قصيد وتعليقان:
،،،
لفت انتباهي هذا النص الذي سننشره مقدّماً للشاعر المصري الشاب احمد نصرالله،وحين قررت التعليق تحت المنشور ،وقع نظري على تعليقين ،لم اجد ضرورة لمزيد عليهما..الاول هو تعليق الاديب الكبير الاستاذ محمد الدمشقي ،والثاني تعليق الاستاذ احمد اسماعيل،وقد قررت نشرهما مع النص مكتفياً،والسلام..
،،،
نص الشاعر:
،،،
"زومبي من الشرق"
مع الاعتذار
لأديبنا الكبير
،،،
انا من الشرق المنسي
حيث كل شىء
ولا شىء
حيث الأنهار التي
تلتحف السراب
حيث الأيام
لاغاية لها غير
تكرار ظلها
فيمكن لشعرة معاوية
اجتزاز عنق جواد في عصر الذرة
النساء الجميلات يرفضن
مصافحتي
فأنا ممتلئ بالفخاخ
فمي موطن للفودو
عيوني مقبرة لألاف النجمات
أخر جوهرة
تمزقت بين
أصابعي
وأنا أطعمها معلقاتي
تقول الاسطورة عني
أنني قابل للإشتعال
في كل المحافل
فأصيص الورد
لا يمنحني الأمان
وشجرة الغرقد
تتعذب بسمي
أنا قنديل أخرس
من الشرق المعتم
الغبار يقضم تفكيري
وكل الحقول
لايستهويها الجراد
السابح تحت جلدي
شرقي أبيض
شرقي أسود
الوباء لا يفرق
بين الألوان
الربيع لايفضل
الفنادق في الشرق
يقول انها لا تصلح
إلا لوجه أيلول الكئيب
حاولت أن أكون
قطا
أو جرذا
أوقرطا في أذن
إمرأة من الشمال
لكن لون دمي
ورائحة الصحراء في صوتي
كانا يفضحاني
من الشرق
تعني أن العالم كله
يراك كزومبي
أيها العصفور
مصيبة كبرى أن تكون
شرقيا وأنت في الغرب
،،،
*
تعليق الاستاذ محمد الدمشقي العزيز:
،،،
نص رائع لخص معاني كثيرة بشمولية رائعة ... زومبي هو هذا المخلوق الذي يسير ميتا ... و شاعرنا يريد أن يقول بأننا فعلا الاموات الاحياء ... و زومبي دموي و نحن للاسف ما زلنا نخوض في فتن دموية منذ مئات السنين و نخرب كل شيء و لا نتعظ ... لم نعرف بعد كيف نطفئ فتنة من الاحق بالخلافة ... قتلنا كل شيء و دفناه في ماضينا القاتم و لم نساير لحن الحياة ... نتباهى بمعلقات و شعر و سخافات و غيرنا وصلوا الى القمر و المريخ و اخترعوا الكمبيوترات و الموبايلات و الصحون الطائرة ... نعيش على الوهم و نتصارع بينما يتربص بنا أعداؤنا و يمتصون خيراتنا ..فصرنا في أسفل الركب و على هامش الحياة منبوذين مربوطين بالارهاب ظلما .... ما اروعك من شاعر واقعي عميق..
اما من حيث الشكل الخارجي و البناء فقد استخدم الشاعر الأنا الجمعية كنموذج للشرقي الذي شبهه بالزومبي ... و استخدم في البداية توصيفا خارجيا داخليا من خلال رمزية متقنة ( تكرار ظلها ) صورة ممتدة الابعاد ... و بقي على الصيغة الذاتية طوال النص حيث ياء الملكية ( عني .. سمي .. تفكيري .. جلدي ..صوتي ... الخ )
النص بعيد عن المباشرة رغم وضوح الفكرة و السبب أن شاعرنا دعم كل عبارة بانزياح أو مجاز أو تراسل حواس كقوله مثلا ( لكن لون دمي و رائحة الصحراء في صوتي كانا يفضحاني )
البعد السياسي الانساني كان حاضرا عبر اسقاطات ذكية ( شعرة معاوية .. موطن للفودو .. قابل للاشتعال .. )
نص مميز حقا كان البناء فيه تصاعديا في محاولة لتلخيص كل أمراض الشرق و تناقضاته الفكرية ... كما ان الشاعر ابتكر زمكانية شمولية لأنه يرى أن الشرق هنا ليس جهة بل هو سلوك و فكر يجب تقويمه فامتد الحديث عن الشرقي عبر كل أزمنته و أينما تواجد ... و شكرا للشاعر أحمد نصر الله على النص الراقي و تحية دمشقية لك أستاذنا الحبيب آفاق نقديه
...
*
تعليق الاستاذ Ahmad Ismailالفاضل:
،،،
لله درك هذا ليس إلا ثقافة في الإبداع
عنوان يرسم الشراهة في القراءة
زومبي الراقصون على لحن الدماء
تخطفها الخاتمة بأنها تهمة كل عصفور شرقي
لتبدأ الحبكة في شرق منسي في كل شيء ولايملك شيء
هي فقط تلتحف ظلا أو سراب
هو مصدر لكل صور الكوابيس
التي نسجتها الاساطير والملاحم
في الوقت الذي يبحث فيه العصفور عن عش يمنحه الأمان لأن شجرة الغرقد دؤوبة في بث سمها في الطعام والشراب والشراب واللباس وحتى في اكسير غسيل العقول
ليبقى شمعة بلا فتيل
ويستمتع التفكير ببقاياالغبار الذي أفناه التصحر حتى بات كقطعة خردة
لاتستهوي احدا بل ينظر إليها بازدراء
لافرق في اللون فالكل عصافير
ثم بيان ما آل إليه وضع الحقل في حضور أيلول وكيف بات يخشاه الربيع
ثم صور رائعة لتلون البعض على أمل أن يكون قطعة من الغرب
عبثا ابسط شيء فيه يفضح........ صوته
الخاتمة مذهلة بامتياز
تصوير حقيقي لنظرة العالم للعصفور
لينتقل المشهد للغرب في أجمل مشهد
مصيبة كبرى أن تكن
شرقي وأنت في الغرب
هذا ما أسعفني به المداد
دمت للإبداع عنوان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق