الأحد، 17 فبراير 2019

حرفية نقد اعتباري النص الشعري والنص النقدي المقابل... الشاعر وليد..ع العايش ....الناقد حميد العنبر الخويلدي _ لنْ تموتَ المِحْبَرةْ _

لأجلِ عينيكَ أُصلّي 
قبلَ أنْ تَجِفَّ المِحبرةْ 
أرسمُ صوتكَ على نُسغي 
كما ترسمُ الخطَّ المُستقيمَ المِسطرةْ
لا تُبالي بِما قالهُ عابرٌ , أو مسافرٌ 
فإنَّ القولَ تمسَحْهُ صلواتي المُزنرةْ
طرزتُها بصريرِ قلبي 
وألبسْتُها آهاتي المُجمّعة , والمُبعثرةْ 
لا تقلْ بأنَّ الحظَّ راحلْ 
أو سَتُحرَقُ في الدربِ القوافلْ 
فالخطُّ المستقيمُ لا يشبهُ المائلْ 
أيقنْ على هاتيكَ الرابيةْ 
بأنّي لنْ أخلفَ وعدي 
فهكذا علمني عندما كنتُ كهلاً 
جدّي ؛ وأبي ...
وهكذا كانَ لقاؤنا 
مُستقيماً على توازٍ 
معَ أزيزِ مُجنزرةْ 
فلتحلمُ كما تشاءْ 
كما طفلٍ , مازالَ ينتظرُ الغناءْ 
أو ك ميْتٍ يُصغي للرثاءْ 
أو ك صخرةٍ هشّمتها مطرقةْ 
لا تعرفُ مِنَ الحياةِ إلاَّ العنْتَرةْ 
لنْ يُقتَلَ الحُلمُ 
إنْ آمنتَ بأنَّكَ أقوى منْ قدرٍ 
يأتي بِلا استحياءْ 
أو رصاصةٌ تهوي على صدركْ 
مُرسلةٌ هي من جوفِ السماءْ
لأجلِ عينيكَ أُصلّي 
إلى أجلٍ غير مُسمّى 
صلاةُ فجرٍ ؛ صلاةُ عصرٍ 
وتنهيدةْ ... 
ك ماردِ المصباحِ تُغني 
لمنْ أتى الآنَ 
وتقولُ وداعاً لمنَ غادرْ 
لمنْ راحَ مُهاجراً ؛ مُسافراً 
راكباً دَفّةً خشبيةَ الأطوارْ 
لمْ يعِ الليلَ إنْ حضرْ 
ولا يدري كيفَ عبرَ النهارْ 
فعلى الرصيفِ تتربصُ 
بمنْ سيأتي المِقبرةْ ...
لأجلِ عينيكَ أُصلّي 
ولأجلِ عينيكَ , لنْ تموتَ المِحْبَرةْ ... 
__________
وليد.ع.العايش
31/12/2018م
٠
٠
٠النص النقدي المقابل
٠لذّةُ التَّلَقّي في غيبة النص وظهوره .......... 
.…………………………………………………………. النص فارض لجماله حتما..من خلال شَدِّهِ للمتلقي في غضون القراءة وترك الاثر الى زمن مابعد القراءة..فلعله الكاءن الحي الذي يجوب عوالم الذهن ليترك البصمة الجمالية عن ذاته وصفاته..وكما هي المِزْية في ادب العرب ..من انّ اللّذة في النص لذّتان
لذة الحضور في القراءة ولذة الموادعة
والموادعة اطول وابقى..
وكما هو الحال مع.. قفا نبك للملك الضليل.. وانشودة المطر للعظيم المرحوم السَّيّاب.وهذا في سبيل المثال وتدعيم الفكرة..اذ عاش السياب نفسه
انبهارَ ودهشَ اللقاء في غامض الوجود عند استجلاب الخامات الاولى
في الدخول التهجسي للخلق الفني في النص..انشودة المطر.. حتى قبل ان تُكنّى وتُوسّم بالاسم ذاته..
وبعد ان اعلن شهودية حال التَّصْيير لها
في الموقف واكتمال المخلوق في مشيمة العبارة ونظم البُنْية راى السياب صورة مخلوقه ..الرؤية العيانية قبل الظهور ..الى عرض الوجود..
وحين مجاراة الخروج من العمق الرحمي المظلم ..وامتلاك النص اراداته وشفراته والمبدع يرى ويشعر
في هذا الحال اذ اخذ دور التَّلقّي بعد اكتمال تمام الصورة في وحدتها النصية.. وهذا اول البصمات..واول اللذاذات..بل هي رجفات جسد الفنان بين فرحه وخوفه دهشته وانبهاره..
وقد يظن وهو في تلك الحال قد امتلك سر الربوبية..
وهذا قمة سمو ذاته لولا انه بَرَدَ من حُمّى الصيرورة والتي لو قسنا معدّلَها في اللحظة لتبين انها تصهر احجار جبال الالب في اقل من ثانية وتبقي على مايريد ذو الربوبية واعني المبدع
ايما مبدع..
هذا الاجمالي المختصر من الفكرة عن منظور اللذة في الابداع والمبدع غاءصٌ في وحدة شهود مع الكون والطبيعة قبل الظهور..الى العرض..
اما في الاكتمال والتمام فهناك لذة اخرى للفنان اذ ياخذ دور المتلقي قبل المتلقي القاريء او السامع المتفرج ..اريد ان ابين ان الفنان المبدع هو الربوبي الاول الذي صيَّرَ
الامشاج وشهد عليها في الكيفية ضمن عواملها التكوينية..
وهو المتلقي الثاني في امتاع جماليات البنية
والمستوعب والمقدر لنشاط ماتبثه من سحريات اذ ياخذه التردد والهذيان والخوف والقلق فضلا عن كونه هو الكون ذاته او الوجود في وحدته الاعتبارية..فلعله في اللحظة يتم تبادل الادوار والوظيفة يصبح المبدع وجودا كلَّ الوجود وطبيعةً كلَّ الطبيعة ريثما ينفكُّ من موقف الخلق
في النص..
هنا نؤشر ان النص اكتمل واعلن الشاعر او الرواءي او اي حِرَفِيٍّ قدَّمَ صنعةً للحياة ..
دخل دور التلقي في الوعي والتبصرة
الفنية الاختصاصية متابعةً في المشوار او نفعاً ربحياً .. وهنا حلت الموادعة بين المبدع وابداعه..
اُبَيّنُ في هذا المقال كيف للمبدع وليد
العايش تناول منصوصتَه الموسومة هذه......لن تموت المحبرة...
اذ تحرينا نقدا وفلسفة اجراء الكيفية
في خلق نصه ..واخذنا على عاتق منهجنا الاعتباري في الفن والادب موضوع ...اللّذة في التلقي من قبل الظهور وبعده..
وقسّمنا لذة الفنان وهو غايص تحت جلدة الوجود يستجلب امشاج النص الى لذتين .الاولى شهودية العنصر البكر في الخامة عند الاستجابة..
والثانية..لذة امتاع استشعارية بعد تمام الصورة في الهيولى التدرجية عند الاستحالات..
وبعدها ياتي دور الموادعة او المفارقة
الفنان يستدرك على حاله وينفض غبار طلعه ويخرج من غيبته الى ظهوره هو ذاته كانسان فرد ..متلق جديد يعرض بيده ...لن تموت المحبرة...
يعيش التباهي وفعل النرجسية والتفرد وذوق الجوارح والادراك الذي سبق به حس الاخرين من جنسه في خدمة غرض الوقت..
ومن بعد هذا ياتي دور التلقي واللذة 
في العرض عند المتلقي غير المبدع..اذ رايتُ وراى غيري..
وهنا اللقاء في الامتاعي الحقيقي
المحسوب اذ يُسخّر النتاج حسب طاقاته وضروراته ونقص الحياة له 
باعتباره عوضا لسد نقص استشعره الفنان قبل غيره..واتانا به صيدا حرا
من بريات الجمال
لاجل عينيك اصلي 
قبل ان تجف المحبرة
ارسم صوتك على نُسغي
كما ترسم الخط المستقيم المسطرة
تجلي ونشور الحمى معا عند ذات وليد العايش في بحبوحة زمكانه حيث الضرورة اعلنت لابد وحتما
من ان يهاجر وليد الان ليستجلب خامات التراكيب تفكيكا من غيرها اذ
كانت هي تلكها مشتركات من ابدان لغيرها في الوجود..
تثاءب وليد ترنح نعس وفز
اضطرب شك ان صديقا يغامره 
يخادعه يراوده..
استغفر الله على طريقة الصوفيين
فلعله انمسك ولايدري اي اللذة اخذت تسحب به الى عقد قران نظيف ..
.....لاتبالي بما قاله عابر
او مسافر
فان القول تمسحهُ صلواتي المزنرة
طرزتها بصرير قلبي
والبستُها اهاتي المجمعة والمبعثرة
لاتقل بانَّ الحظ راحل
او ستحرق في الدرب القوافل
فالخط المستقيم لايشبه المايل
هذا الاقناعي الجميل
والالتذاذي في تلقي الحجج المتاصلة في روحه كلها متاع رحلة من اجل ان يجر الزعلان الى كهف الاسرار 
او قل المحبوب الى شهادة سرية وكانه يظن ان الكون لايعلم
لا ..اقول لك ياوليد ويا ايَّ فنان اننا مؤخوذان فان الوجود معنا في وحدة اعتبار لدني مربوطان ربطا تلازميا لافراغ فيه ولاسر محفوظ ابدا انما هناك اخبار وسيع مع الخليقة دون 
الذي تخشى منه وهو الاخر مثلك اعني الانسان ..
فالوردة تدري والغزالة والحوت الازرق
والسحابة والطاير تدري فيك ما توسوس به نفسك ...
وهكذا هو ...دمت. 
ت...12...2...2019
أ.حميد العنبر الخويلدي..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق