كرارالجنابي
وزهرته الخبيئه:
-----------
وزهرته الخبيئه:
-----------
السؤال الذي خطر على بالي خلال قراءة هذا النص ،الشديد الارتباط باللحظة الراهنة لكتابته ترى:
هل يمكن ان نكتب نصا..ومضة..قصيدة ،محفوزين بما يكتنز به هاجس مفردة لغوية ما من محمول عاطفي او فكري ?! ...
والذي لفت نظري هنا هو مفردة( قطعا) التي تم توظيفها بشكل واضح المقصوديه..بل تم زجها لحاجة في نفس شاعرنا الجميل المرهف،حاجة يكشفها التوتر الشعوري الواضح ،وهو الذي قاد الى هذه القصدية المشارراليها انفا..
ذلك لانها لاتوثر في سياق المعنى لو اردنا حذفها مثلا..كأن نقول:
اين الاربعون الذين لايشبهونك...
لا نجد اشكالا يخص اللغة اويخص المضمون..
فكلمة ..قطعا ..اذن قد تم استدعاؤها فكريا للتوكيد.. ونعني كمفعول مطلق لغرض التوكيد..
ولكن هذا الغرض ونعني..التوكيد.. لايمنع احساسنا بارادة الحسم..
فتقديم المفردة على ..المؤكَّد ....بتشديد الكاف وفتحها..يوضح لنا ارداة الحسم النهاىي،ودليلنا امكانية تاخيرها الى نهاية المقصور..او السطر..فكما تمكنا من حذفه دون اثر يحدث ثلمة او فجوة ما في المبنى او حتى المعنى ،فكذلك التاخير ،وبنفس المعنى،ولذات الهدف الذي ادخلت من اجله ..انما تبقى عملية التقديم ذات اثر توكيدي حاسم مختلف في قوته ودلالاته..
السؤال الاخر الذي راود ذهني قد يحتاج الى ايضاح من الشاعر نفسه،ولكنه فيما اذا قرر عدم الاجابة فهذا حقه،اذ ان ابواب التاويل والتخريج والتفسير والتخيل والتقدير والتحليل،هي ما نملكه نحن كمتلقين ،ونعلم اننا حين نسال الشاعر عن شعره فمن باب التجاوز او لنقل من باب الطلب ليس الا ،وهو متفضل حين يجيب ،وصاحب حق حين لايجيب كما اسلفنا..
هذا السوال الجديد هو:
لماذا الانتقال من المونث الى المذكر خلال ومضة بثلاثة او اربعة اسطر?
وهل يقف من وراء هذا الانتقال دافع او غاية اخرى?
دعونا نتفرس بما قال :
...
يا أنتِ
يا أوّل الأشياء و آخرها
وحدكِ الـكُلّ
أين الأربعون
الذين قطعاً لا يشبهونكِ ؟!
....
كان الكلام موجها الى ضمير المخاطب المونث ( انتِ) مع اظهار حركة الكسر بشكل واضح..كما وتم اظهار حركة الكسر تاكيدا وترسيخا تحت مفردة ..وحدكِ..لتثبيت انثوية المخاطب..وفي الختام كسر حرف الكاف في..لا يشبهونكِ..الحاقا بضمير الخطاب الاول كذلك..
لكننا فوجئنا بعد هنيهة بان الذين لايشبهون المخاطبة من غير جنسها وعلامة ذلك اسم الموصول (الذين) التابع لجمع( المذكر) السالم..وللمجانسة كان يجب ان يقول ..اللواتي..او اللاتي..
فكيف يقرن او يقارن شاعرنا ( الذين) و( يشبهون) المذكرين وليس (يشبهن) كذلك،بعنصر خطابه المحوري (انتِ)?!...
المحبوبة..
المخاطبة المجهولة التعميمية..
الغاية..الحرية..
الحقيقة..
..القصيدة ربما..
النفس.. ربما..
ايا كانت....
,,,
لكن..من هم الذين لايشبهونها..من الذكران..?!
وكيف جاز الاقتران?!..
انا ارجح النفس ( النرجسة الجمالية او الابداعية) اكثر من غيرها..
نعم هي لفظة مختصة بالمونث كذلك..ولكنها ملحقة بصاحبها..مالكها..واعني الشاعر..
النفس هنا نابت مناب الجزء عن الكل من باب المجاز..إذن..
والكل هو الشاعر تحديدا .والشاعر مذكر ،و(الذين ) لا يشبهونه مثله جنسا..هذا يعني ان السياق كله في اطار سليم لكن بعد كشف الغطاء واظهار المساق ،فماذا يمكن ان نطلق على هذا النوع من الانزياح البلاغي الاجمالي المعقد فعلا?!
فيما يخصني ساسمي كل ما تعرضنا له تفكيكيا ب( التورية الذكية ) دفعا لكثير من الحرج النبيل،بأداءٍ يبدو سهلا ظاهرا،ولكنه ممتنع وغائر وملتف بغلالة من الغموض الدفين عندما نحدق عميقا في باطنه الخبئ ..
الشاعر كرار سالم الجنابي..تقديري...
التعليقات
علي.ابو.ضحئ الجعفري مبارك هذا الجهد النقدي. تحية للاستاذ الناقد
حسين ديوان الجبوري مطالعة جديرة باﻻهتمام وصفا ونحوا وبﻻغة كم نحن بحاجة الى هذه الوقفات في لغتنا اﻻدبية .
فكان تحليل استاذنا الكبير بمثابة درس مجاني لكل من يروم اقتناص اللؤلؤ النفيس ويشهد الله كم اكون سعيدا عند حضوري مثل هذه المشاهد اﻻدبية الرائعة .
لي مﻻحظة ...
ربما يكتب الشاعر دون ان يقصد كل هذه المعاني التي اشرت اليها حضرتك استاذ غازي وﻻنك اﻻستاذ اللامع والباحث المتمرس ترى ما ﻻ يراه اخرين من شعراء ونقاد ولذلك كلما رأيت بصمة لك هنا وهناك ابادر مسرعا للقراة وبمتعة متناهية وشعور بالرضا لكسب الكثير من المفاهيم حتى لو كانت كلمة واحدة لم تطرق سمعي من قبل...
تحياتي للغالي اﻻستاذ الكبير غازي احمد ابوطبيخ شيخ اﻻدباء
فكان تحليل استاذنا الكبير بمثابة درس مجاني لكل من يروم اقتناص اللؤلؤ النفيس ويشهد الله كم اكون سعيدا عند حضوري مثل هذه المشاهد اﻻدبية الرائعة .
لي مﻻحظة ...
ربما يكتب الشاعر دون ان يقصد كل هذه المعاني التي اشرت اليها حضرتك استاذ غازي وﻻنك اﻻستاذ اللامع والباحث المتمرس ترى ما ﻻ يراه اخرين من شعراء ونقاد ولذلك كلما رأيت بصمة لك هنا وهناك ابادر مسرعا للقراة وبمتعة متناهية وشعور بالرضا لكسب الكثير من المفاهيم حتى لو كانت كلمة واحدة لم تطرق سمعي من قبل...
تحياتي للغالي اﻻستاذ الكبير غازي احمد ابوطبيخ شيخ اﻻدباء
غازي احمد الموسوي آفاق نقديه اخي الاستاذ حسين ديوان الجبوري الحبيب..تعليقاتك العمبقة امست مداخلات ذات نفس نقدي جميل ايها الغالي..احسنت ،وجميل منك هذا التواصل الراىع ،كل التقدير صديقي العزيز...
كرار سالم الجنابي كيف لي أن أشكرك إبداعك هذا سيّدي الكريم ..
أفضت على نصي بوافر العطاء الأدبي و قرأته مثلما أحب فشكرا لك و لقلبك أيها القدير .. دمت بكل هذا الألق و الوهج الرائع ..
شكرا من القلب الأستاذ غازي
أفضت على نصي بوافر العطاء الأدبي و قرأته مثلما أحب فشكرا لك و لقلبك أيها القدير .. دمت بكل هذا الألق و الوهج الرائع ..
شكرا من القلب الأستاذ غازي
ثامر سعيد آل غريب تحليل فني مدهش وسؤال ذكي من ناقد فذ لشاعر واعد يسير على درب الشعر بذخيرة المعنى والمبنى. بوركت أستاذنا الجميل غازي الموسوي آفاق نقديه وتحية الشعر إلى الرائع كرار سالم الجنابي .
غازي احمد الموسويآفاق نقديه ما اروع هذا الحضور الكبير اخي الاديب الاستاذ ثامر سعيد آل غريب الرائع،نعم والله اشعر ان هذا الفتى مذخور لمستقبل قريب بعونه تعالى،احسنت المداخلة ياعزيزي، كل المحبة وعظيم التقدير ،زميلي وصديقي الغالي..تحياتي ،والسلام..
كرار سالم الجنابي ثامر سعيد آل غريب
الحبيب شكرا لك و لقلبك الجميل و لمداخلتك الرائعة . شكرا لك مجددا و دمت بكل خير ..
غازي احمدابوطبيخ أستاذنا الرائع اشكرك و محبتي لك بلا حد
الحبيب شكرا لك و لقلبك الجميل و لمداخلتك الرائعة . شكرا لك مجددا و دمت بكل خير ..
غازي احمدابوطبيخ أستاذنا الرائع اشكرك و محبتي لك بلا حد
ليل البنفسج نص رائع وقراءة اروع عودنا الاستاذ ا آفاق نقديه على العطاء الادبي ببصمه واضحه وفذة
محبتي لكما فاضلي والورد
محبتي لكما فاضلي والورد
آفاق نقديه الاستاذة المبدعة ليل البنفسج الطيبه..
لا حدود لتقديرنا واحترامنا لهذا التواصل النبيل ، حفطك الله سيدتي
لا حدود لتقديرنا واحترامنا لهذا التواصل النبيل ، حفطك الله سيدتي
Jamileh Alkujok الشاعر هنا وكما وضحت أخي "غازي" يخاطب الذات المبدعة عامة وهي هنا ذاته خاصة فهو يعرفها عن قرب، فلا ذات مهما تقاربت مع ذات الفرد منا تطابق ذاته مهما تقاربتا. نحن قد نشبه بعضنا لكن لكل منا بصمة في كل جزء من كينونة الواحد منا. وأخصها بصمة روحه الفريدة المتفردة، وكما ينظر هو إلى ذاته يرى الآخرين ولذا يؤكد بحركات الإعراب. نعم فالذات بالنسبة للفرد من البشر في وعيه هو أول الأشياء وآخرها ولا ولن يكن هناك ذاك الذي يدعيه المثل الشائع، يخلق من الشبه أربعين" وهذا بحد ذاته سجود عبادة للواحد الأحد إذ أدرك العقل إبداع خالقه وتجلي وحدانيته من خلال تعدد وتنوع خلقه ذا الفرادة.
كرار سالم الجنابي شكرا لذوقك و لطفك
Jamileh Alkujok سلمت اخي كرار سالم الجنابي
Bassma A BoAlnasr اعجبني تحليلك... كما هو دوما...متفرد دقيق.... جميلتي د. جميله الكجك
غازي احمد الموسويآفاق نقديه المفكرة الرائعة الاستاذة Jamileh Alkujok،ماتفضلت به ،هو ماقصدته تحديدا وهو ما لفت نظري في النص ،كون هده الومضة عميقة الدلالات،وليست ضربة شاعرية طارئة او عابره..غاية الاحسان ،سيدتي..احسنت..
Jamileh Alkujok سلم نبض قلمك اخي
فهذا دلالة على عمق وعي الشاعر للآنا والآخر
فهذا دلالة على عمق وعي الشاعر للآنا والآخر
Bassma A BoAlnasr جهد نقدي وتحليل لااروع ...ولاابدع من هيك
غازي احمد الموسويآفاق نقديه الاستاذة Bassma A BoAlnasrالفاضله..مرحبا بهذا الحضور الواعي الطيب ،سيدتي..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق