الاثنين، 4 فبراير 2019

على خطى صموئيل بيكت / قراءة في نص مياسة ( خارجك ) .. الناقد/ جمال القيسي



في المطلق،،،او النص الذي يفقد حوافه ،،المؤطرة للزمان،،ينتزعك،،مما انت متموقع فيه،،ليلقي بك في لجة،،غامضة،،انت أسير لعالم ،،متخيل،،وافتراضي،،وسوريالي متطرف،،بنزعة صوفية،،لا علاقة لها،،بعالمنا،،فضاء،،استطاعت الشاعرة،،ان تؤثثه بكل هيمنة واستبداد،،رسمت فيه السواقي والمدن،،والبيوت،،لكن لا ساكن فيها غير اثنين،،،افترضها الفردوس،،لحظة الخلق،،،فقط آدم وحواء،،لاغيرهما،،،هاهي مياسة،،تفصح لنا،،عن الموقف الاول،،بين الرجل والمرأة،،لكنها تطرحه،،من منطلقها الجنوسي،،،النص يقطع الانفاس في غموضه،،،بقدر مايسحر في الموسيقى التي ترافقه،،لدرجة ان كل لفظة مموسقة،،،مع ثراء واسع،،في الوصف،،ورسم الامكنة ،،في المطلق،،لان الحوار،،من طرف واحد،،وهذا الطرف،،يخبرنا بشفرة رسالته،،ان لاوجود مادي،،وإنما ،،حوار ارواح اكتسبت الخلود،،،
ربما في القراءة الاولى،،او الغير محترفة،،لا تستطيع ان تحسب هذا النص،،الا بهلوسات ،،لمجنون فيه ضرب من الانفصام،،لكن مهارة الشاعرة ،،في توظيفها للشاعرية ( البويطيقا ) في المقطع
(... لم يكفِهِ أنْ ينتحبَ على سلالاتِ غبــارٍ
علِقَتْ بمياهِهِ وأوبارِهِ المنحلّةِ , كي يَعبُرَ ما 
يَنبغي عبورَهُ ويَنفي "أناهُ وأنايَ" الأزليَّين ؟!)
اعادت التوازن ،،وبددت العتمة،،لتحيلنا،،الى فعالية فهم خطابها،،وتنسيبه الشعري،،،انا لا اعرف خلفية مياسة الثقافية،،والمؤثرات التي تستمد منها،،،ولكني ارى طيف صموئيل بيكت،،يتجول في نصها،،،وزعيق أرثر شوبنهاور،،،الذي يعلن،،بأننا مجرد ظواهر عارضة،،ليس الا،،ولكن مايخفف حدة هذه العدمية التي تشتغل عليها،،اصولها الشرقية،،لتكون وسيطًا متناقضًا،،منطوي ،،على الصراع،،العدمي النافي،،وليس الجدلي،،،
لابد. لنا ان نقول انها تنتج ،،ادبًا مهما،،وحيويًا رغم سوداويته،،وتنحت نهجًا صوفيًا،،،لتظهر لنا أزمة المثقف العربي،،في مرجعيته،،وسط هذا الموج المتلاطم للانسانية،،،ما أروعها ،،في دعوتها،،لتخطي الانا،،والعشيرة،،،بل وحتى الحياة،،،لذلك أقول انها تلميذة نجيبة لشوبنهاور،،،سواء كانت تعرف ام لا،،
أ.جمال قيسي / بغداد
خارجُكَ ..
خارجُ المآقي والحقائقِ النافرةِ
أبلّلُ أرقَكَ
وانحناءاتِكَ البعيدة !!
(.. لم يكفِهِ هنيهاتُ جدارٍ تَفيضُ فوقَ ظلالِهِ
وأوهامِهِ النضرةِ وأهدابِ صمتِهِ المحشوِّ بمَا
يَفوقُ دمعَهُ وانقساماتِهِ السرّيةِ ..)
لم ينكسرْ أيٌّ مِن حصَاكَ !
خارجكَ ..
خارج تحافيرِ مياهِكَ ،
وركامِكَ
الطويلِ
ثمةَ خثرةٌ .. تسقطُ
كَـ رؤوسِ
أغصانكَ
تُفرِغُ .. ذاكرةً
ومساكنَ
هواء !
(... لم يكفِهِ أنْ ينتحبَ على سلالاتِ غبــارٍ
علِقَتْ بمياهِهِ وأوبارِهِ المنحلّةِ , كي يَعبُرَ ما
يَنبغي عبورَهُ ويَنفي "أناهُ وأنايَ" الأزليَّين ؟!)
لا مكانَ
يَنفلِتُ خارجَ قِبابِ الزُرقةِ
وبروقِ "أنَاتِنا" !
.
هناكَ ..
حروقٌ وحيدةٌ
تلتمُّ ..
لم تعدْ ..انحناءَاتٌ
للذاكرة !!!!!!!
.
#مازلت_أقول ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق