النص التالي منشور في جريدة الزمان العراقية للسارد الشاعر عبد العزيز الحيدر،الذي قدمنا له نصاً يتمنهج السرد الشعري سابقاً..
الأ أن النص الجديد من جنس( الاقصوصة)ونعني بها القصة القصيرة جداً ،وهو بعنوان " الدفتر"..
نضعه بين ايديكم الكريمة،مع التقدير..
،،،
الدفتر:
،،،
سواء أطرقت الباب, أم وقفت إزاءه صامتا محيرا...مترددا أو مستذكرا...مهما كانت فكرتك السابقة وأنت تتجه نحوه..فأنت مازلت ,مزيج الشوق القديم وارتعاشات ذكريات ...من خلف حجب......بعض الأحيان تتضح صوره لتكون حادة واضحة فوق الأنف... طازجة الأوان..دافئة كدثار عبق النكهة. ..غارق في شمس لطيفه ضحى شتاء قشيب في الخارج..والشمس جالسة على الجدار العالي ..بعض الأحيان تكون غائمة في صفحة لا تفهم نفسها...مضطربة المعاني...مختلطة بفقدان أكيد للسيناريو القديم بجمال ألوانه...وتصاعد موسيقاه وحواراته ....للزمن قدرة على الاختباء... تماما مثل الحرباء... مثل فكرة تتطاير عند الصباح. عائدة بدثارها الى كهف الاحلام العميقة ..دائمة الحجب..تضحك عن أسنان ناصعة البياض مشذبه من أيام لدى العيادة.... دائما ما كانت تظهر اسنانها البيضاء ..الاسنان الجميلة المنضدة بدقة...صرفت عليه مبلغا كبيرا....تتلفت يمينا وشمالا تخطف قبلة صغيره عجولة من الخد.....
غريب أنت ؟من أين تأتي بخيالاتك...؟أقول لها للمرة الأخيرة كان الباب يترقب....الذي مر أكثر من عقدين..الشيب انتشر, غزى كل الرأس...وأنت ما زلت جميلة....لا ....اقصد انك أصبحت أكثر جمالا...
تقول تجاملني..... ترفع الخصلات بهزة الى الأعلى....تماما كما تركنا بعض على غير اتفاق.. قدر أحمق كان....كنت الهث ذلك اليوم بين الوزارة ومقر العمل....عدت لأواجه بابا مغلقا...أصدروا أمرا بالإعفاء الكامل...طلب سيدهم المتجهم ان تغلق غرفتي ...ان لا ادخلها مع التحفظ على اية ورقة فيها...حين دلفت من الباب الزجاجي الكبير لآخر مرة لم أكن أعي حالتي...لن تكون سوى أيام للالتحاق بالجيش....الحرب الجديدة على الأبواب...وهكذا تتوسع المسافات..ينتشر الجنود للأقاصي...يملأ الجو غرباء.. غربان زرق...سود...حمم النيران تلتهم المباني المعامل...المؤسسات...الموت يملا الحناجر...القلوب تنقلب قواربها...الرياح دخان..واختناق....الموت, الحرب....كل شيء ساكن....النهر يصرخ من العطش....يصدح الكمان حزنا..تتمزق السنين....المدينة تصبح وراء الظهر....الباب يصطك بالجوع....الحصار...السرطان يرفع رأسه...يكشر أنيابه الحمراء....العواء يتواصل
سيارات الدفع الرباعي...فرق التفتيش...تحرق...تمزق....تتقلب به السنون..يعود عاملا أجيرا....يواصل إصراره على ان يبذل قلبه لأطفاله وزوجته... هم كل ما لديه....لم يحد عن الحب....فقط غرق في أوحال الكدح الآلي اليومي ..الخبزة... مستقبل الأولاد....الغربة الأبدية في أرياف الوطن....هجر القلم إلا في افتتاح الربيع ببضع قصائد تمتلئ بدخان حطب مبلل لا يشتعل.. وزهور متفتحة...بشباك صيد دسم....احتفظ بمكتبته...بعيد القراءة الأثيرة...احتفظ ببعض دفاتر الماضي...دفترها...خط يدها الجميل ... خط اليد اليسرى..لطالما اشتهى ان يلثمها..كان من بين كنوزه السرية....بعد عقدين...ثلاث لن تصدق انه كان يحتفظ بلقطات...بنبضات خالدة..بارتعاشات...وخوف.... لم يكن من حقه البوح به... لقد ابتعدت الشوارع..المواسم.. تقلب الزمن.. اصبحت اما لعائلة كبيرة .. اصبحت اسيرة لخوف دائم.. خوف من حيطان بيت.. حيطان زمن مخيف في ذاته .. هو قد اصبح جدا لعشرات المرات...اليوم يبحث بين المقتنيات.. الجرائد القديمة .. القصاصات.. الكراسات.. اوراق الرسم.. كارتات الاعياد القديمة, سيعثر حتما على دفترها..سيكحل عينية ثانية ..لرقص اليد اليسرى.. اهداءها الخفي .. الحب الذي لم يتم البوح به.. لثلاثة عقود.. اربعة... الى ابد من انتظار.
الأ أن النص الجديد من جنس( الاقصوصة)ونعني بها القصة القصيرة جداً ،وهو بعنوان " الدفتر"..
نضعه بين ايديكم الكريمة،مع التقدير..
،،،
الدفتر:
،،،
سواء أطرقت الباب, أم وقفت إزاءه صامتا محيرا...مترددا أو مستذكرا...مهما كانت فكرتك السابقة وأنت تتجه نحوه..فأنت مازلت ,مزيج الشوق القديم وارتعاشات ذكريات ...من خلف حجب......بعض الأحيان تتضح صوره لتكون حادة واضحة فوق الأنف... طازجة الأوان..دافئة كدثار عبق النكهة. ..غارق في شمس لطيفه ضحى شتاء قشيب في الخارج..والشمس جالسة على الجدار العالي ..بعض الأحيان تكون غائمة في صفحة لا تفهم نفسها...مضطربة المعاني...مختلطة بفقدان أكيد للسيناريو القديم بجمال ألوانه...وتصاعد موسيقاه وحواراته ....للزمن قدرة على الاختباء... تماما مثل الحرباء... مثل فكرة تتطاير عند الصباح. عائدة بدثارها الى كهف الاحلام العميقة ..دائمة الحجب..تضحك عن أسنان ناصعة البياض مشذبه من أيام لدى العيادة.... دائما ما كانت تظهر اسنانها البيضاء ..الاسنان الجميلة المنضدة بدقة...صرفت عليه مبلغا كبيرا....تتلفت يمينا وشمالا تخطف قبلة صغيره عجولة من الخد.....
غريب أنت ؟من أين تأتي بخيالاتك...؟أقول لها للمرة الأخيرة كان الباب يترقب....الذي مر أكثر من عقدين..الشيب انتشر, غزى كل الرأس...وأنت ما زلت جميلة....لا ....اقصد انك أصبحت أكثر جمالا...
تقول تجاملني..... ترفع الخصلات بهزة الى الأعلى....تماما كما تركنا بعض على غير اتفاق.. قدر أحمق كان....كنت الهث ذلك اليوم بين الوزارة ومقر العمل....عدت لأواجه بابا مغلقا...أصدروا أمرا بالإعفاء الكامل...طلب سيدهم المتجهم ان تغلق غرفتي ...ان لا ادخلها مع التحفظ على اية ورقة فيها...حين دلفت من الباب الزجاجي الكبير لآخر مرة لم أكن أعي حالتي...لن تكون سوى أيام للالتحاق بالجيش....الحرب الجديدة على الأبواب...وهكذا تتوسع المسافات..ينتشر الجنود للأقاصي...يملأ الجو غرباء.. غربان زرق...سود...حمم النيران تلتهم المباني المعامل...المؤسسات...الموت يملا الحناجر...القلوب تنقلب قواربها...الرياح دخان..واختناق....الموت, الحرب....كل شيء ساكن....النهر يصرخ من العطش....يصدح الكمان حزنا..تتمزق السنين....المدينة تصبح وراء الظهر....الباب يصطك بالجوع....الحصار...السرطان يرفع رأسه...يكشر أنيابه الحمراء....العواء يتواصل
سيارات الدفع الرباعي...فرق التفتيش...تحرق...تمزق....تتقلب به السنون..يعود عاملا أجيرا....يواصل إصراره على ان يبذل قلبه لأطفاله وزوجته... هم كل ما لديه....لم يحد عن الحب....فقط غرق في أوحال الكدح الآلي اليومي ..الخبزة... مستقبل الأولاد....الغربة الأبدية في أرياف الوطن....هجر القلم إلا في افتتاح الربيع ببضع قصائد تمتلئ بدخان حطب مبلل لا يشتعل.. وزهور متفتحة...بشباك صيد دسم....احتفظ بمكتبته...بعيد القراءة الأثيرة...احتفظ ببعض دفاتر الماضي...دفترها...خط يدها الجميل ... خط اليد اليسرى..لطالما اشتهى ان يلثمها..كان من بين كنوزه السرية....بعد عقدين...ثلاث لن تصدق انه كان يحتفظ بلقطات...بنبضات خالدة..بارتعاشات...وخوف.... لم يكن من حقه البوح به... لقد ابتعدت الشوارع..المواسم.. تقلب الزمن.. اصبحت اما لعائلة كبيرة .. اصبحت اسيرة لخوف دائم.. خوف من حيطان بيت.. حيطان زمن مخيف في ذاته .. هو قد اصبح جدا لعشرات المرات...اليوم يبحث بين المقتنيات.. الجرائد القديمة .. القصاصات.. الكراسات.. اوراق الرسم.. كارتات الاعياد القديمة, سيعثر حتما على دفترها..سيكحل عينية ثانية ..لرقص اليد اليسرى.. اهداءها الخفي .. الحب الذي لم يتم البوح به.. لثلاثة عقود.. اربعة... الى ابد من انتظار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق