الجمعة، 21 سبتمبر 2018

سجين في ساعة الرمل بقلم / غسان الحجاج

سجين في ساعة الرمل
........................
السهرُ زلزالٌ مستمر.
وعينايَ كهفانِ يرتجفان،
نيران الاشواق
بردٌ بلا سلام .
ذكريات الوداع تكسر قلبي
كل حين.
اضلاعي سلّمٌ
لحبيبةٍ ما
عادت تجيد التسلق،
هوانا يرتعشُ
من هول الانهيار الاخير.
قلت لها تسلّقي
كما يحلو لكِ ان تعذبيني
فما عاد الأسى غريباً..
رئتايَ من سلالة التنانين،
عجبا لقلبي المسموع الوجيب،
كأنه عصْرٌ سديمي يمارس لعبة الانفجار
أعصاب المسافةِ
قِدْرٌ يغلي على نار الغضا
وهواجسي شموعٌ تأبى ان تذوب .
فتيلها خرافةٌ
من البرق السادر
صمتي العتيق يقهقه ألماً!!
" الطير يرقصُ مذبوحاً..."
ذلك الذي يشبهني
ذلك الذي حقق معي معادلته الكاملة
فأنا وهو صنوان
من شريحةٍ واحدة.
لم اعدْ ارى أيَّ انعكاسٍ لصورتي القديمة
في بكاء الغيوم
كما كنت في ربيع المواسم
يبدو انهم
سرقوا ظلي المشاغب
بحجة نيةِ الانقلاب على غياهب الغيلان.
السبات الذي غزلته العناكب الغريبة الاطوار
توابيتٌ فاغرةُ الافواهِ
هنا في بلاد الهجير الموتُ يشعر بالتعب
ضجرٌ هنالك في بلاد الضباب
الجحود يأكل ملامحَ الوطن
وانا انظر بلا عيونٍ
سجين في ساعة الرمل
تلك التماثيل تغتابني،
حينما ابصرتني باحثاً عن فأسٍ أبي القديمة
ضحكتْ!!
لأنني كبيرهم الذي أنكرهم
بعد ان غير الحبُّ لون الطين الحميم.
سأطلب العفو من عشيرتي،
أعرافها الموتورةُ
لا تؤمنُ بأساطيِر الهوى.
كانوا على حق،
الانكسارُ واحدٌ
في نهاية المطاف،
والقطيعةُ
فأسٌ لا ترحم.
مهلاً ايتها الريح الشاحبة
فتلك بقاياي
لا تطئيها بأقدام الرمال الكاذبة.
عجباً كيف عدتُ الى سيرتي الاولى
لكنَّ العصرَ السديميَّ مازال يطاردني
ساعةُ الرملِ
تحتجز عينيَّ
تحت الاقامة الجبرية
وما زلتُ
رغم القضبانِ
أسمع صوتَ النحيبٍ البعيد
والوجيب القريب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق