٍ بنحرِ العراقِ يزيدٌ وشمرٌ هنا يرقصانِ
.
هنا يبذرانِ بقمحِ الحروبِ
ونحصدُ -جهلاً- لِما يبذرانِ
.
تعبنا احتراقاً نؤدي الطقوسَ
و(لاءاتُنا) اختنقتْ بالدخانِ
.
نمدُّ الأكفَّ نداعبُ رفضاً
فيرتدُّ كفٌّ قطيعَ البنانِ
.
لأنَّ الحسينَ خميرةُ كلِّ
النبوّاتِ لم تحوِهِ جملتانِ
.
لأنَّ الحسينَ اختصارُ السماءِ
وإنَّ العراقَ اختصارُ المكانِ
.
دعا يا صديقي حسيناً جُرِحتُ
كجرحكِ في الطفِّ هلَّا تراني؟
 
 
 
التعليقات
 
غازي احمد أبو طبيخ  الموسوي آفاق نقديه هذه هي الحداثة الكلاسيكية بمعناها الاصيل..احسنت أ.Jebrail Alaa Alsamer ساعودبعونه تعالى..
 
Jebrail Alaa Alsamer وأنتم المورد العذب أستاذنا الكبير
 
غسان الحجاج لأنَّ الحسينَ اختصارُ السماءِ
وإنَّ العراقَ اختصارُ المكانِ يا له من بيت وضع النقاط على الحروف في مقاربة اشبه بالرياضيات لتحقيق طرفي المعادلة الكونية في اقتران
الرمزين (الحسين عليه السلام والعراق )في تمثل هذه الرحمة الالهية المتقدة حيث رسم الشاعر البعد السمائي اللامحدود ومساقطه المكانية على الارض تحديدا في العراق ..فاذا عدنا الى مطلع القصيدة يـتأكد الارتباط حيث استعاض الشاعر عن اسم الامام الحسين باسم العراق فكلاهما مذبوحان او بمعنى ادق ان العراق هو الامتداد الطبيعي لملحمة الطف ولكن هنالك وقفة تأمل للشاعر ( ولاءاتنا اختنقت بالدخان) في اشارة الى المضي قدماًورفض الركون الآسن والشرب من الينبوع الثوري واقتلاع الطغاة من الجذور هولاء الطغاة الذي يبذرون بذور الحروب ويعتاشون كالطفيليين على آلامنا ومآسينا ونحن لا ندرك ذلك وان ادركنا تخاذلنا وكأن الامر لا يعنينا ولا غرو ان اسلوب الايحاء الشفاف الذي هو بمثابة الاواصر التي ربطت الابيات لتوجه القصيدة الى وحدة الموضوع فضلاً عن فيوضات المعنى , فالقصيدة وان بدت كلاسيكية الا انها بالاضافة الى ثوبها الحداثوي الانيق فهي تمتلك معاني عميقة اذ ان كياسة وفطنة الشاعر هي من قادت اشرعة الوجدان في هذا البحر المتقارب. تحياتي وخالص تقديري
Jebrail Alaa Alsamer الأستاذ الشاعر غسان الحجاج

شكراً لهذه القراءة الحاذقة والرصينة التي استطاعت كشف المقاصد المضمرة التي قصدتُها محاولا ايصالها للقارئ، كانت بحق قراءة واعية عميقة وصلت لما وراء النص.
شكراً لك أستاذنا العزيز ولا حرمناك شاعراً واديباً فذاً.
Naim El Moallem رائع رائع يا غسان. نعتز. بل نفتخر بك
 
غسان الحجاج و انا افتخر بوجودي معكم في هذه الآفاق النقدية والادبية ايها الاديب الكبير نعيم المعلم
 
كريم القاسم .
هذه القطعة الصارخة الثائرة ، فتقتْ السكون ، وكشفتْ ماكان مكنون . أحسَبُ انها فورة ذات ألمَّت بالشاعر جبرائيل السامر ..
كعادته يجيد الاشارة باستخدامه للمجاز الهاديء الذكي . كعادته عندما يهتف فإنه يجعل قلمه ينقاد اليه صاغراً ، فلا تهدأ فورته إلا عند
محط الرحال في آخر بيت شعري ، فتعداد الابيات لايعنيه ، إنما هي مسافة ومساحة الفورة والهدرة لاغير، وهذا اجمل مافي النظم والتأليف ، فدعها تسيل حتى تسكن وتستقر .
النص احتوى سبعة ابيات شعرية ، كل بيت هو قصيدة بذاتها . وبودي ان أشير الى مايلي من محطات مفيدة :
1- وحدة الجرح :
اختار الشاعر هذه المفردة (الجرح) ليغذيها بما يوافق الانسجام بين جرح الحسين وجرح العراق ، فرسم هذا الجرح في بيت المطلع في الشطر الاول :
(فيا ألفَ جرحٍ بنحرِ العراقِ )
ثم رسمه في عجز بيت الخاتمة:
(كجرحكِ في الطفِّ هلَّا تراني )
وهذا نسج بديع ، فكلاهما وطن ، وكلاهما حق مقدس ، وكلاهما جرح مازال نازفاً ..
2- تباين الشخوص :
الشاعر جبرائيل لايدع مجال للثغرات في نصوصه ، فقد جعل النص مسرحاً للشخوص ، شخوص الحق ، وشخوص الباطل :
(يزيدٌ وشمرٌ هنا يرقصانِ) و(لأنَّ الحسينَ اختصارُ السماءِ ... وإنَّ العراقَ اختصارُ المكانِ )
ونجح في تصوير الحقائق المصاحبة لكل شخص مما جعل المتلقي يترصد ويستدرك الفرق الهائل بين مباديء كل منهما ، وهذا يبدو جلياً للقاريء الحصيف .
3- وحدة الهدف :
نسج الشاعر بيتاً رهيباً وهو نبض النص كله ، وأس الفكرة كلها ، بل وترجمان فلسفة الحال برمته ، فجاء بتشبيه ومجاز يعكس مدى عمق الرؤية لدى الناظم ، وحرفيته العالية بقوة السبك ، وحضور الالفاظ بما يوازيها من معاني . ولنقرأ هذا البيت :
( نمدُّ الأكفَّ نداعبُ رفضاً ... فيرتدُّ كفٌّ قطيعَ البنانِ )
هذه المقابلة بين الكفين وفعالية قطع البنان ، انما هي تصوير بالغ الروعة ، وهنا يسمو الابداع العالي الثري .

احترامي وتقديري استاذ جبرائيل لهذا النسج وهذه العصارة الدالة الطازجة .
 
Jebrail Alaa Alsamer أستاذنا العزيز كريم القاسم
إنك -دوماً- تصل المقاصد العميقة التي أقصدها في نصوصي وأريد إيصالها للقارئ الناقد لا القارئ فقط. وهذا مدعاة سعادتي وافتخاري، فالنص -كما تعلمون- عبارة عن مستويات من الادراك.
دراستك السريعة والعميقة هذه مدعاة فخر أن أضيفها الى إرشيفي، بل هي ودراساتك الأخرى تأخذ الصدارة عندي، رأيك النقدي مهم ويهمني جداً.

بورك يراعك أيها الأديب الفذ.
 
غازي احمد أبو طبيخ  الموسوي آفاق نقديه وانا اقترح تضمينها في كتابك القادم..عزيزنا الاستاذ Jebrail Alaa Alsamer..
ذلك لان منهجية الاستاذ الناقد كريم القاسم،ذات اسلوبية اكاديمية دقيقة جدا،يفخر اي شاعر بماكتبه او يكتبه عنه..خاصة وقد لاحظت ،انه لايلقي كثيرا من البال الا للنصوص التي تقنعه تماما فتاتي دراساته استجابة تلقائية كاشفة ناتجة عن الاستمكان العميق للنصوص التي يتناولها بالقراءه..
هذا النص يستحق الاحترام فعلا..والمتابعات النقدية جاءت منسجمة مع نوعية هذا النص،بما فيها متابعة الاديب الرائع
غسان الحجاج،فبوركت جميع الجهود التي استقبلت هذا القصيد بما يستحقه من التقدير،والسلام..
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق