صراع العقل البشري ..
لعل ابرز الملامح التي تحدد لنا مستوى معرفة البشر عن العقل هي تلك التقسيمات التي تظهر لنا مع ظهور كل منهج جديد من مناهج النقد او الفلسفة ...او المنطق , وغالبا ما تكون تلك الدائرة هي منطقة التموضع الجديد للبحث العلمي لكشف اسرار هذه الالة المعجزة من حيث السعة والشمول والدقة . واقصد بتلك الدائرة – تقسيمات العقل بلحاظ مدركاته من جهة وموضوعات ما يكتشف من جهة اخرى .
الا اننا والى اليوم لم نسلط الضوء على المنتج الكلي للعقل البشري – او عموم ما انتجته هذه الالة في عالمنا الارضي هذا , ان كل هذه النتاجات العبقرية تعبر لنا عن هذه الطاقة الرهيبة الكامنة فينا , انها اكبر من تلك الطاقة التي كان اسلافنا يتصورونها عند زيوس او شمش السماوي او هرقل , وكانوا يعبدونهم على هذا الاساس .
اليست تلك التوصلات هي من انتاج العقل البشري ؟ .
اليس النظر الى عموم هذه النتاجات يجعلنا نشعر بالصدمة .. كل هذه الطاقة موجودة في عقولنا – يال الهول .
....
يعبر برهان الدور الفلسفي عن موضوع يقول باستحالة ان يتوقف الشيء على نفسه , وقد برروا ذلك باستحالة ان يكون الشيء علة ومعلولا لنفسه , ولذا كان محتاجاً لغيره , اذا لا يمكن ان يتقدم الشيء على نفسه ولا ان يتأخر عنها .
وهذا ما يمنعنا من القول بإمكانية ان يكون العقل البشري حاكماً على عبقرية نفسه الا في حدود ما عرف عنها , اذا لا يمكن التنبأ بما سيفعله البشر مستقبلا ولا يمكن ان يحتوي كل ما يفعله .
وأذن حتى ونحن نكتشف ونبتكر وننوع في هذا الوجود لازلنا قاصرين عن معرفة خبايا هذه الالة العملاقة وقدراتها الكامنة والى اين سوف تصل وما هي النتيجة من هذا ؟.
...
غالبا ما يكون هناك حاجز نفسي بين تصديق ان يكون العقل البشري نظاماً واحداً وكلا مركباً يعمل على شكل ( وحدة متراصة ) وبين رفض هذا المبدأ , بسبب الشعور بالاختلاف الكبير في مستويات الذكاء بين البشرية , الا ان هذه المستويات تعبر لنا عن وظائف مرتبة ترتيباً منطقياً لتصبح الحياة على ما هي عليه اليوم من تنوع , ولولا هذا الاختلاف الموجود في هذه المستويات لحصلنا على شكل واحد فقط من اشكال المعرفة , اذا لا يمكن ان يتنازل احدنا عن مستوى ذكاءه ليبحث عن اشياء لا تجذب اتباه الطبقة التي تحيط به بديهياً ولذا صارت هذه المستويات دافعاً قسريا داخل العقل لولادة هذه التنوعات المعرفية – بل وحتى هذا التنوع في المركبات النفسية – انه عالم لا نهائي تماماً .
وهذه واحدة من مواطن الكشف عن صراعات العقل البشري وتنوعاته – بل هي ما يعبر لنا عن هذا التسلسل العملاق بين الصفر الطبيعي لمستوى الذكاء البشري واعلى قمة له , مع اننا الى اليوم لم نكتشف ذلك المستوى من الذكاء – هذا الذي عبرنا عنه بالصفر الطبيعي – هذا ايضاً يحيلنا الى دقة وعمق هذه الالة المعجزة .
لكننا ان دققنا اكثر سوف نجد حالة من الصراع داخل هذه الماكنة العجيبة – ان في داخل كل رتبة من تلك الرتب العقلية نوع من الصراع على اثبات شيء ما تختص به تلك الطبقة من العقل ( من حيث الاهتمام ) – فالفلاسفة لهم همهم والمناطقة لهم همهم والفيزيائيون لهم همهم والمهندسون كذلك وهلم جراء حتى نصل الى طبقة الفلاحين وعمال الخدمات حيث لا يحتاجون لمزيد من التفكير في تأدية وظائفهم او إدارة اعمالهم من حيث القدرة العقلية , ان ما عبرنا عنه بالاهتمام ليس الا انسجام بين قدرات تلك الرتبة وما تبحث فيه او عنه الى درجة ان يكون موضع اهتمامها وتركيزها المباشر , وبالرغم من ان كل رتبة من العقل تنظر الى ما دونها دائما على اساس من الدونية – الا ان هذا لا يعني ان ما تبقى من مستويات عقلية لا يمثل نوعاً من انواع الضرورات في التركيب الكلي للعقل البشري – بل له غاياته الكونية هو الاخر – وان كانت منتجاته تافه بحسب النظر , ولكن تبقى مقايسة هذه الفوائد وترتب آثاراها على الوجود العقلي مقروناً بقدر العقل على النظر في كليات الامور وقراءة مسارات ذلك التأثير ولو على نحو الاية الكلية لآثبات شيء ما فقوله تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) وقوله ( وكل شيء احصيناه في امام مبين ) يدل على ان هذا الكل العام انما هو مأخوذ بلحاظ ناظر بحكم الغاية , فما زالت هناك غاية – كان هناك ناظر لتلك الغاية ومستوى تحققها من عدمه بلحاظ هذه الاثار, وكان من البديهي ان يكون هذا الناظر قادر على احتواء كل هذه الدائرة بمختلف رتبها ومستويات على نحو الجزء تارة وعلى نحو الكل الموجب , هذا بعد ان عرفنا ان العقل البشري بفصله الواضح عل شكل مخلوقات متنوعه تؤدي اغراضاً معلومة بمستويات ورتب علقية متفاوته – انما هو بمنظر كل رتبة من رتب ذلك العقل لقريناتها – اما بالنسبة للعقل الكلي فينظر اليها على اساس وحدة قائمة على شكل اجزاء متسلسلة فحسب .
ان المبحث الفيسيولوجي يخبرنا بهذه الحقيقة . ان التراتب في مستويات الذكاء لا يعني ان هناك فصلا تاما بين المنتج الخارجي – كما اسلفنا – لأن المنتج الخارجي يعبر لنا عن حضارة واحدة انتجها العقل البشري فحسب , فهو اذن منفصل داخلاً ومتصل خارجاً .
لعل ابرز الملامح التي تحدد لنا مستوى معرفة البشر عن العقل هي تلك التقسيمات التي تظهر لنا مع ظهور كل منهج جديد من مناهج النقد او الفلسفة ...او المنطق , وغالبا ما تكون تلك الدائرة هي منطقة التموضع الجديد للبحث العلمي لكشف اسرار هذه الالة المعجزة من حيث السعة والشمول والدقة . واقصد بتلك الدائرة – تقسيمات العقل بلحاظ مدركاته من جهة وموضوعات ما يكتشف من جهة اخرى .
الا اننا والى اليوم لم نسلط الضوء على المنتج الكلي للعقل البشري – او عموم ما انتجته هذه الالة في عالمنا الارضي هذا , ان كل هذه النتاجات العبقرية تعبر لنا عن هذه الطاقة الرهيبة الكامنة فينا , انها اكبر من تلك الطاقة التي كان اسلافنا يتصورونها عند زيوس او شمش السماوي او هرقل , وكانوا يعبدونهم على هذا الاساس .
اليست تلك التوصلات هي من انتاج العقل البشري ؟ .
اليس النظر الى عموم هذه النتاجات يجعلنا نشعر بالصدمة .. كل هذه الطاقة موجودة في عقولنا – يال الهول .
....
يعبر برهان الدور الفلسفي عن موضوع يقول باستحالة ان يتوقف الشيء على نفسه , وقد برروا ذلك باستحالة ان يكون الشيء علة ومعلولا لنفسه , ولذا كان محتاجاً لغيره , اذا لا يمكن ان يتقدم الشيء على نفسه ولا ان يتأخر عنها .
وهذا ما يمنعنا من القول بإمكانية ان يكون العقل البشري حاكماً على عبقرية نفسه الا في حدود ما عرف عنها , اذا لا يمكن التنبأ بما سيفعله البشر مستقبلا ولا يمكن ان يحتوي كل ما يفعله .
وأذن حتى ونحن نكتشف ونبتكر وننوع في هذا الوجود لازلنا قاصرين عن معرفة خبايا هذه الالة العملاقة وقدراتها الكامنة والى اين سوف تصل وما هي النتيجة من هذا ؟.
...
غالبا ما يكون هناك حاجز نفسي بين تصديق ان يكون العقل البشري نظاماً واحداً وكلا مركباً يعمل على شكل ( وحدة متراصة ) وبين رفض هذا المبدأ , بسبب الشعور بالاختلاف الكبير في مستويات الذكاء بين البشرية , الا ان هذه المستويات تعبر لنا عن وظائف مرتبة ترتيباً منطقياً لتصبح الحياة على ما هي عليه اليوم من تنوع , ولولا هذا الاختلاف الموجود في هذه المستويات لحصلنا على شكل واحد فقط من اشكال المعرفة , اذا لا يمكن ان يتنازل احدنا عن مستوى ذكاءه ليبحث عن اشياء لا تجذب اتباه الطبقة التي تحيط به بديهياً ولذا صارت هذه المستويات دافعاً قسريا داخل العقل لولادة هذه التنوعات المعرفية – بل وحتى هذا التنوع في المركبات النفسية – انه عالم لا نهائي تماماً .
وهذه واحدة من مواطن الكشف عن صراعات العقل البشري وتنوعاته – بل هي ما يعبر لنا عن هذا التسلسل العملاق بين الصفر الطبيعي لمستوى الذكاء البشري واعلى قمة له , مع اننا الى اليوم لم نكتشف ذلك المستوى من الذكاء – هذا الذي عبرنا عنه بالصفر الطبيعي – هذا ايضاً يحيلنا الى دقة وعمق هذه الالة المعجزة .
لكننا ان دققنا اكثر سوف نجد حالة من الصراع داخل هذه الماكنة العجيبة – ان في داخل كل رتبة من تلك الرتب العقلية نوع من الصراع على اثبات شيء ما تختص به تلك الطبقة من العقل ( من حيث الاهتمام ) – فالفلاسفة لهم همهم والمناطقة لهم همهم والفيزيائيون لهم همهم والمهندسون كذلك وهلم جراء حتى نصل الى طبقة الفلاحين وعمال الخدمات حيث لا يحتاجون لمزيد من التفكير في تأدية وظائفهم او إدارة اعمالهم من حيث القدرة العقلية , ان ما عبرنا عنه بالاهتمام ليس الا انسجام بين قدرات تلك الرتبة وما تبحث فيه او عنه الى درجة ان يكون موضع اهتمامها وتركيزها المباشر , وبالرغم من ان كل رتبة من العقل تنظر الى ما دونها دائما على اساس من الدونية – الا ان هذا لا يعني ان ما تبقى من مستويات عقلية لا يمثل نوعاً من انواع الضرورات في التركيب الكلي للعقل البشري – بل له غاياته الكونية هو الاخر – وان كانت منتجاته تافه بحسب النظر , ولكن تبقى مقايسة هذه الفوائد وترتب آثاراها على الوجود العقلي مقروناً بقدر العقل على النظر في كليات الامور وقراءة مسارات ذلك التأثير ولو على نحو الاية الكلية لآثبات شيء ما فقوله تعالى ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) وقوله ( وكل شيء احصيناه في امام مبين ) يدل على ان هذا الكل العام انما هو مأخوذ بلحاظ ناظر بحكم الغاية , فما زالت هناك غاية – كان هناك ناظر لتلك الغاية ومستوى تحققها من عدمه بلحاظ هذه الاثار, وكان من البديهي ان يكون هذا الناظر قادر على احتواء كل هذه الدائرة بمختلف رتبها ومستويات على نحو الجزء تارة وعلى نحو الكل الموجب , هذا بعد ان عرفنا ان العقل البشري بفصله الواضح عل شكل مخلوقات متنوعه تؤدي اغراضاً معلومة بمستويات ورتب علقية متفاوته – انما هو بمنظر كل رتبة من رتب ذلك العقل لقريناتها – اما بالنسبة للعقل الكلي فينظر اليها على اساس وحدة قائمة على شكل اجزاء متسلسلة فحسب .
ان المبحث الفيسيولوجي يخبرنا بهذه الحقيقة . ان التراتب في مستويات الذكاء لا يعني ان هناك فصلا تاما بين المنتج الخارجي – كما اسلفنا – لأن المنتج الخارجي يعبر لنا عن حضارة واحدة انتجها العقل البشري فحسب , فهو اذن منفصل داخلاً ومتصل خارجاً .
تعقيب الدكتورة جميلة الكجك
Jamileh Alkujok العقل الإنساني تراكمي النظام المعرفي وإن كان بناءه موحدا وواحدا بين البشر كافة إلا انك لن تجد إنسانا يبدا من الصفر ابدا، بل من خلال ملايين ملايين العقول التي تكون قد وصلته نتاجات عملياتهم العقلية.
والعقل منفتح متفرع لا حدود لانفتاحه على العالم بما فيه عالم الذهن ذاته بل عالم التعقل كافة، يمكنه ان يجعل ذاته موضوعا له، فليس في الكون كله ما يمكنه ان يخضع ذاته لذاته كما العقل البشري، يكون الموضوع والحكم في آن معا وهذا بالذات سبب تطوره.
العقل عقلان، مكون بمعني بناءه الذي خلق عليه والقوانين والمباديء التي تحكمه. والعق المكون اي ما ينتجه العقل حتى من تلك المباديء التي تؤدي إلى تطوره. والعقل لا يقف عند التعقل بل يمتد إلى الوعي. ومن انواع الوعي التعقل الإستراتيجي المرن. والوعي المرتبط بالوجدان وذاك المرتبط بالوعي وهكذا في سلسلة لا ولن تنتهي طالما الإنسان ينتج علومه ومعارفه ومناهج العقل ذاته واعيا بما يفعل..
والعقل منفتح متفرع لا حدود لانفتاحه على العالم بما فيه عالم الذهن ذاته بل عالم التعقل كافة، يمكنه ان يجعل ذاته موضوعا له، فليس في الكون كله ما يمكنه ان يخضع ذاته لذاته كما العقل البشري، يكون الموضوع والحكم في آن معا وهذا بالذات سبب تطوره.
العقل عقلان، مكون بمعني بناءه الذي خلق عليه والقوانين والمباديء التي تحكمه. والعق المكون اي ما ينتجه العقل حتى من تلك المباديء التي تؤدي إلى تطوره. والعقل لا يقف عند التعقل بل يمتد إلى الوعي. ومن انواع الوعي التعقل الإستراتيجي المرن. والوعي المرتبط بالوجدان وذاك المرتبط بالوعي وهكذا في سلسلة لا ولن تنتهي طالما الإنسان ينتج علومه ومعارفه ومناهج العقل ذاته واعيا بما يفعل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق