الجمعة، 21 سبتمبر 2018

باتجاه النص التنظيري: قراءة نقدية لنص مقتطف من قصيدة الشاعرة سعاد محمد (السكاكر المحرمة) بقلم / الاديب الناقد غازي احمد الموسوي

باتجاه النص  التنظيري:
،،،
بعض النصوص تنطوي على حس نقدي عميق ومحترف،يكشف ويوجه ويرسم الطريق السليم للإبداع ..
الحديث هنا عن الشعر،وتحققات الشعرية،ومستويات الانتماء الى الادبية،وهو امر لاريب متعلق بالاساس بمستويات الطاقة ومنها موهبة الشاعر- اي شاعر-ثم ياتي من بعد ذلك مديات الملكة حرفة ومخزوناً..
ولكن شاعرتنا أ.سعاد محمد
قد ركزت هنا على جانب غاية بالاهمية كونه يأتي بحكم ضرورته بعد الموهبة مباشرة،ونعني به تحققات الشعور بتنويعاته المختلفة داخل النص..وهو ما نصطلح عليه بمستوى النشاط النفساني في القصيدة بكافة طرازاتها..الشعر مرتبط في حقيقته بالشعور..اشتقاقاً واصطلاحاً وروحاً حيوية تقف من وراء قدرة النص على التاثير،بما يحقق اعلى مناسيب المعادلة الابداعية بين( الشاعر والمتلقي) ..ولكم ردّدنا تكراراً مقولة فيشر( اعظم الشعر ماكتب بالجسد كله) والمقصود ما يكتنف عليه الجسد من المشاعر والاحاسيس والعواطف كونها تمثل روح النص الشعري الحركية المؤثرة..
ولكم راينا من النصوص الممنهجة المبرمجة المقننة المحترفة الادوات( ولكن لاحياة لمن تنادي)..انه الفارق نفسه بين زهرة من " البلاستيك" وزهرة من البستان..
المطلوب اذن..اعلى درجات المصداقية المتدفقة بالنهر الشعوري الصافي،ولكن تجدر الاشارة الى انه كلما ترصنت المباني وتعمقت المعاني كان النص ابهى واعمق ،في ان واحد..
،،،
نص الشاعرة أ.سعاد محمد:
،،،
السّكاكرُ المُحرّمةْ!
------------------------
المصباحُ ناسخٌ رديءٌ لأفكارِ الشّمسِ
بعد ألفِ نسخةٍ منقّحةٍ..
يخجلُ منَ النّظرِ في وجهِها
كذا القصائدُ بقلبٍ اصطناعيٍّ
كلُّ الحرائقِ المُفتعلةِ في أطرافِها مُوجبةٌ للصّقيعِ!
كأنْ تضحكَ بعدَ صراعٍ مريرٍ مع الحنينِ
فقطْ..
كي لا يجدَ الحزنُ كرسيّاً شاغراً فيجلسْ!.
عمتَ لوعةً يا حبيبْ
أيُّها المُعتكفُ كحجّةٍ في قبّةٍ
أطلَّ على الجهةِ الخريفيةِ من الحلمِ
الحكايا في أواخرِها لا تُقاومُ
/كولعِ الأطفالِ بالسّكاكرِ/
ها أنا أصبُّ الوجدَ
أتسمعُ رنينَ الموجِ على بلّورِ العُتمةْ؟
أرفعُ الكأسَ
(فيتكرنشَ) جلدُ البحرِ
وأغمدُ /أحبكُ/ في نَفْسي
لنْ يتّهمِني الرّعدُ بالتّزويرِ
فقط..
سيزيدُ عمرُ هذا الصّيفِ نشوةْ
يرتجُّ دمي
فتجنحَ السّفينةُ
ينزلُ "بونابرت" على شاطئِ اللّيلِ
ويصرخُ :"فقدتُها"
ويهلعُ التّاريخُ ليراجعَ معلوماتِهِ !
أحبّكَ..
حتّى لو لَطَمَتِ الخارطةُ وجهَها
أقولُها لِئلّا يطردَني الحبُّ من الوظيفةِ
الحبُّ مرابعٌ قاسٍ
لا يطيقُ العاطلينَ عنِ الشّغفْ
أحبُّكَ..
حتّى لو سرقوا نصفَ جمرِها على حواجزِ الأسئلةِ
فوصلَتْ زائغةَ المعنى وملجومةَ المذاقِ
كقطعةِ سكاكرَ مغلّفةٍ بألفِ تأويلْ
قد تكونُ تعويضاً عن خسائرَ لاحقةٍ في الذّاكرةِ
أو كإعلانٍ إنسانيٍّ لواهبٍ كبيرٍ
يوزّعُ على الأطفالِ "صدقة"!
في قلبٍ آخرَ سأتجنّبُ الارتطامَ بكَ
سأعرفُكَ حتماً
قلبي وضعَ عليكَ علامةَ "ورطةْ"!
أحبّكَ,لا تردّْ
سأغلقُ الكتابَ, وأخلدُ للحقيقةِ المُرّةْ!
--------------------------------------------------
مقتطفاتٌ من نصٍ بعنوانِ: (السّكاكرُ المُحرّ
مة).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق