من بين الكثير مما قيل عن هذا النص الجامع للأشراط التي ننحاز اليها شخصياً..واهمها اكتناز النص بالموضوعة والإطروحة..الوحدة العضوية المنطوية على وحدة الموضوع ..نضج الأدوات التعبيرية..قوة النشاط النفساني..الجرأة الادبية ذاتياً حد الإفتضاح الإيجابي،وموضوعياً حد وضع الأصابع على اعمق جراح الواقع المصاب بالكساح بل بالخراب..
ثانية اذن..مع عبدالنور الهنداوي وأرضه الخراب الواسعة النطاق على مساحة امة كاملة من المحيط الى الخليج،من دون ان يسمي الا عبر صرخته الاخيرة ..امتي امتي..
سنختار تعليق الاديب الاستاذ احمد الشبليahmad alchebliلنقدم به نص الهنداوي مع خالص المودة وبالغ الاعتزاز..
،،،
نص تعليق الشبلي:
،،،
انا لا أحبذ النصوص الطويلة ....ولكن نصوصك ترغمني على قراءتها من أولها الى آخرها وربما أكثر من مرة ،فأنت كسرت كل القواعد وهذا النص الذي يبتدأ بالسؤال عن الموت وينتهي بفم حاف وواضح يحتفظ بقمر سارح خارج الليل كي ترسم السؤال وبين السؤالين يتدحرج الموت والألم والمعاناة وتحضر الجورنيكا بما تمثل من ابداع لبيكاسو لوحة خلدت ويلات الحرب الأهلية في اسبانيا لتفتح لنا عمق المأساة التي نعيشها وتعيشها أوطاننا المتلاصقة والتي تنز بالصديد من جراح لم تندمل ومن جثث تتراكم كل يوم ومن جوع يتكرش السياسيون من ورائه فهم يلتهموننا أياءا ويقيئون جثثنا في كل يوم أوطاناً منهوبة وحرية مصلوبة واستبداداً مقيماً تأبَد فينا منذ ألف وأربعمائة عاماً ..
جهل وفقر وأمية وتديّن منافق أعمى ومجرم بعيد عن المحبة والتسامح والرحمة..
والمفارقة أن القرآن الكريم يبتدأ بقسم بالرحمة وتتكرر في بداية كل سورة ولا نرى الا العنف (المقدس)!!? ومن جانب آخر فالنخب العلمانية مترهلة وانتهازية وبعيدة عن الواقع ولم تنتج فكرا تنويرياً الا قلة قليلة ممن أخلصوا لفكرهم وابتعدوا عن الحزبية والأحزاب الفاشلة المنسوخة عن بعضها وكل هذه الزلازل التي أصابت منطقتنا لم تخلخل الثوابت التقليدية المقيمة فينا الا بشكل بسيط نتمنى أن تكبر دائرة تأثيرها وتمتد كتسونامي يجرف كل هذا القبح .دمت بخير صديقي المبدع عبد النور الهنداوي..
،،،
النص:
.......
ما هي الأشياء التي أكبر من الموت؟!
،،،
أعيش كمن يلتقط الطيور الجريحة ويلتهمها نيّئة
ألتهمها بقوة مفضوحة
وطبيعة // غارقة /// في شهد أشيائها
إنه صوت يشبه مرور الزمن
إنه تحليل الحقيقة إلى عناصرها
وآهٍ لو كنت أستطيع أن أكون شخصاً مجرّداً
أعقد الصفقات مع الدموع
لأكون أكثر // معرفة بصلابة المعجزة
وتكوين مسافة
كي يتكئ عليها القلب
هكذا مدّ الضوء ذراعه والتقطني مبعثراً
وظللّني بجرأته // لأعرف أكثر عن رائحة الطريق
كدت أنكسر //
لأكون واضحاً
وكدت أكون مثل رصاصة
كي لا أبالغ بالبقية الباقية لولادة جديدة للعبث
من بطن المعجزة
أطلَقت الغابة عارها // وطيورها ، وكمية لا بأس بها من الغثيان
أطلقت الرغبة صراخها // إلى قاع الذاكرة
وأسندوا ظهورهم كالصوَر المشوهة // الخليعة
بعيداً عن انهيار المعنى لهذا التراب
هناك من يستقبل أفواهنا العزيزة كي يبرعم الندم
والحرب
تحتسي ابتساماتنا المهشّمة
أذكر أنني تركت وجهي في مكان ما /مدفونا في مكان ما
مع أفكاره الفاتكة
يقذف كل ما لديه بل كل ما يملك باتجاه سهام الضوء
وعتبات البيوت
هو في صمته يحاور نساء الأرض /// كي يلدن يابسة مهيّأة
للرقص
هو وحده يقتفي ظِلالنا
يمتلئ بالثقوب كي لا يميل الشجر // أو أن هناك ما يشغله عن إرسال الآهات النظيفة
لقد دُخت من غيابٍ شيّع صوته ليكتظ بما هو ضروري لتفاصيل الأشياء
إنه الفزع الذي انتظرنا وانتظرناه
إنه صراخنا البطيء الممتلئ بالرماد ////
نتغرغر بالتراب
كي لا يموت القلب
نواجه الدموع أينما تكون
لا العشق يمنعنا من إزالة مسامير اللحم من وجوهنا
ولا الطعنات // تعيدنا إلى أكتاف الطفولة المهزوزة
كآخر موت
رأيت فيما يرى النائم / أننا مشغولون بابتلاع الفداحةِ
حتى لو لم تكن فادحة
نفاضل بين المراثي وبين الزنازين الخارجة عن وقارها
نبدع في السيَر الذاتية لطيور ممتلئة بأنصاف أجسادها
نتسوّل فضاءً / مغلقاً تماماً
طبعا أنا أتحدث عن آخر موت التصقت به
وأتسلسل كالشهوة باسطا الدقائق والحزن
فوق أريكة من المطر الطائش
ولا خيار سوى افتضاض العزلة وتجويف التراب
ودفع الأقنعة "بطرقات " سلكناها سابقاً دون معرفة
ودون اشتياق لذاك الجليد الذي جاء بما تشتهي
أيها العراء الذي طوانا وفاض في كل ثغر
أنا هربت أمامك كما يهرب الثمر
وتركت أوراقك الجليلة
لتظهر فقط أمام الذي ابتسم // ليستردّ لنا رفرفةً تشبه
الهتاف
وتشبه الحرية
كنت أشبه كل شيء
وكنت أفترض
أنني سأعود مثل قصيدة مخلوطة بالدم
كنت أحاول أن أضيء عظام القادة
وأكتفي بالمقامرة //// للتضحية بالوداع وأمهات الأسئلة
لم أعتذر مطلقاً من الوقت
ولم أقترب من النداءات
لم أقف أمام ثكنة
ولم أتظاهر أنني صخرة
كنت أركض / وأركض كي لا أتعثّر بالعدم
كنت مثل آهٍ مؤكّدة
ومثل ازدحام الآلام.
بعض الأشياء التي لم أتذكرها
قامَرت بسلاحها الرخيص
وتحركت رويداً رويداً لتُدْهِش التراب الذي لا يؤمن بالودائع
ولا إنجاب الحجارة المختومة بالعمق والإنكفاء
الصمت قلادة نزيّن بها أمّنا الحرون
نعاتب المحاريب في علّوها لإلقاء الخُطب وانتظار برقٍ لا ينام
كل شيء يحترق
كل شيء نراه // نستعمله قفصاً للعاصفة
مثلاً : الماء جرّد نفسه ليختلط بالقامات والأناشيد التي لا
تطاق
الجلجلة: خاطبت ظلّها // وتجرّأت على رغبات كشفت عن مأواها
وصارت أكثر طولاً من الحواس
الخراب .. هو الذي يشبه إلى حدّ ما قائد تغلغل بضوء القمر
ودجّج أصابعه بإصرار // على قذف الموبقات وجبر الخواطر
والحفاظ على أشياء ارتطمت بالوعي // وحاولت أن تكون
نواة لزغرودة تخلّد الرغبات
ها أنا أيتها الوديعة أتماسك مثل ضجيج فارغ / وَ // مثل محاكمة عادلة للطعنات / والمرايا ومستوطنات الجفاف
أشتهي مرة واحدة أن أُزهر بالنقائض
أو كتاريخ يمتصّني خطأً لدونية الدموع وشطوط القادةِ
البُلغاء
ومع ذلك // أحاور معناي
لأبرهن أنني مثل آلة معطّلة
يا للخوف
الذي اكتشفني وأنا على هيئة برق غشيم
وإن كَفَني صاح مرة واحدة بوعي
عِمتم أيها الذين نهضتم أمام المسافات ليورق البديل
وبورك الذي قاسمنا شارعاً هدّمنا
واستبسل بإقامته الجبرية مع صديقنا الصوت
كان مثل تجريد السلاح
بل مثل طائرة أنيقة / في متاهة
وتتلألأ مثل قطعة من عذاب العالم السفليّ
عندي _ نقص في الصراخ والكثير الكثير من الوراء
عندي _ زحاج ساخن يلعب بالسراب
ويحتسي أسرارنا المشبعة بالرعونة والخونة
ذا هو سيدنا النوم // يتغمّد فراغا صارخاً قاصداً خرائبنا
ليصول في مشاريع تترصّد يوم الدفن
نحن ذاهبون صوب مجدخارج المكان
وأطول من جليدٍ
يحتفظ بالقصائد التي كتبت في الذين ناموا وهم يناقشون
فصاحة الطريدة
والرفوف التي كسرت ملكات الفصاحة // ورموز الأوباش
/// وملاذات الذين يمتطون صهوات الأفخاذ المهولة
كل شيء وراء الباب
لحظة بلحظة //
يتحوّل إلى نبض // و /// شرائع
وأجساد تتراكض للإحتفاظ بنكهة الرخام وبأسئلة تجرح
كل من يدخل بيت الشهوات
لقد ضاعت الأجوبة
وضاعت الذكريات
وصارت الرايات تنهش كل شيء
وتبدع في قطاف الأسماء المرفوعة كالنعش
الحيطان أفرطت في الحديث عن تساقط الأمتعة " والقبور
الحنونة"
وأتذكّر كيف وجهي كان جاّداً في التحدّي كي يظل مطارداً
كيف تتوقف التجاعيد التي وَسَمَتْه بالدمع وبعض الأبواب
المغلَقة
دائماً أمامي كائنات تتجلّى باحترازها كي لا ترتعد
دائماً تزورنا السحب وتنتطر كيف عيوننا تراقب مشيئة
جائعة
وتنزف أمام الوداع الأخير
من فم المسدسات
تخرج الأطعمة الفاخرة للإحتفاظ بأضرحة من العشب
من أوّل الجنود
يتكوّن الحليب المثير للشفقة كي تطل الوصايا برؤوسها
معلنة ظهور الشعث ونوافذ تلعب بالوضوح.
من قاع القهوة العربية
امتلأنا بالسكاكر الغامضة لإطلاق التأوهات أمام الغابات
المعقّدة / والعذراء / وذبذبات الغياب
من أولنا إلى آخر الذروة
صقلتنْا العبقرية / كي لا تنخّ أمام معرفة ترتجف
وتركنا كل الحيطان الواطئة لفصاحتها لإجلاء الرؤوس
من ربقة النواميس الموضوعة على رفّ " البارانويا "
إنه زمن الذين " لم يرتكبوا " الإثم
وفسق الإغراءات
رفع الغطاء عن الصقور والحمائم / وعناكب الزيزفون
نسوّر ماءنا بالأبخرة / وملابس الفاتنات
نختبئ لالتهام أصابعنا خوفاً من تنامي الرماد
نهيل التراب على كل شيء
ونتداول أطراف الجوع والإنتصارات
لن أكون أكثر مودة // من كَفَنٍ حولناه إلى راية ووجبات هائلة
ولن أطلب أكثر من بقعة ضجيج أدندن معها أغنية تدلّني على الماء
هو / هو
الذي دخل إلى بيتنا دون خجل يريد الوداع
وأيضاً
يريد أن يتحوّل إلى مسيح يحب الشِعر والفراشات
وأسباب النزول
وأيضا
يريد من أصابعي أن تتحوّل إلى حِنطة مرشوشة في الساحات / وبين القناديل / والأموات / و
أشجار لا تعرف من الغابة غير الوجوه اليابسة
كم مرة ولدت " عاريا "
كم هي الأسئلة التي لا تفرّق بين تفاحة ودبابة خفيفة الظل
وكم من مرة
اكتشفنا أننا نحمل أفكاراً دون خيار
باسمي أنا وحدي
_ سأ ستيقظ معلناً أنّ شمعة فقدت عذريتها أمام غيمة من المعدن
_ وسأنام بإيحاء من السيد المبلّل بجبرالكسور وخذلان
المحاصيل النبيلة
_ ولأنني دائم البحث عن مكان أتّقي جسدي وعزلته الوارفة؟
زغردت أصابعي كلّها معلنة الإنفجار العظيم
تحدّق في تيار الوعي
وجاذبية اللاهوت
وتسلسل القهرمانات
والأحفاد الذين يباهون اللغة // " بإنتاج القِردة "
لا فرق / لا فرق / لا فرق
بين العثور على فائض الجثث " وكاسات الكوكتيل "
وبين سيدة اسمها " قُبلة الكاو بوي "
وبين البديل الفلسفي " للجورنيكا "
وبعد
صرت أدقّ الغبار // لألتهم سطوعه البائد
ولأستتر بالشمع ورذاذ الغرائز ونهايات الأغراب
أُناجي" عمائي " حين لم يكن عندي من التعاويذ ما أشدّ
بها منتهاي
هو الخوف خوفي
أرتاده بشغف وأنا أحتسي ضباب الحياة
حيث أنني نبوءة أعماقي
ورصاص يقرع صيرورة الومض وأركان المقابر
لقد أثقلت عليك أيها العطش
وأشرقت فيك
وابتكرت لك ارتداد الحرّاس كي لا يغشاك الضياع
حتى النوم الذي تعرفه / تجلّى وتخبّط في الرؤيا
وناقض النهار باتجاهاته " ليعاود " تدرّجه كما لو كان بهياً
مرشوماً بالرموز وتماوت الجنون
أترصّد كل فراغ قريب
وكل خلاص يسابق قسوة الخطى
أمتي أمتي
الوصايا هائلة
وأنا صرت بطيئاً
كلغم يريد أن يمرّ
لكن فمي
وحده مرّ حافياً / واضحاً
محتفظاً بقمر يسرح خارج الليل
يشدّنيكي أرسم السؤال
ثانية اذن..مع عبدالنور الهنداوي وأرضه الخراب الواسعة النطاق على مساحة امة كاملة من المحيط الى الخليج،من دون ان يسمي الا عبر صرخته الاخيرة ..امتي امتي..
سنختار تعليق الاديب الاستاذ احمد الشبليahmad alchebliلنقدم به نص الهنداوي مع خالص المودة وبالغ الاعتزاز..
،،،
نص تعليق الشبلي:
،،،
انا لا أحبذ النصوص الطويلة ....ولكن نصوصك ترغمني على قراءتها من أولها الى آخرها وربما أكثر من مرة ،فأنت كسرت كل القواعد وهذا النص الذي يبتدأ بالسؤال عن الموت وينتهي بفم حاف وواضح يحتفظ بقمر سارح خارج الليل كي ترسم السؤال وبين السؤالين يتدحرج الموت والألم والمعاناة وتحضر الجورنيكا بما تمثل من ابداع لبيكاسو لوحة خلدت ويلات الحرب الأهلية في اسبانيا لتفتح لنا عمق المأساة التي نعيشها وتعيشها أوطاننا المتلاصقة والتي تنز بالصديد من جراح لم تندمل ومن جثث تتراكم كل يوم ومن جوع يتكرش السياسيون من ورائه فهم يلتهموننا أياءا ويقيئون جثثنا في كل يوم أوطاناً منهوبة وحرية مصلوبة واستبداداً مقيماً تأبَد فينا منذ ألف وأربعمائة عاماً ..
جهل وفقر وأمية وتديّن منافق أعمى ومجرم بعيد عن المحبة والتسامح والرحمة..
والمفارقة أن القرآن الكريم يبتدأ بقسم بالرحمة وتتكرر في بداية كل سورة ولا نرى الا العنف (المقدس)!!? ومن جانب آخر فالنخب العلمانية مترهلة وانتهازية وبعيدة عن الواقع ولم تنتج فكرا تنويرياً الا قلة قليلة ممن أخلصوا لفكرهم وابتعدوا عن الحزبية والأحزاب الفاشلة المنسوخة عن بعضها وكل هذه الزلازل التي أصابت منطقتنا لم تخلخل الثوابت التقليدية المقيمة فينا الا بشكل بسيط نتمنى أن تكبر دائرة تأثيرها وتمتد كتسونامي يجرف كل هذا القبح .دمت بخير صديقي المبدع عبد النور الهنداوي..
،،،
النص:
.......
ما هي الأشياء التي أكبر من الموت؟!
،،،
أعيش كمن يلتقط الطيور الجريحة ويلتهمها نيّئة
ألتهمها بقوة مفضوحة
وطبيعة // غارقة /// في شهد أشيائها
إنه صوت يشبه مرور الزمن
إنه تحليل الحقيقة إلى عناصرها
وآهٍ لو كنت أستطيع أن أكون شخصاً مجرّداً
أعقد الصفقات مع الدموع
لأكون أكثر // معرفة بصلابة المعجزة
وتكوين مسافة
كي يتكئ عليها القلب
هكذا مدّ الضوء ذراعه والتقطني مبعثراً
وظللّني بجرأته // لأعرف أكثر عن رائحة الطريق
كدت أنكسر //
لأكون واضحاً
وكدت أكون مثل رصاصة
كي لا أبالغ بالبقية الباقية لولادة جديدة للعبث
من بطن المعجزة
أطلَقت الغابة عارها // وطيورها ، وكمية لا بأس بها من الغثيان
أطلقت الرغبة صراخها // إلى قاع الذاكرة
وأسندوا ظهورهم كالصوَر المشوهة // الخليعة
بعيداً عن انهيار المعنى لهذا التراب
هناك من يستقبل أفواهنا العزيزة كي يبرعم الندم
والحرب
تحتسي ابتساماتنا المهشّمة
أذكر أنني تركت وجهي في مكان ما /مدفونا في مكان ما
مع أفكاره الفاتكة
يقذف كل ما لديه بل كل ما يملك باتجاه سهام الضوء
وعتبات البيوت
هو في صمته يحاور نساء الأرض /// كي يلدن يابسة مهيّأة
للرقص
هو وحده يقتفي ظِلالنا
يمتلئ بالثقوب كي لا يميل الشجر // أو أن هناك ما يشغله عن إرسال الآهات النظيفة
لقد دُخت من غيابٍ شيّع صوته ليكتظ بما هو ضروري لتفاصيل الأشياء
إنه الفزع الذي انتظرنا وانتظرناه
إنه صراخنا البطيء الممتلئ بالرماد ////
نتغرغر بالتراب
كي لا يموت القلب
نواجه الدموع أينما تكون
لا العشق يمنعنا من إزالة مسامير اللحم من وجوهنا
ولا الطعنات // تعيدنا إلى أكتاف الطفولة المهزوزة
كآخر موت
رأيت فيما يرى النائم / أننا مشغولون بابتلاع الفداحةِ
حتى لو لم تكن فادحة
نفاضل بين المراثي وبين الزنازين الخارجة عن وقارها
نبدع في السيَر الذاتية لطيور ممتلئة بأنصاف أجسادها
نتسوّل فضاءً / مغلقاً تماماً
طبعا أنا أتحدث عن آخر موت التصقت به
وأتسلسل كالشهوة باسطا الدقائق والحزن
فوق أريكة من المطر الطائش
ولا خيار سوى افتضاض العزلة وتجويف التراب
ودفع الأقنعة "بطرقات " سلكناها سابقاً دون معرفة
ودون اشتياق لذاك الجليد الذي جاء بما تشتهي
أيها العراء الذي طوانا وفاض في كل ثغر
أنا هربت أمامك كما يهرب الثمر
وتركت أوراقك الجليلة
لتظهر فقط أمام الذي ابتسم // ليستردّ لنا رفرفةً تشبه
الهتاف
وتشبه الحرية
كنت أشبه كل شيء
وكنت أفترض
أنني سأعود مثل قصيدة مخلوطة بالدم
كنت أحاول أن أضيء عظام القادة
وأكتفي بالمقامرة //// للتضحية بالوداع وأمهات الأسئلة
لم أعتذر مطلقاً من الوقت
ولم أقترب من النداءات
لم أقف أمام ثكنة
ولم أتظاهر أنني صخرة
كنت أركض / وأركض كي لا أتعثّر بالعدم
كنت مثل آهٍ مؤكّدة
ومثل ازدحام الآلام.
بعض الأشياء التي لم أتذكرها
قامَرت بسلاحها الرخيص
وتحركت رويداً رويداً لتُدْهِش التراب الذي لا يؤمن بالودائع
ولا إنجاب الحجارة المختومة بالعمق والإنكفاء
الصمت قلادة نزيّن بها أمّنا الحرون
نعاتب المحاريب في علّوها لإلقاء الخُطب وانتظار برقٍ لا ينام
كل شيء يحترق
كل شيء نراه // نستعمله قفصاً للعاصفة
مثلاً : الماء جرّد نفسه ليختلط بالقامات والأناشيد التي لا
تطاق
الجلجلة: خاطبت ظلّها // وتجرّأت على رغبات كشفت عن مأواها
وصارت أكثر طولاً من الحواس
الخراب .. هو الذي يشبه إلى حدّ ما قائد تغلغل بضوء القمر
ودجّج أصابعه بإصرار // على قذف الموبقات وجبر الخواطر
والحفاظ على أشياء ارتطمت بالوعي // وحاولت أن تكون
نواة لزغرودة تخلّد الرغبات
ها أنا أيتها الوديعة أتماسك مثل ضجيج فارغ / وَ // مثل محاكمة عادلة للطعنات / والمرايا ومستوطنات الجفاف
أشتهي مرة واحدة أن أُزهر بالنقائض
أو كتاريخ يمتصّني خطأً لدونية الدموع وشطوط القادةِ
البُلغاء
ومع ذلك // أحاور معناي
لأبرهن أنني مثل آلة معطّلة
يا للخوف
الذي اكتشفني وأنا على هيئة برق غشيم
وإن كَفَني صاح مرة واحدة بوعي
عِمتم أيها الذين نهضتم أمام المسافات ليورق البديل
وبورك الذي قاسمنا شارعاً هدّمنا
واستبسل بإقامته الجبرية مع صديقنا الصوت
كان مثل تجريد السلاح
بل مثل طائرة أنيقة / في متاهة
وتتلألأ مثل قطعة من عذاب العالم السفليّ
عندي _ نقص في الصراخ والكثير الكثير من الوراء
عندي _ زحاج ساخن يلعب بالسراب
ويحتسي أسرارنا المشبعة بالرعونة والخونة
ذا هو سيدنا النوم // يتغمّد فراغا صارخاً قاصداً خرائبنا
ليصول في مشاريع تترصّد يوم الدفن
نحن ذاهبون صوب مجدخارج المكان
وأطول من جليدٍ
يحتفظ بالقصائد التي كتبت في الذين ناموا وهم يناقشون
فصاحة الطريدة
والرفوف التي كسرت ملكات الفصاحة // ورموز الأوباش
/// وملاذات الذين يمتطون صهوات الأفخاذ المهولة
كل شيء وراء الباب
لحظة بلحظة //
يتحوّل إلى نبض // و /// شرائع
وأجساد تتراكض للإحتفاظ بنكهة الرخام وبأسئلة تجرح
كل من يدخل بيت الشهوات
لقد ضاعت الأجوبة
وضاعت الذكريات
وصارت الرايات تنهش كل شيء
وتبدع في قطاف الأسماء المرفوعة كالنعش
الحيطان أفرطت في الحديث عن تساقط الأمتعة " والقبور
الحنونة"
وأتذكّر كيف وجهي كان جاّداً في التحدّي كي يظل مطارداً
كيف تتوقف التجاعيد التي وَسَمَتْه بالدمع وبعض الأبواب
المغلَقة
دائماً أمامي كائنات تتجلّى باحترازها كي لا ترتعد
دائماً تزورنا السحب وتنتطر كيف عيوننا تراقب مشيئة
جائعة
وتنزف أمام الوداع الأخير
من فم المسدسات
تخرج الأطعمة الفاخرة للإحتفاظ بأضرحة من العشب
من أوّل الجنود
يتكوّن الحليب المثير للشفقة كي تطل الوصايا برؤوسها
معلنة ظهور الشعث ونوافذ تلعب بالوضوح.
من قاع القهوة العربية
امتلأنا بالسكاكر الغامضة لإطلاق التأوهات أمام الغابات
المعقّدة / والعذراء / وذبذبات الغياب
من أولنا إلى آخر الذروة
صقلتنْا العبقرية / كي لا تنخّ أمام معرفة ترتجف
وتركنا كل الحيطان الواطئة لفصاحتها لإجلاء الرؤوس
من ربقة النواميس الموضوعة على رفّ " البارانويا "
إنه زمن الذين " لم يرتكبوا " الإثم
وفسق الإغراءات
رفع الغطاء عن الصقور والحمائم / وعناكب الزيزفون
نسوّر ماءنا بالأبخرة / وملابس الفاتنات
نختبئ لالتهام أصابعنا خوفاً من تنامي الرماد
نهيل التراب على كل شيء
ونتداول أطراف الجوع والإنتصارات
لن أكون أكثر مودة // من كَفَنٍ حولناه إلى راية ووجبات هائلة
ولن أطلب أكثر من بقعة ضجيج أدندن معها أغنية تدلّني على الماء
هو / هو
الذي دخل إلى بيتنا دون خجل يريد الوداع
وأيضاً
يريد أن يتحوّل إلى مسيح يحب الشِعر والفراشات
وأسباب النزول
وأيضا
يريد من أصابعي أن تتحوّل إلى حِنطة مرشوشة في الساحات / وبين القناديل / والأموات / و
أشجار لا تعرف من الغابة غير الوجوه اليابسة
كم مرة ولدت " عاريا "
كم هي الأسئلة التي لا تفرّق بين تفاحة ودبابة خفيفة الظل
وكم من مرة
اكتشفنا أننا نحمل أفكاراً دون خيار
باسمي أنا وحدي
_ سأ ستيقظ معلناً أنّ شمعة فقدت عذريتها أمام غيمة من المعدن
_ وسأنام بإيحاء من السيد المبلّل بجبرالكسور وخذلان
المحاصيل النبيلة
_ ولأنني دائم البحث عن مكان أتّقي جسدي وعزلته الوارفة؟
زغردت أصابعي كلّها معلنة الإنفجار العظيم
تحدّق في تيار الوعي
وجاذبية اللاهوت
وتسلسل القهرمانات
والأحفاد الذين يباهون اللغة // " بإنتاج القِردة "
لا فرق / لا فرق / لا فرق
بين العثور على فائض الجثث " وكاسات الكوكتيل "
وبين سيدة اسمها " قُبلة الكاو بوي "
وبين البديل الفلسفي " للجورنيكا "
وبعد
صرت أدقّ الغبار // لألتهم سطوعه البائد
ولأستتر بالشمع ورذاذ الغرائز ونهايات الأغراب
أُناجي" عمائي " حين لم يكن عندي من التعاويذ ما أشدّ
بها منتهاي
هو الخوف خوفي
أرتاده بشغف وأنا أحتسي ضباب الحياة
حيث أنني نبوءة أعماقي
ورصاص يقرع صيرورة الومض وأركان المقابر
لقد أثقلت عليك أيها العطش
وأشرقت فيك
وابتكرت لك ارتداد الحرّاس كي لا يغشاك الضياع
حتى النوم الذي تعرفه / تجلّى وتخبّط في الرؤيا
وناقض النهار باتجاهاته " ليعاود " تدرّجه كما لو كان بهياً
مرشوماً بالرموز وتماوت الجنون
أترصّد كل فراغ قريب
وكل خلاص يسابق قسوة الخطى
أمتي أمتي
الوصايا هائلة
وأنا صرت بطيئاً
كلغم يريد أن يمرّ
لكن فمي
وحده مرّ حافياً / واضحاً
محتفظاً بقمر يسرح خارج الليل
يشدّنيكي أرسم السؤال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق