الاثنين، 4 فبراير 2019

إطلالة نقدية سريعة على عوالم الجعفري: بقلم المهندس/ غسان الحجاج

ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏




بعد قراءة نص الشاعر علي.ابو.ضحئ الجعفري حضر هذا البيت الشعري في ذهني(اغضب صديقك تستطلع سريرتهُ
للسر نافذتان السكر والغضبُ)..*
وكلا الحالتين اشبه بالجنون اذ ان الاغتراف من الهذيانات بمختلف أنواعها حتى الجنوني منها هو بوصلة صدق شعوري توصل الى الوجهة المقصودة بطريقة عجائبية لأنها ترشد إلى أعماق الذات.
ومن الواضح ان الذي اغضب شاعرنا ليس صديقه بالمرة انما هو عدوه اللدود بل عدو الوطن لان الشاعر هنا يمثل الشعب بطبيعة الحال هذا الغضب تحول الى سكرٍ لان ضغوطات المآساة تجعلك تشعر بالترنح وانت تتلقى اللكمات في حلبة الحياة لكنها عملية البقاء حياً دون ان يتشوه الضمير من هنا جاءت مفردة الهذيان في العنوان لتكون مفتاح النص للمتلقي من جهة ليشرع في البحث وترجمة ما يمكن الوصول اليه من التأويلات ومن جهة اخرى أيضاً كان العنوان مفتاحا للشاعر نفسه ليفتح أبواب التداعي الحر من دون الرضوخ الى القوالب الجاهزة انما هي رحلة في الذات وعكس احداثيات الرؤية بالمختبئ المتواري الذي يتشظى معناه كلما اقتربنا من الولوج الى نافذة تناسلت نوافذ اخرى .
فمن الجلي يتضح ان التداعي كان سرياليا ليؤكد ان الغضب كان مصحوباً بالسكر وهذا ما أشار اليه في الشخصية الشعرية المصاحبة لإحداث النص السردية بحلتها الفوق واقعية هي اقرب لعوالم الاحلام التي لا تقيدها المحددات المادية لتطوف خارج القوانين الطبيعية ولكن الاعتراف جاء مبطناً هي اذن شيفرة العارفين يتناقلونها فيما بينهم بعيداً عن المتصيدين في الماء العكر ...
( اصطدم به الليل) لماذا الليل بالذات ربما لان حجم الليل يتناسب مع حجم سوداوية الواقع كان هؤلاء المختبئون خلف كواليس المعنى كتلاً متعددةً ولكنها متشابة المضمون المقيت من هنا يتجلى كنه النص بانه لافتة احتجاج متوارية داخل الجلباب السريالي اذ ان التداعي السريالي هبط في المخيلة وعكسته المخيلة على هيئة صورٍ شعريةٍ فهذا الهدوء الذي طالما كان طفلا يتأرجح في قلب الشاعر ليصرخ عندما يحتاج الى ذلك اما عاصفته فهي حشرجات ينفثها الشاعر من روحه ويصادف ان توقيتها يكون في الليل عندما يطل بوجهه المسالم وجه الليل الحقيقي الذي يمسح على رؤوس العاشقين حتى يخيل لي ان الشاعر اعتذر من الليل بهذا الاستدراك ( الوجه المسالم ) لانه شبه سماسرة الحروب والدمار وسراق الأوطان بالليل .
اَي روح شفيفة يمتلكها الشاعر ابو ضحى الجعفري ليختلي بنفسه متأملا رؤياه الدفينة .
ورغم ذلك ركب المستحيل ليتخلص من العربة الفاجرة 
حتى انه ذكرها بصيغة التنكير لكي يؤكد استنكاره لها ليدس تعجبه الساخر لان النكرات اصبحتَ هي الرؤوس فيا لسخرية القدر الذي رهن كل شيء وأصبح مرابياً هو الاخر . 
انما كان تخلصه من هذه العربة الفاجرة التي لا اريد الخوض في تأويلها تخلصين 
تخلص من الركوب وتخلص من الدهس وان كان الدهس وشيكاً
فها هو ينظر الى الأشياء بطريقة مختلفة لانه ينظر اليها مثل الجروح ربما لانه احس بأن كل شَيْءٍ أمسى مجروحاً
كان يمتلك الحكمة تلك التي تشبه حكمة اعقل المجانين لذلك كان يرى بشكل مختلف وهو يتساءل هل تسمعه الشاحنة ( ربما الضوضاء من المتفوهين بالتراهات) 
هل تسمعه المدينة المنكوبة الغارقة في حزنها الطويل ....
،،،،
نص الشاعر:
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
اصطدم به الليل .اصطدم بشعره 
كما يصدم دراجة هوائية 
كما يصدم شاحنة 
كان الليل 
كتلة من الجنود.كتلة من السيوف 
كتلة من الاسلحة 
لكن كان له وجه مسالم 
...........
بصعوبة تخلص من عربة فاجرة 
بصعوبة تخلص وهو يمسك علبة شراب 
يتمايل معها فوق الجسور 
يرى الاشياء مثل الجروح
في عينيه المصممة جيدا 
لترى كل لون 
................
تحت شجرة تكسوها اوراق الاستحمام
تمدد .
هناك دخان ازرق .وجوه تبتسم 
ردد من هولاء 
.............
كانوا معه في مسابح الملك الساخنة 
يلتفون معه حلما طازجا 
يلتف معهم كسمكة معلقة 
........................
ضل يردد
هناك روح في العلبة 
روح تفكر 
هناك روح في العلبة 
لم تسمعه الشاحنة 
لم تسمعه المدينة 
المستحمة باوحالها
،،،
،،،
*مقاربة مع ما ورد في الملف الاول لآفاق نقدية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق